28‏/7‏/2011

قلة متغطرسة وبطولات زائفة

لاشك أن ثورتنا ما كان لها أن تنجح إلا بتكاتف مختلف فئات الشعب وواجب علينا أن نخص بالتحية والعرفان هؤلاء الفئة من البسطاء والمطحونين فهم وبحق وقود الثورة بل وشهداءها الذين أخلصوا لهذا الوطن ولهذه الثورة دونما مقابل وكعادة الثورات ليس من يقوم بها يجنى ثمارها ونحمد الله أن نجحت ثورتنا وحان الوقت لكى نبنى ونعمر وهذا البناء ليس بالأمر اليسيرفهناك بعض المشكلات التى دائما ما تتبع الثورات وأكبر تلك المشكلات هى غياب إجماع على أى شىء فهناك من يخالف الصف ويحاول تفتيت القوى والإصرارعلى الفرقة بل ربما إشاعة الفوضى وربما لا يريد استقرار بل يريدها ثورة وبركانا بالرغم من توافق الأغلبية على الهدوء والإستقرار الذى يخدم البلاد ولكن بعض القوى والتيارات التى لا يريحها هذا الهدوء ولا شك أن من بينهم أصحاب النوايا الحسنة ولكن ربما يدفعهم حماسهم إلى الإنزلاق فى طريق لايخدم البلاد ونخص هنا فئة من الشباب الذى يريدون إحتكار الثورة والوصاية عليها فيدعون أنهم وحدهم أصحاب الثورة وصناعها بالرغم من كونهم ربما لم يقدموا شيئا للثورة سوى أنهم أطلقوا اسما على أنفسهم فما أسهل الآن أن تقول أنك من صناع الثورة وتكمن المشكلة فى أن هؤلاء الشباب يعتقدون أن رأيهم هو الصواب ورأى غيرهم هو الخطأ وأنهم على الحق وغيرهم على الباطل وأنهم الملائكة والآخرون هم الشياطين وأنهم الثوار وغيرهم الخونة وأنهم أصحاب الثورة وغيرهم أصحاب الكنبة أو الفلول وأنهم المناضلون وغيرهم البلطجية وأنه لا صوت يجب أن يعلوا فوق صوتهم ولا مجال لأصوات غيرهم وأن كل ما ينشر ضد هؤلاء الشباب فهو محض إفتراءات وإشاعات ولا يجب علينا تصديقها أما كل ما ينشره هؤلاء الشباب فهو الحقيقة المطلقة التى يجب التسليم بها وأن كل من ليس معهم فهو عدو الثورة ولا يجب أن يدخل الميدان وأنهم يجب أن تفتح لهم الأبواب المغلقة بل يجب أن تفتح لهم أبواب الجنان وأنهم أصحاب العقل والحكمة وغيرهم هم البلهاء والساذجين مع أن كل هؤلاء الذين يعتبرونهم غيرهم هم من أشعلوا الثورة وهم من قاموا بها وهم من أنجحوها وهم من تحملوا مشقاتها وتضحياتها ولكن عندما أيقنوا أنهم حققوا أهدافهم أو على الأقل رسموا طريقا لتحقيقها وعلموا أن تحقيق الأهداف لن يتم بالإعتصامات والإضرابات فسار كل منهم فى دربه حتى نتخطى المرحلة ونعيد بناء النظام ولن يتأتى ذلك سوى بالبذل والعطاء والمشاركة والإخاء وليس بالأوامر والإملاءات أو الوعيد والتهديدات وبذلك تريثوا وجلسوا يتدبرون حتى لا نزيد الهدم هدما فأصبحوا فى نظر الآخرين خونة وعملاء والحقيقة أنهم هم المخلصين والشرفاء والنبلاء لأنهم رفعوا مصلحة الوطن فوق كل المصالح وصالح البلاد فوق مصلحة العباد وإرتضوا بما رسموه لأنفسهم ولوطنهم وذهبوا للبناء وليس الإستمرار فى الهدم والتدمير فياترى من منهم على الصواب ومن منهم على الخطأ ومن منهم مدعى البطولات ومن منهم ينكر نفسه وذاته؟؟