5‏/5‏/2011

لست إخوانيا ولكننى أعشق الإخوان

حقا إن الأرواح جنود مجندة ولذا تجد أشخاصا يعشقون آخرين ربما دون أن يتعرف أحدهم على الآخر ودون أن يجلس أيهم مع الآخر وعلى العكس تجدنا نكره أشخاصا أو أشياءا بمجرد رؤيتها ولا ندرى أى الأسباب تدفعنا إلى الحب أو البغض ولكن نجدنا نتخذ أحد الموقفين فما بالك عندما تجد نفسك مشدودا إلى شخص أو جهة ليس فقط لأن الأرواح تآلفت ولكن لأن هناك عوامل وأسباب عديدة تجعل هذا الحب ينشأ ويستمر, أما بخصوص حبى للإخوان فلما لا وقد عشت سنينا طويلة لا أجد سواهم يحاول محاربة الفساد لما لا وقد عانوا طويلا منذ تأسيس جماعتهم ويواجهون حربا لا تهدأ ولا تنتهى مع تعاقب الحكومات والأنظمة لقد رأيت الإخوان المسلمون وهم يقدمون خدمات كثيرة فى مجالات عديدة رأيتهم يدافعون عن المظلوم ويدفعون الكثير من حياتهم فى سبيل نشر مبادئهم ومن أجل توصيل رسالتهم سواء إتفقنا معهم أو إختلفنا رأيتهم فى ميادين كثيرة يعانون كل أنواع الإضطهاد والملاحقة من أجهزة أمن لا تريد لهم الوجود رأيتهم يشاركون فى الإنتخابات ليس من أجل مصالح شخصية أو مظاهر دنيوية بل من أجل محاربة الفساد والتصدى للحكومات رأيتهم يشاركون ليس من أجل المشاركة فحسب بل يشاركون بصدق وعزيمة وإصرار فيشجعون الناس على الإدلاء بأصواتهم ويحافظون على سير الإنتخابات ويقاومون التزويروالغش رأيتهم يدافعون عن صناديق الإنتخابات بأجسادهم وأرواحهم بالرغم من عدم يقينهم من نزاهة العملية الإنتخابية ولكن ربما إيمانا منهم بأن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه فيذهبون مع صناديقهم إلى لجان الفرز وحتى إعلان النتيجة دونما كلل أو ملل وحتى عندما تعلن النتيجة فى غير صالحهم لا نشعر فيهم بيأس أو إحباط بل يستمرون فى المشوار ,رأيتهم لا يتلفظون بكلمة جارحة أو خادشة ,رأيتهم يحفظون كتاب الله ومن منا لا يتمنى حفظه فى الوقت الذى إنشغل الكثيرون منا بحفظ الأغنيات والأفلام,رأيتهم لا يتركون صلاتهم وسط أشد الظروف أهمية وضرورة ومن منا لايريد الحفاظ على صلاته ,وجدتهم ينادون بالعفة والإحترام فى وقت ربما نتساهل فيه بحجة مواكبة العصر ,وجدتهم يأمرون نساءهم بالإحتشام  والعفة ومن منا لايريد الطهر والإلتزام ,وجدتهم لا يهاجمون خصومهم فى الوقت الذى يهاجمهم فيه الجميع ,وجدتهم تعرضوا لمكائد وفتن عديدة ولم يتخلوا عما آمنوا به ,وجدت بين صفوفهم خيرة شباب ورجال الوطن فإزداد إحترامى لهم ,أحبهم لأننى على يقين بأنهم المعارضون الحق بل لم أجد وزنا أو قوة للمعارضة فى غيابهم ,وجدتهم يمدون أيديهم للجميع وحتى لخصومهم ,أحببتهم لأننى أعلم أنه بدونهم لن تكون هناك معارضة حقيقية بل مجرد أحزاب كرتونية وقوى كومبارسية لا تسعى سوى لمصلحة ذاتية أو منفعة شخصية أما الإخوان فيدفعون من أموالهم وينفقون من حساباتهم ولا ينتظرون مقابلا سوى الدفاع عن الحق والعدل ورفع الظلم والشكوى ,وجدت فيهم ما لم أجده فى غيرهم فكيف بعد كل ذلك لا أكون من عشاقهم بل ومن المدافعين عنهم وعن مبادئهم .