29‏/10‏/2011

العلمانيون والحضارة المزعومة

يتحدث العلمانيون والليبراليون دائما عن الدولة المدنية الحديثة وقدوتهم فيها تلك الحضارة الغربية المزعومة وكأنها حلم الأحلام وغاية الأمنيات وبر الأمان والطريق إلى الجنان وعندما تتابع تلك الحضارة تجد أن ما ينقله هؤلاء الليبراليون عنها مجرد حفنة من الأفلام الجنسية والمسلسلات المدبلجة والدعوات المستمرة إلى التحرر بل إلى التحلل وكأن كل ما تعلموه من تلك الحضارة وما نال إعجابهم منها ليس سوى كيفية تحرير المرأة وكأنها مستعبدة وتحريرالأفكاروكأنها جامدة ولم نجد لهؤلاء يوما مشروعا تنمويا أو خطة نهضوية وإذا تحدثوا عن نهضة فتجدها نهضة الفن الهابط والروايات المبتذلة وكأن الدول لا تنهض إلا من خلال أفلام هابطة وكليبات عارية ويملأون الدنيا ضجيجا بالحديث عن حضارتهم المزعومة التى لم يجلبوا منها سوى الإنحلال والإنحدار والدعوة إلى مفاسد الأخلاق وليس ما يفيد أو ينهض وكأنهم وقادتهم فى تلك الدول لا يجلبون إلينا سوى ما يملأ خزائنهم مالا ويملأ عقولنا جهلا وسفاهة يصدرون إلينا ما يبنى بلادهم ويهدم أوطاننا وقيمنا وأخلاقنا لم يأتى هؤلاء من الغرب يوما بمختبرا علميا أو معملا بحثيا أو حتى بمعرفة حرة دون قيود ودون شروط فكيف بنا ننتظر أن يقدمون لنا ما يخدمنا ,أى حضارة تلك التى يتحدثون عنها وليست سوى لأصحابها فى الغرب أما بالنسبة لنا فليس سوى القهر والقمع والإفساد والنماذج كثيرة تشهد بذلك وترد على أصحاب الدعاوى الليبرالية والعلمانية والتى تجعل من الغرب القدوة والمنارة فالتاريخ والأحداث تشهد على ما يقولون فها هى العراق منذ ما يزيد عن عشر سنوات يعيش أهلها حياة الرفاهية وينعمون فى النعيم ويعيشون فى أمن ولا يتقاتل السنة والشيعة ولا الأكراد والمسيحيون ولا يقتل أبناءها كل يوم بل كل لحظة ويعيشون أروع عصور الديمقراطية وتعيش العراق حياة مستقلة لا يتدخل فى شئونها الأمريكان ولا تساوم عليها إيران ولا يسرق أحد بترولها ومواردها ولا يثير أحد الفتن بين أبناء شعبها وها هى أصبحت فى مصاف الدول المتقدمة فها هى تتصدر قائمة اللاجئين وها هى تتصدر قائمة المشردين والمثال أوضح فى أفغانستان وباكستان فها هم يعيشون حياة رغيدة وها هم فى مقدمة الدول الصناعية وها هم يسبقون العالم فى الصناعات الدقيقة ويصدرون العلوم والتكنولوجيا ولا يعيشون فى القبور وتحت الأنقاض وهاهم إخواننا فى الصومال والأمثلة كثيرة وعديدة على مدى تقدم ورفاهية كل المناطق التى دخلها الغربيون هم وأعوانهم من الراقصين على أنقاض الشعوب بدعوى الليبرالية والعلمانية التى يبشرون بها فلما لا تستجيبون لدعواتهم أيها المغفلون حتى تعيشوا مثل هؤلاء فى النعيم المنتظروتحسدكم باقى الشعوب فلما ترفضون تلك الحياة وهناك الكثيرين ممن يناضلون حتى يعيشونها وحتى تحيوها معهم والحقيقة أنهم بحق يريدون لكم الجحيم بدلا من النعيم ويريدون لكم العذاب بدلا من الرحمة ويريدون لكم التبعية بدلا من الإستقلال والحرية ويريدون لكم التهتك والإنحلال بدلا من العفة والإلتزام فماذا تختارون وأى حياة تريدون ولكم القرار أيها العاقلون.