5‏/8‏/2011

ثورة التغيير.............ثورة الإنتاج

لاشك أن شباب مصر كان لهم الدور الأكبر فى الثورة المجيدة بل كانوا هم أصحاب الشرارة الأولى لإنطلاقها وإنضم إليهم فئات الشعب المختلفة والآن وبعد أن لاحت فى الأفق نتائج ثورتنا فهناك إستجابات واسعة لمطالب الثورة فهاهم رموز النظام داخل السجون وهاهو رأس النظام نفسه خلف القضبان يحاكم علانية ولعل محاكمته خير دليل على مدى صدق الخطوات التى يقوم بها المجلس العسكرى والحكومة وخير برهان على مدى إلتزام النجلس العسكرى بما تعهد به منذ أن أعلن حمايته للثورة وللثوار وهاهو يحافظ على مكتسبات هذه الثورة فلا هو متواطىء كما إدعى البعض ولا هو منحاز بل يتخذ خطوات عاقلة ومتأنية ومدروسة ويسير على الطريق الصحيح الذى يصل بنا وبثورتنا إلى بر الأمان دون أن نهدم البنيان والآن وقد تأكدنا من تحقيق مطالبنا وما تبقى منها فهو قيد التنفيذ وهذا كله يدفعنا للهدوء قليلا ولكن دون تراخى أو تكاسل فكما كنا نهتف ونتظاهر وعتصم للقضاء على الفساد ومحاكمة الفاسدين وقد تم فعلينا الآن أن نثور ونعتصم ونهتف ولكن نثور على سلبياتنا ونتحلص منها ونعتصم عن أخطائنا فلا نكررها ونهتف باسم العمل والإنتاج والبناء فهؤلاء الشباب الذين صنعوا ثورة يشهد لها العالم كله آن الأوان ليصنعوا ثورة فى العمل والإنتاج فيمكن لهم أن يقوموا بحملة من أجل نظافة مصر وهؤلاء قادرون على القيام بحملات توعية صحية وسلوكية وإجتماعية فهل لنا أن نثور ونتغلب على أخطائنا وسلبيات سلوكياتنا فها هى الحكومة تقوم بأداء دورها فتحاكم المفسدين وتعيد تعيين المحافظين وتعيد هيكلة مؤسسات الدولة من جديد وتسير على الطريق الصحيح الذى يناسب المرحلة فهل لنا أن نترك كل مسئول يقوم بعمله وأن نترك القضاء ليقول كلمة حق مهما كانت ونتفرغ نحن لأعمالنا فنتبنى حملة لتنشيط السياحة أو على الأقل لا نقوم بأعمال تعطلها وأن نساعد فى الإنتاج أو على الأقل ألا نعطله فنحن الآن فى أمس الحاجة إلى العمل وإلى زيادة الإنتاج ولا يمنع ذلك رقابتنا على أداء الحكومة وسير أعمالها ولكن يجب أن ندرك أننا نمر بأوقات عصيبة بالنسبة لنا وللوطن وإقتصاده بعدما تعطل طويلا بلا إنتاج فهل لنا أن نعيد ترتيب أولوياتنا فنترك لكل مجاله الذى يعمل فيه وننتظر النتائج لا أن نضعها أو نتوقعها ونركز فى أعمالنا حتى ننهض بالبلاد لنصل بها إلى ما قمنا بالثورة من أجله ولن يتأتى ذلك إلا بالبذل والعطاء فهيا إلى العمل وهيا إلى الإنتاج .

ثورة الحرية والفئات المنسية

وسط زخم الثورة المجيدة راح كل منا يبحث عن محاربة الفساد والقضاء على أذناب النظام والسعى للحصول على الحرية وهذا حق للجميع ولكن ربما نسينا أن الشعب لن يتناول إفطاره طبقا من الحرية ولن يتناول وجبة غذاء على أنغام الديمقراطية ولن يجلس لتناول العشاء على مائدة الشفافية ولسنا هنا بصدد الجدل حول أهمية وحتمية كل هذا ولكن لابد أن يسير بالتوازى مع تلك الإصلاحات السياسية الحتمية والضرورية البحث عن وسائل للتنمية وإيجاد سبل للحياة الكريمة والعدالة الإجتماعية فالكثير من الفئات لا تعنيها مثل تلك الشعارات أو حتى الإصلاحات وما يعنيها هى حياتها اليومية التى تقتات منها وتنفق بها على أسرها ووسط هذا الزحام من المشاحنات السياسية نسينا فئات عديدة فلم يذكرها أحد وعلى رأسها أولئك العاطلين عن العمل والذين لا يجدون ما ينفقون به ليس على أسرة كاملة بل لا يستطيعون الإنفاق على أنفسهم وتلك شريحة لا يستهان بها ولابد أن توضع لهم خطة متكاملة لإستيعاب هذه الفئة والتى تمثل ركيزة أساسية لبناء الوطن والنهوض به ليس فقط لسد إحتياجاتهم وإنما للحفاظ عليهم من الإنحراف تحت ضغط الحاجة والفقر ويأتى الفلاح البسيط والذى هو بالأساس المكون الرئيسى والمصدر الأساسى لمتطلبات حياتنا وللحصول على حريتنا وإستعادة إرادتنا لأننا نؤمن بأن من لا يملك قوته لا يملك قراره وما تم هذا العام وبعد الثورة من عدم إنتظام مياه الرى وكأننا لا زلنا نعيش فى عهد العشوائية والتخبط فإذا بالماء متوافرا وزائدا عن الحاجة قبل موسم زراعة الأرزوما يمثله من إهدار للمياه دون جدوى وعندما بدأ الموسم إذا بالترع تجف وإذا بالمياه تنقطع لمدة لا تقل عن عشرين يوما متواصلة مما أدى إلى تأخر زراعة الأرز والذى يؤثرعلى الناتج من الأرزفى الوقت الذى نحن فى أمس الحاجة إلى كل حبة أرز وقمح ومن ناحية أخرى يعانى الفلاح من الإرتفاع الهائل فى أسعار الأسمدة والمبيدات إلى الحد الذى يعجز معه الفلاح فى تلبية متطلبات الزراعة أو مكافحة الآفات وهذا ينعكس سلبا على إنتاجية الأرض كما تشهد أسعار الأعلاف زيادة غير مسبوقة وهذا يدفع الفلاح إلى الإحجام عن تربية المواشى فتزداد أسعاراللحوم ليس هذا فحسب بل يتحول هؤلاء الفلاحين والمربين إلى عاطلين وتزيد نسبة البطالة التى يعانى منها الكثيرين وهذا لأننا لم نلتفت إلى فئات الشعب المختلفة ولم نركزسوى على الحرية والفساد وكأن محاربة أباطرة السوق سواء فى الأعلاف أو الكيماويات ليست من ضمن محاربة الفساد بل هى الأولى بالمحاربة وأن نظرة متعمقة لرعاية الفلاح البسيط وهو من أهم القطاعات فى المجتمع الذى نعتمد عليه فى الإنتاج الزراعى والحيوانى خاصة ونحن نمر بمرحلة لا نريد فيها الإعتماد على الخارج حتى لا يتحكم فى قرارنا أحد لأن حريتنا وتحررنا يبدأ من إمتلاك قوتنا فهل لنا من نظرة إلى هذا الفلاح البسيط الذى هو ركيزة إقتصادنا بل هو ركيزة المجتمع بأسره بل نحن فى حاجة إلى نظرة شاملة.

2‏/8‏/2011

سبوبة المعارضة وإعلامى النخبة

لم تكد تمر ساعات قليلة على إنتهاء الحشد الإسلامى فى جمعة 29 يوليو حتى سارعت وسائل الإعلام المأجورة بشن حملتها المشبوهة والممولة من أشخاص ربما نعرفهم بالاسم وعن طريق بعض الإعلاميين والصحفيين المعروف توجههم العام ومدى حقدهم وتخوفهم من التيار الإسلامى فها هو الإعلامى المشهور والذى نسى أو تناسى أوتعمد نسيان أن رسالته الإعلامية تقوم على عرض الحدث دون إبداء للرأى ولكنه وبعيدا عن أى مهنية وهو معذورلأن الحدث كان جللا وصادما وبدلا من محاولة التواصل مع هذه القوى الإسلامية راح كل من هؤلاء ينعى حظه ويرعب الآخرين من هؤلاء الإسلاميين وبدلا من الإشادة بدورهم ومن قدرتهم على الحشد والتنظيم وبدلا من التعامل معهم باعتبارهم جزءا أصيلا بل الجزء الأكبر من مكونات الواقع السياسى المصرى راحوا يستعدونهم ويشجبون سلوكهم وينكرون وجودهم فخرج ذاك الأديب فى برنامجه يصرخ ويصيح بما يفضح أمره ويؤكد إنحيازه لمشروع محدد فى حملة لتشويه الإسلاميين كعادته بل وتحريض الناس عليهم ويتساءل هل ترضون أن يحكمكم هؤلاء الإسلاميون ولا أعرف إلى من يوجه سؤاله فالشعب كله كان بالميادين وكأنه عارعلى الشعوب أن يحكمها من حملوا لا إله إلا الله محمد رسول الله وها هو المناضل الصحفى حفيد أل عيسى والذى لا يعرف شىء سوى المعارضة والنضال من خلال الورقة أو من خلال الشاشات التى يتنقل فيها من أجل السبوبة وليس من أجل قضية جوهرية أو من أجل بناء أجيال وإذا به يستفيض فى وصف هؤلاء الإسلاميين وبالطبع جاب ما عنده من قاموس السفاهات والبذاءات التى عودنا عليها وأخذ يعدد فى وصف هؤلاء الإسلاميين وأنهم ما جاءوا إلا من أقصى الأقاليم ومن قاع الريف والنجوع مرتدين جلبابا ومطلقين اللحى وكأنه من شروط النضال عند هذا المناضل الصحفى أن تكون من سكان المدن بل أن تكون من سكان القصورالتى لا نعرف من أين جاء بها هؤلاء الإعلاميين ومموليهم وهاهم آخرون ينتهجون نفس الخطاب الإعلامى المتدنى والذى هو أقرب إلى الثرثرة ولا يقدم شيئا موضوعيا وأخذ هؤلاء جميعا ينددون ويشجبون كيف لمن يرتدى جلبابا أو يطلق لحية أن يطالب بتحقيق رؤيته أو يحلم بإقامة دولته فليس من حق هؤلاء سوى الإقامة بالسجون أو النوم بالمساجد ولا يمكن لهم ممارسة السياسة أو الإقتراب منها لأن للسياسة مواصفات وشروط وهى أن ترتدى الجينز وأن تلبس الحظاظة وأن تدخن سيجارا كوبيا وأن تسهر فى الحفلات الماجنة وألا تتفوه بكلمة إسلامية وهذا كله ليس مستغربا من مثل هؤلاء فلقد هاجم سليل آل عيسى الأذان من قبل وقد إنتقد الإمام البخارى وقد هاجم الكثير من الإسلاميين من قبل بل لو أتيحت له الفرصة لشكك فى الإسلام نفسه ولما لا وهو لا ينتمى إلى الإسلام سوى فى خانة الديانة ولكن الممارسات لا تعكس هذا الدين وربما يتهمنى أحد فيقول كيف تحكم على النوايا فأقول لو صدقت النوايا لحسن القول ولصدق العمل وكذلك ليس مستغربا على ابن الأديب والذى أظهر حسرة وحزنا على تلك الحشود وتساءل مستنكرا كيف لهؤلاء أن يحكمونا ولما لا أيها الإعلامى الفذ وليس بجديد من مثل هذا الإعلامى فهو صاحب شركات إنتاج الأفلام وما أدراك ما تلك الأفلام فهو يريد ألا تبور تجارته وألا ينقطع عيشه لأنه لم يجرب يوما حياة الإسلام أو تطبيق منهجه والمشكلة هنا ليست فى الدفاع عن الإسلام أو الإسلاميين ولكن المشكلة فى تصور هؤلاء المدعين أن للسياسة رجالا لا يصح أن يكون من بينهم هؤلاء الإسلاميين وهم بذلك يريدون إحتكار السياسة لفئة بعينها فكيف بنا نستمع إلى حديثهم عن الحرية والديمقراطية وهم أبعد ما يكون عنها وآن لهم الأوان أن يستوعبوا الدروس ويعلموا أنه ليس بمقدورهم إقصاء أحد خاصة إذا كان هؤلاء هم الإسلاميون ووجب عليهم إيجاد صيغة تضمن لهم التواصل مع بعضهم البعض فلن يستطيع أحد إقصاء الآخرين ولابد أن يكون الجميع شركاء فى وطن يقوم على العدل والحق والمساواة بين الجميع على إختلاف توجهاتهم وتباين هوياتهم وآن الأون أن نذوب جميعا فى بوتقة الوطن بعيدا عن الإقصاء والتهميش وبعيدا عن التخوين والتخويف.

مابين الحقيقة والإدعاءات

لاشك أن الجمعة التى أطلق عليها الإسلاميون جمعة الهوية أو الإرادة الشعبية أو أيا كان المسمى فاجأت الجميع وخاصة هؤلاء النفر من الليبراليين والذين شعروا بأنه لا وجود لهم مقارنة بهذه الحشود الغفيرة التى إمتلأت بها الميادين بل ربما تكون قد وضعت تلك القوى فى ورطة حقيقية لأنها أدركت حجمها الطبيعى وبدلا من محاولة تلك النخبة المزيفة البحث عن مخرج لها أو البحث عن وسيلة تمكنها من التواصل مع جماهير الشعب ومعرفة الأسباب وراء عزوف الجماهير عن الإلتفاف حولها راحت تلك اللانخبة تبحث عن كيفية تشويه هذا الحدث وهذه الحشود عن طريق الإدعاءات فهناك من برر الفشل بالربط بين الشعارات الدينية وأسلمة السياسة وهى محض أباطيل وحاول البعض وصف مصر بأنها دولة غير إسلامية ومن العيب أن يهتف إنسانا بهتافات إسلامية بل وهاجم البعض من يحمل علما كتب عليه شعار الشهادة وكأنه من العار أن ترفع راية الإسلام وأنت مسلم فى دولة إسلامية أو على الأقل غالبيتها الكاسحة مسلمة ولم نسمع لهؤلاء صوتا عندما يرفع الصليب وهاجم البعض هؤلاء الإسلاميين لإرتدائهم الجلباب لأنهم يتشبهون بأفغانستان وباكستان وسائر بلاد المسلمين وكأن الطبيعى عند هؤلاء حتى تكون ثائرا ألا ترفع شعارات إسلامية وألا ترتدى جلبابا بل يجب أن ترتدى المايوه إن كنت رجلا أو أن ترتدى البيكينى إن كنت أنثى أو على الأقل الجينز والبادى إن كنت من المتحفظين ولم نسمع هؤلاء يوما يتهمون من يرتدون هذه الأزياء المستوردة بالسفور أو الخروج عن التقاليد المصرية بحجة أنها الحرية ويبدوا أن حريتهم تنحصر فى التبرج ولا يندرج تحتها حرية العقيدة وحرية الملبس ولكن كيف يهاجم هؤلاء السافرون والسافرات والمخنثين والسحاقيات وهم وهن منهم ومنهن فلم نسمع هؤلاء يوما عندما تهجمت الدغيدى وغيرها على الإسلام وكأننا لكى نعيش فى دولة ديمقراطية ودولة عصرية لابد أن نخلع عن أجسادنا ثيابنا ونتخلى عن مبادئنا ومنهجنا ولا يمكن لرجال يرتدون جلبابا أو يطلقون اللحى أن يكون من بينهم قادة ومفكرين ونخبة ويبدوا أن هناك شروطا حتى تصبح عصريا ومفكرا وقائدا ونخبويا وفى مقدمتها أن ترتدى المايوه أو ترتدى البيكينى وأن تحلق الذقون وألا تذكر اسم الله ورسوله وألا تجهر باسلامك ولا تحلم بأن تعيش فى دولة إسلامية وكأن الإسلام هو سبب التخلف وكأن الدين هو مصدر الرجعية وتناسى هؤلاء أن ثقافتهم الغربية وإنحلالهم الأخلاقى وفسادهم السلوكى هى أهم أسباب تخلفنا وكنت أتمنى لو أن هؤلاء الليبراليون قد تعلموا ولو الأحرف الأولى من الديمقراطية أو أن يكونوا قد بدأو فهم الدرس الذى فشلوا فيه فى الإستفتاء ولكن يبدوا وبحق أن هؤلاء لا هم ليبراليون ولا هم علمانيون وبالطبع ليسوا إسلاميون ولكن الأكيد أنهم أجهل الجاهلين فخسروا بجهلهم كل شىء خسروا أنفسهم وجمهورهم وخسروا كل ما يسعون إليه وأتمنى أن يكونوا قد إستفادوا شيئا من هذه التجربة التى هى بالتأكيد مريرة على أنفسهم فلم يتوقعوا يوما أنهم مجرد هامش فى حياة المصريين بل ربما ليس لهم وجود على هامش حياتهم وليس لهم وجود لدى جموع الشعب التى لطالما لم يستطيعوا التواصل معهم أو إدراك مطالبهم الحقيقية فباتوا فى واد والشعب فى واد.

مابين الواقع والأمنيات

لاشك أن من حق الجميع أن يحلم بما يريد ولكن يجب أن تكون لديه مقومات وأدوات لتحقيق ذلك الحلم وإلا تحول من حلم إلى وهم ولاشك أننا عندما نحلم أو نفكر لابد أن نتأمل ونعتبر الآخرين حولنا حتى لا نتوه فى طريق بعيدا عما فى الإمكان بل يجب أن ندرك جيدا مدى قوتنا وحجم تواجدنا قبل إتخاذ خطوات أو السير نحو تنفيذ إجراءات حتى لا نصطدم بحوائط وموانع ربما تجعلنا نتوقف أو تمنعنا من التحرك حتى فى نفس المكان وهكذا فعل هؤلاء الذين يدعون النخبة ويحتكرون القيادة ويتكلمون نيابة عن الجميع بإعتبار أنهم فقط القادرون على الفهم المالكون لأدوات التفكير والتغيير أما الباقون فليس عليهم سوى الطاعة والتنفيذ وهؤلاء النخبة مجازا حاولوا صناعة إئتلافات للثورة ليس من أجل إنجاح الثورة ولكن حتى يساومون بها على المنافسة سواء مع القوى السياسية المتنافسة أو لدى من بيديه السلطة الحاكمة ولم يكفيهم صناعة تلك الإئتلافات بل إستنسخوا منها المئات والتى يضم كل منها بضعة نفر لايتعدوا أصابع اليد أو اليدين وأرادت تلك النخب بهذه الإئتلافات التى لم يكن لها وجود سوى على يافطة أو على قماش خيمة الضغط على المجلس العسكرى أو الحكومة ولم يدرك هؤلاء أنهم يحضرون العفريت وربما لا يستطيعون صرفه وعندما جاءت لحظة الحقيقة لم نرى من هذه الإئتلافات سوى مجرد أسماء أو يافطات ولا وجود لهم على أرض الواقع أو بين الناس وظهر ذلك جليا فى الدعوات الأخيرة التى يسمونها مليونيات وهى لا تتعدى المئات أو العشرات والسبب فى ذلك أن هؤلاء صدقوا أنفسهم بأنهم أصحاب المليونيات وأنهم يقولون للشعب حى إلى الميدان فإذا به يلبى النداء ونسوا أنهم لا يستطيعون التحكم فى جموع الشعب إلا بإقتناع الشعب نفسه وليس من أجل أحد وإعتقد هؤلاء النخبة هم وإئتلافاتهم المزعومة أنهم قادرون على حشد الملايين وجمع الشعوب وهم واهمون لأن الشعب نزل إلى الميادين عندما أراد أن يشعل ثورة وليس تلبية لأحد وإنما تلبية لحاجة فى نفسه وتلبية لنداء ذاته وليس نداء آخرين وعندما إنتهت ثورته من وجهة نظره شعر أنه ليس فى حاجة إلى النزول ناهيك عن تلك الإئتلافات فى الفترة الأخيرة والتى ظهرت فى أسوأ صورها فها هى تتعالى فى حديثها مع الآخرين وباتت تصنف الناس حسب هواها فتصف من لم يحضر إلى الميدان بأنه من أصحاب حزب الكنبه وإستهزأت بآخرين ممن لم يعتصموا فى الميدان بل وقام البعض منهم بسبهم وقذفهم ونسوا أن هؤلاء جميعا هم صناع الثورة ولا يستطيع أحد مهما كان حشدهم إلا بقناعتهم وبرضا أنفسهم فالشعب لم يجبره أحد للخروج إلى الميادين ولكن نداء الواجب هو ما أخرجه أما الآن فإن الغالبية العظمى من الشعب تريد بناء دولة ووطن ولا تريد أن تظل هكذا ثائرين تريد أن تلتقط أنفاسها وتعطى الفرصة للآخرين لتحقيق المطالب وتنفيذ الوعود ولذا غادر هؤلاء الميادين فإحتله آخرون ممن لا تربطهم بالثورة صلة وليس لهم علاقة بالثائرين فإزدادت صورة الميدان تشويها ووضعت الكثير من علامات الإستفهام أمام الثوار فأضحوا كل يوم يتناقصون فى العدد ويختلفون فى الرأى بل ويتشاجرون وهكذا دخل الميدان العديد من الفئات التى ليس لها علاقة بالثورة بل ربما تكون من أشد أعدائها ومن أكثر كارهيها وحان الوقت لنعيد ترتيب صفوفنا وترتيب أولوياتنا ولن يتأتى ذلك إلا بالبدء فى مشروع لبناء الوطن وبناء المواطن فلن نستمر هكذا معتصمين ولن نظل هكذا ثائرين فهيا إلى العمل والبناء والنظر إلى المستقبل القادم فلابد أنه الأفضل بأى حال من الأحوال.

أكاذيب النخبة

لاشك أن هناك حقائق لاتقبل الجدل وهى تلك المسلمات وهناك حقائق تقبل الجدل ويدورحولها نقاش وحوار للوصول الى اتفاق او اقتناع ولاشك أيضا ان هناك ادعاءات تقبل الجدل وإدعاءات لا تستمع إليها الأذان وهناك من هم صادقون وهناك أيضا الكثير من الكاذبين أو على الأقل من المضللين الذين يتلاعبون بالكلمات ويوظفون المصطلحات ويلتفون على الحقائق والمعطيات فعندما يخبرنى أحدهم أنه من المتفوقين الناجحين عندها لابد أن يكون من المجتهدين والمجدين لأنه لا يجتمع التفوق مع الكسل وعندما يخبرنى أحدهم بأنه عادل ومنصف فلابد أن يحكم بين الناس بالحق المستقيم فلا يجتمع العدل والإنصاف مع الظلم والمحاباة وعندما يخبرنى أحدهم أنه ديمقراطى فلابد أن يكون ممن يقبلون الرأى الآخر حتى وإن إختلف معه وعليه أيضا أن يقبل رأى الأغلبية ولو كان خاطئا ولكن أن يدعى إنسان  الديمقراطية والليبرالية ويرفع شعارات الحرية ثم يأتى فى أول إختبار لممارسة هذه الشعارات على أرض الواقع فإذا به ينقلب عليها ويبدأ فى تفنيدها بحجج واهية وأدلة فاسدة فهنا نكون أمام معضلة بحق فعندما يأتى دعاة الديمقراطية عقب إجراء إنتخابات أو إستفتاءات لم تأتى فيها النتائج على حسب ما يأملون فإذا بهم ينقلبون على شعاراتهم بحجة أن الشعب لم يعى بعد مبادىء الديمقراطية ولم يفهم بعد كيفية ممارسة الحياة السياسية فنرد ونقول إن هذا الشعب هو نفسه الذى صدق دعوات الثورة وآمن بها وساندها حتى إنجاحها وهو نفس الشعب الذى خرج إلى الإستفتاء وقال نعم لخريطة طريق محددة فهل يعنى ذلك أن هذا الشعب كان واعيا ومدركا وناضجا فكريا وسياسيا عندما ساند الثورة ولبى نداءها ثم أصبح بين عشية وضحاها ساذجا ومغيبا ولا يفهم معنى الديمقراطية عندما قال نعم فى الإستفتاء أم أننا نقول كلمات ونستخدم شعارات نمرر بها اللحظة ونتخطى فيها المرحلة حتى نحقق مكاسب على حساب هذا الشعب الذى نصنفه حسب الموقف الذى نريده منه فعندما يخرج لتأييد ثورتنا فيكون نعم الشعب ونصفه بأحسن الصفات ونمنحه أعلى الأوسمة وأرفع النياشين ونرفع من شأنه ونمتدح ذكاءه ورؤيته ونزكى عطاءه ثم إذا خرج نفس الشعب ليبدى رأيا لا يوافق توجهاتنا ولا ينطلق من أفكارنا فإذا بنا نتهمه بأقبح الصفات وأدنى الكلمات بل ونتهمه بالجهل والغباء مع أنه نفس الشعب الذى خرج للثورة وهو نفس الشعب الذى يريد الإستقرار وعندما يتصرف بما لايرضينا فيصير أغبى الشعوب وأجهل البشر ويدعى أحدهم أنه تم خداعه بشعارات دينية ويرد عليه آخر ويقول كيف تم خداعه للنزول إلى الثورة وقتما لم تكن هناك شعارات دينية وما نزل إلا لقناعته بحتمية الثورة وضرورتها أم أننا نكذب على هذا الشعب بل نكذب على أنفسنا لنغطى على أسباب فشلنا ولتضليل هذا الشعب العظيم القادر على تمييز الخبيث من الطيب والمصلح من المفسد وأى عاقل هذا الذى يصدق هؤلاء المضللون الذين يريدون تضليل العقول فهو نفس الشعب الذى خرج للثورة بكامل إرادته وهو نفسه الذى إختار فى الإستفتاء بكامل إرادته ولا يستطيع أحدا أن يملى عليه ما يفعله لأنه شعب يملك العقل والقلب السليم ويستطيع تقرير مصيره بيديه لا بيد غيره من المنتفعين والمتآمرين والمفسدين والذين لا يريدون خيرا سوى لأنفسهم ولا يريدون خيرا بالبلاد أو العباد فهلا توقفنا عن ترديد الأكاذيب والأباطيل وهلا إقتنعنا بأن شعبنا قادر على الإختيار والتقرير وليس فى حاجة إلى وصاية الآخرين ممن يدعون الديمقراطية وهم عنها ببعيد ولندع كل منا يقرر مصيره ويتحرر فى إختياره فلا مجال للتلاعب بعقول المصريين ولا ينتظر هؤلاء أن يصدقهم الآخرين بعدما أثبتوا كذبهم وتضليلهم تحت شعارات الديمقراطية والحرية وهم بها كافرون.