27‏/12‏/2010

إعتدال وليس إنحلال

إن دوام الحال من المحال والتغيير من سنن الحياة ولكن يبقى أن نحدد نوع التغييرالمطلوب وشكله فهناك ثوابت لايمكن تغييرها أو تبديلها ولكن فى سعينا من أجل مواكبة العصر وملاحقة التطورات والتعايش مع المستجدات يجب علينا محاولة التوصل إلى صيغة يمكننا بها الحفاظ على ثوابتنا وهويتنا وفى الوقت نفسه مسايرة تطورات الحياة دون التخلى عن قيمنا ومبادئنا الثابتة لهذا لايمكننا الوقوف عند مرحلة معينة نختبىء خلفها خشية الإنزلاق مع تيارات واردة لم نعرفها من قبل ولم نعايشها سابقا فهذا الإختباء لايساعدنا فى الحفاظ على هويتنا وثوابتنا لأننا لن نستطيع مواصلتة فى عصر أصبح فيه الإندماج ضرورة حتمية والتواصل فيه له أهمية بالإضافة إلى إنتشار وسائل الإتصال وتكنولوجيا المعلومات فأصبح لايمكن بحال من الأحوال أن نمنع أبناءنا من الوصول إلى معلومات ربما نريد حجبها عنهم أوالتعرف على سلوكيات نراها لاتتماشى مع تقاليدنا وقيمنا فلم يعد فى الإمكان أن تقوم الدول بحجب المعلومات أو منع الأجيال من الوصول إليها أو الحيلولة بينهم وبين التعرف عليها أو مشاهدة بعض المواد التى تحتوى إسفافا وإبتذالا حيث تسود هذه التكنولوجيا العالم بأسره وفى الوقت الذى أصبح فيه العالم قرية صغيرة بل يكاد يكون غرفة واحدة يجلس فيها الجميع سويا فأصبح الإنفصال عن الآخر دربا من دروب الخيال بل على العكس أصبح من المهم التواصل معه والتعرف عليه وعلى ثقافته وعاداته ولكن تبقى كيفية التعرف وأصوله وحيث أننا قد تأكدنا أنه لم يعد فى الإمكان الإختباء أو الإبتعاد عن الساحة الدولية سواء بين الدول أوالشعوب لذا يلزم علينا صرف النظر عن هذا المنع ولكن نعمل على التواصل بين الشعوب والثقافات شريطة أن نكون قد قمنا بتربية أبناءنا وتوعيتهم وغرس القيم الصحيحة والمبادىء الأساسية عن طريق التعليم فى مدارسنا والتربية والتنشئة فى بيوتنا فلم يعد الزمان يسمح بأن ننشغل فى كيفية المنع بل الأجدر تعليم الأجيال كيفية التعامل معها وحسن إستخدامها وعدم الإنجراف فى مزالقها أو السقوط فى هاويتها أو إعتناق مبادئها ونقل سلوكيات لا تتماشى وقيمنا ولن يتأتى هذا سوى بالتعليم والتثقيف وليس بالمنع والحجب وعندها تستطيع الأجيال التعامل مع الآخرين دون الإنزلاق أو السقوط بل بحسن التصرف والسلوك فينمى مهاراته ويحفظ هويته دون التخلى عن عادات وتقاليد ثابتة بل ربما يستطيع هو نقل قيم وعادات يراها سوية وصحيحة إلى الآخرين بدلا من أن ينقل عنهم كل ماهو سىء وهكذا نصل إلى نتيجة مفادها أنه لم يعد فى إمكاننا الإنعزال عن العالم وأصبح الواقع يحتم علينا التواصل مع الآخر والإنفتاح عليه وليس هذا معناه أن نلقى بثوابتنا وقيمنا وراء ظهورنا ولكن أن نطور من أداءنا بحسن التعامل وإجادة الحوار والحفاظ على ثوابت هى فى الأساس تمثل هويتنا التى نستمد منها وجودنا بين الأمم وكل هذا وذاك لايمكن إنجازه إلا بخلق أجيال واعية قادرة على التعامل والتحاور مع الأخرين ليس لمجرد تقليدهم أو النقل الأعمى عنهم بل بالتمسك بقيم ومبادىء راسخة دون التشدد والتزمت والرجوع إلى ماض بعيد لم يعد قائما ولكن بحسن الحوار وتطوير الإتصال بالشكل الذى يحفظ لنا مكانتنا ويحافظ على هويتنا وفى الوقت ذاته يعكس تطورنا ونهضتنا فليس من المحتم لكى أواكب التطورات أن أتخلى عن القيم والثوابت والعادات ولكن دائما ماتكون هناك مساحات نستطيع التحرك فيها دون المساس بالثوابت والمسلمات ولن يتأتى ذلك بالإبتعاد والإنزواء ولكن بتأسيس أسرة تعلم وتربى وتثقف وليس بالتحكم والمنع بل بالمتابعة والتقويم لأنه لم يعد من الصالح التسلط وإدارة شؤون الأبناء بدلا منهم ولكن بالتوجيه والتقويم عند الشعور بالإنزلاق عن الطريق القويم وبهذا يمكننا التمسك بثوابتنا والحفاظ على هويتنا والحياة بحرية وإستقلالية ولكن دون أن تتحول إلى فوضى وعشوائية .

21‏/12‏/2010

دعاة ليبرالية أم عودة إلى الجاهلية ؟

لم يأت الإستعمار للبلاد يوما تحت مسمى الإستعمار ولكن دائما مايتخذ أسماءا مضللة فى محاولة لإخفاء السبب الحقيقى وراء إستعماره وإحتلاله فقديما جاء الإحتلال بهدف تنمية البلاد والنهوض بها وتحديثها ورفع قدراتها وتحسين أوضاعها ولكن على أرض الواقع هو من يستنزف ثرواتها وينهب خيراتها ثم تطور العصر فتطورت معه أشكال الإحتلال ومبرراته فأصبح يأتى بهدف الدفاع عن الحرية ونشر الديمقراطية وتغيير النظم الديكتاتورية وأيضا على أرض الواقع تجده هو من يمارس أقصى أنواع الإستبداد وأشد صور القمع والقهر ويرتكب شتى أنواع الجرائم الوحشية والتى تعاقب عليها جميع القوانين الإنسانية والدولية وتدينها كافة المواثيق الدولية ولكن دائما ماتجد الإحتلال يروج لإحتلاله بعبارات كاذبة وحجج زائفة حتى يبرر لنفسه ويقنع السفهاء من القوم ويجند العملاء منهم بمبررات قدومه وإحتلاله ,تلك كانت مقدمة للربط بينها وبين موضوعنا الأساسى الذى نتناوله وهو الحديث عن هؤلاء الذين يدعون ليبرالية فتجدهم يسيرون على نفس درب المحتل فيستخدمون كلمات كاذبة وعبارات زائفة تحت مسمى الحرية وممارسة الحقوق الإنسانية وكفالة حرية الرأى ولكن تجدهم إذا حدثوك عن الحجاب إذا بهم يهاجمون المحتجبات بحجج عديدة ومهما كانت منطقية تلك الحجج بالرغم من بعدها تماما عن أى منطق إلا أنهم يؤكدون زيف مبدأهم وهو الحرية فإذا كانوا يعطون الحق فى الحرية فإختيار الزى من صميم حرية صاحبه وليكن لكل إنسان حرية إختيار ملابسه مهما كانت بالنسبة للأخر فالليبرالية التى يتحدثون عنها فى مفهومها أن يصنع الإنسان مايشاء طالما أنه إرتضاه لنفسه ولايحق لأحد مساءلته أو التضييق عليه ولكن عندما تتحاور مع هؤلاء دعاة الليبرالية تكتشف أنهم فى الحقيقة ماجاؤا لنشر ليبرالية بل هى مجرد ستار يخفى خلفه حقيقة الدعوة إلى التبرج وخلع الرداء بل وكشف الأجساد فلو كانوا حقا صادقين فى ليبراليتهم فليتركوا من تحتجب وشأنها ولتكشف من شاءت عن جسدها فإذا كانوا يعطون الحق لأنفسهم فى خلع ردائهم فلابد أن يكون للأخرين الحق فى إرتدائه وإلا زالت عنهم الليبرالية التى يتحدثون عنها وتحولوا إلى ديكتاتوريين يريدون شكلا واحدا ونمطا محددا ليس لغيرهم مكان فيه والأكثر غرابة أنهم يجادلونك فى حقيقة من تغطى جسدها فيتهمونها بالفجور المستتر خلف حجاب وهنا يحاسبونك على النوايا التى لايعلمها إلا الله وإذا كان الحساب هكذا فالأولى أن تحاسب المتبرجات الكاسيات العاريات لأن مظهرهم وأشكالهم تغنى عن التشكيك فى نواياهم لأنه لو صدقت النوايا لصدق العمل ولكنها هى الأساليب المستخدمة عندما يريد أحد نشر سلوكيات معينة أو فرض سياسات محددة فدائما ما يأتى بمبررات وأسباب معلنة غير التى يخفيها ونحن هنا لانحكم على النوايا ولكن نحكم على سلوك ظاهر وواضح فكيف تطلب منى أن أصف عارية بأنها رمز النقاء والطهارة وعلى النقيض أصف متحجبة محتشمة بالتهتك والإنحلال ,إن هذا التناقض المريب من وجهة نظر دعاة الليبرالية هو الحكمة والمنهج الذى يريدون تعميمه بأنك كلما خلعت تكن أصدق الناس وأكثرهم حسنا وإيمانا أما إن إحتشمت وإلتزمت فأنت تمارس الرزيلة من خلف حجاب بل ويعترضون على الحجاب نفسه بإدعاء أنه ليس من الإسلام وهم لايعرفون شيئا عن الإسلام ولو إفترضنا صحة إدعائهم وإعتبرنا أن الحجاب ليس من الإسلام فلنعتبره زيا كباقى الأزياء فما يضيرهم عندما ترتديه أيهم بكامل إرادتها وعن قناعتها فهل هذا ليس فى مفهوم الحرية والليبرالية أم أن الليبرالية لاتتفق إلا مع خلع الرداء فنكون هنا أمام إتجاه محدد وليس فكرا ليبرالي يسمح لكل من شاء بفعل مايشاء وعلى جانب أخر يتهمون المحتجبات بالرجعية والعودة إلى عصور التخلف وهنا نجيبهم أن التبرج والتعرى هو وبحق مايعود بالمرأة إلى الوراء كثيرا وإلى عصور الظلام وعهد الجاهلية الأولى عندما كانت المرأة مستباحة العرض والجسد وكان التعرى والتهتك هو مصدر رزقها وكان يتبادلها الرجال كسلعة تباع وتشترى بل كانوا يجبرونها على التعرى لينالوا منها مايشاؤون وقتما يشاؤون فأيهم دعوة للوراء الإحتشام أم التبرج ؟إن هؤلاء ليسوا دعاة ليبرالية بل هم دعاة عهر وفسوق وتبرج ودعارة ولكن يختبؤون وراء شعارات كاذبة وأقوال زائفة ويبقى فى النهاية أنهم لو أرادوا صدقا فليتركوا كل إنسان وشأنه فليحتشم من يشاء وليخلع عنه ردائه من يشاء ولكن لايحجبون الرأى وينفردون هم بآرائهم لأنهم بذلك ليسوا دعاة حرية بل دعاة تحكم وإستبداد وديكتاتورية ناهيك عن الدعوة إلى التبرج والإنفلاتية .

18‏/12‏/2010

هل يظنون بنا سفاهة أم أنهم هم السفهاء؟

جميعنا يعلم أننا فى وطننا العربى الكبير نعيش فى ظل حكم فردى يحكم البلاد ويسير العباد كيفما شاء ووقتما شاء ولايمكن لمسؤول مهما علا شأنه أن يبدأ مشروع أويعطى تصريح أو قرار فى شأن من شؤون وزارته إلا بعد الحصول على إذن من الحاكم الأوحد أو المرورعلى مكتبه وأخذ الموافقات والتبريكات سواء للقول أو الفعل وفى مصرنا الغالية عشنا منذ أيام قليلة التجربة المصرية الفريدة للإنتخابات البرلمانية والتى شهدت تطبيق نموذج جديد من النماذج المبتكرة فى التزوير بل إبتداع ماهو أكثر حداثة من التزوير وهو تزوير التزوير ولن نخوض فى تفاصيل تلك الإنتخابات وماشابها لأننا بإختصار يمكن أن نسميها عملية تزوير شابها إنتخابات وليس العكس وإذا كانت تلك التزويرات لم تشهد البلاد لها مثيل من قبل بل لم تشهد مثلها أى من البلاد التى لاتملك مجرد دستور ولم تمارس أية عملية سياسية من قبل إلا أن الأكثر تزويرا من تزوير الإنتخابات هى التصريحات التى طلع علينا بها المسؤلون عن الحزب الحاكم أو الحكومة وإن كنا نجد لهؤلاء جميعا العذر فيما يقولون من تصريحات فليس الأمر بأيديهم ولكن أن يطلع علينا رئيس الحزب ورئيس الدولة والحاكم الأعظم فيخبرنا بأن الإنتخابات فى مجملها تمت طبقا للمواصفات القياسية وحصلت على شهادة الأيزو الأوروبية فهذا هو أكثر الأمور طرافة فى الأمر مع أننا لم نعهد من الرئيس طرافة وهنا ليس الخلل فى الإنتخابات بحد ذاتها ولكن فى تلك المنظومة الحاكمة بشكل عام فمن خلال أحاديث هؤلاء تلاحظ غرابة هؤلاء ناهيك عن غرابة حديثهم وكأنهم يتحدثون عن أحداث وقعت خارج البلاد ولم تقع أمام أعيننا وشاركنا فيها وشهدنا أحداثها بل ونحن جزء من هذه الأحداث وكأنهم يتحدثون عن إنتخابات جرت فى دولة أخرى وتمت بأيد شعب آخر ونحن مجرد متابعين للخبر وأيضا كل هذا شأن  ويبقى هناك شأن آخر وهو تصريحات الرئيس قبل الإنتخابات والتى ظلت تتغنى بها وسائل إعلام الحزب الحاكم وهى وعد الرئيس بنزاهة الإنتخابات وهنا نتساءل إذا كانت الإنتخابات قد شابها مثل هذا الكم من التزويربجميع أنواعه وأشكاله فى ظل وعد الرئيس بنزاهتها فماذا لو لم يكن وعد الرئيس؟ هل كانت ستتحول إلى إستفتاء؟ وهذا يدفعنا إلى التساؤل عن مدى مصداقية وعود الرئيس فهل هى وعودا حقيقية ولكن القائمين على تنفيذها يتجاهلونها؟ أم أنهم يعصون أوامره ؟أم أنها وعود للنشرفقط فى وسائل الإعلام ولكن الحقيقة أنها وعود زائفة وتم الإتفاق على ماسوف يتخذ من إجراءات ؟فإذا إعتبرنا أن وعد الرئيس حقيقة فإذن كيف لايتم تنفيذه؟ وهل يستطيع كائن ما كان شأنه فى مصر ألا ينفذ وعود الرئيس وتوجيهاته أو يتلاعب بها دون إذن أو موافقة؟ وهل يمكن لهؤلاء أن يعصون الرئيس أمرا مشروعا وهم يطيعونه فيما هو ليس مشروعا ؟أليس الأجدر أن يطيعونه فيما يرضيه ويرضى عنه الجميع ؟وهل يعلم أحدا أن هناك شخصا يستطيع أن ينفذ إجراءات غير التى سمح بها الرئيس ؟وهل لدينا فى مصر سواء كان وزيرا أو مسؤلا من يملك القرار ؟أليسوا جميعا يعملون سكرتارية لدى الحاكم فينتظرون التوجيهات وينفذون التعليمات ؟أليس هؤلاء جميعا قاموا بتعديل الدستور بمجرد كلمة قالها الرئيس وخلال يوما واحدا تم قلب الدستور رأسا على عقب ؟هل هؤلاء الذين يفعلون مايؤمرون فى ساعة من ليل أو نهار يمكنهم ألا ينفذوا توجيهات الرئيس ؟أم أن توجيهات الرئيس فيما يخص السير على طريق الديمقراطية والإصلاح السياسى ليست سوى للنشر والإعلان ولكن هناك صيغة أخرى للتنفيذ على أرض الواقع ؟أم أن هؤلاء غلبهم شيطانهم فعصوا ما أمرهم الرئيس به ؟إذن يمكنه إستبعادهم أم أنهم إستغفروا الله فغفر لهم ؟أم أنها مجرد مسرحية هزلية يكتبها ويخرجها ويسدل ستارها الرئيس الأعظم والحاكم الأوحد ويقوم بأدائها كومبارسات النظام وليس عليهم سوى التنفيذ وإعلان النتائج المطلوبة ؟إننا نعلم جميعا أننا نعيش فى ظل نظام حكم الفرد يديره حاكم أوحد ويتحكم فى مقدراته ويرسم كل حياته فهل نصدق أن الأمر ربما خرج عن سيطرته فى مثل هذه الأمور ؟أم أن الحاكم وأتباعه أصابتهم سفاهة أم أنهم يعتقدون أن بنا سفاهة؟

17‏/12‏/2010

العار لنا

لايغير الله مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم, لقد جرت الإنتخابات وإنتهت فى جو من الغش والتزوير والبلطجة وجميع أنواع وأشكال الفساد المعهود منه والمستحدث وهذا كله ليس بالجديد أو المفاجأة لأننا تعودنا على ذلك من قبل مرارا من قبل نظام لايؤمن إلا برؤيته وفلسفته فى الفساد والهيمنة وليس من مجال للحديث عن فساد النظام لأننا نعرفه مسبقا بل ربما نعرف يقينا أنه يحاول بشتى الطرق تزوير إرادة الأمة وتمت الإنتخابات فى جو فاسد ووسط إجراءات قمعية وإرهابية منذ الإعلان عن بدء الدعاية الإنتخابية وبالرغم من صدور العديد من الأحكام القضائية التى قضت بتأجيل الإنتخابات فى دوائر عدة إلا أن النظام ضرب عرض الحائط بهذه الأحكام ولم يلق لها بالا وأجرى الإنتخابات رغم عدم مشروعيتها وقام بتزويرها بمنتهى السفور ودون مراعاة لأي قوانين أو أعراف ودون أدنى إعتبارات لحقوق المواطنين أو مراعاة لمشاعرهم وردود أفعالهم وكأنه يرسل رسالة مفادها أن الشعب لاشىء ولاقيمة له وأن النظام قادر على فعل كل شىء سواء كان مشروعا أو ممنوعا كل هذا تم بالرغم من عدم شرعيته وجاءت نتائج الإنتخابات وهى ليست بغريبة أو مفاجئة لكل صاحب عقل ورؤية لأنها تكاد تكون معروفة سلفا ولكن الغريب فى الأمر أننا ومع علمنا بما يقوم به النظام لم نستطع فعل شىء أو التصدى له أو حتى التقليل من أثاره وكأننا نحن الشعب من نرسل رسالة إلى النظام بأننا نحن الضعفاء والمستضعفين نحن الذين لاحيلة لنا ولانملك من أمرنا شيئا سوى الندب على سوء حظنا وشجب مايقوم به النظام وكأننا تقمصنا دور الأنظمة العربية فى إدانتها للأحداث العربية ولانملك شيئا نؤثر به فى العملية السياسية إذن لماذا نلوم أنظمة لاتستطيع التأثير الدولى ونحن أيضا لانستطيع فعل أى شىء على مستوى دولنا بل على مستوى دوائرنا وأحيائنا بل ولانملك أصواتنا التى هى ملك يميننا إذن فلماذا نلوم أنظمة على الخنوع ونحن أكثر منهم خنوعا إننا كشعب نحن من نساعد النظام فى الإستقواء علينا وإمتهان كرامتنا والنيل من حرياتنا لأننا تخلينا عن رجولتنا وأصبحنا نقول ولانفعل وإن فعلنا لانؤمن بالفعل إننا تخلينا عن ثوابت قيمنا فأصبحنا لانعدو سوى جماعة من البشر لاتملك من الأمر شيئا ليس لأن الأمر ليس بأيدينا ولكن لأننا تخلينا عن كل شىء فى سبيل الحياة وضحينا بكل شىء فى سبيل الإستمرار فى حياة نعيشها وهى ليست بحياة بل ربما آثرنا حياة لم نحياها بالفعل بسبب خوف من إحتمال حياة خلف أسوار ولكنها ربما تكون هى الحياة الحقيقية أو هى المدخل والطريق إلى الحياة الكريمة التى تليق بنا إننا يجب ألا نغالط أنفسنا فنجلس ونندب حظوظنا على حكومة تتحكم فى مقدراتنا وندعى عدم الحيلة لأننا فى واقع الأمر لم نقدم شيئا يأخذ بأيدينا إلى حيث نريد ونبتغى سوى التنديد والعويل , نحن الذين تخلينا عن حياتنا من أجل حياة فى سجن أكبر هى حياتنا التى لم نحياها نحن الذين إدعينا أننا لانستطيع التضحية بحياتنا من أجل مستقبل أولادنا أو أسرتنا التى نعولها وهذه هى حجتنا التى لطالما ندعيها ولم نسأل أنفسنا أى حياة تلك التى نحافظ عليها ونحن بالأساس لم نحياها أى أسرة تلك التى نحافظ عليها ونحن لم نؤسسها أى مستقبل هذا الذى نحافظ عليه ونحن لم نصنع حاضرنا إننا جميعا مذنبون فى حق أنفسنا وفى حق أولادنا وفى حق أوطاننا لأننا تقاعسنا بل وتبلدنا عن طريق حجج لم ترق إلى مستوى الحقيقة ولكن ربما الحقيقة هى حرصنا على حياة عبودية ومذلة وإمتهان ومع ذلك نريد أن نعيشها مع حاضر بائس ومستقبل مظلم ولم نرفض بل نحن لم نفعل شيئا لتغيير أوضاع قائمة أو تحسين أحوال متردية وخشينا على أموال لم نحصل عليها قط وعائلات لم نكونها بعد ولكننا نحاول تبرير خنوعنا والتنديد بواقع نحن من صنعناه ولاأحد سوانا فهل قام كل منا بواجبه نحو إنتخابات تستحق منا التضحية هل قدم كل منا صوته وجند نفسه ومن حوله لتكوين تكتلات فكرية تواجه وتتحدى نظام نحن نعلم جيدا ماينوى فعله أم أننا إعتبرنا سلفا أن مابأيدينا حيلة فتخاذلنا وخضعنا لظروف لم نسعى فى الأساس لتغييرها هل صمدنا وتحدينا نظام ووقفنا فى وجه تزوير نحن من نشارك فيه أم أننا جلسنا مراقبين ومنتقدين وإكتفينا بدورنا كمن لايملك من أمره شيئا إننا لم نفعل مايتوجب علينا فعله تجاه تغيير أوضاع ولم نبذل من أجلها سوى التنديد والعويل وهذا لأننا لانريد تضحية ولم ندرك أنه لاتقدم بلا عمل ولانجاح بلا تضحيات ولاعزة بلا عناء فظل كل منا فى مكانه يحاول إقناع نفسه بأنه ليس فى الإمكان أكثر مما كان ,إن مافعله النظام بنا وليس بإنتخابات فحسب هى رسالة من النظام لشعب ربما يعرف النظام أنه لايزال يحبوا خطوات أولية ولم يصل بعد إلى مرحلة السير نحو تغيير أو إعتناق قيم من شأنها تغيير هيئة النظام ,إن الحكومة بتزويرها الإنتخابات وفعل ماتشاء ماهى إلا رسالة إلى شعب تعنى أنكم لاتمثلون شيئا ولانخشى منكم ردة فعل وكأن الشعب لاشىء وذلك لأننا وبحق من أعطى هذا الإنطباع إلى النظام بأننا شعب لايزال يحبوا بل يهرول مسرعا لمجرد خوفه من حياة إضطهاد أو تعذيب أوحرمان وهو فى الوقت نفسه لايحيا الحياة ولا ينعم برخاء ولايجد قوت يومه ولا يمارس حريته فأى حياة تلك التى نحرص عليها وما هى إلا حجج لتبرير خنوع وخضوع وتقبل مزلة ومهانة أم أننا حقا كما يرانا النظام لاشىء فى كل شىء .

جبروت نظام أم خضوع شعب ؟

عندما قال الله تعالى فى كتابه مخاطبا قوم فرعون" فإستخف قومه فأطاعوه" لم يكن المعنى أن إستعباد فرعون لقومه ناتج عن قوة فرعون ولكن كان بسبب خضوع القوم أنفسهم إلى فرعون والتسليم له والإقرار بجبروته وعدم التصدى لقوته فكان التسليم والخضوع من جانب القوم هو السبيل ليستمد فرعون قوته ولتعظيم هذه القوة للدرجة التى جعلته يدعى الألوهية وهذا نتيجة إحساسه بالقوة والوحدانية فى سيادة القوم وزاد هذا الشعور إستسلام القوم له وتسليمهم بالخضوع والعبودية فليس من الضرورى أن يكون الحاكم صاحب نفوذ وقوة مستمدة من ذاته بقدر مايمكن أن يمنح القوم هذه القوة والنفوذ إليه بسبب ضعفهم وتقبلهم الخضوع والإذلال والرضا بالمهانة والظلم وكما صنع قوم فرعون بأنفسهم يصنع الأقوام ذلك على إختلاف أشكال وعصور الفرعون الحاكم وعلى إختلاف الأقوام الخاضعة للحكم فعندما يقتنع القوم بأنه لاحيلة لديهم ولاقدرة عندهم فى التصدى للفرعون الحاكم فهم بذلك يقتطعون من قوتهم ليمنحوا الفرعون قوة ويزدادوا هم ضعفا ولكن لو رأى الفرعون أنه عندما يفرض من الإتاوات ويفرض الجبايات ويزور الإنتخابات ويسرق الموارد ويستحوذ على الإمكانات أن هناك من يتصدى لمثل هذه التصرفات فربما يراجع الفرعون حساباته فالقوم الذين يفرض على مساكنهم إتاوات فيدفعوها وهم صاغرين فهذا دليل منتهى الخضوع والتسليم ولم يسأل هؤلاء القوم أنفسهم ماذا لو صار الحال غير الحال وأصبح ليس فى الإمكان دفع تلك الإتاوة فهل سيبيتون فى العراء ؟هل سيتركون منازلهم ؟والإجابة نعم سوف يتركوها وإن لم يكن عن طيب خاطر فسوف يطردون منها والسبب أنهم قبلوا وتنازلوا عن أبسط حقوقهم فى العيش ليس فقط داخل أوطانهم ولكن داخل مساكنهم التى هى ملك أيمانهم ,هل هؤلاء القوم عندما يصبح علاجهم على نفقاتهم وهم كذلك يقبلون وهم مستسلمون عندها ماذا يفعلون لو أصاب أحدهم المرض وهو لايملك ثمن علاجه والإجابة أيضا ببساطه أنه ينتقل إلى الحياة الأخرة ولاتقولوا أن لكل أجل كتاب لأن هذا حق ولكن بالموت وليس القتل إن هؤلاء القوم عندما يصبح تعليم أبنائهم على نفقاتهم إذن فماذا يفعلون عندما يصبح التعليم فى غير مقدورهم والإجابة أن أبنائهم سيصبحون بلا تعليم فى زمن التعليم فيه كالماء والهواء وكل هذا وذاك فى الأساس هؤلاء القوم هم من صنعوه وليس الفرعون الحاكم هو من جاء به لأنهم لم يدفعوا يوما ثمنا ليدافعوا به عن حياتهم أو ليحيوا به حياتهم وحياة أبنائهم لذلك أصبحوا موتى فضحوا بأنفسهم ظنا منهم أنهم يضحوا من أجل أبنائهم ولكنهم ضحوا من أجل الفرعون الحاكم ليزداد قوة وطغيانا وإذلالا ويزدادوا هم فقرا ومرضا وجهلا فلا يقولون ضحينا حتى يعيش أبناءنا بل ضحوا بأنفسهم وأبنائهم من أجل الفرعون ولايقولوا قدر الله وما شاء فعل ولكن يجب أن يقولوا قدر الله ولكننا لم نفعل ماأمرنا الله أن نفعله وإنا لله وإنا إليه راجعون .

14‏/12‏/2010

نحن والآخر

وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا من هنا نجد أن الله عز وجل خلق الناس جميعا على إختلاف توجهاتهم ومعتقداتهم بل وهويتهم حتى يتم التعارف بين هذا وذاك على إختلافهم ولما كان الإنسان بطبيعته الفطريه يحب التجمع والعيش وسط مجتمعات وليس بمعزل عن الآخرين لذا لزم عليه أن يتعامل مع الناس بإختلافهم فيتحدث إلى هذا ويحاور ذاك مهما كانت الرؤى فلابد من وجود صيغة مشتركة للتعامل والتعايش مع بعضنا البعض ولما كنا نحن العرب والمسلمون أولى الناس بهذا السلوك لأنه نزل فينا قرآنا يحثنا على مثل هذه السلوكيات إلا أننا مع ذلك أقل الأمم تعايشا سواء مع بعضنا البعض أو مع الآخرين فيختلف كل منا مع الآخر لمجرد الإختلاف فى وجهة نظر شخصية تحمل الصواب والخطأ وبنظرة إلى شعوبنا العريضه تجدهم يختلفون لدرجة تكاد تصل إلى الشقاق بسبب أمور لاتستحق الخلاف فبسبب مباراة رياضية لايتقبل كل منا النتائج بل ويريد كل منا أن يظل فائزا على الدوام وبالطبع هذا محال وقد يصل الأمرإلى الفراق بين صديقين وعلى مستوى التوجهات الفكرية فلكل منا توجهاته وآراؤه وأفكاره التى يعتنقها ولابد من التنوع والإختلاف فى الرؤى بين الأشخاص وإلا صرنا نسخه واحدة ولكن خلقنا الله على إختلاف ليكون هناك نوع من التمايز والتميز بين الناس فهذا يميل إلى اليمين وذاك يميل إلى اليسار ولك حزب وللآخر حزب مختلف وهكذا حتى يتباين الناس ويتفاعلوا ويتحاوروا لكننا فى العالم العربى بالرغم من قبولنا كل شىء والسىء منه قبل المفيد والذى جاءنا من الغرب بل ونحاول نحن إستيراد كل مالديهم ونستطيع التعايش معه سريعا ونبرره ونحاول تعميمه والتفاهم حوله إلا أننا لانقبل أنفسنا ولايقبل بعضنا بعضا فتجد من هو فى اليمين يريد الناس جميعا يمين ولايسأل نفسه لما لايكون هو يساريا مع اليساريين ولما له الحق فى أن يغضب ممن ليسوا معه ولما لايغضبوا هم لأنه ليس معهم وهكذا هو الحال ومع أننا ننقل عن الغرب كل شىء إلا أننا ننسى أن الغرب كانوا بالأمس القريب ألد الأعداء ومع ذلك تخطوا هذه المرحله ويجيدون التعايش مع بعضهم بصرف النظر عن إختلافاتهم أما نحن فتعمقنا فى إختلافاتنا لدرجة وصلت إلى حد الخلاف وليس مجرد التباين فى الآراء فإذا فاز حزب ما إدعينا عليه بما ليس فيه بل يصل الأمر إلى حد التجريح والتشويه ونسينا أننا فى الأساس إنما نسعى جميعا من أجل صالح البلاد والعباد وأن كل منا يسعى ويجتهد من وجهة نظره نحو تغيير مسارات ربما يراها غير ملائمة ويريد إصلاحها فهل نحن ندعى السعى إلى الإصلاح فنتهم بعضنا بعضا أم أننا لم نتعلم كيفية التعامل والتعايش مع الآخرين وليس لدينا ثقافة الحوار وتقبل الإختلاف أم أننا نبحث عن مصالح شخصية ومنافع ذاتية تحت مسمى الإصلاح والتغيير أم أن هناك أياد خفية تحاول النيل من وحدة هؤلاء الداعين للإصلاح والساعين بالبلاد نحو مستقبل أفضل وحياة أكرم وتوفير غد أسعد فتدس العملاء وتصنع الفتن وسط هذه الجموع الداعية للإصلاح وإذا بهؤلاء لايريدون توحدا لكن يريدون تبعثرا وتفتتا ليظل النظام الحاكم جاثما فوق الصدور وممسكا بزمام الحكم وهنا يجب على الشرفاء والنبلاء إن كانوا حقا هكذا أن يضعوا إختلافاتهم جانبا وأن ينحوا توجهاتهم بعيدا ويتوحدون جميعا لتحقيق هدف واحد وهو تغيير أوضاع متردية وإستبدال أحوال بائسة فإذا فاز أيهم وجب على الآخرين تهنئته بالفوز والعمل معه لتنفيذ سياسات يراها الجميع فى صالح البلاد والوقوف فى وجهه إذا حاد عن الطريق أو تجاوز الحدود فيكون الحاكم والمحكوم والفائز والمهزوم شركاء فى التغيير والتطوير والإصلاح وليسوا أعداءا أو متحاربين عندها يستطيع الجميع النهوض بوطنه والإرتقاء بشعبه بل والظهور بسلوكيات من شأنها إجبار الآخر على إحترامنا وتقبلنا والتعايش معنا وهذا هو بيت القصيد .

18‏/11‏/2010

لماذا لايريد الغرب إسلامنا؟

كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ولأن الأمر بالمعروف لايأتى فى صالح الدول الغربيه فهى تضغط على الحكومات العربية والإسلامية لتضغط بدورها على شعوبها حتى لايعملون بمنهج السماء ولا يتبعون طريق الحكماء والعقلاء فلاهم يأمرون بمعروف ولا يتناهون عن منكر ولأن الغرب وهوالذى يأتى بكل منكر وضلال فهو مهووس بشهوة الجنس والمال والإسراف والتبذير فلايريد لنا إسلامنا لأنه ببساطه يأمرنا بكل ماهو طيب وكل ماهو نقى وطاهر ورفيع وكل ما من شأنه الإرتقاء بالنفس البشرية والإرتفاع بها فوق ماديات الحياة فيجعل المسلمين يترفعون عن الماديات الزائله والرغبات الملموسة الفانية وهذا يدفع الكثير إن لم يكن الجميع إلى إمكانية الإستغناء عن الإستهلاك والإسراف وينتج عن ذلك توقف عجلة الصناعات الغربية أو على الأقل تباطؤها والتى هى فى المقام الأول تعمل من أجل إستهلاكنا بل إهلاكنا وليس مجرد إشباع رغباتنا وليس مجرد كسب بل إبتزاز أموالنا وعندما يكون الإسلام طريقنا فيعنى أننا أصحاب منهج ودين وعقيدة وإيمان بثوابت وقيم ليس من اليسير التزحزح عنها أو إقصائها لذا لايريدنا الغرب أصحاب عقيدة ليس لأننا سنحارب أوسنعلن الجهاد والذى يسمونه إرهابا وإنما لأنهم يعلمون جيدا أن العقيدة تمنح صاحبها قوة وصلابة فلا يخشى موتا ولا يخاف جوعا ولا يؤثرعلى الله التضحية فى سبيله بما لديه من أهل وأموال وأولاد فالغرب لايخشى كما يدعى إرهابا وإنما يخشى عقائد راسخة وإيمانا صادقا قويا ويخشى أناسا لايخافون فى الله أحد ولايؤثرون على الموت شيئا لأنهم يعلمون بل يؤمنون تمام الايمان أن عقيدتهم هى مفتاح نصرهم وباب تحررهم وسبيل تقدمهم لذلك يسعى الغرب بشتى الطرق ومنذ ظهور الإسلام الى خلق أجيال ربما هى مسلمة لكنها بلا إيمان ولم يصل الإيمان الى قلوبهم ليمنحهم قوة العقيدة وحلاوة الإيمان ولذة النصر فتكون أمامهم الأخرة أحب إليهم من الأولى ولذا يسعى الغرب عن طريق هذه الانظمة والتى هى صنيعة هذا الغرب المقيت أن يوهن من عزيمة المسلمين وأن يضعف من قوتهم وأن يفتت إرادتهم بأن يدس لهم الأعمال الشيطانية ويزين أمامهم السلوكيات العدوانية ويطبع أمامهم العلاقات الإجرامية فيفسد البشر ويزين لهم خبيث أعمالهم وعلى مستوى الأنظمة نفسها يخلق نزاعات هنا وهناك وصراعات بين هذا وذاك وعمل تحالفات بين جانب واخر وخلق عداوة بين جبهة واخرى حتى لاتكون لدى أى منهم وحدة واحدة تصد عن الجميع شرور الحاقدين وأطماع الطامعين وتتفتت الأمم بل تتفتت الأمة الواحدة وتبدأ فى التخلى عن ثوابتها ومعتقداتها التى هى السبيل لنصرهم لأنهم لم ينتصروا قط إلا بثبات عقيدتهم وتمسكهم بمناهجهم أما حين يتخلون عنها فلن يستطيعوا نصرا ولا صبورا لأن حب الدنيا يبدأ فى التسلل الى قلوبهم وتميل للشهوات أنفسهم فيصبحون فى خوف على بيوت قد بنوها وأبناء قد أنجبوها وأموال قد إكتنزوها فيسكن الشيطان فى نفوسهم ويتملك من أمرهم فيصبحون عاجزين عن الدفاع عن أنفسهم وأموالهم وأرضهم ومقدساتهم وهكذا يبدأ إستضعافهم وإمتهان كرامتهم وإخضاع إرادتهم وتقييد حرياتهم وإنتهاك حرماتهم لأنهم فقدوا الإحساس بالقوة وتخلوا عن ثوابتهم واحدة تلو الاخرى فأصبحوا لايتناهون عن منكر فعلوه ولا يتباكون على إنتهاك إرتكبوه فيبدأون التعود على الضعف والهوان فيرضون باستباحة الكرامات وسلب الحريات وانتهاك المقدسات لأنهم تخلوا عن عقيدتهم التى فيها أمرهم وإليها مصيرهم ونظل ندور فى فلك أنظمة تخلت عن كل شىء فى سبيل لاشىء ونظل نئن تحت وطأة أنظمة متساقطة متهالكة لم يبقى لديها سوى إحكام السيطرة على شعوبهم وإنزال المهانة بأهلهم ولن تقوم لنا قائمة ولن نستطيع النصر سواء على أنظمة لم نخترها أو دول تتحكم فى سياساتنا إلا إذا عدنا إلى ديننا وإيماننا ومعتقداتنا وتمسكنا بثوابتنا وعندها سنكون وبحق خير أمة أخرجت للناس .

2‏/11‏/2010

مصروإتفاقية السلام

عاشت مصر سنوات طويلة فى ظل الهزيمة وعانت فيها أشد المعاناة من إحتلال الأرض والإحساس باليأس والعجز والإنكسار فى وقت لم تكن فيه آلة الحرب فى صالح الدول العربية مجتمعة وعندما بدأ الراحل السادات فى التخطيط لحرب أكتوبر المجيدة لم يكن فى حسابه أو حساب أى إنسان أن يتحقق مثل هذا النصر وربما لم يكن يخطط لمثل هذا النصر بقدر ماكان يريد العبور من الهزيمة إلى النصر ومن الخوف إلى الثقه وإثبات الذات المصرية والعربية وتخطى حاجز الخوف من العدو الذى لايقهر وجاءت الحرب وتم النصر الذى لازلنا نعيش على نتائجه والتى أبهرت العالم كله بل وأبهرت العرب أنفسهم ثم تمضى السنون ويذهب السادات لعقد إتفاق سلام مع إسرائيل وهنا تبدأ المأساة العربية ويبدأ الإنقسام العربى بالرغم من أن السادات لم يعقد إتفاق السلام إلا بعد رفض الدول العربية المعنية بالذهاب وعلى رأسهم فلسطين فما كان منه إلا أن عقد إتفاق سلام منفرد بين مصر وإسرائيل ومنذ ذلك التاريخ وأغلب العرب يتهمونه ببيع القضية الفلسطينية والتخلى عنها وأن هذا الإتفاق أخرج مصر من محور المواجهة مع إسرائيل وأتساءل هل يريد هؤلاء أن تستمر الحرب دون نهاية إذن فما الهدف منها والحرب تدور من أجل تحقيق هدف وليس من أجل الحرب ذاتها فإذا كانت من أجل إسترداد أرض فهذا صحيح بشرط توافر الإمكانيات ولكن هذه الحرب كانت مجرد عبور من هزيمة إلى نصر ومن يأس إلى أمل ومن ظلمة إلى نوروماالحرب إلا وسيلة لتحقيق سلام وهنا يتناسى العرب أننا لانستطيع الإستمرار فى حرب طويلة والإجابة ببساطة لأننا نستورد قوت يومنا فما بالنا بالسلاح ويعلم الجميع أن المصدر الرئيسى للسلاح هو الحليف الأكبر لإسرائيل إذن إلى متى ستحارب وكيف تستمر فى الحرب إن هؤلاء يخطؤون حين يتهمون السلام بأنه السبب فيما وصلت إليه الأوضاع ويخطىء من يتهم السادات بتحييده للدور المصرى بسبب تلك الإتفاقية ولنا فى التاريخ الكثير من العبر فعند التفاوض لابد أن تكون على يقين بالبدائل المتاحة لديك حتى تقبل أو ترفض الشروط ونحن لانملك الكثير من البدائل أوالإختيار فعند هزيمة ألمانيا فى الحرب العالمية خضعت هى للشروط الدولية وتم تقسيمها إلى دولتين أما إتفاقية السلام فقد أعادت الأرض وأتاحت العيش بسلام وإذا أردنا أن ننتقد أحد فيمجب أن ننتقد القائمين على تطبيق الإتفاقية وليس على من عقدها فالعيب ليس فيها ولكن العيب فى تطبيقها ويخطىء أيضا من يتهم مصر بخيانة القضية العربية والتعامل مع إسرائيل وهى ترتبط معها بإتفاقية سلام ولم نسمعهم يتهمون دولا عربية عديدة ليس بينها وبين إسرائيل إتفاقيات أو معاهدات بل وليس بينهما حدود مشتركة ومع ذلك تربطهم علاقات قوية وأمامنا تركيا ليس كدولة إسلامية فقط بل تعد للكثير من العرب نموذجا من نماذج النضال والتصدى وهى من أكبر حلفاء إسرائيل وأصدقائها بل يربطهما أكبر إتفاقيات عسكرية ومع ذلك لم يتهمها أحد وهذا ببساطة يعنى أن الخلل لايكمن فى الإتفاقيات وإنما فى شكل هذه العلاقات وإتخاذ المواقف المناسبة التى تليق بصاحب قضية وليس مجرد مواقف إنفعالية وشعارات مضلله وكاذبة وعلى جانب آخر لمن ينتقد إتفاقية السلام نذكر الحرب الإسرائلية الأخيرة ضد حزب الله فقد إنتهت الحرب ولم تحرر لبنان بل ورجع حزب الله إلى الوراء عدة كيلومترات ومع ذلك لم يطالب أحد أن يستمر حزب الله فى القتال حتى النصروبعدها قبل حزب الله بالشروط الدولية إذن هناك مواقف لايصح الحديث عنها عبثا فهناك حسابات وأدوات وتوازنات وقوى تتحكم فى المواقف وليس كل مايتمناه المرء يدركه وكذلك على مستوى الفرد يتعامل مع الكثير ممن لايحبهم ولكن تفرض عليه الظروف التعامل معهم وإذا عدنا إلى الوراء إلى عهد الرسول الكريم سنجد أنه كان يتعامل مع اليهود وكذلك فى صلح الحديبيه والشروط المجحفة التى أملاها الكفارعليه وقبلها لأنه يعلم الإمكانات المتاحه لديه وهكذا يكون التصرف فليس العيب فى الإتفاقيات ولكن فى كيفية التعامل معها وإدارتها من هذا كله نصل إلى أنه يجب علينا أن تكون لدينا نظرة عميقة ورؤية فاحصة لأبعاد التعامل ولإدارة المواقف فليست المشكلة فى عقد إتفاقات أو معاهدات ولكن فى كيفية إدارة المواقف وإتخاذ القرارات وأخيرا إذا كانت إتفاقية السلام تمثل خطئا فهل سعى الدول الأخرى للوصول إلى إتفاق سلام مع إسرائيل بعد مرور مايزيد عن الثلاثين عاما ليس خطئا هل فقط إتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل هى الخطأ الأوحد وباقى الإتفاقيات ليس بها ريب أم أن هؤلاء لايريدون سوى النيل من مصر إما بإستمرارها فى حرب بلا نهاية أو تشويه صورتها من هنا لابد من النظر بعمق والرؤية بوضوح والتعلم أن المواقف هى التى تميز الصواب من الخطأ وليست الإتفاقيات والمعاهدات ولذا وجب علينا أن نحيى الرئيس الراحل أنور السادات على النصر المجيد وعلى إتفاقية السلام .

1‏/11‏/2010

دول إسلاميه وحكومات غير شرعيه...!!!

إن أبسط تعريفات الإيمان أنه قول يصدقه العمل أى أننا ننطق بالشهاده فنكون مسلمين حتى نعمل بها فنصبح مؤمنين وإذا كانت الشرائع السماويه جميعها نزلت من أجل نشر العدل والمساواه ورفع الظلم وترسيخ الحق والسلام بين الناس وبين الشعوب وإذا كانت الدساتير فى هذه الدول تنص فى موادها على أن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع إذن نحن بصدد دستور وهو الحاكم الأول لتصرفات الحكومات فى مشارق الأرض ومغاربها ولابد أن تعمل الحكومات على سيادته لأنه الحكم الفصل بين كافة الشعب بل وبين الشعوب وحكوماتها ولكن فى بلادنا العربيه نملك الدساتير والقوانين ولكن ليس إلا ليتم تطبيقها على الشعوب ولاتلقى لها الحكومات بالا فيما يخص هؤلاء الشعوب فتجد حكومات تحارب كل مامن شأنه الإرتقاء بالنفس البشرية سواء من الناحية الروحية أو الأخلاقية أو الفكرية والثقافية فهى تحارب الحجاب بحجة أنه من مظاهر التخلف وتأتى بتفسيرات وأسانيد ماأنزل الله بها من سلطان فتارة يقولون أن الحجاب يقيد حركة المرأة وعبئا عليها والغريب أنهم لم يسألوا المرأة نفسها وإذا كان عبئا على المرأة فهى قد إرتدته برغبتها وحتى لوكان عبئا فليست الحياة كلها جميله وإذا كانت هناك من إمرأة ترتديه رغما عنها فلتخلعه فهذا شأنها ولكن هذه الحكومات تأبى أن يكون بها مظهر من مظاهر التدين والإلتزام وكأنها تريد مجتمعا منحلا ومنحدرا أخلاقيا فتجند إعلامها بأبواقه الفاسده والتى لاتعلم شيئا عن الدين ويتحدث من يعلم ومن لايعلم ويتحول الجميع إلى زجال دين ويأتون بالأدلة الباطلة والبراهين الكاذبة ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون وكذلك تسعى هذه الحكومات إلى إغلاق القنوات الدينية بذريعة أنها تغذى الفكر المتطرف وتساعد على إزكاء الفتنه سواء بين الديانات المختلفه أو بين الديانة الواحدة وذلك أيضا لأنها لا تريد هذه القنوات ذات المظهر الدينى ويبدوا أن هذه الأنظمه لاتريد دينا أو حتى دنيا وعلى النقيض من ذلك تجد هذه الحكومات لاتغلق قنوات تنحدر بالأخلاق وتنشر الرزيلة وحتى لو إفترضنا جدلا صحة إعتقاد هذه الحكومات فى هذه القنوات فبما نفسر تغيير هذه الحكومات للمناهج الدراسية فإذا بها تحذف منها كل مامن شأنه الإرتقاء بالفكر وتفتيح العقل وتأتى بغيرها والذى يتناول الثقافه الجنسية والعلاقات الزوجية وماشابه ذلك ومن ناحية أخرى تحارب هذه الحكومات كافة الجماعات الدينية وكل ماينتمى منها للدين فتجد حربا ضارية ضد جماعة الإخوان المسلمين لدرجة أن تلك الأنظمة السفيهة تطلق عليها المحظورة وهى جماعة ملىء السمع والبصر كذلك ماتقوم به هذه الأنظمة ضد حركات المقاومة المسلحة منها وغير المسلحة كحركة حماس وحزب الله وذلك تحت مسمى محاربة الإرهاب وكأن المقاومة أصبحت إرهابا مع أن القوانين الدولية ذاتها تبيح حق المقاومة لكل شعب تحت الإحتلال فى سبيل كفاحه ونضاله لإسترداد أرضه وحقه المسلوب كل هذا وذاك ولاتجد هذه الأنظمة يوما تحارب الفساد الحقيقى فلو صدقوا لعملوا على تحسين أجور العمال بها والتى لاتصل إلى مستوى حد الكفاف بل لاترقى إلى مستوى البشر لو صدقوا لقاموا بتنفيذ الأحكام القضائية التى تمس الدولة أو ممارساتها القمعية ناهيك عن محاربة هذه الأنظمة لكافة الحركات السياسية التى تسعى إلى التغيير سواء فى نظام حكم وممارسة الديمقراطية والتعبير عن الرأى والرؤية فتجدها تمنع الممارسات السياسية داخل الجامعات وتمنعها خارج الجامعات فإذا كانت ممنوعة داخل وخارج الجامعات فإذن أين يمكن ممارستها إن تلك الأنظمة بإحتكارها للعملية السياسية والتى لاتمارس فيها هذه الأنظمه سوى سياسة واحدة وهى سياسة القمع والبطش وتشويه كل ماهو راق ونزيه ومحاولة تحييد بل تشويه كل مامن شأنه الإرتقاء بالفرد والمجتمع بل وبالإنسانية إن هذه الأنظمة تدعى مالاتقول وتقول مالاتفعل فلا هى تطبق شريعة ولاهى تطبق دستور أوحتى قانون إلا فيما هو فى غير صالح الشعوب وراحت بين هذا وذاك تطبق أمرا واقعا ينحصر فى نشر الفساد والقمع والانتهاك والإستبداد بالسلطات كافة فأصبحنا نعيش فى ظل عصابات وليست حكومات بل قل إن شئت تحولت هذه الحكومات إلى جماعات وتحولت الجماعات والحركات إلى حكومات لكنها بلاسلطه إن هذه الحكومات ماقامت إلا عن طريق الغش والتزوير عبر إنتخابات غير شرعية ولم تأتى عبر إختيارات حقيقية وإنتخابات نزيهة فأصبحت حكومات غير شرعية تحكم بمايخالف الدستور والقانون بل ويخالف الأعراف الإنسانية لذا وجب علينا جميعا التصدى لها والوقوف أمام سياساتها والسعى إلى تغييرها لتمكين رجال يعرفون الحق ويؤمنون بالعدل ويحققون الأمان ويطبقون القوانين والأحكام على كل إنسان دونما تمييز بين غفير وسلطان فى سبيل تحقيق عدالة منشودة وتحقيق أمان منتظر وسيادة المساواة بين الناس جميعا .




20‏/10‏/2010

لأننا قوم أقوال لاأفعال...!!!

إن المتابع لما يجرى على الساحة داخل مصر وخاصة فيما يقوم به النظام من تضييق ربما يصل إلى حد الردة إلى عصور ماقبل النور أو ربما إلى عصور لم نسمع عنها من قبل فما يقوم به النظام ليس مجرد تضييق أو تعتيم بل يتعدى ذلك بكثير فالنظام يعمل على سد كافة قنوات الإتصال وسبل المعرفة بدءا من تكميم الأفواه وتأمين النقابات والإتحادات وأقصد تحويلها إلى فروع لأمن الدولة وكذلك مايصنعه النظام بالجامعات وتكميم كل الأصوات بداخلها التى لاتوالى النظام فأصبحت الإتحادت الطلابية مخبرين لمباحث أمن الدولة عن طريق بعض المخنسين من الطلاب كوكلاء للحزب الحاكم وكذلك قيام النظام بإغلاق بعض الصحف المعارضة والقنوات الفضائية ومحاولة السيطرة على خدمات شبكة الإنترنت والتى باتت وسيلة للتواصل والتحاور وتبادل الأراء والأفكار وأيضا توجه النظام إلى تحجيم بل ربما منع الرسائل الصحفية والعديد من الخدمات المتاحة ومايثير الدهشة أن النظام يتخذ هذه الإجراءات حزمة واحدة وليس كما تعودنا منه أن تتم بالتدريج أو طبقا لسياسة جس النبض ولكن النظام فى هذه الأونه لايتدرج ولايتحسس ردود أفعال وكأنه يريد توصيل رسالة مفادها أننى أفعل ماأريد وقتما أريد فأرونى ماتستطيعون فعله يريد النظام أن يخبرنا أنه لاصوت يعلو فوق صوت النظام ولاوجود لشىء لايريده النظام وكأنه يقول لاوجود لشعب ولاوجود لقوى أو أحزاب أو هيئات أو مؤسسات أو بإختصار لاوجود لكيان دولة بل هى مساحة من الأرض يحيا عليها مجموعة من الضعفاء والمساكين يتحكم بهم فئة قليلة من الفاسدين المستبدين الظالمين ولهم اليد الطولى فى إخضاع الجميع لرغباتهم وتنفيذ أهدافهم ولكننا لم نسأل أنفسنا لماذا يفعل النظام كل هذا رغم علمه أننا كشعب ربما نضيق ذرعا ونختنق ضجرا ونئن يئسا ولسنا فى حاجة إلى مزيد من الكبت والقهر والظلم لماذا يغلق النظام قنوات ربما هى المتنفس لجموع الجماهير وفى التنفيث عن كبتهم وتكمن الإجابه فى أن النظام إستطاع أن يصنع أحزابا وشيعا فأصبح المجتمع ملىء بالحركات المعارضة والإتحادات المناوئة ولكن يعمل كل منها منفردا فأصبح الجميع شريدا وأصبح من السهل التفرد به إما بتطويعه أوتركيعه لقد ظهرت حركات إحتجاجية عديدة وإستبشرنا بها خيرا ولكن لم تلتقى هذه الحركات سويا فراحت كل منها تنادى بقضيتها فباتت وكأنها حركات متنافرة متباعدة بالرغم من وحدة الهدف ولأن النظام قد تمرس طويلا على سياسة التفريق بين المتوحدين فأصبح لديه من الخبرة الكثيرللوقيعة بين الحركات بل وتفتيت الحركة الواحدة إلى عدة حركات فبات الجميع يعيش فى معزل عن الأخرين وتفتت الجهود بل وتبعثرت ولم نرى حركة تستطيع ضم سائر الحركات وإحتوائها بل ويحتوى الجميع بعضه البعض فيقود الجميع من أجل الجموع ويتسامى الجميع عن الأغراض الشخصية والرغبات الذاتية ولكن إستطاع النظام أن يخلق العديد من الحركات بل وصناعتها فأصبح بين الحركات ماهو مناوىء لنشاط حركات أخرى فأصبحت الجهود مفتته والأهداف مختلفة وإستطاع النظام ببساطة أن ينفرد بكل منها على حده فباتت جميع الحركات بلا تأثير وبلا نفوذ وعلى الجانب الآخر لانجد دورا للأفراد وهم نواة المجتمع فأين هؤلاء من كل مايحدث أين هؤلاء المتابعين لتلك القنوات الدينية أين هؤلاء التابعين الزاهدين أليست هذه القنوات تغطى مشارق الأرض ومغاربها أليس هذا الفراغ الفسيح يحمل الألاف بل ربما الملايين من الصور الدينية فى ملفاته والأدعية الدينية فى مستنداته أين هؤلاء المسبحين الساجدين القانطين أمام تلك القنوات أليس لهم وجود الأن أم أنهم يريدونها خدمة التوصيل إلى المنازل دون بذل مجهود أين هم من غلق قنواتهم المحبوبة وحجب شيوخهم المبجلين أليس من واجبهم الثورة من أجل تلك القنوات وهؤلاء الشيوخ أين المسلمون فى شتى بقاع الأرض من هذا الإغلاق أم أن رسما كاريكاتيريا أدعى لهم بالثورة من غلق القنوات وحجب المعلومات أين أنتم يامعتنقى الدين وياأتباع السياسة ويامشاهدى اللقاءات والحوارات أم أنكم أصبحتم لاتستطيعون بذل الجهود أو حماية الحدود أم أنكم لستم سوى مشاهدين ولستم قانعين إذا كنا قد هان علينا كل شىء فلانلوم الأخرين إذا هنا عليهم وهكذا إستطاع النظام تفريق الجموع فراح كا منها جانبا ليحشد لنفسه جمهورا ويوزع مهاما فأصبحنا جميعا بلا تأثير أو قوة وهكذا أرادنا النظام أن نكون فرقا لا أن نكون فريقا واحدا فأصبحنا فريسة سهلة وبدأ الجميع فى الإندحار ليبقى صوت النظام يعلو فوق جميع الأصوات لينفذ كل السياسات ويوجه كافة التعليمات ويفعل بنا مايشاء ولا سبيل أمامنا إلا بتوحيد الصف وتجميع القوى لتكون قوة واحدة نستطيع بها مواجهة الظلم والإستبداد وحتى ذلك الحين لن تقوم لنا قائمة ولن يكون لنا تأثير .

19‏/10‏/2010

نعم نريد الحرس الجامعى

يخطىء من يظن أن أحدا منا لايريد الإستقرار والشعور بالأمن والأمان بل وفى تطبيق العدل والمساواة ورفع الظلم والعدوان ولما كان الأمان يمكن أن يتحقق من توظيف أدوات الأمن برجاله ومعداته وحيث أنه من المفترض أن عين الأمن الساهرة يجب أن تكون هى مصدر شعورنا بالأمان سواء داخل الجامعة أو فى مختلف بقاع الوطن ولكن أى نوع من الأمن نريد هل هو أمن لنا أم تأمينا علينا ؟هل هو أمن لنا أم تأمين لإستمرار نظام ماجاء إلا ليفسد ويعيث فى الأرض فسادا هل هو أمن الطلاب أم مصدر إرهاب نعم نريد الحرس الجامعى ولكن أى حرس هذا؟ نريد حرسا يكون حارسا لمنشآت هذه الجامعة أو تلك يؤمن ممتلكاتها ويحافظ عليها نريد أمنا يكون اسما على مسمى فنستمد منه الأمن والأمان والطمأنينة يكون حارسا لنا وعلينا ولانريد أمنا يكون هو مصدر الخوف والرعب والخضوع نريد أمنا يحمى ممتلكاتنا وأرواحنا لا أن يكون السبب فى هلاكنا وقمعنا بل وإذلالنا وتتبع كل من ليس بتابع له نريد أمانا قبل أن نحتاج إلى أمن نريد عدلا قبل أن يحكم علينا نريد جامعة وليست سجنا نريد حرما وليس أن يكون حراما نريد أمنا يحمى رجالا وفتيات لا أن يصنع نعاجا ومتبرجات نريد أمنا لنا وليس أمنا لمن جاؤا به نريد حماية لنا ولانريد وصاية علينا  ولانريد حماية لنظام لايريد إصلاحا ولايريد رجالا ولايريد أجيالا بل يريد سفهاء خاضعين نريد أمنا يحافظ على قيم وعادات ويسمح للتيارات الفكريه حرية التعبير والتمثيل داخل الجامعات يسمح لكل صاحب رأى أن يعبر عن رأيه وكل صاحب قضيه أن يعلن عن قضيته ولانريد أمنا ينظم حفلات لهو ومجون داخل الجامعات بل ويقسم الجامعة الواحدة إلى شوارع للحب وممارسة الفحشاء لانريد جامعة يحمى فيها الأمن دعاة الفجور وأشباه الكاسيات ويحارب كل ماينتمى إلى عقيدة صحيحة أو مبدأ حر أو فكر مستنير بل لانريد مساعدة أمن فى نشر أفكارنا والتعبير عن أرائنا ولكن نريده فقط أن يدعنا نعبر وننشر لا أن يحارب ويحجب لانريد أمنا يشكل الإتحادات بل ويعين فيها من يشاء ويمنع من يشاء لانريد أمنا يقدم التقريرات ويرسل التحريات فتتخذ الإجراءات باستبعاد هذا ومكافأة ذاك لانريد أمنا هو الذى يقرر من يكون عميدا ومن يصير غفيرا لانريد أمنا يمنح الدرجات لأتباع ويمنع الهبات عن خصوم نريد أمنا لنا لا وصاية علينا نريد أمانا لا إرهابا نريد تأمينا لا سجان كل هذا أدعى لأن نتوسل إلى نظام لم يعرف يوما معنى الحرية ولم يجرب يوما منهج الديمقرطيه ولم يذق يوما طعم الإنسانية نتوسل إليه أننا نريد حرسا جامعيا.

11‏/10‏/2010

ليس إلا !!!

لاشك أننا جميعا نعمل فى حياتنا فى محاولة للوصول إلى أرفع الدرجات ليس طمعا فى مال أو سلطان بل من أجل النهوض بأنفسنا وأمتنا ووطننا الذى نحيا به  ومن أجله وفى سعينا للوصول إلى هذه النهضه نتمنى من الجميع أن يشاركونا حتى يصبح فى المجتمع العديد والكثير من المبدعين والمفكرين والعلماء والأكفاء فى شتى الميادين وحيث نعيش وسط مجتمع ملىء بمختلف الإتجاهات والتيارات ومجتمع يحكمه أنظمه ربما لايرقى إلى مستوى المسؤلية بل ربما يحارب كل من يحاول التوجه نحو الأمام بوطنه ومجتمعه وكأننا نعيش فى ظل نظام ليس من أبناء الوطن لذلك يواجه هؤلاء الطامحين والمجتهدين العديد من الصعوبات على مختلف الأصعدة ومحاولة التضييق عليهم من قبل النظام القائم فتجد حربا هناك ضد مقدم برامج لامع أو صحفى متميز أو سياسى رفيع وليست المشكله فى أن النظام بيده الطولى يستطيع أن يصنع مايشاء ولكن المشكلة تكمن فى عدم الإحساس بالأمان والحرية داخل نظام لايسمح لك بالصعود أو البروز إلا فوق سماء دخانه وهنا تكمن الخطورة حيث لاوجود لكيان حر مستقل يمكنه أن يسبح فى بحار أفكاره أو مكنون خياله ليفكر ويبدع فيأتى بأفكار وسياسات جديدة ولكن تكمن المشكلة فى أنه لاوجود لكيان يستطيع أن ينجز وينفذ خطوات ممكنه أو خطط مدروسة لاوجود لعالم أو مفكر يمكنه تقديم أطروحات عصرية تواكب تطور نعيشه وتحافظ على مبادىء راسخة وقيم موروثة وثوابت لاتتغير لاوجود لكيان يطور ويستحدث ويرسم ويخطط لاوجود لشىء من شأنه النهوض بالأمة وإصلاح مجتمع فى كافة المناحى الحياتية لاوجود لأى حركة تريد تغيير أوضاع طال تجريبها وأثبتت فشلها ومع ذلك ظلت باقية هى وأصحابها  ليست المشكلة فى تهميش دور فنان أو كاتب أو مفكر أو عالم أو إقصاء معارض ليست المشكلة فى كل هذا أو ذاك ولكن المشكلة فى أن النظام يصر على أن يتبع الجميع مسارا واحدا ويحلق الكل فى سماء واحدة ويسبح الجميع فى بحر واحد على وتر واحد يريد النظام أفرادا يسمعون ولايعقلون يقولون ولايفكرون ينظرون ولايبصرون يريد النظام أشخاصا هم بالأساس من رحم النظام يريدهم جميعا محلقين فوق سماء سلطانه يرتفع بهم وقتما شاء ويسقطهم وقتما شاء وإلا أبوا فسوف يخسف بهم النظام وقتما شاء وكيفما شاء والإتهامات والإدانات ماأكثرها وفرة لدى النظام لست خائفا من محاربة النظام لرموز فى شتى المجالات فلن يتوقف الوطن عن إنجاب المزيد وربما أكفأ منهم ولكن المخيف والمرعب هو أن النظام يريد إستنساخا ولايريد إنجابا يريد بعيرا ولايريد فرسانا يريد عميانا ولايريد مبصرين يريد بكما ولايريد متحدثين كل هذا يجعلنا نرتعد خوفا ونضيق ذرعا بنظام لايريد سوى نفسه وياللسخرية من نظام يتغنى بما منحه من حريه ولكنها حرية قل ماشئت وسنفعل مانشاء وحتى تلك الحرية يحاول النظام إنتزاعها لأنه يريد أن نقول مايحب سماعه ولذا رجعنا للوراء عقودا فأصبحنا لانستطيع حتى القول فما بالنا فى الفعل ليست المشكلة فى كل هذا الإستبداد والتربص وتوجيه الإتهامات ولكن فى الإحساس بالخوف والرعب والرهبة من نظام يملك من الأدوات مايستطيع بها وقف حركة التطوروالنمو ليست المشكلة فى نظام يستبعد من يشاء ويولى من يشاء ولكن فى الشعور بأنه مهما كان من شأنك يستطيع النظام أن يجعلك فى ذاكرة الزمان وأنك مهما إرتفعت فيمكنه أن يسقطك وقتما شاء ولكن وسط هذا الكم من الخوف والرعب وعدم الإحساس بالأمن والأمان وضياع العدل وغياب القانون لن نتوقف عن المضى فى قضيتنا والتصدى لهؤلاء الفاسدين والمفسدين ولابد لهذا النظام أن يعى أن مصلحته فى مراجعة النفس ومناقشة الغير إذا أراد لنفسه الإستمرارأو على الأقل السلام فلابد أن يعطى للشعب قدرا من الحرية وقسطا من الديمقراطية ولكن حرية الممارسة وديمقرطية الفعل وليس مجرد القول وإلا فسينتزعها الشعب إنتزاعا لأن الضغط لابد أن يولد الإنفجار والإستبداد لابد أن يولد العصيان وعندها لن يسلم النظام ولاأشخاص النظام .

9‏/10‏/2010

إذا كنا هكذا فمن إذن؟

إذا كنا جميعا نثور وننتفض فمن هو ذاك المتحكم ,إذا كنا جميعا نئن ونشكوا فمن هو ذاك المستبد ,إذا كنا جميعا ندين ونشجب فمن هو ذاك الفاعل ,إذا كنا جميعا نشكوا ونتذمر فمن هو ذاك المخطىء ,إذا كنا جميعا نحاول ونبذل فمن هو ذاك المحبط ,إذا كنا جميعا نشيد ونبنى فمن هو ذاك الهادم ,إذا كنا جميعا نروح ونأتى فمن هو ذاك الجالس ,إذا كنا جميعا ننتقد ونبدى فمن هو ذاك المفسد ,إذا كنا جميعا نصيب ونخطىء فمن هو ذاك المعصوم ,إذا كنا جميعا نحب ونكره فمن هو ذاك المتبلد ,إذا كنا جميعا نصون ونحفظ فمن هو ذاك الخائن ,إذا كنا جميعا نكدح ونتعب فمن هو ذاك المهمل ,إذا كنا جميعا نبتهل ونعبد فمن هو ذاك العاصى ,إذا كنا جميعا نوحد ونجمع فمن هو ذاك المفرق ,إذا كنا جميعا نهان ونستعبد فمن هو ذاك الحاكم ,إذا كنا جميعا نقول ونصدق فمن هو ذاك الكاذب ,إذا كنا جميعا نموت ونحيا فمن هو ذاك الخالد .

6‏/10‏/2010

رسالة إلى الأشقاء

ىلم تعرف مصر يوما فى تاريخها طريق الخيانة أو حتى لون تلك الخيانة ولم يشهد تاريخها منذ خلقها الله سوى علاقات الأخوة والصدق ولم تتخلى يوما عن دورها كدولة عربية بمثابة القلب النابض لأمة عربية كانت ذات يوم أمة واحدة مترابطة حتى تسلل إليها الضعف والإنقسام بواسطة حفنة من المفسدين الذين يريدون النيل من وحدتنا العربية وتفكيكها بإلصاق التهم للآخرين أو محاولة تشويه أمة لم يسبقها أحد من الأخرين فى نصرة القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وهؤلاء المغرضون فى محاولتهم لتشويه صورة مصر ومحاولة النيل من مكانتها تجدهم تارة يتهمونها بالإتفاق مع إسرائيل وتارة بخيانتها للقضية الفلسطينية وهم يعلمون تمام العلم أنهم يقولون محض إفتراء وتضليل ولا يبغون من ورائه سوى محاولة تفكيك الأمة العربية وخلق نوع من العداء فيما بين الأنظمة الحاكمة وفيما بين شعوب هذه الدول وكان يجب على هؤلاء المندسين المغرضين أن يعلموا أن الفارق كبير مابين الخيانة والإلتزام بالإتفاقيات المعقودة بين الدول .إن مصر حينما عبرت من الهزيمة إلى النصر لم تتوانى عن القيام بمهامها مع الأشقاء العرب وحينما عقدت إتفاق سلام مع إسرائيل لم تعقده منفردة ولكنها  حاولت مرارا أن يكون الإتفاق بين الدول العربية المعنية وبين إسرائيل ولكن تلك الدول قد رفضت وكان من الطبيعى أن تعقد مصر إتفاقها منفردة وهنا نتساءل إذا كان عقد مصر لإتفاق سلام مع إسرائيل يتم بمقتضاه إتهام مصر بالخيانة فهل محاولة البعض هذه الأيام عقد نفس الإتفاق يعتبر خيانة ثم يذهب هؤلاء المغرضون لتشويه صورة مصر بذريعة عدم دعمها للقضية الفلسطينية فنقول لهم أن يخبرونا بأكثر الدول العربية دعما لهذه القضية وعن أى دعم يتحدثون هل أن نرفع أعلام فلسطين أم أن نرتدى إشارات حركة حماس أم أن نرسل قوافل الغذاء  وهل نسميها خيانة إذا قامت دولة بتدعيم فصيل دون الآخرين إذن فالدول العربية التى لاتدعم فتح هى خائنة أم أن الأمانة تنحصر فى تدعيم حركة حماس أم أن الهدف الأساسى هو إقحام مصر فى طريق لم ترسمه لنفسها أو إجبارها على خوض حرب لامبرر لاندلاعها وكذلك يختزل هؤلاء القضية الفلسطينية فى مجرد معبر مغلق أو مواطن يمر ويتناسون أيضا عن سوء فهم اوعن قصد شروط فتح المعابر وكذلك شروط عبور المواطنين وإن كانت الخيانة تتمثل فى عدم مرور فرد فهل يجوز لنا تسمية الدول العربية بالخائنه لما يلاقيه المصريون من سوء معاملة بل ومنع من العبور لمعظم الدول العربية كما يتجاهل هؤلاء المغرضون الإختلاف بين رؤية مصر للقضية الفلسطينية ورؤية بعض الدول حيث تلتزم مصر باتفاقيات دولية وكذلك لم يتطرق أى من هؤلاء إلى طبيعة العلاقات بين الدول العربية ذات الحدود المشتركة وما ينتابها من توترات ربما تصل إلى حد التلويح بالحرب لترسيم حدود حسب مايراه كل منهم ولكن مصر لم يحدث يوما أن إختلفت على حدود بينها وبين أشقائها ولم نسمع يوما أن إتهمت أى من الدول العربية بالخيانة مع أن التاريخ يحمل الكثير .إن هؤلاء المغرضين لم يكتبوا أو يتحدثوا من منطلق الحرص على الدور المصرى ولكن من منطلق إحداث فرقة ووقيعة بينها وبين باقى الدول العربية وكذلك من أجل مصدر رزق لهؤلاء المتسولين يحصلون منه على فتات عيشهم حتى ولو كانت الوسيلة هى الإدعاء على الآخرين بالباطل والأكاذيب كما أن الأنظمه العربية التى تدعم مثل هذه التوجهات تحاول لفت إنتباه شعوبها عن قضاياهم المحلية بالتركيز على سياسات الدول الأخرى لأنها لم تقدم شيئا لشعوبها وخوفا من مواجهة شعوبها فراحت تشغلهم بأمور ليست من شأنها وتوجه عدائهم خارج حدودها وفى الوقت نفسه ربما لم تستطع هذه الشعوب مواجهة حكوماتها فراحت تنفس عن غضبها فى مكان ربما لايستطيع معاقبتها فبات كل من الحكومات والشعوب يتوجهون فى الطريق الخطأ  أو ربما حاول هؤلاء البحث عن نصر مزعوم فلم يجدوه فتوهموا أن إعتدائهم على مصر يمثل نصرا لهم ولم يتنبهوا إلى أن مصر تتسامح لأبعد الحدود ولكن يوم تغضب لا يستطيع إيقافها كائن ما كان فغضبها كغضب السماء وفعلها فعل الأقوياء وزئيرها زئير الأسود فليتنبه الأشقاء العرب من شر الحليم إذا غضب ومن قوة المسالم إذا فعل إن هؤلاء الموتورين يتناسون عن قصد ماقامت به مصر من إحياء للعديد من ثورات التحرر العربى كما فعلت مع مختلف الدول العربية كذلك تناسى هؤلاء من هم أقرب للخيانة من تم استعمارهم مايقارب المائة عام ولم يتعلموا حرفا من لغة المستعمر أم من تخلوا عن هويتهم العربية فاستبدلوها بهوية غربية سعيا وراء مكاسب نتيجة الإحتلال أما مصر فربما تكون الدولة الوحيدة التى لم تستفد من الإحتلال سواء فى إكتساب لغة أجنبية أو رفع قضايا تعويضية إن مصر لم تتخلى يوما عن عروبتها ولم نتحسر يوما أننا جزءا من الأمه العربيه ولم نتمنى يوما ألا نكون بين العرب ولكننا دائما نفخر ونعتز بعروبتنا ونرفع عاليا إيماننا بالله ورسالة نبيه إن هؤلاء المغرضون ليس من السهل عليهم النيل من مصر بمجرد كلمات أو شعارات لأن مصر عالية شامخة بتاريخها وهويتها العربية الإسلامية وبشعبها الأبى وبنضالها الشريف وأنهم مهما صنعوا فلن يفل الحديد إلا الحديد وهؤلاء لايرقون إلى مستوى صدأ الحديد ولن ينالوا من مصر هم وغيرهم لأن مصر ومن فيها إن شاء الله آمنين .

4‏/10‏/2010

أوهام

أنا مواطن بلا وطن ,أنا إنسان بلا روح ,أنا شعب بلا إنسان ,أنا حاكم بلا شعب ,أنا حاكم بلا شرعية , أنا قانون بلا سند ,أنا دستور بلا أركان ,أنا حر بلا إختيار ,أنا حر بلا إرادة ,أنا بركان بلا ثورة ,أنا ثورة بلا ثوار ,أنا سلطان بلا حكم ,أنا قاض بلا عدل ,أنا مانح بلا عطاء ,أنا ملاك بلا إحسان ,أنا شيطان بلا عصيان ,أنا طبيب بلا شفاء ,أنا مريض بلا ألم ,أنا صحيح بلا صحه ,أنا سعيد بلا فرحه ,أنا مقيد بلا أغلال ,أنا سجين بلا أسوار ,أنا حر بلا فضاء ,أنا مريض بلا ألم ,أنا صحيح بلا صحه ,أنا سعيد بلا فرحه ,أنا حبيب بلا محبوب ,أنا عطوف بلا شفقه ,أنا ظالم بلا قسوة ,أنا قوى بلا تأثير ,أنا مفكر بلا تفكير ,أنا خالد بلا ذكرى ,أنا فان بلا موت ,أنا أب بلا أبناء ,أنا إبن بلا آباء ,أنا علم بلا كتاب ,أنا كتاب بلا كلمات ,أنا كلمات بلا حروف ,أنا حروف بلا أشكال ,أنا شكل بلا أبعاد ,أنا بناء بلا قواعد ,أنا شموخ بلا إرتفاع ,أنا ذليل بلا خضوع ,أنا عزيز بلا كبرياء ,أنا مسامح بلا غفران ,أنا خطاء بلا ذنوب ,أنا معصوم بلا التزام ,أنا حق بلا حقيقة ,أنا رسام بلا ريشه ,أنا طائر بلا أجنحه ,أنا حزين بلا أنات ,أنا ميت بلا عزاء ,أنا حق بلا حقيقة ,أنا حر بلا أوطان ,أنا كاتب بلا قلم ,أنا سعيد بلا أفراح ,أنا كئيب بلا هموم ,أنا هائم بلا لوعه ,أنا عاشق بلا حبيب ,أنا عازف بلا ناى ,أنا مستيقظ بلا بصر ,أنا نائم بلا خمول ,أنا سكران بلا خمر ,أنا عاشق بلا حبيب ,أنا سائر بلا درب ,أنا مهموم بلا بكاء ,أنا مريض بلا ألم ,أنا صحيح بلا قوة ,أنا عليل بلا سقم ,أنا لاعب بلا جمهور ,أنا فنان بلا مشاهد ,أنا مؤمن بلا عباده ,أنا عاص بلا ذنوب ,أنا راض بلا قناعه ,أنا متمرد بلا رفض ,أنا شاكر بلا إمتنان ,أنا ناقم بلا سخط ,أنا سائر بلا طريق ,أنا قادم بلا رؤيه ,أنا ذاهب بلا وجهه ,أنا شىء بلا شىء ,أنا لاشىء بأى شىء .

27‏/9‏/2010

السكان الأصليون ...والسكان العابرون!!!

عندما فتح عمرو بن العاص مصر لم يأت إليها غازيا بل جاء فاتحا وبطلب من أهلها رغبة منهم فى دخول الإسلام فما كان من أمير المؤمنين إلا أن إستجاب لهذا الطلب فجاء إلى مصرعمرو وإستقبله أهلها بالفرح والإمتنان ومنذ ذلك التاريخ وأصبح الإسلام دين الدولة وهنا يتضح لنا أن المسلمين المصريون هم أبناؤها من سكانها الأصليين ولم يكونوا عابرى سبيل وإستقروا بها أو جاءوا مع الفتح ثم مكثوا فيها ولو إفترضنا جدلا أن المسلمين فى مصر قد جاءوا مع الفتح الإسلامى ثم مكثوا فأصبحوا من أهل الدولة وعاشوا ويعيشون فيها منذ ألف وأربعمائة عام وأسوق هذا الإفتراض لكى أتوجه بالسؤال إلى الكنيسة فهل إذا كان المسلمون فى مصر هم ضيوف على أرضها فهل يمكن الكنيسة القول أن الأمريكيين هم أيضا ضيوف على أرضهم وليسوا هم السكان الأصليين وأن أصحاب الأرض الأصليين هم الهنود الحمر الذين تم تذبيحهم وتشريدهم وطردهم خارج البلاد هل الأفارقة الأوائل الذين بنوا الدولة الأمريكية ليسوا أصحاب أرض هل يمكن للكنيسة أن تقول لإسرائيل أنكم لم تأتوا حتى غازين أو فاتحين بل جئتم محتلين فسرقتم الأرض وطردتم الأهل وجعلتموهم لاجئين ولم يقول أحدا يوما أن الإسرائيليين محتلون أو أنهم حتى ضيوفا ولكن جميعنا يتعامل معهم وكأنهم أصحاب الأرض الفعليين بل على العكس يحاول الفلسطينيون أصحاب الأرض الشرعيين منذ زمن بعيد أن يحصلوا على مساحة من الأرض يعيشون عليها بأمان وسلام جنبا إلى جنب مع المحتلين الذين لم نسمع الكنيسة يوما تطالبهم بالرحيل لأن مدة الضيافة قد طالت وأن الإقامة قد إنتهت وطبعا مع عدم جواز المقارنه بين المالك والمحتل وعلى جانب آخرلو إفترضنا صحة ما تقوله الكنيسة بأن المسلمين ضيوفا على أرض مصر لأنهم جاؤا بعد المسيحية فنستطيع بنفس المنطق أن نقول أن المسيحيين أيضا ضيوف عليها لأن مصر لم تنشأ مسيحية بل كانت فرعونية إذن فهم أيضا ليسوا أصحاب الأرض وهكذا نبدوا فى دائرة لاتنتهى نصبح جميعا لسنا أصحاب أرض ونفتح أبوابا للجدال تؤدى إلى صراع لا يعود بنفع على مسلم كان أم مسيحي ولكنها مقارنه افتراضية أم الكنيسة وربما إعتقادا منها بسوء حال الأمة الإسلامية وضعف الحكومة المصرية أمام الهجمات الداخلية والخارجية لإفتقادها الشرعية وإنشغالها فى أمور سلطوية وبسبب تطاول الكثير من الجهات على السيادة المصرية كل هذا ربما جعل الكنيسة هى الأخرى تنشد حظا من هذه الهجمة الحارجية فأرادت لنفسها نصيبا تصيب به ثوابت الدولة المصرية بل والأمة الإسلامية بتطاولها على أهم العقائد الإسلامية وأكرم الكتب السماوية وهذا كله يفتح بابا للتناحر والتصارع على عقائد دينية لا تهم سوى أصحابها فلايجب أن يخوض أى إنسان فى عقيدة الآخرين خاصة إذا كنا نعيش على أرض واحدة تجمعنا هموم واحدة وآمال مشتركة ومشكلات متشابهة ولابد من الرجوع إلى الحق والفضيلة وإن كنا مختلفين فى العقيدة فيبقى أننا جميعا مصريون نسكن أرضا واحدة وإن لم نستطع أن يحب بعضنا بعضا فلابد أن يحترم كل منا الآخر وأن نتعايش جميعا دونما مساس بمعتقدات وثوابت فلكم دينكم ولى دين.

الحكومة الوطنية والحكومة المستوطنة

داخل الدول يبحث الجميع خاصة الأحزاب والجماعات السياسية  ومعهم بالطبع الحكومة القائمةعن دور يؤديه كل منهم ربما يصل به إلى الحكم وهو الهدف الأسمى للجميع وفى بحثهم عن دور وطنى يتهم كل منهم الآخر فإذا بالحكومة تتهم المعارضة بعدم الوطنية بل والتعامل مع جهات خارجية خاصة والجميع من الوطنيين على الجانبين سواء الحكومة أو المعارضة يحاولون الوصول إلى الشرعية وذلك عن طريق جهات خارجية فى محاولة لإيجاد جهة قوية تدعم موقف كل منهم فأصبحنا أمام جهتين لايملكان الشرعية الوطنية ولكن ربما لديهم شرعية إستيطانية تمكنهم من الوصول إلى الحكم ونسيا الجانبان أن الشرعية الحقيقية للحكم لابد وأن تأتى من دعم الجماهير لهذه الجهة أو تلك وأنه لاشرعية بدون إختيار الجماهير لحكوماتها وفى الوقت نفسه نجد أن كلا الجانبين فى إتهامه للأخر سواء بالعماله أو الإستقواء بجهات خارجية أصبح يتجه بعيدا عن المسار الصحيح ففى الوقت الذى تسعى فيه الحكومة اللاشرعية التى تقبض على الحكم فى كسب تأييد ودعم الدول الكبرى للحفاظ على سلطانها ونفوذها داخل الدولة تناست هذه الأنظمة اللاشرعية أنها فى مقابل ذلك لابد أن تقدم التنازلات وأن تقف موقف الضعفاء وتتخذ قرارات العملاء فصاروا يصنعون مايؤمرون به وليس مايريدون عمله وعلى الجانب الأخر تقف المعارضة أو الجهات المتطلعة إلى الحكم (المعارضة) فى محاولة لكسب تأييد ذات الدول التى تقف بجوار الجهة الأخرى وإذا بالمسماه معارضة تقف نفس موقف الحكومة(اللاشرعية) فتقدم الوعود وتظهر حسن النوايا وتؤكد على إحترام الإتفاقيات والإلتزام بالمعاهدات كما لايفوتها أن تؤكد على أهمية وجود العلاقات القوية التى تربطها مع هذه الدول الداعمة وأن تحافظ على مصالحها وأمنها وسلامتها وأن تحارب الإرهاب والإرهابيين بالنيابة عنها ونسى الجانبان أنهما أصبحا وجهان لعملة واحدة ونسوا أن العامل المشترك الأعظم فى الموضوع كله هو الشعب الذى يملك السلطة الحقيقية والذى يملك الدعم الوطنى حتى وإن بدا هذا الشعب ضعيفا وسلبيا ومتخاذلا لكنه ربما يخفى خلف هذا الضعف قوة وبدلا من السلبية طاقة كامنة وعوضا عن التخاذل إقداما وشجاعة لكن ربما لم يجد الشخص أو الجهة المناسبين ليخرج كل هذه الطاقات ويمشى فى طريق الصواب فأصبحنا أمام معادلة واحدة  تؤدى فى النهاية إلى نتيجة واحدة مفادها أنه لاسبيل إلى الشرعية إلا عن طريق اللاشرعية وفى الوقت نفسه نسى الجميع سواء الحكومة الجاثمة على صدور العباد أو الحكومة الساعية إلى سدة الحكم أو حتى الجماهير نسوا أن الجهات التى يعول عليها هذا أو ذاك لايعنيها أن تكون هناك شرعية أم لا ولكن مايعنيها هو إبتزاز الجانبين فهى تارة تضغط على الحكومة (الشرعية) ومساندة الحكومة المأمولة وإعلاء صوتها بعض الشىء وذلك للحصول على أكبر قدر من التنازلات وفى ذات الوقت تساير المعارضة مما يزيد حدة الصراع بين الجانبين وهذا من شأنه زيادة مكاسب تلك الجهات وكذلك ترتفع حدة التوترات وكل هذا وذاك فى صالح تلك الجهات الخارجية والتى لايعنيها من الأمر شىء سوى تحقيق مصالحها السياسية والإقتصادية بصرف النظر عما تؤول إليه أحوال هذه الدول سواء كانت حكوماتها شرعية أو لاشرعية وفى كل الأحوال ليس هناك من خاسر سوى شعوب هذه الدول والتى تتلاعب بها كل الأطراف فى سبيل الوصول إلى شرعية بطريقة غير شرعية فأصبحت تحكمنا حكومات إستيطانية لم تكتسب أية شرعية  ولكن لابد أن يعى الجانبان حقيقة واحدة أنه لاشرعية لحكومة أو نظام إلا بإختيار الشعب لها ولا وجود لشعب إن لم يستطع إختيار حكومته .

25‏/9‏/2010

المحظورة سياسيا...والمحظورة جماهيريا!!!

إن الدول تستمد وجودها وشرعيتها من خلال إختيار وإعتراف الجماهير بها ولما كنا فى عالمنا العربى لايستطيع المواطنون أن يقوموا باختيار حكامهم وحكوماتهم بسبب ما بات يعرفه القاصى والدانى بل ربما يتعلمه من فنون التزوير والغش والتزييف فى العملية المسرحية التى تدعى إنتخابات سواء كانت برلمانية أو رئاسية لذا فإن هذه الحكومات وحكامها لا يمثلون أية شرعية خاصة بالنسبة لجماهيرها التى تعيش على أرضها فتصبح هذه الحكومات بمثابة الجهات المحظورة لشعوبها وحيث أن هذه الحكومات تمارس عملها من خلال ما تملكه من أدوات وآليات تستطيع بها قمع هذه الشعوب وفرض الأمر الواقع فهى تستطيع تصنيف الناس والجماعات والمؤسسات حسب ما يحلو لها فتحظر هذا وتشرع ذاك وتترك هذا حرا طليقا وتقيد ذاك دون سبب أو مبرر ولا تقف هذه الحكومات عند مجرد حظر بعض الجماعات أو المؤسسات ولكنها تتمادى فى الحظر ليشمل كل من يخالف سياستها أو يكشف عن فسادها أو حتى يحاول تصحيح مسارها وتملك الحكومة فى هذا المجال العديد من الأدوات والكثير من التلفيقات التى من شأنها جعل ماهو مباحا أن يكون ممنوعا وماهو جائزا أن يصبح محرما وبالطبع لأنها هى الحكومة فهى التى تسمح وتمنع تمنح وتحجب فيمكنها أن تصف هذا بالإرهاب وذاك بتكدير السلم العام وتناست هذه الحكومات أنه مامن شىء أكثر إرهابا وتكديرا للشعوب من مثل هذه الحكومات وتناست كذلك أنها لم تأتى نتيجة إختيار الشعوب لها وإنما جاءت نتيجة إستخدام مفرط لأدوات القمع والظلم والإستبداد فجعلت من نفسها حكومة مشروعة وهى لاتملك أية مقومات للشرعية ولذا أصبح الناس فى مثل هذه الدول لايعترفون بتلك الحكومات ولا يلقون لها بالا بل ربما لا يستمعون إليها لأنهم باتوا يعرفون أن مثل هذه الحكومات لا تقول صدقا ولا تفعل صوابا ولا تأتى بخير فاصبحت تلك الحكومات هى المحظورة بالنسبة لمواطنيها وربما باتت تلك الجماعات التى تدعوها الحكومة بالمحظورة هى التى تمثل الشرعية للغالبية الذين لم يجدوا ملاذا لهم لدى حكومتهم حيث حظرت عنهم كل شىء فأصبحوا لايجدون علاجا أو يجدون تعليما بل ومنعت عنهم كل عوامل التقدم والرقى والعيش فى حياة كريمة ولم تتح له سوى الفقر والقمع والإستبداد وإحتفظت لرجالها وعملائها بشتى أنواع الجاه والسلطان ووفرت لهم سبل السطو على مقدرات الشعوب فإستبدلها المواطن بجهات أخرى ربما تستطيع أن تقدم له المعونة والمساعدة على قدر إمكانياتها وبذا بتنا نعيش فى ظل نظام يدعى الشرعية ويحظرها على الآخرين وهو فى الحقيقة لايملك أية شرعية دستورية أو قانونية أو شعبية ولكن يملك من الأدوات والآليات القمعية مايمكنه من فرض أسلوبه وسيادة أفكاره فبات هو النظام المحظور وأصبح المحظور هو المتاح .

دولة واحدة أم دولتان داخل الدولة؟

إن الدول تستمد شرعيتها ووجودها بين الدول من خلال قدرتها على التحكم فى مقدراتها والسيطرة على مؤسساتها التى تقوم بتنفيذ أهدافها حسب ماتضعه الحكومة داخل الدولة من أهداف وبرامج وسياسات  تحافظ بها على شعبها ليحيا داخل وطن يشعر فيه بوجود دولته التى هى بمثابة البيت الكبير لكل المواطنين من شتى الأطياف والأديان والإتجاهات وليبقى الجميع يعيشون فى إطار من الشرعية والدستورية التى تجعل الجميع أبناء وطن واحد وأمام قانون ودستور ولكن فى مصرنا الحبيبة ربما يختلف الأمر عن باقى الدول وعلى طريقة خصوصية مصر لأننا نملك من الخصوصيات الكثير فى شتى المجالات حتى فى المجالات التى من شأنها زعزعة مكانة الدولة وهيبتها ففى مصر الدولة توجد دولتان بداخلها إحداهما الدولة الإسلامية والأخرى الدولة المسيحية والأخيرة متمثلة فى الكنيسة وأبنائها من المسيحيين الذين يعتبرون الكنيسة هى الحاكم الفعلى فلا يسمعون لأحد سواها ولا يمتثلون لأوامر أحد غيرها وبذلك نكون أمام دولة تحكم بأحكامها الخاصة ودستورها الكنسى ولا تقبل فيه وجهات نظر فأصبحت الكنيسه ليست مجرد مؤسسة دينية تدير شؤون الدين المسيحى فحسب بل أصبحت تسن القوانين وتضع الدساتير حسب مايتراءى لها وليس حسب القانون والدستور فعاشت بمعزل عن القوانين الوضعية وأصبح لها قانونها الخاص وباتت تتخذ من القرارات مايخالف الدستور والقانون بل وأضحت لا تطبق من الأحكام القضائية ما لا يتفق مع توجهاتها وكل هذا بحجة أنها شؤون كنسيه فباتت الكنيسه حكومة تحكم دولتها المسيحية ولا تلقى بالا بالحكومة الشرعية ولما كانت الدولة المسيحية لها من الأعوان الكثير ولها من الحلفاء الغربيين العديد الذين يدينون بدينهم وتلك الدول تهتم بالقضية القبطية حتى ولو من باب الضغط على الحكومات وتملك هذه الدول من الأدوات الكثير للضغط على الحكومات لذا لاتجد أحدا يحرك ساكنا تجاه ماتفعله الدولة المسيحية داخل الدولة المصرية ولما كانت تلك الدولة المسيحية تعلم مدى ضعف الدولة المصرية فأصبحت لاتلقى بالا بما تفعل فباتت تفعل ما تشاء وفى المقابل توجد الدولة الإسلامية التى أنهكها الضعف بل والفقر لما تلاقيه من إضطهاد داخل دولتها وصراعات داخلية مابين طائفية وسياسية ولما كانت الدول الإسلامية بشكل عام ينخر فى عظامها العجز والضعف والفساد والحفاظ على العروش وليس الأوطان ولما كانت هذه الدول لا تستمد شرعيتها من داخل دولها فأصبحت تلتمس الحماية من الدول الغربية فتقدم قرابين الطاعة والولاء وحيث أنه لايهمها سوى الحفاظ على سلطانها فباتت لا تهتم بما يحدث بين المواطنين على أرضها فرفعت يدها عنهم وكأنها لم تعد الدولة بل صارت فى موقف المتابع للأحداث وكأنها تتابع دولتين خارج حدودها فى نزاعهما ولذا بدأ التوتر يتصاعد يوما بعد يوم وربما لا تعى الدولة الأم أن هذا التوتر والصراع لن يصيب أحد بقدر ما يصيب الدولة ذاتها فى كيانها وفى هيبتها بالإضافة إلى أن هذا التوتر ربما يؤدى إلى إندلاع حريق بل حرائق ولن يفرق بين الدولة المسيحية والدولة الإسلامية أو حتى الدولة الأم التى تركت أبنائها للتناحر والتشاجر دونما إحساس بأمومة أو حتى إحساس بالجيرة .

24‏/9‏/2010

آهات وأنات

عندما تسمع أنات مريض قد بلغ من العمر أرذله وبلغت شيخوخته موعد اللقاء ودقات قلبه وآهات أنفاسه عندما تسمعه ينادى بأسماء الموتى يحدثهم كأنهم حوله مجتمعون ثم تسمعه يناجى ربه ثم يدعوه ليقبض روحه وكل هذا وذاك وهو لايكاد يشعر بل ربما لايدرى بصعود أنفاسه حينها تتيقن بأننا يجب أن نتأمل فى قدرة الخالق وفى حكمته حين ترى وتسمع من يلح على الله فى طلب لقائه وصعود روحه إلى بارئها ولكن دون جدوى حتى يأتى اللقاء وينتهى الأجل وعلى الجانب الآخر يقبض الله أناسا فى ريعان شبابهم وفى كامل صحتهم وفى أشد قوتهم عندها نسلم تسليما بحكمة المولى حيث له فى خلقه شؤون ويعلم من الأسرار مالا نستطيع علمه فحقا أمره بين الكاف والنون يقول للشىء كن فيكون فسبحان الله عما يصفون جلت قدرته وعظم شأنه له من الحكم ما لا نستطيع فهمه ولا يمكننا إدراكه فتحددت قدراتنا وضاقت آفاقنا وحقا لم نؤتى من العلم إلا قليلا فسبحان الملك القدوس العليم الحكيم له مافى السموات والأرض وهوالعزيز الحكيم .

العجز....اليأس....التسليم !!!

بقدر الأمل الذى يملأ حياتنا بقدر مانستطيع أن نحيا الحياة فنأتى ونروح به ينير لنا الطريق ويهدينا إلى السبيل ولولا الأمل مااستطعنا الإستمرار فى حياتنا وما إستطاع الإنسان العيش ليومه وغده ولكن نحيا بالأمل فنذهب هنا وهناك من أجل السعى فى تغييرمواقف ربما تكون غير مرضية أو من أجل إنهاء أوضاع ربما تكون صعبة أو من أجل الوصول إلى غد أفضل يحمل معه كل رخاء وإزدهار ولكن تمر بنا أوقات وتحدث لنا أشياء ربما لايستطيع الإنسان التصرف حيالها خاصة عندما تكون تلك الاوقات وهذه الأشياء خارج إرادة الإنسان وأكبر من قدرته على التغيير أو القضاء على أسبابها فعندما يصاب الإنسان بمرض يصارع معه طويلا ويتداوى منه بشتى أنواع العلاج ويذهب إلى أكفأ الأطباء وكل هذا وذاك دون جدوى ويظل يأن ويتألم ولا حيلة يستطيع بها إيقاف الألم ودونما أملا فى الشفاء عندها يشعر الإنسان بالعجز ليس لأننا غير قادرين على الأداء أو التغيير ولكن لأننا نصل إلى مرحلة لايكون فيها للإنسان القدرة على التصرف أو التغيير حيث تقف قدرته عند هذا الحد ولايستطيع هو ومن حوله أن يغيروا من الأمر شيئا عندها يصل الإنسان إلى مرحلة ربما تكون أقرب إلى اليأس الذى يجعله لايشعر بأمل فى غد أفضل وحال أحسن ولكن فى هذه الحالة يجب أن نتذكر أن هذا العجز وهذه المحدودية يجب ألا تقودنا إلى اليأس ولكن يجب أن تتجه بنا نحو التسليم والخضوع لصاحب القدرة اللامحدودة وصاحب العطاء الواسع وعندها لابد أن نعرف أننا كبشر ليس فى مقدورنا تغيير كل شىء ولكن هناك حدود لانستطيع تجاوزها ولايمكننا أن نتخطاها لأنها تكون خارج نطاق قدرتنا وتلك هى القدرة المحدودة للبشر ولذا وجب علينا التسليم والإذعان لأوامر الخالق سبحانه وتعالى وأن نعلم أن هناك قدرة فوق قدرة جميع البشر وعندها لابد من التسليم بالأمر كله ولابد من اليقين أن الأمر كله بيد الله ومانحن سوى مخلوقات ضعيفة لانملك من الأمور الكثير ولكن ربما ننسى قدرتنا وحدودنا فى أوقات الصحة والعافية ولكن فى أوقات المرض نتحقق جيدا أننا أضعف من كائنات عديدة ونتأكد أن الله خلق الإنسان ضعيفا وحسبنا الله عليه توكلنا وإليه المصير .

21‏/9‏/2010

التغيير ليس منحة !!!

عندما خلق الله الإنسان وأمره بالسعى ليس لمجرد الحصول على الرزق فحسب ولكن من أجل تغيير مسار حياته وهذا كله نتيجة سنه كونيه لأن بقاء الحال من المحال ولذا تجدنا نأتى ونروح يسعى كل منا لتغيير أوضاعه فتجد منا من يسافر هنا أو هناك ليغير من حياته ويبدل من أوضاعه وتجدنا نحاول إلحاق أبناءنا بأرقى المدارس والجامعات فى محاولة لتغيير أوضاعهم بالطبع إلى الأفضل وتجدنا نحاول العمل جاهدين للإنتقال من حال إلى حال أفضل حتى عندما نحاول التعرف على الآخرين من أجل تغيير أوضاعنا بالتعرف على ثقافات جديدة ربما لم نعرفها من قبل وعادات جديدة ربما تكون أفضل مما كنا عليه وهكذا يحاول كل منا تغيير أوضاع تبدو له ليست كما ينبغى وتجدنا نحن الذين نغير من أحوالنا ولاأحد يغيرها لنا بل نحن من نغيرها بأيدينا ولكن المشكله كامنة فى إرادتنا نحن فى التغيير وليس إرادة من حولنا أو من يحكمونا ولذا نعمل جاهدين لتغيير أوضاعا خاصة بكل واحد منا وليست خاصة بأوضاعنا جميعا ولم نسأل أنفسنا هل هذا حقا هو التغيير المنشود الذى إذا حدث سيكون تغييرا شاملا يعم على الجميع ويشمل مختلف الأطياف والطبقات لانه سيكون تغييرا أعم وأشمل إذا كان التغيير على مستوى العموم وليس على مستوى الشخوص وهنا تكمن المشكلة أو الخلل فى الرؤية للتغيير قصور فى النظرة إلى مفهوم التغيير ذاته بل سوء فهم لدى الغالبية بأن تغيير أوضاعهم الشخصية يمثل التغيير فيعمل كل منا منفردا لتغيير وضعه وحسب وتلك النظرة الضيقة لأنه لايتغير فى شىء سوى المظهر الخارجى وفى الوقت نفسه لايستطيع التحكم فى متغيرات حياته لأن النظام العام الذى يحكمه كما هو دون تغيير ويمكن لهذا النظام تغيير التغيير نفسه الذى طرأ على أيا منا لأننا لم نقم سوى بتغيير شكلى ولم نقم بتغيير الظروف والأسباب التى تؤدى إلى حدوث التغيير لأننا إعتقدنا خطأ أننا بتغيير أوضاعنا قد تغيرت الأوضاع العامة ونسينا أننا لم نغير الأسباب التى من شأنها تغيير أوضاعنا دون حاجة منا لتغيير كل واحد منا على حدة بل عندها تكون هناك آليات لتغيير أوضاعنا دون الحاجة إلى صراعنا نحن من أجل تغيير أحوالنا حتى ولو كان على حساب بعضنا البعض لذا يجب علينا أن نعى أن التغيير لابد أن يكون نظام وليس حالة شخصية لابد أن يكون التغيير منهج حياة لاأداة لكل فرد على حدة ربما تساعده الظروف أو لا يجب أن نعى أن التغيير لابد أن ينبع من إيماننا أولا بأن التغيير ليس مجرد حالات فرديه ولكن هو قاعدة جماهيرية تشمل الجميع على أسس وقواعد تضمن للجميع نفس الفرص بنفس الظروف والمعطيات لاأن تكون محض صدفه قابلها هذا أو ذاك فأصبح أحدهما فى النعيم وبقى الآخر فى الجحيم يجب أن ندرك أن التغيير لابد أن ينبع من الجذور وليس من الأوراق المتساقطة فماذا يفيد لو بقيت الشجرة بلا أوراق وظلت جذرا مزروعا لا ظل ولا ظليل .

كيف تصبح بارزا؟

يسعى كل منا لكى يكون ذو مكانة عالية أو على الأقل فى مكانة تسمح له بإرضاء ضميره عن العمل الذى يؤديه وعن الرسالة التى خلقنا الله من أجلها وهى العمل وإعمار الأرض وإتقان العمل الذى يؤديه كل منا ولكن هناك بعض الأنظمة التى يتطلب فيها الوصول إلى مكانة مرموقة بذل الكثير والتحلى بالعديد من الصفات التى لاتتواجد فى كثير من الناس ولكن توجد بوفرة فى أناس ربما لايعرفون شيئا غير التحلى بتلك الصفات النادرة ولذا برزوا وعلا نجمهم فى سماء مجتمعاتهم وفى هذه المجتمعات لكى تكون هكذا بارزا عليك بالكثير فيجب عليك أن تتعرف على كل الفاسدين فى المجتمع وتكن سخيا معهم فى الفساد والإفساد وأغدق عليهم بفسادك وعلمهم فلسفتك فى الإفساد؛ إذا قمت بالعمل فى شىء فلتؤده بأسوأ مايكون وتعاون مع أسوأ الناس فى تنفيذ العمل ؛إذا كنت مستوردا فقم باستيراد أسوأ السلع بأرخص الأسعار وقم ببيعها بأغلى الأسعار وإحتكر السوق ولاينافسك فيه أحد إلا وأهلكته؛إذا قمت بالتصنيع فلتصنع من أردأ المواد وأكثرها ضررا للبشر وقم ببيعها فى أرقى الأحياء وبأعلى الأسعار ؛إذا كنت وزيرا فلتستورد مبيدات مسرطنه وكيماويات قاتله ولتفرضها فرضا على الجميع حتى يتسمم جميع البشر ولكن تبقى أنت معافا سالما فى منصبك ؛فلتسرق أراضى الدولة وتأخذها من المساكين لتعطيها لأصحاب الملايين ؛فلتفرض شتى أنواع الضرائب والإتاوات على أناس لايملكون قوت يومهم؛فلتلغى العلاج على نفقة الدولة أو العلاج المجانى؛إملأ الفصول بالطلاب حتى لايكادون يرون مدرسهم فيذهبوا لرؤيته داخل منزله للدروس الخصوصية؛إذا كنت حكما فلتحكم بالباطل وتناصر الظالم وتذبح المظلوم ولكن تخير الظالم الذى تظلم من أجله فتظلمون المساكين وتقتلون الضعفاء وتسجنون كل الأحرار الأمناء حتى تبقى سطوتكم وتستمر سلطتكم لتستكملوا ظلمكم ؛إذا كنت صحفيا أو إعلاميا فسلط الضوء على إنجازات الحكومة التى لم تنجز وأعمال الحكومة التى لم تنفذ وأنشر سلبيات الجماهير واكشف عوراتهم ودقق فى عدم وعيهم ؛إذا كنت مديرا فلتختر أسوأ الناس ليكون مساعدا ولتستبعد أفضل العاملين حتى يتسنى لك الفساد بحرية والسرقة دون رقابة؛إذا كنت فنانا فلتقم بأداء كل الأدوار المبتذله ولتنشر العهر والدعارة على الشاشات وإبتعد عن كل الأعمال التى تبنى الأجيال الواعية الراقية المدركة؛إذا كنت شرطيا فلتمعن فى الفساد ولتقم بالقبض على الشرفاء وإخلاء سبيل كل السفهاء والمشبوهين بل وقم بتعذيب من شئت وإدعى على من أردت ؛إذا كنت مفتيا فلتفتى بالباطل ولتشرع بالبهتان ولاتأتى بكلمة من كتاب الله  وسنة رسوله ؛إذا كنت صاحب مال فلاتنفق منه على الفقراء والمحتاجين ولكن إصطحب من الراقصات من شئت وتجول معهن أينما شئت وأغدق عليهم فى الإنفاق وإفرش الأرض تحت أقدامهن بالأموال ولا تعطى محتاجا درهما ولا دينارا ؛كل هذا وكثيرا غيره يجعلك فى صفاف المشاهير بل ربما من البارزين بل يجعلك من أصحاب النفوذ والنعيم فى دنيا إنقلب فيها الحال فأصبح الرث بدلا من الثمين ولاحول ولاقوة إلا بالله العظيم.

شبكات التواصل الإجتماعية وتأثيراتها الحالية والمستقبلية

ساعد إكتشاف تكنولوجيا الإتصال الحديثة على ظهور العديد من الأدوات والبرامج التى تمكن الإنسان من إجراء عمليات إتصال متنوعة سواء كان تلفونيا أو فيديويا أو إنترنتيا وكل هذه العمليات جاءت نتيجة تلك التكنولوجيات الحديثة للإتصال والتى عملت على إيجاد شبكات التواصل الاجتماعى عبر الانترنت بل عن طريق التلفون المحمول ولاشك أن هذه الأدوات الجديدة هى نتاج إكتشافات جاءت نتيجة جهد وعمل من جانب الباحثين والعلماء وبالطبع لم يسعى هؤلاء لاكتشافها الا لخدمة البشرية مثلما اكتشف العلماء سابقا الذرة وكانت ايضا من اجل خدمة الانسانية ولما كانت كل أداة يمكن إستخدامها لجلب المنفعة فهى أيضا يمكن أن تستخدم لجلب الخراب والدمار وحدث ذلك عندما تم استخدام القنبلة الذرية لتدمير الانسانية بل الاخضر واليابس وذلك ماحدث فى هيروشيما وناجازاكى كذلك جاءت هذه الادوات الحديثة لتكنولوجيا الاتصال لخدمة الانسان حتى يتواصل مع الآخرين ويتعرف بهم ويقيم علاقات سوية معهم تخدم كل أطراف عملية الاتصال ولكن هل يتم استخدام هذه التكنولوجيا من أجل الغرض الذى جاءت من أجله ؟هل حقا نتواصل مع الآخرين للتعرف على أفكار وثقافات وعادات وقيم جديدة؟هل نتواصل معهم حتى نقيم علاقات انسانية سوية ونقيم مجتمعات تضم العديد من الافراد تجمعهم أفكار مشتركة وثقافات متنوعة وقيم انسانية سوية وتقاليد عريقة وهوية ذاتية هل فعلنا ذلك حقا أم أن إستخدامنا لهذه الوسائل جاء مثل من يستخدم الذرة لتدمير الانسانية بل وتدمير نفسه ؟هل جلسنا بالساعات بل ربما بالليالى أمام شاشة الكمبيوتر لنتواصل حقا أم لنتجزأ ونتفتت حتى أصبح كل منا يجوب فى أودية كثيرة ربما لم يكن يقصدها أو يفكر فيها؟ هل قمنا بما يجب علينا القيام به أم أننا ذهبنا بعيدا عما يجب أن نذهب إليه ؟هل تعرفنا على الآخرين بحقيقتنا أم  تقمصنا شخصيات ليست منا ؟هل تحدثنا عما يدور بداخلنا أم أننا حاولنا مسايرة كل منا الآخر فأصبحنا ندور فى دائرة لم نرسمها لأنفسنا بل ترسمها الظروف والأحداث ؟هل بحثنا عما ينفعنا ويرتقى بأفكارنا أم فقط بقينا نبحث عما يشبع رغباتنا اللحظية فأصبحنا لانبحث سوى عن الجنس الآخر بل ربما أصبح الكثيرمنا يتحدث بجنس غير جنسه ولغة غير لغته وثقافة غير ثقافته ؟هل تواصلنا مع الآخرين من أجل الإفادة والإستفادة وتبادل الرؤى والآراء والأفكار والثقافات أم أننا لم نكن سوى باحثين عن متعة زائفة بل ربما وهم لم يتحقق أم إنشغلنا بالبحث عن أشياء ربما لانعرف عن أى الأشياء نبحث؟ هل لم يشغلنا مايحدث حولنا وإنشغلنا فقط بالبحث عن صور جنسية أو مقاطع إباحية بل ومشاركة الآخرين فيها ؟هل عبرنا عن ذاتنا أم ضاعت منا الذات وسط هذا الكم الهائل من الأكاذيب والسفاهات ؟هل تمسكنا بقيمنا وأخلاقنا أم إنزلقنا مع الآخرين فى طريق ربما لم نرسمه ؟هل تمسكنا بأذواقنا أم طغت علينا أذواق لم نتذوقها يوما فحلت بنا أذواق غير أذواقنا وأفكارا غير أفكارنا وتصرفات غير تصرفاتنا ؟ هل نستخدم هذه الأدوات من أجل التدنى والسفاهة والأعمال الوضيعة أم نستخدنها بغرض التجول فإنجرفنا فى طريق الإنحدار والسقوط أم أننا ذهبنا لنؤثر فى الآخرين فتأثرنا نحن وأصبحنا تابعين وغير مقنعين؟هل ذهبنا من أجل إعطاء نصيحة أو إبداء رأى فتبددت لدينا النصائح وضاعت منا الأفكار وأصبحنا فى أشد الحاجة ليد المساعدة؟ أهكذا نستخدم تلك الوسائل ؟إن كنا حقا هكذا فلماذا نتعجب ونندهش من تقدم الآخرين  لماذا نتحسر على أنفسنا عند المقارنة مع باقى الشعوب والإجابة ببساطة لأنهم الذين إكتشفوا تلك الأدوات ونحن لا نقدر حتى على مجرد إستعمالها كما أسأنا هذا الإستعمال فذهبنا بها حتى هوينا وسقطنا فى براثن الدنو والإنحطاط وهكذا صرنا لم نكتشف شيئا بل ونستخدم كل الأشياء أسوأ الإستخدام وأحط الإستعمال ولذا صرنا خلف الأمم لانستطيع حتى مجرد السير خلفهم بل تخلفنا ولازلنا نعيش فى التخلف بل أصبح التخلف والتدنى جزءا من هويتنا فأصبحنا أضحوكة الأمم مع أننا ذات يوم كنا أول الأمم وأعرق الشعوب بل كنا خير أمة أخرجت للناس ولابد لنا من الرجوع إلى الطريق الصحيح الذى خلقنا الله من أجله فنسير ونتقدم الأمم بل ونقودها إن المتحكم فى شىء لابد أن يحكمه لا أن يتحكم فيه هذا الشىء إن الإنسان الذى يملك الإرادة والإصرار يستطيع أن يغيرالآخرين إلى الأفضل لا أن ينحدر هو إلى القاع يستطيع أن يأخذ بأيدى الآخرين من الهاوية لا أن يهوى هو إلى الحضيض,إن الإنسان الحق هو الذى يدرك الواجبات المنوطة به هو الذى يملك القدرة والشجاعة على الخوض فى غمار المواجهة دونما أن ينحدر أو ينجرف لا أن يذهب بنفسه إلى الهزيمة والانحدار لذا يجب على كل عاقل بل على كل انسان أن يستخدم الأشياء فيما وجدت من أجله فهى لقضاء حوائجه وحوائج الآخرين فلنكن ممن يوظفون الأدوات لخدمة أهدافهم النبيلة لا أن تسخرهم وتسعبدهم أدواتهم إن الإنسان يملك من العقل والحكمة مايستطيع به أن يرقى بنفسه وبالآخرين فلنكن ممن يسهمون فى الإرتقاء والرقى لا أن نكون أداة للهدم والإنحدار.

من أجل المواطنه أم هي الفتونه؟

إن مايحدث على الساحة المصرية فى الأونه الأخيرة من تصاعد حدة الخلافات التى وصلت إلى المواجهات بل إلى المواجهات المسلحة بين البعض من المسلمين والبعض من الأقباط والذى لايبشر بخير للوطن وإذا كانت هذه المواجهات لها أسبابها أو بدون أسباب أى بتوجيه أو ربما بتحريض من هنا أو هناك ولكن مايبدو جليا أن أقباط مصر فى الفترة الأخيرة قد تعالت أصواتهم إلى حد كبير بل ربما إلى حد الإستقواء بل ربما إلى حد السيطرة فأصبحنا نسمع عبارات قوية توحى بأن هناك قوة تقف وراء هذه الأحداث وتلك التصريحات وإذا كان الأخوة الأقباط فى صراعهم يرددون أنهم يسعون إلى الحصول على حق المواطنه فيجب علينا أولا أن نعى معنى المواطنه والتى ربما لاتحظى بها الغالبيه فى مصر سواء كانو مسلمين أو أقباط وإذا كان الأخوة الأقباط يشعرون بعدم المواطنه فهناك طرق ووسائل مشروعه للمطالبه بالحقوق ولكن مايحدث ومانشاهده من محاولة إنتزاع الحقوق فهذا ليس بالسلوك القويم لأن الدول تقوم على أساس إحترام الدستور والقانون ولايصح لكائن ما كان محاولة إنتزاع حق رغما عن النظام الحاكم وهنا أتساءل أى نوع من الحقوق يريد الأخوة الأقباط الحصول عليها ؟هل يريدون مشاركة أكبر فى الحياة السياسيه؟كيف؟بأن ننتزع لهم من مقاعد المسلمين ليجلسوا عليها فهذا ليس من المواطنه فى شىء بل هو الظلم بعينه لأنك تأخذ ماليس من حقك فإذا أردت تمثيلا فلتكن صناديق الإقتراع هي الحكم ثم أتساءل هل يريد الأخوة الأقباط بناء الكنائس؟لماذا؟من أجل إقامة الطقوس الدينيه الخاصة بهم وهنا أتساءل ثانية هل لاتكفى الكنائس الموجودة لإقامة مثل هذه الطقوس أم أنهم يريدون فقط بسط مظاهر الدين على الأرض وإن كان لاهذا ولاذاك فأى حقوق يطالبون بها هل يريدون وظائفا أكثر؟كيف؟هل يريدون مناصبا أعلى؟لما؟كل هذه التساؤلات يجب أن نجيب عليها أولا حتى نتعرف على حقيقة تلك المطالب وأتساءل إذا كان الأقباط فى مصر قد سمحت لهم الحكومه بالتظاهر فى الميادين العامه فى الوقت الذى لاتسمح فيه لطلاب الجامعات أن يتظاهروا داخا جامعاتهم وإذا حدث قامت بإعتقال أغلبهم فهل هذا من المواطنه؟إذا كانت الحكومه تقوم بإلقاء القبض على الكثير من المسلمين بتهمة التعاون مع أنظمه خارجيه والتنظيم والتخطيط لقلب نظام الحكم ولم نسمع يوما أن الحكومه وجهت مثل هذا الإتهام لأى من الأقباط فهل هذا من المواطنه؟إذا كانت الحكومه لاتسمح لأى مسلم بعقد مؤتمرات فى الخارج تتناول الشأن الداخلى بينما يوجد العديد من الأقباط فى الخارج يعقدون المؤتمرات بل ويضعون الدستور الجديد للدوله ويأتون به إلى مصر ولايسائلهم أحد فهل هذا من المواطنه؟الكثير والكثير من التساؤلات التى تحتاج لإيضاحات وإجابات ويبقى السؤال إذا كان هناك من أحد فى حاجه إلى حق المواطنه فالحق أقول أن المسلمين فى مصر وخارجها هم أكثر الناس حاجة إلى حق المواطنه.

غباء حزب أم سطحية فكر؟

إن المتحدث باسم أية جهة وخاصة إذا كانت هذه الجهة أو تلك تعد من كبريات الجهات داخل البلاد وهنا أتحدث عن الحزب الوطنى والذى دائما مانسمع أنه حزب كبير وعريق ولكن مابالنا إذا كان المتحدث هذه المرة هو من أكبر رؤوس هذا الحزب بل النظام الحاكم ككل بل وربما يكون العقل المدبر والرأس المفكر لسياسة الحزب وقراراته وبإشارة منه يصوت الجميع وبإشارة أخرى يمتنعون وإذا كان هذا العضو الفذ بكل مايملكه من نفوذ وسلطان داخل الحزب وعندما يرشحه الحزب أو الأصح يرشح نفسه لمناظرة بينه وبين المرشح المحتمل للرئاسة فلابد أن نتوقع أننا سوف نسمعه يتحدث بمنطق الفاهمين وأسلوب المثقفين ولباقة الحزبيين ولكن وسط هذا التوقع نسينا أن هذا المتحدث لم يتربى فى تلك المدرسة التى تتحدث بالمنطق وتنطق بالفكر وتجادل بالحجة بل نشأ وترعرع داخل مدرسة الحزب التى تعلم فيها كل ماهو منافيا للعقل والمنطق ونسينا أيضا أنه عندما يتكلم فى المجلس الموقر أو داخل لجان حزبه إنما يصفق له المهللون ويوافق على قراراته التابعون ونسينا كذلك أن نصفهم من العمال والفلاحين وحتى من هم من المتعلمين فهم يصفقون ونسينا أيضا أنه ليس من الضرورى أن يوافقون أو يصفقون لأنهم مقتنعون بما يسمعون بل لأن ثمن بقائهم داخل الحزب وإنتفاعهم منه هو الذى يدفعهم إلى التصفيق والتهليل بل وربما إلى التكبير ونتيجة لأن المتحدث قد تعود على التصفيق والتهليل لأى شىء يقول فقد إعتقد أنه يقول الصواب ونسى أنه يتحدث إلى أشخاص لايعنيهم مايقوله ولكن مايعنيهم هو كيفية البقاء داخل مناصبهم وعندما شارك هذا المتجدث فى تلك المناظرة إنتظرت أن يقول شيئا نفهمه أو يقول معلومة نسمعها ولكن جاء بعبارات وأقوال لايكاد يسمعها جاهل أو أمى خاصة أنه لم يكن يتحدث إلى الشعب المصرى ولا إلى الشعب الأمريكى بل كان يتحدث إلى الإدارة الأمريكية وكان الأجدر به أن يخاطب الناس بقدر عقولهم ولكن تحدث كمن يتكلم إلى أتباعه فى الحزب الذين يكذبون ولكن يصدقون مايقولون وحتى إن لم يصدقوا فهم يوافقون ويصفقون وكان المتحدث هنا يتكلم عن أسباب إستمرار قانون الطوارىء وإذا به يقارنه بقانون الإرهاب داخل أمريكا وإن كانت الولايات المتحدة تطبقه ضد الأجانب وليس ضد الأمريكيين ثم ينتقل إلى الحديث عن الإخوان المسلمين وعلاقة البرادعى بهم فيشبه الجماعة بطالبان أو القاعدة فى أفغانستان وكأنه يتحدث إلى مجموعة من البلهاء أو السفهاء وهذا لأن طبيعته غلبت عليه فلم يستطع التمييز بين مايقال لنا ومايقال للأخر ونسى أنه يتجدث إلى الإدارة الأمريكية وكأنها بجهاز أستخباراتها فى إنتظار معلومات هذا المتحدث ليتعرفوا على الإخوان المسلمين والفرق بينهم وبين طالبان ونسى كذلك أن البرادعى يقوم بالعمل السياسى منذ مايزيد عن الربع قرن وتعلم الإدارة الأمريكية تفاصيل حياته أم أن المتحدث باسم الوطنى إعتقد أنه يتحدث إلى أتباعه فيستطيع أن يكيل الإتهامات ولايراجعه أحد أم أنه إعتاد على قول الكذب فأصبح لايستطيع التمييز بين إعلامنا وإعلام الغرب وبين حكوماتنا وحكومات الغرب ولكن ليس غريبا أن يبدو المتحدث بهذا الشكل فمن أين يأتى بالرؤية والفكر الذى يناظر بهما الأخرين وقد تعلم وتربى فى كنف حزب لايضم أصحاب الرؤى والفكر بل أعضاؤه من هم دون فكر أو رؤية .

الحرية المبتورة

إن النظام المصرى يتميز عن غيره من الأنظمة الدولية بإتساع مساحة الحرية التى يمنحها للأفراد فتراه يسمح لرجال الأعمال بحرية ممارسة التجارة دون أى تدخل من أجل حماية المستهلكين ويترك هؤلاء التجار يتصرفون كيفما شاؤا وهذه هى الحرية كذلك تجده لايتدخل إذا أراد شخصا أن يتحول من ديانة إلى أخرى أو حتى من ذكر إلى أنثى فتلك هى الحرية وحتى أن هذا النظام يمكن أن يسمح لك بأن تدعى النبوة أو أنك المهدى المنتظر أو أنك صاحب رسالة سماوية جديدة وكل ذلك سببه أن هذا النظام يتيح للأفراد أكبر قدر من الحرية سواء فى الرأى أو العقيدة وحتى الديانة عملا بقول أن الدين لله والوطن للجميع ولذلك تجد كل هذا القدر من الحرية التى يسمح بها النظام إلا أن هذا النظام لايسمح لك بمجرد التفكير فى أن تكون قائد هذا النظام

لاعيب النظام

ترقبت مثل كثيرين من أبناء هذا الوطن والذين يتطلعون إلى بارقة أمل فى التغييرترقبنا وصول البرادعى ليس من أجل تنصيبه علينا رئيسا أو حتى لترشيحه لهذا المنصب ولكن ربما لنرى الرجل عن قرب ونستمع إليه ونتعرف على أفكارة وتصوراته حتى نستطيع المضى معا شركاء ولسنا تابعين ولم أكن من المندهشين لعدم تدخل الأمن فى هذه المظاهر التى حملت معانى كثيرة حيث إكتفى النظام بتسريب بعض الأنباء التى تهدد من يذهبون الى المطار ولم يقم النظام بالتضييق على من ذهب وكان هذا متوقعا أيضا ولم يكن هذا من قبيل نزاهة النظام ولكنى أرى أنها محاولة من النظام لمراقبة الوضع والتعرف على مدى الجدية وحجم الالتفاف حول هذا القادم بالتغيير ورغم أن البعض يرى قلة عدد الذين ذهبوا لاستقبال البرادعى الا ان تلك النظرة ضيقة للغاية فلسنا بصدد مهرجان او احتفال ولكن تلك كانت ملامح تاريخية تحمل من التعبير والترميز أكثر مما تحمل من التكميم فالذين ذهبوا هم مجرد ممثلين عن الالاف بل الملايين الذين تابعوا الحدث عن كثب من خلال شاشات التلفزيون ولاشك ان هؤلاء الذين ذهبوا للاستقبال هم من صفوة الشعب وعامته الذين لايقلون قيمة عن تلك الصفوة فالكل سواء النخبة بفكرهم وعلمهم والعامة بنضج عقولهم ونزاهة قضيتهم وحسن ظنهم .كنت وسط هذا الاحساس بالفرحه تنتابنى بعض المخاوف فيما هو قادم لانى اعرف الاعيب هذا النظام ومدى تمسكه بالسلطه مهما كانت الوسائل والأدوات المستخدمة وبالفعل لم تمض سوى بضعة أيام حتى يخرج علينا أحد أتباع النظام من المرتزقين وما أكثرهم عند النظام وإذا به يتقدم ببلاغ إلى النائب العام ضد البرادعى متهما إياه بتهديد سلامة الوطن وكأن النظام به سلامه وكأن النظام يملك الأمن وهنا أصبحنا أمام منحى جديد للنظام حيث أصبح كل من يطالب بقضية وطنه من أعداء الوطن وإذا كان الوضع هكذا فليقم النظام برفع دعاوى ضد شعب هذا الوطن كله لأنه أغلبه إن لم يكن جميع الشعب يريد التغيير إذن فلنحاكم كل الشعب وإذا كان لابد من عقاب من يهدد أمن وسلامة الوطن فالواجب علينا أن نحاكم النظام نفسه لأنه جعلنا جميعا لانشعر بالأمان أو السلامة ولكن ليس مستغربا على النظام الذى إعتاد على تلفيق التهم وإستخدام الأدوات الرخيصة للنيل من خصومه لأن هذا النظام لايملك من الحجج والأدوات مايستطيع بها مناظرة الأخرين لأنه لايملك من المقومات والإمكانات سوى الفساد والظلم والإضطهاد إن النظام الذى يقوم على مثل هذه المبادىء لايستطيع مواجهة الخصوم سوى بالتلفيق والبلطجه وذلك لأنه أقصى من الساحة كل من يستطيع الدفاع عن قضية وطن ولم يبق إلا على من هم دون المستوى لم يبق إلا على غوغاء الشعب وفاسديه الذين لايريدون سوى النيل من كل نزيه لأنهم لم يعرفوا النزاهة يوما ولايستطيعون مناظرة العقلاء لأنهم لم يملكون العقل يوما وليس لديهم من الحجة مابستطيعون الاحتجاج به وكل ماعرفوه وكل ماتعلموه هو الفساد والإفساد وتلك الدعوى التى أقامها أحد أذيال النظام تذكرنى بالمرأة اللعوب التى تحاول إيقاعك بحبالها فإذا بها تراودك عن نفسها وتتهيأ لك بكل طيب وجميل فتسمعك حلو الكلمات وتريك جميل الحركات حتى إذا إستعصيت منها بدأت بالتجنى عليك وتوجيه التهم اليك وسبك بما ليس فيك وكل ذنبك أنك لم تطع هواها فهذا هو النظام الذى يحكمنا فإن لم تكن من أتباعه وبراثينه فليس أمامك سوى التشهير والسب والقذف بكل وسائل التشهير ولكن هيهات لهذا النظام الذى لايزال يعيش فى عصر قد ولى وزمن قد فات وياليت لو يراجع النظام نفسه ويعدل عن سياساته التى لم يجن منها سوى الفشل والسقوط وياليت هذا النظام يستمع الى صوت العقل ويعرف ويعى أنه مهما طال الوقت فلابد من حساب ومهما طال الزمن فلابد من صحوة وربما تكون هذه بداية الصحوة .