27‏/3‏/2011

وإعتصموا

لاتزال ثورتنا فى مهدها ولم تنتهى من أهدافها بعد ولن نستطيع تحقيق باقى الأهداف إلا إذا ظلت الجهود متحدة وظلت النوايا صادقة دون شك أو تشكيك ودون تخوين أو إتهام ولكن يبدوا أننا لم نتعلم أصول الديمقراطية بعد ولم نستوعب حدود الإختلاف بعد ولم نتعود على ديمقراطية وحرية الرأى بعد ولم نألف حق التباين بعد وهذا كله أدعى لأن ينسف بثورتنا خاصة إذا فتحنا الباب للدخلاء والعملاء والمغرضين والفاسدين لأن يتلاعبوا بعقولنا وأن يتآمروا على وحدتنا أو أن نسىء الظن ببعضنا عند أول نقطة إختلاف وليس خلاف أقول هذا لأننى أخشى على من قاموا بالثورة الخالدة أن ينتهجوا نفس أسلوب الحزب البائد فعندما يختلفون مع الآخرين فإذا بهم يكيلون لهم الإتهامات ويدعون عليهم بالأكاذيب ويصفونهم بالأباطيل وهذا ليس من شيم الثوار الأحرار وليس فى صالح من ضحوا من أجل بناء الأوطان ولم تمر سوى أيام قليلة على توحدنا جميعا فكيف بنا ما بين عشية وضحاها ننقلب لنصبح فرقا بل وربما شيعا فهل كنا ننادى بديمقراطية حقا؟أم أننا عبارة عن نسخة مكررة من الحزب البائد ولكن بوجوه جديدة وأسماء مختلفة ؟ أم أننا كذبنا على أنفسنا وعلى الآخرين عندما إدعينا أننا نطالب بالديمقراطية والعدالة والحرية؟ أم أننا لم نرد سوى الوصول إلى سلطة فتملقنا وكذبنا حتى إذا وصلنا إلى غايتنا إنكشفت حقيقتنا التى هى بئس الحقيقة ؟ أم أنه قادنا بعض رفقاء السوء فى طريق لايسلكه سوى كل هالك وكل منافق وكل كاذب وليست هذه من صفات الثوار الأحرار ربما نكون قد أخطأنا بإتهامنا للآخرين لمجرد إختلافهم معنا ولكن خير الخطائين التوابون فياليتنا نعود إلى رشدنا ونعود إلى صالح صفاتنا التى كنا عليها عندما عشنا إخوة فى الميدان عندما ترفعنا عن ذواتنا وإرتفعنا فوق مصالحنا خاصة أننا فى أمس الحاجة أن نجتمع سويا لا أن نفترق أشتاتا فهلا راجعنا أنفسنا فنعود إلى صوابنا الذى فيه صالحنا فنتحد جميعا فى مرحلة نبنى فيها الأوطان لا أن نهدم أنفسنا فنهدم أوطاننا فليس لنجاحنا سبيل سوى التوحد والإتحاد حتى لو إختلفت وسائل كل منا ولكن يبقى أن هناك الكثير مما يجمع بيننا حتى نفوت الفرصة على كل من يتربص بنا وبأوطاننا فنضيع وتضيع تضحياتنا ويشمت بنا الأعداء فهيا إلى الإتحاد هيا إلى الإتحاد
.

لماذا تمت الموافقة على الإستفتاء؟

نعرف جميعا أننا قمنا بثورة خالدة ونعرف أنه بدأها شباب ولكن قام بها شعب على إختلاف أطيافه وألوانه وما كان لها أن تنجح لولا إلتفاف الشعب حولها وإيمانه بها وبغاياتها ولما كان كل مجتمع يوجد به الناس على إختلاف طباعهم وعلى تنوع مآربهم فتجد المخلصين وأصحاب النوايا الحسنة وتجد أيضا الوصوليين والإنتهازيين بل وتجار الثورات وهم من يتاجرون بشعارات الثوار الأصليين بل ويبدون فى المشهد وكأنهم ثوار حقا كما يوجد المنافقين والراقصين على الأشلاء وهذه صفات البشر بتنوعهم وإختلافهم ولكن بين هذا كله هناك الشرفاء والنبلاء والأوفياء الذين يبذلون ولا ينتظرون عطاء ومع أننا نؤمن بالدور الأصيل لمن بدأوا الثورة وتخلصوا وخلصوا الآخرين من خوفهم ولكن هذا لايعنى أن من بدأوا الثورة هم وحدهم أصحابها ولا يصح أن يتناسوا الدور الرئيسى لمن إنضموا إليهم وما كانت ثورتهم لتنجح من دون مشاركتهم ولكن يبدوا أن من بدأوا الثورة إعتقدوا أنهم وحدهم أصحابها ولا أحد سواهم وكذلك قفز على أكتافهم الإنتهازيون بل وجعلوا من أنفسهم أوصياء على الثورة فأصبحت الثورة حكرا بين من بدأوها وبين الأوصياء عليها ولا مكان لمن شاركوا فيها وأنجحوها ونسوا أو ربما غفلوا عن أن الثورة بدأها الشباب ولكن قام بها الشعب كله وإستمر الجميع فى كفاحه حتى أسقط النظام أو على الأقل أسقط رؤوس النظام وهنا أيضا غفل الأوصياء على الثورة الفرق بين الهدف والوسيلة فأرادوا أن تظل حياتنا كلها ثورة أو ربما تصبح مهنتنا هى القائمون بالثورة ونسوا أن شعبنا بطبيعته مسالما ولا يريد سوى الإستقرار والعدل والأمان وهذا ما دفعه إلى القيام بثورته حتى شعر أنه أنجزها وأنه على الطريق الصحيح ويمكنه الوصول إلى غاياته ولكن بهدوء وأمان وكذلك نسى هؤلاء الشباب وأوصياءهم أنهم يتعاملون مع شعب بسيط وطيب يرضى بالقليل ولكن هؤلاء الأوصياء لم يستطيعوا التواصل معه ولم يتعرفوا على اللغة التى يفهمها فتحدثوا إليه بلغة معقدة فأصبحوا كمن يتحدثون إلى أنفسهم أو إلى بعضهم البعض ولم تصل رسالتهم خارج نطاق مجتمعهم لأنه ربما لايعنيهم من يتحدثون إليهم بقدر ما يعنيهم إستعراض معارفهم وثقافتهم فتصارع كل منهم لتقديم أفضل ما لديه ليس للوصول إلى جمهور عريض ولكن لإثبات وجوده والبرهنة على جدارته بل ومحاولة نيل رضا وولاء وإعجاب شباب الثورة فحسب إعتقادا منهم أن هؤلاء الشباب أصبحوا هم من يحركون الشعب كله فيذهبون به يمينا ويسارا بل أينما شاؤوا ووقتما شاؤوا فلم تصل رسالتهم سوى إلى أنفسهم ولم تصل إلى القاعدة العريضة من الجماهير والتى تمثل الغالبية العظمى فى البلاد ومن المستغرب أن أغلب الأوصياء هم من أعلنوا ترشحهم للرئاسة وربما كانوا يرفضون التعديلات ليس لقناعتهم بالرفض ولكن لإرضاء من هم شباب الثورة لإعتقادهم الخاطىء بأن هؤلاء الشباب هم من يملكون الأغلبية ويملكون مفاتيح القوم ومن هنا كانت نتيجة الإستفتاء ولم تأتى النتيجة هكذا عبثا أو لأن من صوت لا يعرف أو لا يفهم حيث أثبت المصريون أنهم وبحق أصحاب حضارة ويملكون من الوعى والفكر والمعرفة الكثير ويستطيعون التمييز والإختيار بين هذا وذاك عن قناعة ورضا ولم تأت النتيجة بسبب جهل أو قصور بل لأنه شعب يجنح إلى السلم ويحب الإستقرار والأمان وقد وجد أنه فى طريقه لتحقيق كل إستقرار وأمان
.