18‏/2‏/2011

حتى لا يضيع منا الوطن ثانية...!!!

الحمد لله إنتهت ثورتنا بنجاح ولكن لم ينتهى المشوار بعد ولم تتحقق نتائج الثورة بعد ولابد أن نعى أننا سنواجه العديد من التحديات التى تعقب انهيار الأنظمة وتوابع الثورات لأنه لاتزال هناك جيوب للنظام والتى ستحاول إما العودة والتحايل على الثورة أو التملق لها ومحاولة ركوبها وجنى ثمارها فهؤلاء إعتادوا على التلون والتملق والتسلق على أكتاف البشر بل وعلى جثثهم لذا لابد لنا أن نكون حريصين  وأنه آن الآوان لنبدأ حياة جديدة قوامها الكفاءة والعدل والحق وأساسها المساواة بين الجميع فلن تعود عجلة الزمان كما كانت قبل الثورة مهما حاول الفاسدون ومهما أراد الحاقدون فلقد آن الأوان أن يعمل كل منا فى مجاله كقائم بعمل وليس كمالك أو صاحب أومهيمن على العمل فلن نقبل بعد أن يكون كل شخص فى مجاله هو الرئيس والحاكم والمالك والمسيطر ولابد أن تتغير طريقة التعامل والحوار بين جميع الفئات على أساس المواطنه وليس على التبعية أو الخضوع فلن يقبل أحد ثانية أن يتحكم فيه كائن ما كان بعدما علم الجميع قدراته وإمكاناته التى يستطيع بها إنتزاع حريته وكرامته وإنسانيته ولذا يجب أن يعيد كل منا ترتيب سلوكياته وتقويم تصرفاته فلا نسمح لأحد من الآن أن ينتهك حقوقنا أو يقمع حرياتنا أو يستغل ثرواتنا أو يتحكم فى تصرفاتنا وأن يعى كل منا أنه صاحب حق فى جميع موارد وممتلكات هذا الوطن وأنه شريك فى كل ما فيه وعلينا أن نحافظ عليها لأنها ملكنا جميعا وليست حكرا لأحد كما علينا ألا نتخاذل أو نستكين أمام مسؤل بل لابد من التصدى له ليس بالتعدى او التهجم ولكن بالمطالبة بالحقوق مهما كان حجم تلك الحقوق ومهما كان حجم هذا المسؤل أو ذاك فلقد منحتنا ثورتنا بل أعادت إلينا حقوقنا المسلوبه منذ زمن طويل ولن نتخلى عن تلك الحقوق ثانية ولكن يبقى علينا أن نوفر لأنفسنا الألية التى تمكنا ودون عنف أو إساءة من الحصول على هذه الحقوق ويتأتى هذا من معرفتنا بتلك الحقوق ومعرفة أننا نعيش فى وطننا كمواطنين أصحاب الدار وليس كتابعين أو مأجورين وعلى الجانب الآخر يجب على كل مسؤل أن يدرك جيدا أنه لايملك هذا الموقع أو تلك الوظيفه وأنه ليس صاحبها بل يقوم بدور محدد فى مقابل أجر ليؤدى خدمة منوطة به وإن لم يستطع القيام بها فعليه ترك هذا العمل لمن يستطيع القيام بمهامه كما يجب عليه أن يعى أنه ما من أحد سيتركه دون مساءلة أو حساب ولن يسمح أحد بعد أن تسلب حقوقه أو تسرق منه أحلامه وأماله ثانية فلقد أصبحنا بصدد عقد إجتماعى جديد تعاد صياغته بين المواطنين أنفسهم وبينهم وبين المسؤلين ليصبح عقدا عادلا يحمل بين طياته بنود تحدد حقوق وواجبات وليس أوامر وإملاءات ولابد لكلا الطرفين من الإلتزام بجميع البنود وتنفيذها فلا يتنازل المواطن عن حقوقه ولا يخل المسؤل فى أداء واجباته وذلك بتأدية الخدمة على أكمل وجه دون تقصير أو إفساد وهذا كله للنهوض بوطننا وأمتنا على أساس علاقة سليمة تقوم على العدل والمساواة والندية وليس على التبعية والعبودية وهذا من شأنه أن نتقدم بأنفسنا ووطننا دون اللجوء إلى تصادم أو مواجهة  بل فقط بمعرفة كل طرف ماله وما عليه وإحترام كل منا للآخر فى علاقة ودية حميمة تقوم على المواطنة لنحيا جميعا داخل وطن يحتوى الجميع ويقدم فيه كل منا واجباته ويحصل على حقوقه فنشعر اننا مواطنين وليس مجرد سكان عابرين بل ومعذبين لذا على كل منا أن يتذكر دائما أننا دفعنا ثمنا غاليا من أرواحنا ودمائنا لننال حريتنا وإستقلالنا ولابد أن نحافظ عليها بكل ما أوتينا من قوة وكل مالدينا من روح وإنسانية ووحدة وطنية ومواطنة حقيقية.