8‏/6‏/2011

وإن عدتم عدنا ...!!!



عندما قامت ثورتنا الخالدة كان من أهم أسبابها بل وأولها هو القمع والتعذيب اللذان تمارسهما أجهزة الشرطة وكان أوضح دليل أن قامت الثورة يوم إحتفال الشرطة بعيدها بل وربما كان الهدف الأساسى للثورة هو محاسبة جهاز الشرطة وقياداته والضغط عليهم لتغيير سياساتها القمعية والوحشية ونجحت ثورتنا ليس فقط فى محاسبة الشرطة بل وفى إسقاطها من رأسها حتى أطرافها بل وإسقاط النظام كله ولم يكن هذا الإسقاط لمجرد إسقاط الشرطة فلا يستطيع مجتمع العيش بدونها ولكن كان بهدف تقويم سلوكها وتغيير سياساتها لتناسب المرحلة الجديدة وتتفق مع الشروط الدنيا لحقوق الإنسان وإذا كنا جميعا نسعى حتى تستعيد الشرطة قوتها وعافيتها لكن ليس لتعود كما بدأت أول مرة ولكن لتكون درعا للوطن وحصنا للشعب تحميه من الخارجين على القانون وتلقى القبض على الفاسدين وإذا كانت الشرطة لا زالت تستعيد عافيتها التى لم تكتمل بعد ومع ذلك نراها تتبع نفس الأساليب القمعية والقهرية فتسقط حالات وفاة هنا وهناك وتضبط حالات تعذيب هنا وهناك وإذا كان ذلك يحدث والشرطة لازالت تحاول إسترداد عافيتها فما بالنا بما يحدث عندما تكتمل قوتها فهل سنشهد إبادة جماعية للشعب؟ويحدثنا أحدهم بأنه لا أحد من الشرطة فوق المساءلة ومع ذلك لم نجد ولو عقوبة واحدة وقعت على أى من أفرادها حتى مع من قتلوا شهداءنا أثناء الثورة بل لا يزالون فى أماكن عملهم يمرحون فكيف نصدق أنهم تحت المساءلة؟ويخبرنا آخر بأنه لا تستر على أحد ومع ذلك يشجبون ويهاجمون كل من يحاول كشف الفساد وفضح الجرائم التى تمارسها الشرطة فكيف بهم لا يتسترون على فساد أو ظلم وقمع ؟ويحدثنا ثالث بأن الشرطة تبذل جهودا كبيرة بما يمثل ضغطا عليها ونجيب بأن من لم يتحمل عمل الشرطة بشروطها التى إرتضى بها فليسترح فى بيته ويترك العمل الذى لا يستطيع القيام به فكلنا نحمل نفس الضغوط وكلنا يجب علينا التحمل ولماذا دائما يجب على الشعب التحمل والرضا بتجاوزات الشرطة ولماذا لا يكون العكس وتتحمل الشرطة تجاوزات بعض الأفراد وتجد لهم المبررات على الأقل هؤلاء الأفراد عاشوا عقودا تحت رحمة رجال الشرطة وعانوا منها الكثير من القهر والظلم والتعذيب,يتحدثون كثيرا كأن الشرطة هى من تسهر علينا وتسقينا عطفا وحبا وحنانا ويجب علينا العفو والتسامح عن تجاوزاتها وكأنهم يمنون علينا بعملهم الذى هو واجبهم ويحصلون على مقابل أداءه أم أنهم يريدون استبدال واجبهم بواجب آخر وهو السهر على تعذيب المساكين والمنكسرين وتلفيق التهم والأباطيل؟أهكذا يريدون جهاز الشرطة أهكذا يريدون إستبدال الواجب بالهوى والنزوات والغرائز الوحشية؟إننا جميعا نعمل ونجتهد من أجل الحصول على لقمة عيش كريمة تحفظ عيشنا وتحافظ على كرامتنا ومثلما نريد الطبيب أن يعالج مرضانا دون فضل منه فهذا واجبه الذى خلق من أجله دونما إنتظار لمقابل ودونما قمع أو تعذيب لمواطن وهكذا يجب أن يكون رجل الشرطة فيعمل على أداء الواجب الذى خلق من أجله والذى إختار العمل به ,ربما كان ممكنا أن يمارس بعض رجال الشرطة الظلم والقمع سابقا أما بعد ثورتنا فليس ممكنا بل مستحيلا فلن يقبل أى إنسان أن يهان ثانية أو تنتهك كرامته ولن يستطيع رجل الشرطة أن يفعل ذلك لأننا جميعا أصبحنا نعيش عصرالحرية والكرامة التى لم يهبنا أحدا إياها بل إنتزعها الشعب كله بفضل تضحياته بدماء شهداءه وجرحاه ولن يتخلى الشعب أبدا عن حقوق إنتزعها ولن يتنازل أى إنسان عن حق إمتلكه بعد طول عناء حتى لو إضطررنا للقيام بثورة كل يوم بل كل لحظة فإنتبهوا يا أولى الأبصار لو كنتم تفقهون حتى لا يفوت الأوان وينقطع خط العودة.