18‏/11‏/2010

لماذا لايريد الغرب إسلامنا؟

كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ولأن الأمر بالمعروف لايأتى فى صالح الدول الغربيه فهى تضغط على الحكومات العربية والإسلامية لتضغط بدورها على شعوبها حتى لايعملون بمنهج السماء ولا يتبعون طريق الحكماء والعقلاء فلاهم يأمرون بمعروف ولا يتناهون عن منكر ولأن الغرب وهوالذى يأتى بكل منكر وضلال فهو مهووس بشهوة الجنس والمال والإسراف والتبذير فلايريد لنا إسلامنا لأنه ببساطه يأمرنا بكل ماهو طيب وكل ماهو نقى وطاهر ورفيع وكل ما من شأنه الإرتقاء بالنفس البشرية والإرتفاع بها فوق ماديات الحياة فيجعل المسلمين يترفعون عن الماديات الزائله والرغبات الملموسة الفانية وهذا يدفع الكثير إن لم يكن الجميع إلى إمكانية الإستغناء عن الإستهلاك والإسراف وينتج عن ذلك توقف عجلة الصناعات الغربية أو على الأقل تباطؤها والتى هى فى المقام الأول تعمل من أجل إستهلاكنا بل إهلاكنا وليس مجرد إشباع رغباتنا وليس مجرد كسب بل إبتزاز أموالنا وعندما يكون الإسلام طريقنا فيعنى أننا أصحاب منهج ودين وعقيدة وإيمان بثوابت وقيم ليس من اليسير التزحزح عنها أو إقصائها لذا لايريدنا الغرب أصحاب عقيدة ليس لأننا سنحارب أوسنعلن الجهاد والذى يسمونه إرهابا وإنما لأنهم يعلمون جيدا أن العقيدة تمنح صاحبها قوة وصلابة فلا يخشى موتا ولا يخاف جوعا ولا يؤثرعلى الله التضحية فى سبيله بما لديه من أهل وأموال وأولاد فالغرب لايخشى كما يدعى إرهابا وإنما يخشى عقائد راسخة وإيمانا صادقا قويا ويخشى أناسا لايخافون فى الله أحد ولايؤثرون على الموت شيئا لأنهم يعلمون بل يؤمنون تمام الايمان أن عقيدتهم هى مفتاح نصرهم وباب تحررهم وسبيل تقدمهم لذلك يسعى الغرب بشتى الطرق ومنذ ظهور الإسلام الى خلق أجيال ربما هى مسلمة لكنها بلا إيمان ولم يصل الإيمان الى قلوبهم ليمنحهم قوة العقيدة وحلاوة الإيمان ولذة النصر فتكون أمامهم الأخرة أحب إليهم من الأولى ولذا يسعى الغرب عن طريق هذه الانظمة والتى هى صنيعة هذا الغرب المقيت أن يوهن من عزيمة المسلمين وأن يضعف من قوتهم وأن يفتت إرادتهم بأن يدس لهم الأعمال الشيطانية ويزين أمامهم السلوكيات العدوانية ويطبع أمامهم العلاقات الإجرامية فيفسد البشر ويزين لهم خبيث أعمالهم وعلى مستوى الأنظمة نفسها يخلق نزاعات هنا وهناك وصراعات بين هذا وذاك وعمل تحالفات بين جانب واخر وخلق عداوة بين جبهة واخرى حتى لاتكون لدى أى منهم وحدة واحدة تصد عن الجميع شرور الحاقدين وأطماع الطامعين وتتفتت الأمم بل تتفتت الأمة الواحدة وتبدأ فى التخلى عن ثوابتها ومعتقداتها التى هى السبيل لنصرهم لأنهم لم ينتصروا قط إلا بثبات عقيدتهم وتمسكهم بمناهجهم أما حين يتخلون عنها فلن يستطيعوا نصرا ولا صبورا لأن حب الدنيا يبدأ فى التسلل الى قلوبهم وتميل للشهوات أنفسهم فيصبحون فى خوف على بيوت قد بنوها وأبناء قد أنجبوها وأموال قد إكتنزوها فيسكن الشيطان فى نفوسهم ويتملك من أمرهم فيصبحون عاجزين عن الدفاع عن أنفسهم وأموالهم وأرضهم ومقدساتهم وهكذا يبدأ إستضعافهم وإمتهان كرامتهم وإخضاع إرادتهم وتقييد حرياتهم وإنتهاك حرماتهم لأنهم فقدوا الإحساس بالقوة وتخلوا عن ثوابتهم واحدة تلو الاخرى فأصبحوا لايتناهون عن منكر فعلوه ولا يتباكون على إنتهاك إرتكبوه فيبدأون التعود على الضعف والهوان فيرضون باستباحة الكرامات وسلب الحريات وانتهاك المقدسات لأنهم تخلوا عن عقيدتهم التى فيها أمرهم وإليها مصيرهم ونظل ندور فى فلك أنظمة تخلت عن كل شىء فى سبيل لاشىء ونظل نئن تحت وطأة أنظمة متساقطة متهالكة لم يبقى لديها سوى إحكام السيطرة على شعوبهم وإنزال المهانة بأهلهم ولن تقوم لنا قائمة ولن نستطيع النصر سواء على أنظمة لم نخترها أو دول تتحكم فى سياساتنا إلا إذا عدنا إلى ديننا وإيماننا ومعتقداتنا وتمسكنا بثوابتنا وعندها سنكون وبحق خير أمة أخرجت للناس .