30‏/12‏/2011

نخبة متشردة

لاشك أن كل مجتمع لديه نخبة مثقفة فكريا وسياسيا تستطيع أن تدير وتتحكم فى تسييرأموروتحديد وجهة الجمهور وترتيب أولوياته بل وتحديد إختياراته لكن بشرط أن تكون نخبة حكيمة ونخبة عادلة ونخبة صادقة تصدق الناس فيستمعون إليها ولا ينفرون منها نخبة تقود من أجل صالح البلاد والعباد وليست نخبة مزيفة تقود لصالح حفنة منهم بل ربما لصالح حفنة من الخارج نخبة تملك من الرؤى والأفكار ما تقنع به الجماهير نخبة تأخذ بأيد الآخرين لتبنى أوطان لا لتهدم بلدان وتشرد ولدان ولكن المتابع للأحداث يجد أن لدينا نكبة وليست نخبة نصبت نفسها من تلقاء ذاتها ولم ينتخبها أحد بل ولم يقتنع بها نخبة لم تطل علينا بخطاب عقلاء أو حديث شرفاء ولكن تهل علينا كل يوم وكل حين لتوبخ أبناءنا وتسفه كبراءنا وتحقر من تصرفاتنا وإختياراتنا ففقدت تواصلها مع أبناء الشعب لأنها تحدثت إليهم من برج عال معتبرة أن الشعب لا يرقى إلى مرتبة الإنسان ولا يستحق درجة الإمتنان والعرفان وإنما تحدثت إليه كمن هو تابع وأجيرإنها نخبة لم تقدم شيئا لوطنها ولم تبدى شيئا لشعبها وراحت تصيح وتصرخ بلغة لا يفهمها سوى الطرشان ولا يسمعها كل عاقل أو صاحب وجدان وكلما زادت صياحا كلما زاد الشعب بعدا ونفورا فقبل الإنتخابات راحت تقدح أذهانها وتكرس إعلامها فى محاولة لإقناع الشعب بإتجاه محدد ولكن جاءت النتائج بما لا تهوى فراحت تسب وتلعن وتحقر وتقلل من هذا الشعب فزاده ذلك بعدا فوق بعد فراحت تبحث عن حل بديل فى محاولة لعرقلة مسيرة الديمقراطية التى لم تأتى بها ولم تلبى طموحاتها فراحت تروج الشائعات وترهب العائلات فلم يستمع إليها أحد وربما أدركت أن الشعب لديه من الوعى ما يمكنه التمييز بين هذا وذاك وأدركت أنها فى طريقها إلى الفناء والإنتهاء فراحت تبحث عن سبيل للبقاء حتى لو كان على حساب الأبناء ولو على أنقاض البناء فراحت تكيد للأوطان وتحيك المؤامرات وتحولت من نخبة إلى عصبة من المتشردين فجهزت جيوشها على الشاشات يضللون الناس بالشائعات ويطلقون الأكاذيب والإدعاءات وبدلا من أن تقدح عقولها للبحث عن بديل للإقناع راحت تجند البلطجية والمشردين وأطفال الشوارع فى محاولة يائسة ليس لإنقاذ نفسها فحسب بل لإحراق الوطن فدفعت بمجموعات من الجهلاء والمضللين لإشاعة فوضى وإشاعة حالة من الإرتباك فى خطة مرسومة ليس للإعتراض على سياسات أو تغيير نظم وإجراءات وإنما لإحراق وطن وتشريد مواطنين وإسقاط دولة فى خطة لها عدة أبعاد أولها إشاعة الفوضى والذعر على الأرض وحرق الممتلكات ثم تبنى حملة إعلامية مكذوبة ومضللة للحديث بإسم الثورة وإلباس المتشردين ثوب الثوار وتزييف الواقع والحقائق ثم إعلان بعض الجهات الخارجية إدانتها وشجبها لما يحدث تحت مسمى حقوق الإنسان فى خطة مكشوفة ومعلوم أبعادها بل ومعلوم الهدف منها وتخلت تلك النخبة عن خطابها لتتبنى خطاب الشرذمة وتكشف عن هويتها الحقيقية وتتحدث بلسان حالها الذى هو البلطجة والفوضى والخيانة وبدا كأن هذه النخبة تلقى بآخر أوراقها فباتت لا تخفى حقيقتها ولا تبالى بسوءاتها وكأنها تقول نعم أنا لست نخبة ما دامت النخبة لم تجدى نفعا أنا بلطجة مقنعة وأنا تشرد مغلف وراحت تلقى تصريحات علانية بأنها لن تقبل ديمقراطية ولن تقبل بإنتخابات حرة ونزيهة بل تقبل بحرق الأوطان وتشريد البلدان وباتت تلك النخبة المتشردة واضحة المعالم والأهداف وأصبحت الشكوك حولها واقعا فما كنا نعتبره إحتمالات بالأمس أصبح حقيقة اليوم فها هى تكشف عن أنيابها وتكشف حقيقتها وتفصح عن أهدافها وبات معلوما أن ما تريده هو إما أن تحكم البلاد وتقود العباد وإما أن تحرق الوطن بمن فيه وما عليه فباتت عصبة من المتشردين وحفنة من الإنتهازيين وجماعة من الوصوليين فهل بقى دليل على جبن وخيانة هؤلاء المتشردين فأفيقوا يا قوم وإعلموا الخائن والعميل وقفوا وقفة رجل أمين للتصدى لهؤلاء أجمعين.