9‏/1‏/2011

إنفجار كنيسة أم إنفجار شعب؟

"إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين"ولكن للأمن والأمان أسباب وأدوات حتى يبقى ويستمر ويعيش فى ظله الأفراد هنا وهناك ولكن دوام الحال من المحال وأمر الله فيه من الحكم والعبر الكثير وهذا ليس معناه أن الأمن لابد أن يدوم للأبد وإلا ماتوجب علينا السعى  والعمل ولكن يريد الله ليعرف كل منا أسباب الأمن وشروطه وأن نعمل من أجل بقائهما وإستمرارهما وربما يريد الله ليختبر حقيقة البشر فنتعرف على من هو مخلص أمين ومن هو منافق عميل ,ولذا جاءت أحداث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية ربما لنمحص بها وندقق ونتعرف على حقيقة البلاد والعباد داخل وطن يدعى كل من يسكنه أنه وطنه وموطنه ولكن تأتى النكبات لتميز الخبيث من الطيب وربما حملت هذه الأحداث الكثير من التناقضات والتى أراها من البديهيات لأى إنسان يراقب ويتابع الوضع فى البلاد عن كثب ولديه قدرة على قراءة الأحداث ومجريات الأمور فلقد جاءت تلك التفجيرات بعد فترة من الشد والجذب بين أقطاب الديانتين فهذا مسيحى يدعى أنهم أصحاب بلد وأن مسلميها ماهم إلا ضيوفا على أرضها ويرد عليه آخر بأنها أرض المسلمين وهم أصحابها لأنهم لم يأتوا غازيين ولكنهم أهل البلاد الذين إعتنقوا الإسلام وأصبحوا مسلمين وسبقها كذلك تلك المشاحنات بين المسلمين والمسيحيين على خلفية إسلام أو تنصير فتاة هنا وهناك كل هذه الأحداث حملت الأجواء بكثير من التوتر والشد ولم يتدارك أحد هذه الأمور سوى عقد بعض الجلسات المعتاده التى مل رؤيتها المواطن والتى تجدها بين شيخا وقسا ولكن تبقى النار تحت الرماد ولم تنطفىء إلى أن جاءت تلك التفجيرات فكانت بمثابة إنفجار المسيحيين وليس إنفجار قنبلة بل وجدنا إنفجارالمسيحيين على طول أرض المحروسة من أقصاها إلى أدناها ولم أجد مبررا لمثل هذا الهجوم الطاحن من كافة قطاعات المسيحيين على أرض الوطن وكأنهم كانوا ينتظرون مثل تلك اللحظه فوجدنا هجوما دون هوادة ودون إعتبار لسلطات فكان هجوما على شخص رئيس الدولة ومؤسساتها ووزرائها وجميع حكومتها وجميع رموزها الدينية والسياسية والفكرية وكأن مصر هى من قامت بالإعتداء على نفسها ولاأعلم أى منطق هذا الذى يفسر به السفهاء من القوم أن يقوم النظام بالقضاء على نفسه وذلك بتقصيره فى أداء الواجب الأمنى المطلوب وإذا كنا دائما نتهم النظام بالفساد لأنه يحافظ على وجوده وبقائه وليس على زواله فكيف له أن يقضى على نفسه بل ويقدم على الإنتحار وكيف لهؤلاء المخبولين الذين أشاروا بأصابع الإتهام إلى النظام ومسؤليته عن الحادث أن يتهجموا على النظام مخطئا كان أو على صواب وماذا جرى لكل هذا الصراخ والعويل على ضحايا نفقد أكثر منهم أضعافا فى إنفلونزا الخنازير أو فى حوادث طريق ,أى صراخ وعويل هذا الذى أرادوا أن يلف أركان الوطن وألا يترك موطأ قدم إلا وفيه صرخة أو دمعة وكل هذا من أجل ماذا؟من أجل بضعة نفر من الشهداء ذهبوا إلى خالقهم ولعل فى ذهابهم الخير لهم ولنا وهل يستدعى هذا الفراق أن تحترق به مصر حرقا وهل يستدعى موت عدة نفر من الناس مهما كانوا ومهما كان شأنهم أن يحترق الوطن بأكمله من أجلهم أم أن هناك أناس كانوا بإنتظار مثل هذا الحدث حتى يصنعوا منه أحداثا أكبر وحتى يركبوا موجة ويسبحوا بها حيث يشاؤون بلا مجاديف أو شواطىء فى دوامة تأخذ الوطن إلى حيث لايدرى هل كان هناك من يريد مثل هذا الحدث ليشعل به نارا لم تكن قد إشتعلت ؟هل موت نفر من الناس يبرر موت الجميع؟هل تفجير كنيسة فى بلد مسلم يعنى أن المسلمين قد فجروها ؟إن ماحدث عظيما وجللا ربما لايفهمه إلا الفاهمون ولايعرف مغزاه إلا العارفون ,ماذا يجرى لو تموت أرواحا لتبقى أمما ؟ولكن مامعنى هذه الثورة العارمة وهذه الإحتجاجات الطاحنه ؟هل تريدون إستعداءا على الوطن أم تريدون إستعداءا على الحاكم أم تريدون إستعداءا على مصر أم تريدون إستجلابا للخارج ليقتص لكم من وطنكم ومن حكامكم؟هل رفضكم للرئيس ووزرائه وحكومته سوف يقتص لكم من المعتدى ؟إذن فمن ذا الذى يقتص لكم؟أم تريدون القصاص بأيديكم ؟إذن ممن سيتم القصاص وكيف سيتم؟هل تدبرتم نتائج هذه المعارك الضاريه بين المتظاهرين ورجال الأمن ؟وهل يعتقد أى منكم أنه يستطيع إجبار النظام على فعل مالايجب فعله أم أنكم تريدون إما إجباره وإما الظهور بمظهر البائس المسكين فتنالوا تعاطفا لستم فى حاجة إليه؟إذن لماذا كل هذه الثورة والبركان ؟أم أنكم تريدون شيئا غير الذى قيل أو أعلن أو أنكم تنفذون مخططا مانحن بعالمين عنه من شىء ؟لماذا كل هذا الحقد والكراهية فى مواجهة قوات أمن دورها الحفاظ على أمن البلاد والعباد ؟لماذا لم نتهم أحدا من المسيحيين بإضطهاد المسلمين عند وقوع الإنفجار ؟لماذا أشارت أصابع الإتهام إلى المسجد المحيط فيتم التهجم عليه وكأنكم عاقدين العزم على أن العدو الأول لكم هم إخوانكم المسلمون المصريون ,لماذا لم نتهم أحدا بالطائفية عند محاولة التهجم على شيخ الأزهر والوفد المرافق له والذى يضم علماء مصر الأجلاء ؟ولماذا هتفتم بفدا الصليب مع أننا جميعا فداءا للوطن؟وهل تعلمون أن المسجد والكنيسه وكافة مؤسسات مصر هى بالأساس تحت سلطة سيادة الرئيس وليس سيادة شيخ الأزهر أو البابا أو غيرهم وماهم إلا موظفين لديه يمكنه عزلهم وقتما شاء؟فإذا عرفتم ذلك فلابد أن تعلموا أن الرئيس هو أول من يجب عليه الثأر لنفسه ولسيادته وليس سيادة مسجد أو كنيسه بل لسيادة الدولة المصرية ,إن ماحدث ربما أدار دفته أشخاص لم يظهروا بالصورة ولكن أرادوا لها الخروج كذلك ربما أرادوا إرسال رسالة مفادها أننا قادرون على الفعل والتأثير وإن لم نكن بمفردنا فيمكن لنا أن نستعين بالغرب المسيحيى ليحمى وجودنا بل ويرجح كفتنا ويقوى شوكتنا ,إن الحديث يطول ولكن يبقى لى رجاء بل تحذير أن ياشباب مصر الأوفياء ويارجال مصر الشرفاء لن ينقذ مصر سوى الشرفاء العقلاء والنبلاء وليس الغوغاء والهوجاء وصناع الحروب والأزمات فأفيقوا وأعقلوا فأفيقوا وأعقلوا....