18‏/5‏/2011

لماذا نتهم بالعمالة...!!!

الوسائل والأساليب التى من شأنها التشكيك فى قدرات منافسيه بل وربما يتعدى البعض ذلك إلى التشكيك فى وطنية الأخر ومحاولة تشويه صورته وهنا لا أتحدث عن نزاهة الحملات الدعائية أو شرف المنافسات والمواجهات الإنتخابية فهذا أمر آخر ولكن أعنى أن كل طرف يستخدم الأوراق المتاحه لديه الحقيقى منها والمزيف بل والإدعاء فى محاولة لكسب تأييد الجماهير والنيل من خصومه فهى أشبه بحرب بين أطراف يحاول كل منهم القضاء على خصمه بشتى الطرق والوسائل بصرف النظر عن نزاهتها أو نقاءها ولا أعنى بذلك أن الجميع يتبع نفس الأسلوب فلكل طريقته وأدواته ولكن يبقى هناك طرف رئيسى فى العملية الإنتخابية وهوالجمهور المتلقى والذى توجه إليه الرسالة والذى يجب عليه أن يتحلى بالوعى وأن يستمع ويستوعب ويفسر ويحلل وألا يكون مجرد متلقى لا حيلة له سوى السمع والطاعة كمن لا عقل لديه أو تمييز لأن هذا أخطر ما فى الأمر حيث يلعب الجميع على بعض الفئات من الجمهور المتلقى بصفته مجرد شخص لا يعى ولا يميز وإن وعى لا يستوعب وإن إستوعب لا يفهم ثم يتلاعب بالفئات الأكثر وعيا عن طريق تكرار الرسالة الإعلامية ومن خلال متابعة الحملات الإنتخابية فى بلدنا نجد أن أخطر ما يهدد هذا المرشح أو ذاك إتهام البعض له بالعمالة وغالبا ما توجه هذه التهم إلى الشخصيات التى تتمتع بتاريخ سياسى أو دبلوماسى أو تتمتع باسم على الساحة الدولية وبدلا من أن تكون هذه المهام من مميزات هذا المرشح فإذا بالخصم يستخدمها ضده فيوجه له تهمة العمالة وأنه ما جاء إلا لمصلحة الغرب والعمل على خدمتهم وذلك لمجرد أنه كان يعمل بإحدى المنظمات الدولية وبدلا من الإشادة بدوره فى منصبه يستخدمون هذا المنصب لتشويه صورته ومحاولة التشكيك فى وطنيته ففى مصر نذكر الدكتور البرادعى وما واجهه من محاولات مكثفة وموجهة لتشويه صورته من قبل النظام السابق وهو نفس النظام الذى سبق له وقام بتكريمه والإشادة بمكانته ولكن ذلك وقت لم يكن خصما ولكن عندما بدأ يهدد بقاء النظام قاموا بإتهامه بالعمالة وبالعمل لحساب الغرب لكونه كان مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية وهو نفس المنصب الذى كان سبب فخرالنظام به من قبل وهنا أتساءل إذا كان العمل بأى من المناصب الدولية يعتبر سببا لإتهام الشخص بالعمالة فلماذا إذن لا يتم إتهامنا بالعمالة فجميعنا نعمل وعملنا بالخارج لعشرات السنين فهل يعنى ذلك أن جميعنا عملاء لهذه الدولة أو تلك فهل معنى أننى عملت بإحدى الدول لسنين أن أكون عميلا لها وإذا كان لا يعنى ذلك فلماذا إذن يكون عميلا من عمل بإحدى المناصب الدولية وما الفرق بين العمل لدى إحدى الجهات الدولية أو أحد الأفراد أو المؤسسات وهل يعنى ذلك أن الأمين العام لجامعة الدول العربية أيا كانت جنسيته يصبح عميلا فهل سنتهم الدكتور نبيل العربى بالعمالة بعدما تم تنصيبه فيها وهل يعنى ذلك أن الأمين العام للأمم المتحدة يكون عميلا وهل يعنى أن رئيس الإتحاد الدولى للكرة عميلا والكثير من المنظمات الدولية التى لا تختار إلا من هو كفء وذو سمعة وشهرة دولية وإذا كنا نشيد ونفتخر جميعا بحصول البعض على شهادات من جامعات غربية فلماذا لا نتهمهم بالعمالة مقابل حصولهم على شهاداتهم ولماذا لا نتفاخر بأى من أبناءنا الذين عملوا لسنوات طويله رؤساء لهيئات ومنظمات دولية ولماذا لا نسمع أى من الدول الغربية تتهم أبناءها بمثل هذه التهمة لكونه ظل يعمل لسنوات طويلة فى إحدى الدول العربية ولدينا العديد من الخبراء يعملون أم أننا فقط المتهمون بالعمالة أم أنها مجرد حرب يريد كل طرف النيل من الآخر فيتلاعب بعقول وأفكار الجماهير بإعتبارهم لا يفقهون ولا يعقلون وهنا أتساءل هل حقا تعقلون ما تسمعون أم أنكم مجرد صم وبكم وعميانا كما يعتقدون ولا تملكون ما تفهمون أم أن من يصدقون هم بالأحرى يريدون التصديق ولو بدون إقتناع أعتقد أن هذه الأساليب كانت أدوات فى ظل العهد البائد وحان لها أن تزول مع زوال عهدها ولا أقول هذا إنحيازا منى لشخص بعينه ولكنى أقوله دفاعا عن الحق والعدل وبغضا فى الظلم والباطل وإعمالا للمنطق والعقل فياليت قومى يعقلون.




ليست هناك تعليقات: