6‏/7‏/2011

حتى لا تضيع ثورتنا هباءا

إن الثورات ما تقوم إلا لتغيير أوضاع فتقضى على الفساد وتحاسب المفسدين وتستبدلهم بمن يصلحون ليتولوا أمر البلاد لتحسين أحوال الشعوب ورفع مستوى معيشتهم ورفع الظلم عنهم وهذا لن يتأتى إلا بإرساء قواعد الديمقراطية والعمل بكل شفافية وإقامة العدل وتنفيذ القانون وفوق كل هذا تغليب الروح الوطنية فوق كل الأغراض الذاتية والمصالح الشخصية وإعلاء مصلحة الوطن فوق كل المصالح وقبل كل الأشخاص والأحزاب وفى الوقت الحالى الذى تمر به البلاد لن يتأتى ذلك إلا بتوحيد الصفوف بين القوى الوطنية بمختلف توجهاتها وعلى تباين أيدلوجياتها وأن ننحى جانبا كل مصالح شخصية أو حزبية والجلوس معا لنتدارس جميعا فيما يخدم الوطن والمواطنين للوصول إلى توافق بين مختلف الفئات فهذا التوافق هو ما يخدم الوطن ويخدم ثورتنا ويصل بنا إلى بر الأمان وتحقيق الأهداف التى قامت من أجلها الثورة ولكن ما يحدث ونشاهده من فرقة وإنشقاق بين قوى سياسية عديدة منذ إجراء الإستفتاء بل وتشكيك البعض فى البعض الآخر وتباين وجهات النظر حول بعض النقاط كل هذا لا يخدم أحد بل يضر بالجميع ويضر بالوطن وربما يكون ما يحدث من دون قصد وربما يكون بفعل أيادى خارجية تحرك قوى داخلية لا تريد لمصر الإستقرار ولا تريد لها التقدم والنهوض بعد ما شهده العالم من ثورة بيضاء سلمية وهنا يجب أن يعلم الجميع أن هناك الكثير من الجهات التى لا يسعدها أن ترى مصر فى طريقها إلى تحول ديمقراطى سلمى رفيع وراق بل هناك من لا يريد لها أن تصبح فى مصاف الدول الديمقراطية أو الدول المتقدمة بل يريدونها مبعثرة ومتعثرة ولهذا كله يجب علينا أن ندرك أن هناك أيادى بالداخل والخارج تحرك مجموعات لا تريد خيرا بالبلاد وعلينا اليقظة والحرص على سلامة الوطن أولا ثم السعى من أجل الوصول بثورتنا إلى أهدافها ولن يتأتى هذا إلا بتوحيد كلمتنا وتوحيد صفوفنا والإتفاق على مبادىء أساسية تتوافق عليها جميع القوى وأن نترك ما نختلف عليه إلى ما بعد ترتيب البيت وتشكيل الحكومة التى يختارها الشعب بإرادته الحقيقية وعندها يمكننا التحاور والتناقش حول القضايا الجدلية أما الآن فيجب علينا أن تتوحد صفوفنا وبدلا من التشرذم والتفرق الذى لا يخدم سوى أعداء الوطن نتوحد ونصطف جميعا ولا نعطى الفرصة للحاقدين والطامعين والإنتهازيين وننساق وراءهم فى إتجاهات لا تغنى ولا تسمن بل تفرق وتفكك ولا تبنى بل تهدم وتدمر فيا أيها الشرفاء وحدوا الصفوف ليس من أجلنا نحن الأفراد لأننا زائلون ولكن من أجل هذا الوطن فهو باق ولا تختلفوا لمصالح شكلية وإنظروا وتأملوا فى مصلحة الوطن الخالد وإنبذوا خلافاتكم ووحدوا كلمتكم لنبنى وطنا جديدا نليق به لأن مصر فوق الجميع وفوق رؤسنا وقبل كل شىء فلا تجعلوا خلافاتنا تذهب بها وبنا بعيدا عنا وكونوا لها درعا وسندا حتى نجتاز المرحلة ونصل إلى بر الأمان بوطننا الذى يستحق منا كل بذل وعطاء وتضحية ولا تجعلوا بيننا مكانا للمتآمرين والإنتهازيين الوصوليين .