13‏/7‏/2011

نريدها ثورة بناء لا ثورة هدم

لاشك أننا جميعا ندافع عن الثورة المجيدة ونرجوا نجاحها وتحقيق كافة أهدافها والجموع من الشعب يريدون نجاحها إلا القليل ممن فقدوا وطنيتهم ولم يعد لديهم الحرص على البلاد وبقى كل ما يعنيهم مصالحهم ولو على حساب الوطن ولأننا جميعا أبناء هذا الوطن المخلصين فلابد لنا من الحرص عليه وعلى ثورتنا وألا نعطى الفرصة لأنفسنا أو لغيرنا لتشويه صورة الثورة والثوار أو الإتجار بنا باسم الثورة أو محاولة الإنقضاض على الوطن تحت مسمى حماية الثورة أو الدفاع عن أرواح الشهداء لأن الثورات ليست هدفا فى حد ذاتها ولكنها وسيلة لتحقيق أهداف ولابد أن ندرك أن هذه الأهداف لن تتحقق بين عشية وضحاها لأننا نبنى الأوطان ونبنى الإنسان وهذا لن يتأتى سريعا خاصة بعدما عشنا طويلا بعيدا عن ممارسة الحرية والديمقراطية وبعدما عاش السياسيون أنفسهم تحت سلطة الحاكم فجعلهم تابعين غير نابغين أو أصحاب رؤية وكلنا نعلم كيف كانت تدار البلاد ولهذا لابد أن نتحلى بالصبر وأن نتحمل قليلا حتى لا نهدم بدلا من أن نبنى فما يحدث على الساحة الآن من إعتصامات وبالرغم من كونها حقا مشروع للجميع ولكن ونحن نمر بمرحلة غاية الخطورة ولأن البلاد لا تحتمل أكثر من ذلك فلابد أن نتوخى الحذر فى إتخاذ القرارات والمطالبة بالإعتصامات حتى لا نتجه  بالبلاد إلى الطريق الخطأ ولا يصح مطلقا أن نعطل الأعمال أو نغلق الشوارع  والطرق والبلدان أو نعطل المصالح والمؤسسات لأن هذا ليس من شأنه تعطيل الحياة فحسب بل سيكون له مردودا سلبيا على الثورة ورجالها وأخشى أن نتحول من ثوار غاضبين من الفساد إلى أفراد عائقين للعمل ومعطلين للأمن ومنبوذين من الشعب فلا تنجح ثورتنا فى إستكمال أهدافها ولن يستفيد منها الوطن كما أننا سنفقد الإلتفاف الجماهيرى معنا بل ربما يتحول إلى عداء وبغض فليس مطلوبا منا أن نثور لأننا ثائرين أو نعتصم لأننا معتصمين ولكن لنجعل ثورتنا من أجل البناء وتحقيق الأهداف وليس من أجل الثورة والفوران وأخشى ما أخشاه أن يكون بيننا من تم التغرير بهم لمصالح شخصية من قبل أطراف لا تعمل لصالح البلاد أو من المأجورين من قبل رجال أعمال لا يعنيهم ما تؤول إليه الأوضاع لأن ما يحدث الآن وإصرار البعض على مواصلة الإعتصام بالرغم من كل القرارات التى تم الإعلان عنها والتى هى فى طريقها للتنفيذ إنما يوحى بما ليس خيرا وبما ليس فى صالح أحد ولا أفهم الهدف من الإعتصام ما دامت هناك إستجابات واسعة لمطالبنا فإذا كنا حقا نثور ونحتج من أجل خير البلاد والعباد فعلينا تعليق إعتصامنا حتى نتحقق من تنفيذ الوعود وتحقيق المطالب وبيننا وبين النظام أرض الميدان فإن عاد عدنا ولكن أن نستمر هكذا فهذا لا يخدم أحدا سوى من يخربون البلدان ويؤرقون الشيب والولدان ولا أفهم معنى أن نطالب بمحاكمات عاجلة وفى الوقت ذاته ندعى أننا لا نريدها محاكمات ظالمة ولو صدقت النوايا لحسن القول والعمل فكيف تستقيم العجلة فى المحاكمات والعدل فيها ومنذ متى نتحكم نحن فى سير القضاء أو تحديد زمن المحاكمات كيف نطالب بمحاكمات عادلة ولا نرضى عن الأحكام فهل يعنى العدل أن تصدرالأحكام بما تشتهى أنفسنا أم بما تقرره الأوراق وينطق به القاضى إننا يا ساده نمر بمنعطف خطيرالجميع فيه يشكك فى الجميع وهذا الوضع لا تستقيم معه الحياة ولا يتم فيه إنجازالأعمال فهلا تمسكنا بأخلاق ومبادىء الثوار فنعطى كل ذى حق حقه حتى لو كان هذا الحق يغضبنا ولايشفى صدورنا ونقتص من كل فاسد وقاتل ولكن ليس بأيدينا وإنما بتطبيق القانون وتحقيق العدالة وهذا لن يتأتى إلا إذا إبتعدنا عن التدخل فى أحكام القضاء وأن ننظر إلى الأحداث بعيدا عن الرغبات والأمنيات ونترك الجميع لينال جزاءه فإما مذنبا وإما بريئا ولنرض بما يحكم به القضاء أم أننا نزين كلماتنا فندعى أننا  نريد العدل ولا نقدم له الأدوات والأسباب ولا نريد محاكم إستثنائية ونطالب بأحكام توافق أهواءنا ونرفض أحكام لا تشفى صدورنا إذا كنا هكذا فلنصارح أنفسنا ونقول ما نريد وننطق بما نتمنى فنقول نعم نريد محاكم تفتيش ولا نريد عدلا ولا إنصافا بل نريد قتلا وقصاصا ولا يعنينا إن كان هذا ظالما أو مظلوما وهكذا نكون قد صارحنا أنفسنا وصارحنا الآخرين ونكون أيضا قد ظلمناهم وظلمنا أنفسنا ولا يستقيم الأمران ولا يستقيم هذا وذاك مع مبادىء ثورتنا أو يتفق وأخلاق الثوار فيا ساده هلا تريثنا وإنتظرنا قليلا حتى يحل السلام علينا جميعا بالعدل والحق والقانون فإما أن يدان هذا أو ذاك فنكون قد حصلنا على حقوقنا ويكونوا قد نالوا عقابهم وإما أن تتبرأ ساحتهم فنكون قد أقمنا دولتنا على العدل والإنصاف فنضمن لنا ولأجيالنا دولة يحكمها القانون وتقيم العدل بالقسط والميزان وليس بالرغبة والهوى فهلا إنتظرنا قليلا حتى نبلغ غايتنا ونؤسس دولتنا.