إن الثورات ما تقوم إلا لتغيير أوضاع فتقضى على الفساد وتحاسب المفسدين وتستبدلهم بمن يصلحون ليتولوا أمر البلاد لتحسين أحوال الشعوب ورفع مستوى معيشتهم ورفع الظلم عنهم وهذا لن يتأتى إلا بإرساء قواعد الديمقراطية والعمل بكل شفافية وإقامة العدل وتنفيذ القانون وفوق كل هذا تغليب الروح الوطنية فوق كل الأغراض الذاتية والمصالح الشخصية وإعلاء مصلحة الوطن فوق كل المصالح وقبل كل الأشخاص والأحزاب وفى الوقت الحالى الذى تمر به البلاد لن يتأتى ذلك إلا بتوحيد الصفوف بين القوى الوطنية بمختلف توجهاتها وعلى تباين أيدلوجياتها وأن ننحى جانبا كل مصالح شخصية أو حزبية والجلوس معا لنتدارس جميعا فيما يخدم الوطن والمواطنين للوصول إلى توافق بين مختلف الفئات فهذا التوافق هو ما يخدم الوطن ويخدم ثورتنا ويصل بنا إلى بر الأمان وتحقيق الأهداف التى قامت من أجلها الثورة ولكن ما يحدث ونشاهده من فرقة وإنشقاق بين قوى سياسية عديدة منذ إجراء الإستفتاء بل وتشكيك البعض فى البعض الآخر وتباين وجهات النظر حول بعض النقاط كل هذا لا يخدم أحد بل يضر بالجميع ويضر بالوطن وربما يكون ما يحدث من دون قصد وربما يكون بفعل أيادى خارجية تحرك قوى داخلية لا تريد لمصر الإستقرار ولا تريد لها التقدم والنهوض بعد ما شهده العالم من ثورة بيضاء سلمية وهنا يجب أن يعلم الجميع أن هناك الكثير من الجهات التى لا يسعدها أن ترى مصر فى طريقها إلى تحول ديمقراطى سلمى رفيع وراق بل هناك من لا يريد لها أن تصبح فى مصاف الدول الديمقراطية أو الدول المتقدمة بل يريدونها مبعثرة ومتعثرة ولهذا كله يجب علينا أن ندرك أن هناك أيادى بالداخل والخارج تحرك مجموعات لا تريد خيرا بالبلاد وعلينا اليقظة والحرص على سلامة الوطن أولا ثم السعى من أجل الوصول بثورتنا إلى أهدافها ولن يتأتى هذا إلا بتوحيد كلمتنا وتوحيد صفوفنا والإتفاق على مبادىء أساسية تتوافق عليها جميع القوى وأن نترك ما نختلف عليه إلى ما بعد ترتيب البيت وتشكيل الحكومة التى يختارها الشعب بإرادته الحقيقية وعندها يمكننا التحاور والتناقش حول القضايا الجدلية أما الآن فيجب علينا أن تتوحد صفوفنا وبدلا من التشرذم والتفرق الذى لا يخدم سوى أعداء الوطن نتوحد ونصطف جميعا ولا نعطى الفرصة للحاقدين والطامعين والإنتهازيين وننساق وراءهم فى إتجاهات لا تغنى ولا تسمن بل تفرق وتفكك ولا تبنى بل تهدم وتدمر فيا أيها الشرفاء وحدوا الصفوف ليس من أجلنا نحن الأفراد لأننا زائلون ولكن من أجل هذا الوطن فهو باق ولا تختلفوا لمصالح شكلية وإنظروا وتأملوا فى مصلحة الوطن الخالد وإنبذوا خلافاتكم ووحدوا كلمتكم لنبنى وطنا جديدا نليق به لأن مصر فوق الجميع وفوق رؤسنا وقبل كل شىء فلا تجعلوا خلافاتنا تذهب بها وبنا بعيدا عنا وكونوا لها درعا وسندا حتى نجتاز المرحلة ونصل إلى بر الأمان بوطننا الذى يستحق منا كل بذل وعطاء وتضحية ولا تجعلوا بيننا مكانا للمتآمرين والإنتهازيين الوصوليين .