13‏/8‏/2011

كذبا قالوا....... دولا ديمقراطية وشعوبا متحضرة

حقا إن الأيام دول ودوام الحال من المحال فلقد كشفت الأحداث الجارية فى بريطانيا العظمى الكثير من المشكلات التى تخفى وراءها العديد من الأسرار وعن وجود طبقات إجتماعية عديدة تشعر بالضيق والمعاناة  بل ربما تشعر بالمرارة والألم كما كشفت أن المواطن البريطانى لا يعيش حياة الرفاهية والمرح والفرح التى يعتقدها الآخرون كما يصورها الإعلام الغربى وإنفجار هذه الأزمة يثبت ذلك ويؤكد أن هناك الكثيرين ممن يعيشون تحت خط الفقر بالرغم من كونهم مواطنين أوربيين بل وفى بريطانيا العظمى وربما كان هؤلاء يخفون مشاعرهم الحقيقية أو أن الفرصة لم تتح لهم للتعبيرعن حقيقة تلك المشاعر حتى جاءت اللحظة المناسبة فإنفجرت هذه الفئات على إختلاف إنتماءاتها وتباين توجهاتها وربما يعتقد البعض أن الأزمة الحالية قد إنفجرت فجأة وهذا لا يعنى أنها لم تكن قائمة وكانت فى إنتظار من يفجرها وهذا يعنى أن هناك العديد من المشكلات التى يعانى منها المجتمع الرأسمالى الحرومثلما إنفجرت الأزمة الإقتصادية العالمية فى وقت سابق وبسببها قامت بريطانيا بإتخاذ إجراءات تقشفية تبعتها إحتجاجات شعبية ولم تلق الحكومة البريطانية لها بالا إعتقادا منها أنها مجرد أزمة عابرة ولكنها أخطأت لأن هناك أزمة حقيقية تفور تحت الرماد ولابد من لحظة إنفجاروهذا أدعى لأن يعرف الجميع أنه مهما طال الإخفاء والإدعاء فلابد من كشف الحقيقة والمستور وتلك الأحداث تدلل على مدى عمق المعاناة لدى الشعب البريطانى بل والشعب الأوروبى بصفة عامة وبدا ذلك جليا فيما شهدته اليونان فى وقت سابق وكذلك أسبانيا ولنا فى أحداث العنف فى بريطانيا وقفة تأمل فمن جهة الحكومة فها هى الدولة العظمى بكل إمكانياتها تقف مكتوفة الأيدى أمام حركة إحتجاجات بدأت فى حى داخل مدينة ثم بدأت فى الإتساع وشاهدنا كيف وقفت أجهزة الأمن عاجزة عن مواجهتها وهى من الدول التى تصدر آلة القمع والقهر لدولنا وهاهى تعجزعن التصدى لمحاولات الشغب والسطو والتخريب ليس لأنها لا تريد إستخدام القمع ولكن لأن الشعوب عندما تنفجر لا تستطيع أدوات الأمن أن توقفها مهما كانت ومع أنها حركة إحتجاجات وليست ثورة شاملة ولم تفتح فيها الحكومة السجون للبلطجية حتى يقوموا بالسرقة والنهب ولم يكن من بين هؤلاء فلول نظام سابق وليس بينهم العملاء والمأجورين الذين يقومون بالتخريب لتشويه الثوار لأننا فى الأساس لسنا أمام ثورة بل حركة إحتجاج وليست هناك مؤامرات داخلية أو خارجية ومع كل هذا شاهدنا أعمال تخريب وسرقة ونهب للممتلكات العامة والخاصة ولم تكن قاصرة على مدينة بعينها أوعلى فئة محددة بل شاركت فيها جميع الفئات والتى نعتبرها من المترفين وأصحاب النعيم ومثل هذه الأعمال التى تابعناها إنما تدلل على أن هؤلاء القوم ليسوا كما يصورون لنا وليسوا كما يروجون عنهم فليسوا صفوة الله فى الأرض وليسوا عباده المختارين لأننا بمقارنة بسيطة بين ما حدث فى ثوراتنا العربية مع الفارق الكبيرفى حجم الحدث ومع الأخذ فى الإعتبار الفارق الهائل فى مستوى الدخل والمعيشة إلا أن ثوراتنا وبكل ما فيها من مؤامرات أدارتها أنظمة الحكم من إطلاق للبلطجية وزرع العملاء بين الثائرين ووجود أيادى خارجية تحرك قوى هنا وهناك ومع كل هذا لم نشاهد مثلما حدث فى بريطانيا كواحدة من الدول التى نعدها عظمى بل ونعدها أم الديمقراطيات وواحدة من كبريات الدول الصناعية ونحسب شعبها من صفوة الشعوب التى لا تسطو ولا تسرق ولا تنهب إلا أننا شاهدنا خلاف ذلك وبدا أن هذه الدول تعانى مشكلات مجتمعية فها هى عند أول إختبار حقيقى لمدى صلابتهم ومدى نقاء سلوكهم ومدى ترفعهم وتعففهم عن العورات إذا بنا نجد سلوكيات ما كنا نحسبهم عليها وما كنا نتوقع حدوثها من شعوب تتغنى بالفضيلة وتتباهى بالإنسانية والحريات المدنية ويبدوا أنها مجرد شعارات ليست نابعة من إقتناع ذاتى أو نشأة سليمة ولكنها سلوكيات ليست إلا بسبب الخوف من إختراق القانون والتعرض للعقوبات وفى أول منعطف يؤكد على مدى إلتزامهم الأخلاقى سقط القناع وإنكشفت الحقائق وظهرت الوجوه الحقيقية والتى لا يمنعها من إرتكاب الممنوعات وفعل المحرمات سوى الخوف من العقاب وفى الوقت الذى ظنوا فيه غياب العقاب إذا بهم ينهبون ويسرقون ولا يلتفتون إلى مبادىء أو أخلاق كما كشفت تلك الأحداث أن تلك الدول لا تملك إقتصاد حقيقى ولا تملك سلوكيات رفيعة كما يدعون ولكن ربما لم تمر بإختبار نتعرف من خلاله على حقيقتها كدولة وحقيقة شعبها وعندما جاءت المناسبة فإذا بهم زمرة من المتسولين وفريق من السارقين وعصابة من المخربين وديمقراطية ذائفة وحرية مصطنعة فهاهى الحكومة تجيز استخدام الرصاص المطاطى وهاهى تلوح بالإستعانة بالجيش لقمع المحتجين وهكذا إنكشف الوجه الحقيقى لتلك الحكومات التى تتاجر بالشعارات حتى تبتز حكامنا وشعوبنا ولكنها لا تسمح بما تتحدث عنه أن يحدث على أراضيها فعندما يقترب الإحتجاج بما يمس السلطة فتجدهم جميعا مستبدسن وماهى هى إلا شعارات وهاهو إقتصادهم يكاد ينهارلو إستمرت الإحتجاجات بضعة أيام لأنه لم يقم يوما على إقتصاد حقيقى بل جاء نتيجة إبتزاز تلك الدول لباقى الدول المستضعفة وإبتزاز باقى الشعوب المقهورة وما تلك الدول المسماة بالعظمى إلا جامعى إتاوات وحقيقة أمرهم أنهم لا يملكون شيئا سوى إضطهاد باقى الشعوب وإضطهاد شعوبهم فإنفجرت الأزمة وكشفت عن حقيقة تلك الدول العنصرية والتى لن تقف عند هذا الحد بل ستشمل باقى الدول الغربية وستصل إلى الولايات المتحدة التى هى أصل المشكلات التى يعانى منها العالم بأسره لأنها دولا ما قامت إلا على أنقاض باقى الدول بجمع الإتاوات وإبتزاز الحكومات وهذا الأمر لن يستمر طويلا خاصة فى ظل عصر التحرر الذى تشهده شعوب الدول العربية من سلطان حكامها التابعين لتلك الدول حيث كانوا يجمعون الأموال من شعوبهم لتقديمه قربانا إلى تلك الدول العنصريه فى مقابل الحفاظ على عروشهم والبقاء فى سلطانهم وقد جاءت لحظة الحساب للجميع وهذه أول ثمار إستقلال الشعوب العربية وحقا كذبا قالوا عنهم دولا ديمقراطية وشعوبا متحضرة والحقيقة أننا نحن من صنعنا تقدمهم ومن صنعنا تحضرهم وآن الأوان لنسترد ما صنعناه وهكذا يتأكد لنا كل يوم أننا وبحق دولة عظمى وشعب صاحب حضارة تمتد عبر آلاف السنين وهؤلاء ماهم إلا وهم كبير.