30‏/6‏/2011

لاتنسوا ثورة العيش

إن الثورات تقوم لإزاحة أنظمة وإستبدالها ليس لمجرد الإزاحة فحسب ولكن لأن تلك الأنظمة تكون ظالمة ومستبدة وغير عادلة ولا ترعى مصالح البلاد والعباد فيتذمر الشعب وفى لحظة ما ينقلب على تلك الأنظمة من أجل تغيير أوضاع وتحسين أحوال ومنذ قيام ثورتنا الخالدة والتى كانت أولى كلمات شعارها العيش وذلك للدلالة على مدى المعاناة التى يعيشها المواطن البسيط الذى يتطلع إلى أبسط مقومات الحياة فيطلب مجرد لقيمات تقمن صلبه وتحفظ عليه حياته وبعد مرور ما يقارب الخمسة شهور من قيام الثورة لم نرى عيشا ولا دقيقا بل لا نرى سوى زيادة فى الأسعار كل يوم وكأننا قمنا بثورة حتى نكتوى بنار الغلاء ونزداد بؤسا تحت وطأة البطالة مع أن الشريحة الكبرى ممن شاركوا بالثورة من العاطلين عن العمل وكان دافعهم هو البحث عن فرصة عمل فى ظل أوضاع جديدة وظروف أفضل تتيحها الثورات وتنتجها التغييرات إلا أننا حتى الآن لم نسمع نفر من هؤلاء المفكرين والسياسيين والمتثقفين ينبش بشفة عن أوضاع أولئك العاطلين والذين أغلبهم من خريجى الجامعات والمعاهد العليا وحتى من هم دون ذلك فجميعهم أبناء الوطن ويجب على القائمين على هذا الوطن توفير فرصة عمل لهم حتى يعيشوا حياة كريمة بل يعيشوا مجرد حياة ولكن ما نراه أن هؤلاء العاطلين ربما ليس لهم نصيب من نتاج ثورتهم فلا أحد يذكرهم حتى ولو بسوء ولا أحد يفكر فى قضيتهم التى هى أم القضايا وإذا كان العاملون بالحكومة أقاموا الدنيا وأقعدوها حتى تزيد رواتبهم لأنها لا تكفيهم فما بالنا بمن لا عمل لهم ولا وظيفة وكيف يكون حالهم وكيف تكون حياتهم إن أولئك العاطلين هم الأولى بالمرتبات وبدلا من رفع دخول أصحاب الدخول كان الأجدر أن نوزع تلك الدخول على الآخرين فلا نجعل واحدا يعيش فى رغد ونترك آخرا يعيش فى ضيق وفى شقاء وإذا كان أصحاب الدخول فى حاجة إلى زيادة دخولهم فمن الأجدر أن نبحث عن دخل لذاك العاطل الذى لا دخل لديه بالمرة أم أن العامل بالحكومة هو ابن مصر وذاك العاطل هو ابن النيل والإثنان سواء ويجب علينا أن نبحث عن طريقة يعيش بها المواطن كريما وألا نكرم فئة على حساب فئة مطحونة بل وتزداد بؤسا فوق بؤسها ويجب البحث عن حلول عاجلة لهؤلاء العاطلين الذين لا دخل لهم حتى لا ينقموا على هذه الثورة ولا يحقدوا على هذا الوطن فالمساواة فى الظلم عدل والعدل فى العدل هو منتهى الملك فيا أيها القائمون على أمر البلاد إعلموا أن العاملين بالدولة هم أبناء الوطن وإذا كانوا فى حاجة إلى نظرة فإن العاطلين هم أيضا أبناء الوطن ويحتاجون إلى نظرات وليس نظرة واحدة ولابد لهم من حل حتى يتساوى الجميع فنعيش فى ظل العدل والحق والمساواة ويكون لدينا إنسانا سويا وطنيا يحب بلاده ويحب أهله وأصحابه.