16‏/5‏/2011

هل حقا تحررنا؟

إن من سنن الكون التغيير والتبديل والتعاقب لذلك لا يصح أن نظل هكذا أسرى جيل بعينه يبقى هو الحاكم والمسيطر على مقاليد الدولة خصوصا بعد ثورتنا الخالدة والتى لولا الشباب ماقامت وما تغيرت مصر والعالم العربى إلا أننى أرى الأوضاع كما هى دون تغيير فهى نفس الوجوه ونفس السياسات ونفس التوجهات فلا زلنا نتبع نفس الأساليب ونفس التفكير فلا تجد شابا واحدا بين هؤلاء جميعا سواء بين السياسيين أو القادة أو أى من المسؤلين بل ربما تجد صعوبة بالغة فى إقناع الشباب أنفسهم بأحقيتهم فى تولى المناصب والسلطات وأيضا لا يقترب الكبار من هذا الموضوع لأنه لايعنيهم تولى الشباب لأنه سيكون بديلا عنهم بل ربما يميل الشباب إلى عدم الإقتراب من هذا الموضوع وربما يرجع السبب إلى أنهم لايجدون فى أنفسهم القدرة على التقدم إلى الصدارة أو الخوف من الخسارة فيحاولون إتباع الآخرين بدلا من الشعور بالعزلة والتهميش فيبدأون البحث عن دورا لأنفسهم يقومون به بالرغم أنهم يملكون من الإمكانات الكثير لكنهم لا يملكون الجرأة أو الإقدام على التفرد والتميز وعلى الجانب الآخر لايريد الكبار الإقتراب من هذا الشأن بل ومحاولة خداع هؤلاء الشباب تحت مسميات عديده كأن يوحوا لهم بأنه لولاهم ما إستطاع هذا المرشح أو ذاك من النجاح أو مجرد الإنتشار بين الجماهير فى محاولة لحث هؤلاء الشباب على بذل المزيد من المجهود دون النظر إلى الشباب أنفسهم بل ربما هى محاولة من جانب الكبار لسرقة أحلام الشباب بالتغرير بهم ومحاولة إقناعهم بأنهم لايزالون شباب وما يجب عليهم سوى إتباع من سبقوهم ومنهم من يقوم بإبتزاز هؤلاء الشباب تحت مسميات عديدة وبمغريات كثيرة لأن هؤلاء الكبار هم من يملكون المال فيستطيعون إقامة الندوات والمؤتمرات بالرغم أن هؤلاء الشباب هم من يقومون بالتنظيم ولكن السابقون لا يحاول أى منهم أن يغرس فى الشباب الرغبة فى التطلع أو القيادة بل يحاولون إبقاءهم داخل منطقة محصورة وهى تبعية الآخرين بل والعمل على خدمتهم ناهيك عن القوانين المنظمة للعملية السياسية والتى لابد من تنظيمها حتى تضمن للشباب المشاركة الفعلية هذا بالإضافة إلى أن الشعب نفسه لم يتعود بعد ثقافة الإختيار من بين الشباب والغالبية تريد إتباع بعضها بعض بل ربما لاتملك قناعة فى الأجيال الجديدة نتيجة إنخفاض الثقافة فيقومون بإختيارات نمطية ليس لها أساس سوى التعود على الشخصية مهما بلغ من العمر فيكون هو الأنسب بالنسبة لهم ويخشون إختيار الأصغر أو الأكثر حداثة بحجة أن الكبير لديه الخبرة والمعرفة بالرغم من أن الشباب قد نالوا تعليما أفضل وتعلموا وسائل أحدث وفكرا أوسع وهكذا نكون كمن يقوم بالإختيار بين ماركات تجارية والتى رسخ إسمها وأخذت مكانتها بين الماركات عندها يمكننا تقليل إعلاناتها وتعتمد فى تسويقها على طلب المستهلكين عليها دون غيرها أما المنتج الجديد فيكون فى حاجة إلى حملات إعلانية كبيرة حتى يخلق لنفسه مكانا بين هذه الماركات التى سبقته ليس فى الكفاءة بل فى العمر وحجزت لنفسها مكانها بالرغم من كونه ربما يتفوق عليها فى السعر أو الطعم أو الحجم أو غير ذلك ولكن لأن غالبية الشعب لم يتعود على مبدأ التجريب أو المحاولة والخطأ يريد دائما أن يسلك مسلكا يظنه آمنا لذا تجد الغالبية تميل إلى من يعرفونه دون غيره تجنبا للمخاطرة أو إحتمال الخطأ وهذه من سمات التقليدية والنمطية وحيث أن المبدعين قليلون لذلك فكل جديد يكون نصيبه من التأييد قليل إلا بعد مرور فترة من الوقت والحضور بين الآخرين فيبدأ فى الإنتشار والرواج وعندها ربما يشعر من تركوه سابقا بالندم لأنهم أضاعوا من حياتهم الكثير دون إستفاده منه ولكن تلك هى الشعوب النمطية والتى تعودت التبعية ومن هنا لم أشعر أننا تحررنا من أفكارنا البالية ومن عاداتنا التقليدية وربما تحرر الوطن من النظام السابق ولكن يبقى أن تتحرر العقول وتتقدم الأفكار والرؤى .

ليست هناك تعليقات: