19‏/10‏/2011

نجحت الثورة وفشل الثوار

لاشك أن شبابنا هم طليعة الثورة بل ووقودها وهم من ضحوا بأرواحهم وحياتهم من أجل تحرير البلاد من نظام عاث فى البلاد القمع والإستبداد والفساد إنهم من بدأو ثورتهم وهم من أنجحها بجهودهم وبمساندة جموع الشعب التى خرجت تساندهم وتساند ثورتنا حتى سقط النظام ولكن وبكل أسى سقط هؤلاء الشباب فى فخ تجار الثورات وسارقيها وفشلوا فى إدارة الثورة خاصة عندما سمح هؤلاء الشباب لأنفسهم سواء بحسن نية أو عدم إدراك أن تسرق ثورتهم وأن يركب أمواجها الكثيرين ممن لم يشاركوا فيها إلا من خلال فضائيات أو بعقد الندوات والمؤتمرات فشل هؤلاء الشباب عندما إرتموا فى أحضان من يدعون النخبة ونصبوهم عليهم أوصياء فشلوا عندما تركوا أنفسهم لقيادات لا تعمل لصالح الثورة بل تعمل من أجل أنفسهم فشلوا عندما ذهب كل منهم إلى فريق وإختار كل منهم لنفسه طريق بعيدا عن الآخرين فشلوا فلم يستطيعوا إستكمال المشوار وحدهم فشلوا عندما ظنوا خطئا أن الثورة ثورتهم وحدهم فتعاملوا مع الشعب من برج عال ونسوا أنه لولا إلتفاف الشعب حولهم ما نجحت ثورتهم وربما كان الشباب هم طليعة الثورة ولكن ليسوا هم أصحابها بل الجميع شارك فيها وله الحق فى مكتسباتها فشلواعندما بدأت تتصاعد إحتجاجاتهم على كل شىء ولأى سبب فزادت عن الحد وبالقدر الذى جعل الناس ينفضون من حولهم خاصة عندما إنحرفوا بالثورة عن خطوط الإتفاق بين الشعب عندما بدأو التحرش بالجيش تحت مسمى المجلس العسكرى ولم يدركوا أن الشعب بطبيعته يقدس جيشه ويعظم قواته المسلحة للدرجة التى يمكن أن يضحى بكل شىء فى سبيل الحفاظ عليه فشلوا عندما تحدثوا فى وسائل الإعلام فقالوا كلمات ورفعوا شعارات لم تضف إليهم بل أخذت من رصيدهم فباتوا فى نظر الشعب متعالين متغطرسين لا يجيدون التحدث إلى الكبير ناهيك لو أن هذا الكبير هو المجلس العسكرى الذى يقوم على إدارة شئون البلاد ويدرك الكثير إن لم يكن الجميع أنه لا فرق بينه وبين الجيش فشلوا عندما ذهبوا بعيدا عن الأهداف الرئيسية للثورة وراحوا يجادلون فى نقاط خلافية فتارة حول مجلس رئاسى ثم الدستور أولا ثم المبادىء الحاكمة وصنعوا إختلافات مع التيارات الإسلامية وهم يعلمون أن هؤلاء لهم القوة المؤثرة والعددية فشلوا عندما تناقشوا حول نقاط لا تجدى نفعا وأسهبوا فى الحديث حول مدنية الدولة مع أن الجميع وأولهم الإسلاميين لم يختلفوا حول مدنيتها ولكن ربما تعمد قادتهم إستدراج القوى الإسلامية حول مناطق خلافية وهم يعرفون نتيجة المناقشات حولها وأن الإسلاميين كتلة فعالة وكثرة عددية وستكون لهم الغلبة وربما تعمدوا إلى إطالة المرحلة الإنتقالية إعتقادا منهم أنهم يستطيعون بناء أرضية شعبية ونسوا أنه كلما طالت المرحلة كلما ظهرت عيوبهم وكثرت مشكلاتهم وكلما زادوا من مليونياتهم كلما ضجر الناس بهم وكلما تحدثوا كلما فقدوا إلتفاف الناس حولهم فحديثهم المتعالى وغطرستهم كلها عوامل إجتمعت لتفقدهم الكثير من الإلتفاف الجماهيرى واستهلكوا وقتا طويلا فى الحديث عن الانفلات الأمنى وعن فلول الحزب الوطنى المنحل وهو محض خيال لأنه ببساطه لم يكن لهذا الحزب تأثير وهو الحزب الحاكم فما بالنا بعدما تم حله ووضع قياداته فى السجن ولذا نجحت الثورة ولو مبدئيا فأسقطت النظام ووضعت رموزه فى السجن وتمشى على الطريق لرسم دولة جديدة بأسس جديدة وتطل علينا حياة جديدة ولكن فشل الثوار فى إدارة المرحلة بعد اسقاط النظام بل وربما أصبحوا خارج معادلة النظام القادم لأنهم فشلوا فى إختيار قادتهم ونخبتهم فوقعوا فى فخ المنتفعين والمتملقين وأصحاب المصالح والمتاجرين بالشعارات والهتافات وإبتعدوا عن أصحاب المبادىء والأخلاق ففشلوا وسوف يسقط قادتهم لأن المواطن وحتى البسيط أصبح يستطيع التمييز بين المصلح والمفسد وبين الصادق والكاذب وبين الشعارات والحقائق .