18‏/5‏/2011

وهل يستحق العفو من لم يعف...!!!

إن العفو عند المقدرة ولكن لمن يستطيع العفو ولمن يستحق وكذلك أيضا نقول ولكم فى القصاص حياة فلقد قامت ثورتنا لنقيم العدل والوزن بالميزان ونقضى على الظلم والقهر والإستبداد ولانريد سوى الحق فهل جنينا سوءا وهل إرتكبنا جرما لماذا نسمع أصواتا تنادى بالعفو والصفح عن الرئيس السابق ولم نسمعهم يوما يطالبونه بالعدل والمساواة وهناك من يبررطلب العفو بضغوط تمارس على المجلس العسكرى فلقد قمنا بثورتنا لنتمتع بالإستقلال ونتخلص من التبعية والخضوع فكيف بنا نتبع أوامر الآخرين وكيف نسمح بأن يتدخل فى شؤوننا من هم دون ذلك وهناك من يبرر العفو بأنه كبير السن ويعانى المرض فهل شفع له سنه ومرضه وأخذ منهما العظة ليعدل بين الشعب وينصفه أو يدعه يعيش فى حرية وإطمئنان وهناك من يبرر العفو بسبب سوء الحالة الإقتصادية التى تمر بها البلاد وهذا ليس مبرر بل هو دافعا أقوى لمحاكمته لأنه من تسبب فى أن تصبح البلاد بلا موارد وتركها جرداء بعدما نهب خيراتها كما أننا لسنا عبيد مال ولكننا طلاب عدل وكرامة وحرية إن للثورات دائما ضحايا وغالبا ما يكون هؤلاء من النظام الذى قامت ضده الثورة إلا أن ثورتنا هذه فكل ضحاياها من الشعب الذى قام بها فهل هناك تضحية أكبر من ذلك وهل هناك عدل أكبر من ذلك فإذا كنا قد قمنا بثورتنا فلم نظلم أحدا بل ظلمنا الآخرون قبل وأثناء الثورة فهل تريدون إستمرار الظلم لنا بعدما نجحت ثورتنا يطالب البعض بالعفو والتصالح وربما إذا تصالحنا فيما يخص المال فهل يمكن أن نتصالح فيما يخص السياسة التى أفسدها وأفسد بها حياتنا وحياة أجيالنا فهل يمكننا التصالح مع الحزب الوطنى فيقدم إعتذارا للشعب عن الثلاثين عاما الماضية وكأن شيئا لم يحدث وكأن ثورة لم تقوم إذا كنا بالأمس نتحدث عن تشكيل لجنة قضائية لإسترداد الأموال من الخارج فلما اليوم نريد التصالح طالما أننا سوف نحصل على أموالنا آجلا أو عاجلا إن من يطالبنا بالعفو فليعفوا هو عنا ويتركنا وشأننا وليأخذ العدل مجراه لأننا لا نستطيع العفو وشهدائنا لا زالت دماءهم تسيل وجرحانا لا يزالون بالمستشفيات يبحثون عن دواء كيف نتسامح مع من أخرجنا من بيوتنا ليسكن القصور هو وزبانيته كيف نتسامح مع من نهب أموالنا وعاش بذخا وترفا وتركنا نبحث عن بقايا طعام بين أكوام زبالة ربما نسد بها حاجة من جوع كيف نتسامح وقد سافر للعلاج فى أغلى المستشفيات وتركنا نصاب بشتى أنواع الأمراض فإلتهبت أكبادنا وفشلت كليتنا وتسرطنت أجسادنا وأطفالنا ولم نجد ما نتداوى به فعشنا مرضى ومتنا بالمرض كيف نتسامح مع من جعلنا فى ضيق فأصبحنا لا نطيق التحدث إلى بعضنا فأصابتنا الهموم بالصمم وأصابتنا مشاغلنا بالوهن فلم نعد قادرين على الحديث ولم تلمس شفتانا ولو إبتسامة كيف نتسامح مع من إنتهك حرمات بيوتنا وأهان رجالنا وشبابنا وإستباح أعراض نساءنا ويتم أطفالنا ورمل أمهاتنا كيف نتسامح مع من هدم تعليمنا وجهل أجيالنا وسفه عقول أبناءنا وخيب آمالنا ورجاءنا ودهور حال جامعاتنا كيف نتسامح مع من تعامل مع عدونا وعاش لخدمته وعلى راحته فيأخذ من أرزاقنا ليعطيه ويمنع عنا ليمنحه كيف نتسامح من أخلص للعدو وخان الوطن إن التسامح من صفات الله ولكن الله عفو رحيم وقديرلأنه الخالق العظيم أما نحن عباد الله المقهورين والضعفاء فلم يترك لنا هذا الطاغية مجالا حتى نستطيع العفو ويجب عليه شكرنا لأننا لم نظلمه ولا نريد ظلمه بل نريد العدل والحق والقانون ورد المظالم إلى أهلها وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.




ليست هناك تعليقات: