لاشك أن شبابنا هم طليعة الثورة بل ووقودها وهم من ضحوا بأرواحهم وحياتهم من أجل تحرير البلاد من نظام عاث فى البلاد القمع والإستبداد والفساد إنهم من بدأو ثورتهم وهم من أنجحها بجهودهم وبمساندة جموع الشعب التى خرجت تساندهم وتساند ثورتنا حتى سقط النظام ولكن وبكل أسى سقط هؤلاء الشباب فى فخ تجار الثورات وسارقيها وفشلوا فى إدارة الثورة خاصة عندما سمح هؤلاء الشباب لأنفسهم سواء بحسن نية أو عدم إدراك أن تسرق ثورتهم وأن يركب أمواجها الكثيرين ممن لم يشاركوا فيها إلا من خلال فضائيات أو بعقد الندوات والمؤتمرات فشل هؤلاء الشباب عندما إرتموا فى أحضان من يدعون النخبة ونصبوهم عليهم أوصياء فشلوا عندما تركوا أنفسهم لقيادات لا تعمل لصالح الثورة بل تعمل من أجل أنفسهم فشلوا عندما ذهب كل منهم إلى فريق وإختار كل منهم لنفسه طريق بعيدا عن الآخرين فشلوا فلم يستطيعوا إستكمال المشوار وحدهم فشلوا عندما ظنوا خطئا أن الثورة ثورتهم وحدهم فتعاملوا مع الشعب من برج عال ونسوا أنه لولا إلتفاف الشعب حولهم ما نجحت ثورتهم وربما كان الشباب هم طليعة الثورة ولكن ليسوا هم أصحابها بل الجميع شارك فيها وله الحق فى مكتسباتها فشلواعندما بدأت تتصاعد إحتجاجاتهم على كل شىء ولأى سبب فزادت عن الحد وبالقدر الذى جعل الناس ينفضون من حولهم خاصة عندما إنحرفوا بالثورة عن خطوط الإتفاق بين الشعب عندما بدأو التحرش بالجيش تحت مسمى المجلس العسكرى ولم يدركوا أن الشعب بطبيعته يقدس جيشه ويعظم قواته المسلحة للدرجة التى يمكن أن يضحى بكل شىء فى سبيل الحفاظ عليه فشلوا عندما تحدثوا فى وسائل الإعلام فقالوا كلمات ورفعوا شعارات لم تضف إليهم بل أخذت من رصيدهم فباتوا فى نظر الشعب متعالين متغطرسين لا يجيدون التحدث إلى الكبير ناهيك لو أن هذا الكبير هو المجلس العسكرى الذى يقوم على إدارة شئون البلاد ويدرك الكثير إن لم يكن الجميع أنه لا فرق بينه وبين الجيش فشلوا عندما ذهبوا بعيدا عن الأهداف الرئيسية للثورة وراحوا يجادلون فى نقاط خلافية فتارة حول مجلس رئاسى ثم الدستور أولا ثم المبادىء الحاكمة وصنعوا إختلافات مع التيارات الإسلامية وهم يعلمون أن هؤلاء لهم القوة المؤثرة والعددية فشلوا عندما تناقشوا حول نقاط لا تجدى نفعا وأسهبوا فى الحديث حول مدنية الدولة مع أن الجميع وأولهم الإسلاميين لم يختلفوا حول مدنيتها ولكن ربما تعمد قادتهم إستدراج القوى الإسلامية حول مناطق خلافية وهم يعرفون نتيجة المناقشات حولها وأن الإسلاميين كتلة فعالة وكثرة عددية وستكون لهم الغلبة وربما تعمدوا إلى إطالة المرحلة الإنتقالية إعتقادا منهم أنهم يستطيعون بناء أرضية شعبية ونسوا أنه كلما طالت المرحلة كلما ظهرت عيوبهم وكثرت مشكلاتهم وكلما زادوا من مليونياتهم كلما ضجر الناس بهم وكلما تحدثوا كلما فقدوا إلتفاف الناس حولهم فحديثهم المتعالى وغطرستهم كلها عوامل إجتمعت لتفقدهم الكثير من الإلتفاف الجماهيرى واستهلكوا وقتا طويلا فى الحديث عن الانفلات الأمنى وعن فلول الحزب الوطنى المنحل وهو محض خيال لأنه ببساطه لم يكن لهذا الحزب تأثير وهو الحزب الحاكم فما بالنا بعدما تم حله ووضع قياداته فى السجن ولذا نجحت الثورة ولو مبدئيا فأسقطت النظام ووضعت رموزه فى السجن وتمشى على الطريق لرسم دولة جديدة بأسس جديدة وتطل علينا حياة جديدة ولكن فشل الثوار فى إدارة المرحلة بعد اسقاط النظام بل وربما أصبحوا خارج معادلة النظام القادم لأنهم فشلوا فى إختيار قادتهم ونخبتهم فوقعوا فى فخ المنتفعين والمتملقين وأصحاب المصالح والمتاجرين بالشعارات والهتافات وإبتعدوا عن أصحاب المبادىء والأخلاق ففشلوا وسوف يسقط قادتهم لأن المواطن وحتى البسيط أصبح يستطيع التمييز بين المصلح والمفسد وبين الصادق والكاذب وبين الشعارات والحقائق .