لاشك أن ثورتنا ما كان لها أن تنجح إلا بتكاتف مختلف فئات الشعب وواجب علينا أن نخص بالتحية والعرفان هؤلاء الفئة من البسطاء والمطحونين فهم وبحق وقود الثورة بل وشهداءها الذين أخلصوا لهذا الوطن ولهذه الثورة دونما مقابل وكعادة الثورات ليس من يقوم بها يجنى ثمارها ونحمد الله أن نجحت ثورتنا وحان الوقت لكى نبنى ونعمر وهذا البناء ليس بالأمر اليسيرفهناك بعض المشكلات التى دائما ما تتبع الثورات وأكبر تلك المشكلات هى غياب إجماع على أى شىء فهناك من يخالف الصف ويحاول تفتيت القوى والإصرارعلى الفرقة بل ربما إشاعة الفوضى وربما لا يريد استقرار بل يريدها ثورة وبركانا بالرغم من توافق الأغلبية على الهدوء والإستقرار الذى يخدم البلاد ولكن بعض القوى والتيارات التى لا يريحها هذا الهدوء ولا شك أن من بينهم أصحاب النوايا الحسنة ولكن ربما يدفعهم حماسهم إلى الإنزلاق فى طريق لايخدم البلاد ونخص هنا فئة من الشباب الذى يريدون إحتكار الثورة والوصاية عليها فيدعون أنهم وحدهم أصحاب الثورة وصناعها بالرغم من كونهم ربما لم يقدموا شيئا للثورة سوى أنهم أطلقوا اسما على أنفسهم فما أسهل الآن أن تقول أنك من صناع الثورة وتكمن المشكلة فى أن هؤلاء الشباب يعتقدون أن رأيهم هو الصواب ورأى غيرهم هو الخطأ وأنهم على الحق وغيرهم على الباطل وأنهم الملائكة والآخرون هم الشياطين وأنهم الثوار وغيرهم الخونة وأنهم أصحاب الثورة وغيرهم أصحاب الكنبة أو الفلول وأنهم المناضلون وغيرهم البلطجية وأنه لا صوت يجب أن يعلوا فوق صوتهم ولا مجال لأصوات غيرهم وأن كل ما ينشر ضد هؤلاء الشباب فهو محض إفتراءات وإشاعات ولا يجب علينا تصديقها أما كل ما ينشره هؤلاء الشباب فهو الحقيقة المطلقة التى يجب التسليم بها وأن كل من ليس معهم فهو عدو الثورة ولا يجب أن يدخل الميدان وأنهم يجب أن تفتح لهم الأبواب المغلقة بل يجب أن تفتح لهم أبواب الجنان وأنهم أصحاب العقل والحكمة وغيرهم هم البلهاء والساذجين مع أن كل هؤلاء الذين يعتبرونهم غيرهم هم من أشعلوا الثورة وهم من قاموا بها وهم من أنجحوها وهم من تحملوا مشقاتها وتضحياتها ولكن عندما أيقنوا أنهم حققوا أهدافهم أو على الأقل رسموا طريقا لتحقيقها وعلموا أن تحقيق الأهداف لن يتم بالإعتصامات والإضرابات فسار كل منهم فى دربه حتى نتخطى المرحلة ونعيد بناء النظام ولن يتأتى ذلك سوى بالبذل والعطاء والمشاركة والإخاء وليس بالأوامر والإملاءات أو الوعيد والتهديدات وبذلك تريثوا وجلسوا يتدبرون حتى لا نزيد الهدم هدما فأصبحوا فى نظر الآخرين خونة وعملاء والحقيقة أنهم هم المخلصين والشرفاء والنبلاء لأنهم رفعوا مصلحة الوطن فوق كل المصالح وصالح البلاد فوق مصلحة العباد وإرتضوا بما رسموه لأنفسهم ولوطنهم وذهبوا للبناء وليس الإستمرار فى الهدم والتدمير فياترى من منهم على الصواب ومن منهم على الخطأ ومن منهم مدعى البطولات ومن منهم ينكر نفسه وذاته؟؟