18‏/5‏/2011

وهل يستحق العفو من لم يعف...!!!

إن العفو عند المقدرة ولكن لمن يستطيع العفو ولمن يستحق وكذلك أيضا نقول ولكم فى القصاص حياة فلقد قامت ثورتنا لنقيم العدل والوزن بالميزان ونقضى على الظلم والقهر والإستبداد ولانريد سوى الحق فهل جنينا سوءا وهل إرتكبنا جرما لماذا نسمع أصواتا تنادى بالعفو والصفح عن الرئيس السابق ولم نسمعهم يوما يطالبونه بالعدل والمساواة وهناك من يبررطلب العفو بضغوط تمارس على المجلس العسكرى فلقد قمنا بثورتنا لنتمتع بالإستقلال ونتخلص من التبعية والخضوع فكيف بنا نتبع أوامر الآخرين وكيف نسمح بأن يتدخل فى شؤوننا من هم دون ذلك وهناك من يبرر العفو بأنه كبير السن ويعانى المرض فهل شفع له سنه ومرضه وأخذ منهما العظة ليعدل بين الشعب وينصفه أو يدعه يعيش فى حرية وإطمئنان وهناك من يبرر العفو بسبب سوء الحالة الإقتصادية التى تمر بها البلاد وهذا ليس مبرر بل هو دافعا أقوى لمحاكمته لأنه من تسبب فى أن تصبح البلاد بلا موارد وتركها جرداء بعدما نهب خيراتها كما أننا لسنا عبيد مال ولكننا طلاب عدل وكرامة وحرية إن للثورات دائما ضحايا وغالبا ما يكون هؤلاء من النظام الذى قامت ضده الثورة إلا أن ثورتنا هذه فكل ضحاياها من الشعب الذى قام بها فهل هناك تضحية أكبر من ذلك وهل هناك عدل أكبر من ذلك فإذا كنا قد قمنا بثورتنا فلم نظلم أحدا بل ظلمنا الآخرون قبل وأثناء الثورة فهل تريدون إستمرار الظلم لنا بعدما نجحت ثورتنا يطالب البعض بالعفو والتصالح وربما إذا تصالحنا فيما يخص المال فهل يمكن أن نتصالح فيما يخص السياسة التى أفسدها وأفسد بها حياتنا وحياة أجيالنا فهل يمكننا التصالح مع الحزب الوطنى فيقدم إعتذارا للشعب عن الثلاثين عاما الماضية وكأن شيئا لم يحدث وكأن ثورة لم تقوم إذا كنا بالأمس نتحدث عن تشكيل لجنة قضائية لإسترداد الأموال من الخارج فلما اليوم نريد التصالح طالما أننا سوف نحصل على أموالنا آجلا أو عاجلا إن من يطالبنا بالعفو فليعفوا هو عنا ويتركنا وشأننا وليأخذ العدل مجراه لأننا لا نستطيع العفو وشهدائنا لا زالت دماءهم تسيل وجرحانا لا يزالون بالمستشفيات يبحثون عن دواء كيف نتسامح مع من أخرجنا من بيوتنا ليسكن القصور هو وزبانيته كيف نتسامح مع من نهب أموالنا وعاش بذخا وترفا وتركنا نبحث عن بقايا طعام بين أكوام زبالة ربما نسد بها حاجة من جوع كيف نتسامح وقد سافر للعلاج فى أغلى المستشفيات وتركنا نصاب بشتى أنواع الأمراض فإلتهبت أكبادنا وفشلت كليتنا وتسرطنت أجسادنا وأطفالنا ولم نجد ما نتداوى به فعشنا مرضى ومتنا بالمرض كيف نتسامح مع من جعلنا فى ضيق فأصبحنا لا نطيق التحدث إلى بعضنا فأصابتنا الهموم بالصمم وأصابتنا مشاغلنا بالوهن فلم نعد قادرين على الحديث ولم تلمس شفتانا ولو إبتسامة كيف نتسامح مع من إنتهك حرمات بيوتنا وأهان رجالنا وشبابنا وإستباح أعراض نساءنا ويتم أطفالنا ورمل أمهاتنا كيف نتسامح مع من هدم تعليمنا وجهل أجيالنا وسفه عقول أبناءنا وخيب آمالنا ورجاءنا ودهور حال جامعاتنا كيف نتسامح مع من تعامل مع عدونا وعاش لخدمته وعلى راحته فيأخذ من أرزاقنا ليعطيه ويمنع عنا ليمنحه كيف نتسامح من أخلص للعدو وخان الوطن إن التسامح من صفات الله ولكن الله عفو رحيم وقديرلأنه الخالق العظيم أما نحن عباد الله المقهورين والضعفاء فلم يترك لنا هذا الطاغية مجالا حتى نستطيع العفو ويجب عليه شكرنا لأننا لم نظلمه ولا نريد ظلمه بل نريد العدل والحق والقانون ورد المظالم إلى أهلها وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.




لماذا نتهم بالعمالة...!!!

الوسائل والأساليب التى من شأنها التشكيك فى قدرات منافسيه بل وربما يتعدى البعض ذلك إلى التشكيك فى وطنية الأخر ومحاولة تشويه صورته وهنا لا أتحدث عن نزاهة الحملات الدعائية أو شرف المنافسات والمواجهات الإنتخابية فهذا أمر آخر ولكن أعنى أن كل طرف يستخدم الأوراق المتاحه لديه الحقيقى منها والمزيف بل والإدعاء فى محاولة لكسب تأييد الجماهير والنيل من خصومه فهى أشبه بحرب بين أطراف يحاول كل منهم القضاء على خصمه بشتى الطرق والوسائل بصرف النظر عن نزاهتها أو نقاءها ولا أعنى بذلك أن الجميع يتبع نفس الأسلوب فلكل طريقته وأدواته ولكن يبقى هناك طرف رئيسى فى العملية الإنتخابية وهوالجمهور المتلقى والذى توجه إليه الرسالة والذى يجب عليه أن يتحلى بالوعى وأن يستمع ويستوعب ويفسر ويحلل وألا يكون مجرد متلقى لا حيلة له سوى السمع والطاعة كمن لا عقل لديه أو تمييز لأن هذا أخطر ما فى الأمر حيث يلعب الجميع على بعض الفئات من الجمهور المتلقى بصفته مجرد شخص لا يعى ولا يميز وإن وعى لا يستوعب وإن إستوعب لا يفهم ثم يتلاعب بالفئات الأكثر وعيا عن طريق تكرار الرسالة الإعلامية ومن خلال متابعة الحملات الإنتخابية فى بلدنا نجد أن أخطر ما يهدد هذا المرشح أو ذاك إتهام البعض له بالعمالة وغالبا ما توجه هذه التهم إلى الشخصيات التى تتمتع بتاريخ سياسى أو دبلوماسى أو تتمتع باسم على الساحة الدولية وبدلا من أن تكون هذه المهام من مميزات هذا المرشح فإذا بالخصم يستخدمها ضده فيوجه له تهمة العمالة وأنه ما جاء إلا لمصلحة الغرب والعمل على خدمتهم وذلك لمجرد أنه كان يعمل بإحدى المنظمات الدولية وبدلا من الإشادة بدوره فى منصبه يستخدمون هذا المنصب لتشويه صورته ومحاولة التشكيك فى وطنيته ففى مصر نذكر الدكتور البرادعى وما واجهه من محاولات مكثفة وموجهة لتشويه صورته من قبل النظام السابق وهو نفس النظام الذى سبق له وقام بتكريمه والإشادة بمكانته ولكن ذلك وقت لم يكن خصما ولكن عندما بدأ يهدد بقاء النظام قاموا بإتهامه بالعمالة وبالعمل لحساب الغرب لكونه كان مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية وهو نفس المنصب الذى كان سبب فخرالنظام به من قبل وهنا أتساءل إذا كان العمل بأى من المناصب الدولية يعتبر سببا لإتهام الشخص بالعمالة فلماذا إذن لا يتم إتهامنا بالعمالة فجميعنا نعمل وعملنا بالخارج لعشرات السنين فهل يعنى ذلك أن جميعنا عملاء لهذه الدولة أو تلك فهل معنى أننى عملت بإحدى الدول لسنين أن أكون عميلا لها وإذا كان لا يعنى ذلك فلماذا إذن يكون عميلا من عمل بإحدى المناصب الدولية وما الفرق بين العمل لدى إحدى الجهات الدولية أو أحد الأفراد أو المؤسسات وهل يعنى ذلك أن الأمين العام لجامعة الدول العربية أيا كانت جنسيته يصبح عميلا فهل سنتهم الدكتور نبيل العربى بالعمالة بعدما تم تنصيبه فيها وهل يعنى ذلك أن الأمين العام للأمم المتحدة يكون عميلا وهل يعنى أن رئيس الإتحاد الدولى للكرة عميلا والكثير من المنظمات الدولية التى لا تختار إلا من هو كفء وذو سمعة وشهرة دولية وإذا كنا نشيد ونفتخر جميعا بحصول البعض على شهادات من جامعات غربية فلماذا لا نتهمهم بالعمالة مقابل حصولهم على شهاداتهم ولماذا لا نتفاخر بأى من أبناءنا الذين عملوا لسنوات طويله رؤساء لهيئات ومنظمات دولية ولماذا لا نسمع أى من الدول الغربية تتهم أبناءها بمثل هذه التهمة لكونه ظل يعمل لسنوات طويلة فى إحدى الدول العربية ولدينا العديد من الخبراء يعملون أم أننا فقط المتهمون بالعمالة أم أنها مجرد حرب يريد كل طرف النيل من الآخر فيتلاعب بعقول وأفكار الجماهير بإعتبارهم لا يفقهون ولا يعقلون وهنا أتساءل هل حقا تعقلون ما تسمعون أم أنكم مجرد صم وبكم وعميانا كما يعتقدون ولا تملكون ما تفهمون أم أن من يصدقون هم بالأحرى يريدون التصديق ولو بدون إقتناع أعتقد أن هذه الأساليب كانت أدوات فى ظل العهد البائد وحان لها أن تزول مع زوال عهدها ولا أقول هذا إنحيازا منى لشخص بعينه ولكنى أقوله دفاعا عن الحق والعدل وبغضا فى الظلم والباطل وإعمالا للمنطق والعقل فياليت قومى يعقلون.




17‏/5‏/2011

تحرير الأقصى يبدأ بتحرير أنفسنا أولا

لا شك أننا جميعا نتوق شوقا وتنبض قلوبنا لهفة وتتطلع أرواحنا للذهاب إلى الأقصى بل إلى أى بقعة من أرض فلسطين الغالية على كل العرب وليس لدى أدنى شك فى كل إنسان عربى فى رغبته ككل العرب أن يرى فلسطين محررة وأهلها عائدون إليها يعيشون على أرضها ويتنفسون نسيمها ولكن يجب أن نعى فى الوقت الذى نشتاق فيه إلى فلسطين والرغبة فى تحريرها أن هناك معطيات وأدوات لتحرير الأراضى وأن نعلم أن لكل مقام مقال ولكل حادث حديث وليس كل ما يتمناه المرء يدركه وأعلم أيضا أن ما لا يدرك كله لا يترك كله ولكنى أتحدث عن شعبنا فى مصر ورغبته فى الذهاب إلى فلسطين بل ومطالبة البعض بإختراق الحدود والدخول إلى الأراضى المحتلة وأعلم يقينا أن كل هذا عن حسن نية ورغبة فى تحرير الأرض ولكن ألا يدرك هؤلاء أن تحرير الأراضى له أدوات وطرق وليست مجرد نوايا ورغبات وطموحات ولا بد من دراسة الخطوات قبل الإقدام عليها فهل سأل هؤلاء أنفسهم ماذا سيصنعون عندما يواجههم العدو بدباباته وطائراته وماذا لو أطلق النار عليهم وسقط منهم الشهداء والجرحى ألا يجعل ذلك الحكومة المصرية فى مأزق كبير ويسبب لها الحرج؟وسيخرج آخرون يطالبون بالقصاص من العدو ولم يسأل أيهم هل نحن على إستعداد لخوض حرب فى ظل هذه الظروف التى تمر بها البلاد وهل هناك سبب أو داعى لتلك الحرب ونحن نشهد مصالحة فلسطينية وإعترافات دولية بالدولة الفلسطينية وكل هذا يمثل ضغطا لصالح القضية الفلسطينية وربما يجيبنى أحدهم بأنهم يريدون الضغط كذلك على العدو فأجيبه يمكننا الضغط بوسائل شتى ولكن ليس بالإنتحار أو إجبارنا على الحرب وهل سأل هؤلاء أنفسهم كيف سيواجهون هذا العدو على الحدود وهل نسوا أن الحرب لم تعد أفرادا وإنما عتادا فكيف لنا بمواجهة العدو بصدور عارية ونحن نعلم أنه عدو خسيس وخائن ويمكنه القيام بأى عمل ونعلم كذلك أن العالم يؤيده ولا يشجب تصرفاته ,إن هؤلاء جميعا أصحاب نوايا طيبة ولكن ألا يخشون أن يندس بين صفوفهم من هم أصحاب النوايا الخبيثة والذين يريدون جر مصر إلى حرب لا يعلم مداها إلا الله بل ألا يعلمون أن العدو نفسه يمكنه فعل الإدعاءات ليقوم بالإعتداء على المصريين بل ألا يعلم هؤلاء أن العدو لديه أطماع فى سيناء ويمكنه التلكأ بمثل هذه الأعمال ليقوم بالتوغل داخلها مما يجعلنا فى موقف لا نحسد عليه نعم جميعنا نشتاق إلى فلسطين وجميعنا نريد عودتها وعودة اللاجئين ولكن لابد من خطوات محسوبة وأفكار مدروسة لا عواطف ولا أمنيات لأنه ربما بدلا من أن نحصل على مكاسب نضطر إلى دفع المزيد من التنازلات لذا ما قامت به القوات المسلحة فى منع الجماهير من الوصول إلى سيناء أو قطاع غزة ليس من باب القمع أو الخضوع بل من منطلق الحرص والحفاظ على الشعب وعلى الأرض والأمن القومى والذى نحن فى أمس الحاجة إليه فى هذه الأثناء فهلا تريثنا وتدبرنا أمورنا وحاولنا إعادة ترتيب البيت الداخلى أولا والوقوف من جديد والنهوض ببلدنا فى الوقت الذى تسير فيه الأمور مع الجانب الفلسطينى فى طريقها السلمى للمفاوضات وفى طريقها للحل ويمكننا العمل بين هذا وذاك فنعيد ترتيب أولوياتنا ونفاوض من أجل حل القضية الفلسطينية حتى نسترد عافيتنا وعندها يمكننا إستبدال أدوات محل أخرى وإستخدام سياسات ربما ليست فى الإمكان الآن ولكن يبقى أننا يجب أن نتعرف على حقيقة قوتنا ومصادرها وأن نتعامل من منطلق العقل والحكمة وهذا ليس تنازلا أو تخاذلا ولكن هى واقعية رؤية ووضوح موقف فاليوم هكذا وغدا لناظره لقريب فلا تدفعنا العجلة إلى إتخاذ مواقف غير مدروسة أو تدابير متسرعة وإن شاء الله إنا لمحررون .

16‏/5‏/2011

هل حقا تحررنا؟

إن من سنن الكون التغيير والتبديل والتعاقب لذلك لا يصح أن نظل هكذا أسرى جيل بعينه يبقى هو الحاكم والمسيطر على مقاليد الدولة خصوصا بعد ثورتنا الخالدة والتى لولا الشباب ماقامت وما تغيرت مصر والعالم العربى إلا أننى أرى الأوضاع كما هى دون تغيير فهى نفس الوجوه ونفس السياسات ونفس التوجهات فلا زلنا نتبع نفس الأساليب ونفس التفكير فلا تجد شابا واحدا بين هؤلاء جميعا سواء بين السياسيين أو القادة أو أى من المسؤلين بل ربما تجد صعوبة بالغة فى إقناع الشباب أنفسهم بأحقيتهم فى تولى المناصب والسلطات وأيضا لا يقترب الكبار من هذا الموضوع لأنه لايعنيهم تولى الشباب لأنه سيكون بديلا عنهم بل ربما يميل الشباب إلى عدم الإقتراب من هذا الموضوع وربما يرجع السبب إلى أنهم لايجدون فى أنفسهم القدرة على التقدم إلى الصدارة أو الخوف من الخسارة فيحاولون إتباع الآخرين بدلا من الشعور بالعزلة والتهميش فيبدأون البحث عن دورا لأنفسهم يقومون به بالرغم أنهم يملكون من الإمكانات الكثير لكنهم لا يملكون الجرأة أو الإقدام على التفرد والتميز وعلى الجانب الآخر لايريد الكبار الإقتراب من هذا الشأن بل ومحاولة خداع هؤلاء الشباب تحت مسميات عديده كأن يوحوا لهم بأنه لولاهم ما إستطاع هذا المرشح أو ذاك من النجاح أو مجرد الإنتشار بين الجماهير فى محاولة لحث هؤلاء الشباب على بذل المزيد من المجهود دون النظر إلى الشباب أنفسهم بل ربما هى محاولة من جانب الكبار لسرقة أحلام الشباب بالتغرير بهم ومحاولة إقناعهم بأنهم لايزالون شباب وما يجب عليهم سوى إتباع من سبقوهم ومنهم من يقوم بإبتزاز هؤلاء الشباب تحت مسميات عديدة وبمغريات كثيرة لأن هؤلاء الكبار هم من يملكون المال فيستطيعون إقامة الندوات والمؤتمرات بالرغم أن هؤلاء الشباب هم من يقومون بالتنظيم ولكن السابقون لا يحاول أى منهم أن يغرس فى الشباب الرغبة فى التطلع أو القيادة بل يحاولون إبقاءهم داخل منطقة محصورة وهى تبعية الآخرين بل والعمل على خدمتهم ناهيك عن القوانين المنظمة للعملية السياسية والتى لابد من تنظيمها حتى تضمن للشباب المشاركة الفعلية هذا بالإضافة إلى أن الشعب نفسه لم يتعود بعد ثقافة الإختيار من بين الشباب والغالبية تريد إتباع بعضها بعض بل ربما لاتملك قناعة فى الأجيال الجديدة نتيجة إنخفاض الثقافة فيقومون بإختيارات نمطية ليس لها أساس سوى التعود على الشخصية مهما بلغ من العمر فيكون هو الأنسب بالنسبة لهم ويخشون إختيار الأصغر أو الأكثر حداثة بحجة أن الكبير لديه الخبرة والمعرفة بالرغم من أن الشباب قد نالوا تعليما أفضل وتعلموا وسائل أحدث وفكرا أوسع وهكذا نكون كمن يقوم بالإختيار بين ماركات تجارية والتى رسخ إسمها وأخذت مكانتها بين الماركات عندها يمكننا تقليل إعلاناتها وتعتمد فى تسويقها على طلب المستهلكين عليها دون غيرها أما المنتج الجديد فيكون فى حاجة إلى حملات إعلانية كبيرة حتى يخلق لنفسه مكانا بين هذه الماركات التى سبقته ليس فى الكفاءة بل فى العمر وحجزت لنفسها مكانها بالرغم من كونه ربما يتفوق عليها فى السعر أو الطعم أو الحجم أو غير ذلك ولكن لأن غالبية الشعب لم يتعود على مبدأ التجريب أو المحاولة والخطأ يريد دائما أن يسلك مسلكا يظنه آمنا لذا تجد الغالبية تميل إلى من يعرفونه دون غيره تجنبا للمخاطرة أو إحتمال الخطأ وهذه من سمات التقليدية والنمطية وحيث أن المبدعين قليلون لذلك فكل جديد يكون نصيبه من التأييد قليل إلا بعد مرور فترة من الوقت والحضور بين الآخرين فيبدأ فى الإنتشار والرواج وعندها ربما يشعر من تركوه سابقا بالندم لأنهم أضاعوا من حياتهم الكثير دون إستفاده منه ولكن تلك هى الشعوب النمطية والتى تعودت التبعية ومن هنا لم أشعر أننا تحررنا من أفكارنا البالية ومن عاداتنا التقليدية وربما تحرر الوطن من النظام السابق ولكن يبقى أن تتحرر العقول وتتقدم الأفكار والرؤى .

مصادر الفتنة...!!!

لاشك أننا جميعا نعيش فى وطن واحد نرجوه ونتمناه من بين الأوطان ونسعى جاهدين مخلصين أن يكون أسمى الأوطان وأكثرها أمنا وأمانا ولكن وسط هذا هناك من لا يرضيه أن يكون وطننا هكذا بل ربما هناك من يريد ألا يراه قائما وهؤلاء هم الأعداء نعرفهم ويعرفوننا وهناك أيضا أعداء لا نعرفهم متربصين حاقدين لا يريدون أن يقوم لنا وطن أو يحيا لنا مواطنين وهناك أيادى خفية تحرك قوى داخلية وخارجية تريد من وراءها نشر الفوضى والرعب بل وبث روح الفرقة والعداوة بين أبناء الوطن الواحد وهناك من ينساق وراءها من منطلق حسن نيته بل وسذاجته فتجد هذه القوى تتلاعب بمشاعر البعض ممن لا يملكون الحكمة فى التعامل مع الأحداث أو الحكم على الأوضاع والعلاقات فهناك جهات تحاول تشويه صورة الجماعات الإسلامية وتأجيج مشاعر الكراهية نحوها فى محاولة لإثارة القلاقل سواء بين المسلمين أنفسهم وبينهم وبين المسيحيين مما يخلق نوعا من الصراع بين المسلمين وبعضهم من ناحية وبينهم وبين المسيحيين من ناحية أخرى وهذه الجهات منها ما هو خارجى يحاول تشويه الإسلاميين بغرض تشويه صورة المسلمين والإسلام بجانب خلق نوع من النزاع بينهم وبين المسيحيين وعلى الصعيد الداخلى هناك قوى سياسية تحاول تأجيج وإثارة النزاعات بين القوى الدينية المختلفة وخاصة بين المسلمين والمسيحيين وذلك خشية تنامى قوة الجماعات الدينية الإسلامية سياسيا فتجد هذه القوى تحاول تشويه صورتهم وإبراز مساوئهم بل وتسفيه أفكارهم حتى ولو كان على حساب الدين نفسه ومن جانب آخر هناك بعض الجماعات من المسيحيين المتشددين والذين لا يسعدهم تنامى وجود القوى الإسلامية وهناك أيضا بعض الجماعات من المسيحيين الذين يستعينون بالخارج بل ويستقوون به بحجة أنهم أقلية مسيحية وسط أغلبية مسلمة بل وتعالت أصوات بطلب الحماية الدولية وهؤلاء هم أكثر الجماعات عداوة للوطن لأنهم بذلك يريدون فرض وصاية الغرب المسيحى على مصر بل والتدخل فى شؤوننا الداخلية والتحكم فى سياستنا وهم بذلك لا يريدون لمصر سلاما ولا إستقرارا ولا سيادة وعلى الجانب الآخر هناك الكثير من المسلمين الذين يعلمون بإستقواء المسيحيين بالخارج فيزيدهم هذا الإحساس غضبا من المسيحيين بل ربما يصل إلى حد التشكيك فى نواياهم وغير ذلك يوجد فى مصر الكثير من الجماعات الدينية ومنها السلفيين والذين ظهروا بعد طول غياب ولم يسبق لهم ممارسة العملية السياسية وإحساسهم بالغربة داخل الوطن مما دعاهم خاصة فى ظل مناخ الحرية الذى تعيشه مصر بعد ثورة يناير إلى ممارسة نوعا من المشاركة السياسية ولكنهم وجدوا من يحاول منعهم من الظهور على الساحة بل محاولة البعض ممن يدعون أنفسهم بالنخبة ليس فقط إلى تهميشهم بل والتخويف منهم مما ساعد على خلق صورة ذهنية عنهم بصورة سلبية جعلت البعض يستنكر تصرفاتهم مهما كانت طبيعة تلك التصرفات ووضعها فى إطار غير صحيح بل وإظهارهم كأنهم بلطجية ومتشددين لا يقومون بشىء سوى القتل والحرق والهجوم على الآخرين ناهيك عن الإعلام ودوره فى إبراز صورة الإسلاميين كأعداء للبشرية وأعداء للمدنية والمدنيين وهذا بالطبع إلى جانب غياب الأمن أو تغييبه وكذلك عدم إعمال القانون وتطبيقه على الجميع دون تمييز ودون محاباة كل هذه العوامل أدت إلى ظهور ما يسمى فتنة ونخشى أن يستمر الوضع هكذا دون معالجة حقيقة وإستئصال جذور القضية وعندها ربما يحدث ما لا يحمد عقباه لذا لابد من الضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه التلاعب بمقدرات الوطن أو محاولة الوقيعة بين أبناء الوطن الواحد ولابد من تنفيذ القانون وإقامة العدل على الجميع مهما كان وضعهم ومهما كانت صفتهم دون تمييز ودون تفريق وإلا سنغرق جميعا ولن تفرق المصيبة بين مسلم ومسيحى .