25‏/9‏/2010

المحظورة سياسيا...والمحظورة جماهيريا!!!

إن الدول تستمد وجودها وشرعيتها من خلال إختيار وإعتراف الجماهير بها ولما كنا فى عالمنا العربى لايستطيع المواطنون أن يقوموا باختيار حكامهم وحكوماتهم بسبب ما بات يعرفه القاصى والدانى بل ربما يتعلمه من فنون التزوير والغش والتزييف فى العملية المسرحية التى تدعى إنتخابات سواء كانت برلمانية أو رئاسية لذا فإن هذه الحكومات وحكامها لا يمثلون أية شرعية خاصة بالنسبة لجماهيرها التى تعيش على أرضها فتصبح هذه الحكومات بمثابة الجهات المحظورة لشعوبها وحيث أن هذه الحكومات تمارس عملها من خلال ما تملكه من أدوات وآليات تستطيع بها قمع هذه الشعوب وفرض الأمر الواقع فهى تستطيع تصنيف الناس والجماعات والمؤسسات حسب ما يحلو لها فتحظر هذا وتشرع ذاك وتترك هذا حرا طليقا وتقيد ذاك دون سبب أو مبرر ولا تقف هذه الحكومات عند مجرد حظر بعض الجماعات أو المؤسسات ولكنها تتمادى فى الحظر ليشمل كل من يخالف سياستها أو يكشف عن فسادها أو حتى يحاول تصحيح مسارها وتملك الحكومة فى هذا المجال العديد من الأدوات والكثير من التلفيقات التى من شأنها جعل ماهو مباحا أن يكون ممنوعا وماهو جائزا أن يصبح محرما وبالطبع لأنها هى الحكومة فهى التى تسمح وتمنع تمنح وتحجب فيمكنها أن تصف هذا بالإرهاب وذاك بتكدير السلم العام وتناست هذه الحكومات أنه مامن شىء أكثر إرهابا وتكديرا للشعوب من مثل هذه الحكومات وتناست كذلك أنها لم تأتى نتيجة إختيار الشعوب لها وإنما جاءت نتيجة إستخدام مفرط لأدوات القمع والظلم والإستبداد فجعلت من نفسها حكومة مشروعة وهى لاتملك أية مقومات للشرعية ولذا أصبح الناس فى مثل هذه الدول لايعترفون بتلك الحكومات ولا يلقون لها بالا بل ربما لا يستمعون إليها لأنهم باتوا يعرفون أن مثل هذه الحكومات لا تقول صدقا ولا تفعل صوابا ولا تأتى بخير فاصبحت تلك الحكومات هى المحظورة بالنسبة لمواطنيها وربما باتت تلك الجماعات التى تدعوها الحكومة بالمحظورة هى التى تمثل الشرعية للغالبية الذين لم يجدوا ملاذا لهم لدى حكومتهم حيث حظرت عنهم كل شىء فأصبحوا لايجدون علاجا أو يجدون تعليما بل ومنعت عنهم كل عوامل التقدم والرقى والعيش فى حياة كريمة ولم تتح له سوى الفقر والقمع والإستبداد وإحتفظت لرجالها وعملائها بشتى أنواع الجاه والسلطان ووفرت لهم سبل السطو على مقدرات الشعوب فإستبدلها المواطن بجهات أخرى ربما تستطيع أن تقدم له المعونة والمساعدة على قدر إمكانياتها وبذا بتنا نعيش فى ظل نظام يدعى الشرعية ويحظرها على الآخرين وهو فى الحقيقة لايملك أية شرعية دستورية أو قانونية أو شعبية ولكن يملك من الأدوات والآليات القمعية مايمكنه من فرض أسلوبه وسيادة أفكاره فبات هو النظام المحظور وأصبح المحظور هو المتاح .

دولة واحدة أم دولتان داخل الدولة؟

إن الدول تستمد شرعيتها ووجودها بين الدول من خلال قدرتها على التحكم فى مقدراتها والسيطرة على مؤسساتها التى تقوم بتنفيذ أهدافها حسب ماتضعه الحكومة داخل الدولة من أهداف وبرامج وسياسات  تحافظ بها على شعبها ليحيا داخل وطن يشعر فيه بوجود دولته التى هى بمثابة البيت الكبير لكل المواطنين من شتى الأطياف والأديان والإتجاهات وليبقى الجميع يعيشون فى إطار من الشرعية والدستورية التى تجعل الجميع أبناء وطن واحد وأمام قانون ودستور ولكن فى مصرنا الحبيبة ربما يختلف الأمر عن باقى الدول وعلى طريقة خصوصية مصر لأننا نملك من الخصوصيات الكثير فى شتى المجالات حتى فى المجالات التى من شأنها زعزعة مكانة الدولة وهيبتها ففى مصر الدولة توجد دولتان بداخلها إحداهما الدولة الإسلامية والأخرى الدولة المسيحية والأخيرة متمثلة فى الكنيسة وأبنائها من المسيحيين الذين يعتبرون الكنيسة هى الحاكم الفعلى فلا يسمعون لأحد سواها ولا يمتثلون لأوامر أحد غيرها وبذلك نكون أمام دولة تحكم بأحكامها الخاصة ودستورها الكنسى ولا تقبل فيه وجهات نظر فأصبحت الكنيسه ليست مجرد مؤسسة دينية تدير شؤون الدين المسيحى فحسب بل أصبحت تسن القوانين وتضع الدساتير حسب مايتراءى لها وليس حسب القانون والدستور فعاشت بمعزل عن القوانين الوضعية وأصبح لها قانونها الخاص وباتت تتخذ من القرارات مايخالف الدستور والقانون بل وأضحت لا تطبق من الأحكام القضائية ما لا يتفق مع توجهاتها وكل هذا بحجة أنها شؤون كنسيه فباتت الكنيسه حكومة تحكم دولتها المسيحية ولا تلقى بالا بالحكومة الشرعية ولما كانت الدولة المسيحية لها من الأعوان الكثير ولها من الحلفاء الغربيين العديد الذين يدينون بدينهم وتلك الدول تهتم بالقضية القبطية حتى ولو من باب الضغط على الحكومات وتملك هذه الدول من الأدوات الكثير للضغط على الحكومات لذا لاتجد أحدا يحرك ساكنا تجاه ماتفعله الدولة المسيحية داخل الدولة المصرية ولما كانت تلك الدولة المسيحية تعلم مدى ضعف الدولة المصرية فأصبحت لاتلقى بالا بما تفعل فباتت تفعل ما تشاء وفى المقابل توجد الدولة الإسلامية التى أنهكها الضعف بل والفقر لما تلاقيه من إضطهاد داخل دولتها وصراعات داخلية مابين طائفية وسياسية ولما كانت الدول الإسلامية بشكل عام ينخر فى عظامها العجز والضعف والفساد والحفاظ على العروش وليس الأوطان ولما كانت هذه الدول لا تستمد شرعيتها من داخل دولها فأصبحت تلتمس الحماية من الدول الغربية فتقدم قرابين الطاعة والولاء وحيث أنه لايهمها سوى الحفاظ على سلطانها فباتت لا تهتم بما يحدث بين المواطنين على أرضها فرفعت يدها عنهم وكأنها لم تعد الدولة بل صارت فى موقف المتابع للأحداث وكأنها تتابع دولتين خارج حدودها فى نزاعهما ولذا بدأ التوتر يتصاعد يوما بعد يوم وربما لا تعى الدولة الأم أن هذا التوتر والصراع لن يصيب أحد بقدر ما يصيب الدولة ذاتها فى كيانها وفى هيبتها بالإضافة إلى أن هذا التوتر ربما يؤدى إلى إندلاع حريق بل حرائق ولن يفرق بين الدولة المسيحية والدولة الإسلامية أو حتى الدولة الأم التى تركت أبنائها للتناحر والتشاجر دونما إحساس بأمومة أو حتى إحساس بالجيرة .

24‏/9‏/2010

آهات وأنات

عندما تسمع أنات مريض قد بلغ من العمر أرذله وبلغت شيخوخته موعد اللقاء ودقات قلبه وآهات أنفاسه عندما تسمعه ينادى بأسماء الموتى يحدثهم كأنهم حوله مجتمعون ثم تسمعه يناجى ربه ثم يدعوه ليقبض روحه وكل هذا وذاك وهو لايكاد يشعر بل ربما لايدرى بصعود أنفاسه حينها تتيقن بأننا يجب أن نتأمل فى قدرة الخالق وفى حكمته حين ترى وتسمع من يلح على الله فى طلب لقائه وصعود روحه إلى بارئها ولكن دون جدوى حتى يأتى اللقاء وينتهى الأجل وعلى الجانب الآخر يقبض الله أناسا فى ريعان شبابهم وفى كامل صحتهم وفى أشد قوتهم عندها نسلم تسليما بحكمة المولى حيث له فى خلقه شؤون ويعلم من الأسرار مالا نستطيع علمه فحقا أمره بين الكاف والنون يقول للشىء كن فيكون فسبحان الله عما يصفون جلت قدرته وعظم شأنه له من الحكم ما لا نستطيع فهمه ولا يمكننا إدراكه فتحددت قدراتنا وضاقت آفاقنا وحقا لم نؤتى من العلم إلا قليلا فسبحان الملك القدوس العليم الحكيم له مافى السموات والأرض وهوالعزيز الحكيم .

العجز....اليأس....التسليم !!!

بقدر الأمل الذى يملأ حياتنا بقدر مانستطيع أن نحيا الحياة فنأتى ونروح به ينير لنا الطريق ويهدينا إلى السبيل ولولا الأمل مااستطعنا الإستمرار فى حياتنا وما إستطاع الإنسان العيش ليومه وغده ولكن نحيا بالأمل فنذهب هنا وهناك من أجل السعى فى تغييرمواقف ربما تكون غير مرضية أو من أجل إنهاء أوضاع ربما تكون صعبة أو من أجل الوصول إلى غد أفضل يحمل معه كل رخاء وإزدهار ولكن تمر بنا أوقات وتحدث لنا أشياء ربما لايستطيع الإنسان التصرف حيالها خاصة عندما تكون تلك الاوقات وهذه الأشياء خارج إرادة الإنسان وأكبر من قدرته على التغيير أو القضاء على أسبابها فعندما يصاب الإنسان بمرض يصارع معه طويلا ويتداوى منه بشتى أنواع العلاج ويذهب إلى أكفأ الأطباء وكل هذا وذاك دون جدوى ويظل يأن ويتألم ولا حيلة يستطيع بها إيقاف الألم ودونما أملا فى الشفاء عندها يشعر الإنسان بالعجز ليس لأننا غير قادرين على الأداء أو التغيير ولكن لأننا نصل إلى مرحلة لايكون فيها للإنسان القدرة على التصرف أو التغيير حيث تقف قدرته عند هذا الحد ولايستطيع هو ومن حوله أن يغيروا من الأمر شيئا عندها يصل الإنسان إلى مرحلة ربما تكون أقرب إلى اليأس الذى يجعله لايشعر بأمل فى غد أفضل وحال أحسن ولكن فى هذه الحالة يجب أن نتذكر أن هذا العجز وهذه المحدودية يجب ألا تقودنا إلى اليأس ولكن يجب أن تتجه بنا نحو التسليم والخضوع لصاحب القدرة اللامحدودة وصاحب العطاء الواسع وعندها لابد أن نعرف أننا كبشر ليس فى مقدورنا تغيير كل شىء ولكن هناك حدود لانستطيع تجاوزها ولايمكننا أن نتخطاها لأنها تكون خارج نطاق قدرتنا وتلك هى القدرة المحدودة للبشر ولذا وجب علينا التسليم والإذعان لأوامر الخالق سبحانه وتعالى وأن نعلم أن هناك قدرة فوق قدرة جميع البشر وعندها لابد من التسليم بالأمر كله ولابد من اليقين أن الأمر كله بيد الله ومانحن سوى مخلوقات ضعيفة لانملك من الأمور الكثير ولكن ربما ننسى قدرتنا وحدودنا فى أوقات الصحة والعافية ولكن فى أوقات المرض نتحقق جيدا أننا أضعف من كائنات عديدة ونتأكد أن الله خلق الإنسان ضعيفا وحسبنا الله عليه توكلنا وإليه المصير .

21‏/9‏/2010

التغيير ليس منحة !!!

عندما خلق الله الإنسان وأمره بالسعى ليس لمجرد الحصول على الرزق فحسب ولكن من أجل تغيير مسار حياته وهذا كله نتيجة سنه كونيه لأن بقاء الحال من المحال ولذا تجدنا نأتى ونروح يسعى كل منا لتغيير أوضاعه فتجد منا من يسافر هنا أو هناك ليغير من حياته ويبدل من أوضاعه وتجدنا نحاول إلحاق أبناءنا بأرقى المدارس والجامعات فى محاولة لتغيير أوضاعهم بالطبع إلى الأفضل وتجدنا نحاول العمل جاهدين للإنتقال من حال إلى حال أفضل حتى عندما نحاول التعرف على الآخرين من أجل تغيير أوضاعنا بالتعرف على ثقافات جديدة ربما لم نعرفها من قبل وعادات جديدة ربما تكون أفضل مما كنا عليه وهكذا يحاول كل منا تغيير أوضاع تبدو له ليست كما ينبغى وتجدنا نحن الذين نغير من أحوالنا ولاأحد يغيرها لنا بل نحن من نغيرها بأيدينا ولكن المشكله كامنة فى إرادتنا نحن فى التغيير وليس إرادة من حولنا أو من يحكمونا ولذا نعمل جاهدين لتغيير أوضاعا خاصة بكل واحد منا وليست خاصة بأوضاعنا جميعا ولم نسأل أنفسنا هل هذا حقا هو التغيير المنشود الذى إذا حدث سيكون تغييرا شاملا يعم على الجميع ويشمل مختلف الأطياف والطبقات لانه سيكون تغييرا أعم وأشمل إذا كان التغيير على مستوى العموم وليس على مستوى الشخوص وهنا تكمن المشكلة أو الخلل فى الرؤية للتغيير قصور فى النظرة إلى مفهوم التغيير ذاته بل سوء فهم لدى الغالبية بأن تغيير أوضاعهم الشخصية يمثل التغيير فيعمل كل منا منفردا لتغيير وضعه وحسب وتلك النظرة الضيقة لأنه لايتغير فى شىء سوى المظهر الخارجى وفى الوقت نفسه لايستطيع التحكم فى متغيرات حياته لأن النظام العام الذى يحكمه كما هو دون تغيير ويمكن لهذا النظام تغيير التغيير نفسه الذى طرأ على أيا منا لأننا لم نقم سوى بتغيير شكلى ولم نقم بتغيير الظروف والأسباب التى تؤدى إلى حدوث التغيير لأننا إعتقدنا خطأ أننا بتغيير أوضاعنا قد تغيرت الأوضاع العامة ونسينا أننا لم نغير الأسباب التى من شأنها تغيير أوضاعنا دون حاجة منا لتغيير كل واحد منا على حدة بل عندها تكون هناك آليات لتغيير أوضاعنا دون الحاجة إلى صراعنا نحن من أجل تغيير أحوالنا حتى ولو كان على حساب بعضنا البعض لذا يجب علينا أن نعى أن التغيير لابد أن يكون نظام وليس حالة شخصية لابد أن يكون التغيير منهج حياة لاأداة لكل فرد على حدة ربما تساعده الظروف أو لا يجب أن نعى أن التغيير لابد أن ينبع من إيماننا أولا بأن التغيير ليس مجرد حالات فرديه ولكن هو قاعدة جماهيرية تشمل الجميع على أسس وقواعد تضمن للجميع نفس الفرص بنفس الظروف والمعطيات لاأن تكون محض صدفه قابلها هذا أو ذاك فأصبح أحدهما فى النعيم وبقى الآخر فى الجحيم يجب أن ندرك أن التغيير لابد أن ينبع من الجذور وليس من الأوراق المتساقطة فماذا يفيد لو بقيت الشجرة بلا أوراق وظلت جذرا مزروعا لا ظل ولا ظليل .

كيف تصبح بارزا؟

يسعى كل منا لكى يكون ذو مكانة عالية أو على الأقل فى مكانة تسمح له بإرضاء ضميره عن العمل الذى يؤديه وعن الرسالة التى خلقنا الله من أجلها وهى العمل وإعمار الأرض وإتقان العمل الذى يؤديه كل منا ولكن هناك بعض الأنظمة التى يتطلب فيها الوصول إلى مكانة مرموقة بذل الكثير والتحلى بالعديد من الصفات التى لاتتواجد فى كثير من الناس ولكن توجد بوفرة فى أناس ربما لايعرفون شيئا غير التحلى بتلك الصفات النادرة ولذا برزوا وعلا نجمهم فى سماء مجتمعاتهم وفى هذه المجتمعات لكى تكون هكذا بارزا عليك بالكثير فيجب عليك أن تتعرف على كل الفاسدين فى المجتمع وتكن سخيا معهم فى الفساد والإفساد وأغدق عليهم بفسادك وعلمهم فلسفتك فى الإفساد؛ إذا قمت بالعمل فى شىء فلتؤده بأسوأ مايكون وتعاون مع أسوأ الناس فى تنفيذ العمل ؛إذا كنت مستوردا فقم باستيراد أسوأ السلع بأرخص الأسعار وقم ببيعها بأغلى الأسعار وإحتكر السوق ولاينافسك فيه أحد إلا وأهلكته؛إذا قمت بالتصنيع فلتصنع من أردأ المواد وأكثرها ضررا للبشر وقم ببيعها فى أرقى الأحياء وبأعلى الأسعار ؛إذا كنت وزيرا فلتستورد مبيدات مسرطنه وكيماويات قاتله ولتفرضها فرضا على الجميع حتى يتسمم جميع البشر ولكن تبقى أنت معافا سالما فى منصبك ؛فلتسرق أراضى الدولة وتأخذها من المساكين لتعطيها لأصحاب الملايين ؛فلتفرض شتى أنواع الضرائب والإتاوات على أناس لايملكون قوت يومهم؛فلتلغى العلاج على نفقة الدولة أو العلاج المجانى؛إملأ الفصول بالطلاب حتى لايكادون يرون مدرسهم فيذهبوا لرؤيته داخل منزله للدروس الخصوصية؛إذا كنت حكما فلتحكم بالباطل وتناصر الظالم وتذبح المظلوم ولكن تخير الظالم الذى تظلم من أجله فتظلمون المساكين وتقتلون الضعفاء وتسجنون كل الأحرار الأمناء حتى تبقى سطوتكم وتستمر سلطتكم لتستكملوا ظلمكم ؛إذا كنت صحفيا أو إعلاميا فسلط الضوء على إنجازات الحكومة التى لم تنجز وأعمال الحكومة التى لم تنفذ وأنشر سلبيات الجماهير واكشف عوراتهم ودقق فى عدم وعيهم ؛إذا كنت مديرا فلتختر أسوأ الناس ليكون مساعدا ولتستبعد أفضل العاملين حتى يتسنى لك الفساد بحرية والسرقة دون رقابة؛إذا كنت فنانا فلتقم بأداء كل الأدوار المبتذله ولتنشر العهر والدعارة على الشاشات وإبتعد عن كل الأعمال التى تبنى الأجيال الواعية الراقية المدركة؛إذا كنت شرطيا فلتمعن فى الفساد ولتقم بالقبض على الشرفاء وإخلاء سبيل كل السفهاء والمشبوهين بل وقم بتعذيب من شئت وإدعى على من أردت ؛إذا كنت مفتيا فلتفتى بالباطل ولتشرع بالبهتان ولاتأتى بكلمة من كتاب الله  وسنة رسوله ؛إذا كنت صاحب مال فلاتنفق منه على الفقراء والمحتاجين ولكن إصطحب من الراقصات من شئت وتجول معهن أينما شئت وأغدق عليهم فى الإنفاق وإفرش الأرض تحت أقدامهن بالأموال ولا تعطى محتاجا درهما ولا دينارا ؛كل هذا وكثيرا غيره يجعلك فى صفاف المشاهير بل ربما من البارزين بل يجعلك من أصحاب النفوذ والنعيم فى دنيا إنقلب فيها الحال فأصبح الرث بدلا من الثمين ولاحول ولاقوة إلا بالله العظيم.

شبكات التواصل الإجتماعية وتأثيراتها الحالية والمستقبلية

ساعد إكتشاف تكنولوجيا الإتصال الحديثة على ظهور العديد من الأدوات والبرامج التى تمكن الإنسان من إجراء عمليات إتصال متنوعة سواء كان تلفونيا أو فيديويا أو إنترنتيا وكل هذه العمليات جاءت نتيجة تلك التكنولوجيات الحديثة للإتصال والتى عملت على إيجاد شبكات التواصل الاجتماعى عبر الانترنت بل عن طريق التلفون المحمول ولاشك أن هذه الأدوات الجديدة هى نتاج إكتشافات جاءت نتيجة جهد وعمل من جانب الباحثين والعلماء وبالطبع لم يسعى هؤلاء لاكتشافها الا لخدمة البشرية مثلما اكتشف العلماء سابقا الذرة وكانت ايضا من اجل خدمة الانسانية ولما كانت كل أداة يمكن إستخدامها لجلب المنفعة فهى أيضا يمكن أن تستخدم لجلب الخراب والدمار وحدث ذلك عندما تم استخدام القنبلة الذرية لتدمير الانسانية بل الاخضر واليابس وذلك ماحدث فى هيروشيما وناجازاكى كذلك جاءت هذه الادوات الحديثة لتكنولوجيا الاتصال لخدمة الانسان حتى يتواصل مع الآخرين ويتعرف بهم ويقيم علاقات سوية معهم تخدم كل أطراف عملية الاتصال ولكن هل يتم استخدام هذه التكنولوجيا من أجل الغرض الذى جاءت من أجله ؟هل حقا نتواصل مع الآخرين للتعرف على أفكار وثقافات وعادات وقيم جديدة؟هل نتواصل معهم حتى نقيم علاقات انسانية سوية ونقيم مجتمعات تضم العديد من الافراد تجمعهم أفكار مشتركة وثقافات متنوعة وقيم انسانية سوية وتقاليد عريقة وهوية ذاتية هل فعلنا ذلك حقا أم أن إستخدامنا لهذه الوسائل جاء مثل من يستخدم الذرة لتدمير الانسانية بل وتدمير نفسه ؟هل جلسنا بالساعات بل ربما بالليالى أمام شاشة الكمبيوتر لنتواصل حقا أم لنتجزأ ونتفتت حتى أصبح كل منا يجوب فى أودية كثيرة ربما لم يكن يقصدها أو يفكر فيها؟ هل قمنا بما يجب علينا القيام به أم أننا ذهبنا بعيدا عما يجب أن نذهب إليه ؟هل تعرفنا على الآخرين بحقيقتنا أم  تقمصنا شخصيات ليست منا ؟هل تحدثنا عما يدور بداخلنا أم أننا حاولنا مسايرة كل منا الآخر فأصبحنا ندور فى دائرة لم نرسمها لأنفسنا بل ترسمها الظروف والأحداث ؟هل بحثنا عما ينفعنا ويرتقى بأفكارنا أم فقط بقينا نبحث عما يشبع رغباتنا اللحظية فأصبحنا لانبحث سوى عن الجنس الآخر بل ربما أصبح الكثيرمنا يتحدث بجنس غير جنسه ولغة غير لغته وثقافة غير ثقافته ؟هل تواصلنا مع الآخرين من أجل الإفادة والإستفادة وتبادل الرؤى والآراء والأفكار والثقافات أم أننا لم نكن سوى باحثين عن متعة زائفة بل ربما وهم لم يتحقق أم إنشغلنا بالبحث عن أشياء ربما لانعرف عن أى الأشياء نبحث؟ هل لم يشغلنا مايحدث حولنا وإنشغلنا فقط بالبحث عن صور جنسية أو مقاطع إباحية بل ومشاركة الآخرين فيها ؟هل عبرنا عن ذاتنا أم ضاعت منا الذات وسط هذا الكم الهائل من الأكاذيب والسفاهات ؟هل تمسكنا بقيمنا وأخلاقنا أم إنزلقنا مع الآخرين فى طريق ربما لم نرسمه ؟هل تمسكنا بأذواقنا أم طغت علينا أذواق لم نتذوقها يوما فحلت بنا أذواق غير أذواقنا وأفكارا غير أفكارنا وتصرفات غير تصرفاتنا ؟ هل نستخدم هذه الأدوات من أجل التدنى والسفاهة والأعمال الوضيعة أم نستخدنها بغرض التجول فإنجرفنا فى طريق الإنحدار والسقوط أم أننا ذهبنا لنؤثر فى الآخرين فتأثرنا نحن وأصبحنا تابعين وغير مقنعين؟هل ذهبنا من أجل إعطاء نصيحة أو إبداء رأى فتبددت لدينا النصائح وضاعت منا الأفكار وأصبحنا فى أشد الحاجة ليد المساعدة؟ أهكذا نستخدم تلك الوسائل ؟إن كنا حقا هكذا فلماذا نتعجب ونندهش من تقدم الآخرين  لماذا نتحسر على أنفسنا عند المقارنة مع باقى الشعوب والإجابة ببساطة لأنهم الذين إكتشفوا تلك الأدوات ونحن لا نقدر حتى على مجرد إستعمالها كما أسأنا هذا الإستعمال فذهبنا بها حتى هوينا وسقطنا فى براثن الدنو والإنحطاط وهكذا صرنا لم نكتشف شيئا بل ونستخدم كل الأشياء أسوأ الإستخدام وأحط الإستعمال ولذا صرنا خلف الأمم لانستطيع حتى مجرد السير خلفهم بل تخلفنا ولازلنا نعيش فى التخلف بل أصبح التخلف والتدنى جزءا من هويتنا فأصبحنا أضحوكة الأمم مع أننا ذات يوم كنا أول الأمم وأعرق الشعوب بل كنا خير أمة أخرجت للناس ولابد لنا من الرجوع إلى الطريق الصحيح الذى خلقنا الله من أجله فنسير ونتقدم الأمم بل ونقودها إن المتحكم فى شىء لابد أن يحكمه لا أن يتحكم فيه هذا الشىء إن الإنسان الذى يملك الإرادة والإصرار يستطيع أن يغيرالآخرين إلى الأفضل لا أن ينحدر هو إلى القاع يستطيع أن يأخذ بأيدى الآخرين من الهاوية لا أن يهوى هو إلى الحضيض,إن الإنسان الحق هو الذى يدرك الواجبات المنوطة به هو الذى يملك القدرة والشجاعة على الخوض فى غمار المواجهة دونما أن ينحدر أو ينجرف لا أن يذهب بنفسه إلى الهزيمة والانحدار لذا يجب على كل عاقل بل على كل انسان أن يستخدم الأشياء فيما وجدت من أجله فهى لقضاء حوائجه وحوائج الآخرين فلنكن ممن يوظفون الأدوات لخدمة أهدافهم النبيلة لا أن تسخرهم وتسعبدهم أدواتهم إن الإنسان يملك من العقل والحكمة مايستطيع به أن يرقى بنفسه وبالآخرين فلنكن ممن يسهمون فى الإرتقاء والرقى لا أن نكون أداة للهدم والإنحدار.

من أجل المواطنه أم هي الفتونه؟

إن مايحدث على الساحة المصرية فى الأونه الأخيرة من تصاعد حدة الخلافات التى وصلت إلى المواجهات بل إلى المواجهات المسلحة بين البعض من المسلمين والبعض من الأقباط والذى لايبشر بخير للوطن وإذا كانت هذه المواجهات لها أسبابها أو بدون أسباب أى بتوجيه أو ربما بتحريض من هنا أو هناك ولكن مايبدو جليا أن أقباط مصر فى الفترة الأخيرة قد تعالت أصواتهم إلى حد كبير بل ربما إلى حد الإستقواء بل ربما إلى حد السيطرة فأصبحنا نسمع عبارات قوية توحى بأن هناك قوة تقف وراء هذه الأحداث وتلك التصريحات وإذا كان الأخوة الأقباط فى صراعهم يرددون أنهم يسعون إلى الحصول على حق المواطنه فيجب علينا أولا أن نعى معنى المواطنه والتى ربما لاتحظى بها الغالبيه فى مصر سواء كانو مسلمين أو أقباط وإذا كان الأخوة الأقباط يشعرون بعدم المواطنه فهناك طرق ووسائل مشروعه للمطالبه بالحقوق ولكن مايحدث ومانشاهده من محاولة إنتزاع الحقوق فهذا ليس بالسلوك القويم لأن الدول تقوم على أساس إحترام الدستور والقانون ولايصح لكائن ما كان محاولة إنتزاع حق رغما عن النظام الحاكم وهنا أتساءل أى نوع من الحقوق يريد الأخوة الأقباط الحصول عليها ؟هل يريدون مشاركة أكبر فى الحياة السياسيه؟كيف؟بأن ننتزع لهم من مقاعد المسلمين ليجلسوا عليها فهذا ليس من المواطنه فى شىء بل هو الظلم بعينه لأنك تأخذ ماليس من حقك فإذا أردت تمثيلا فلتكن صناديق الإقتراع هي الحكم ثم أتساءل هل يريد الأخوة الأقباط بناء الكنائس؟لماذا؟من أجل إقامة الطقوس الدينيه الخاصة بهم وهنا أتساءل ثانية هل لاتكفى الكنائس الموجودة لإقامة مثل هذه الطقوس أم أنهم يريدون فقط بسط مظاهر الدين على الأرض وإن كان لاهذا ولاذاك فأى حقوق يطالبون بها هل يريدون وظائفا أكثر؟كيف؟هل يريدون مناصبا أعلى؟لما؟كل هذه التساؤلات يجب أن نجيب عليها أولا حتى نتعرف على حقيقة تلك المطالب وأتساءل إذا كان الأقباط فى مصر قد سمحت لهم الحكومه بالتظاهر فى الميادين العامه فى الوقت الذى لاتسمح فيه لطلاب الجامعات أن يتظاهروا داخا جامعاتهم وإذا حدث قامت بإعتقال أغلبهم فهل هذا من المواطنه؟إذا كانت الحكومه تقوم بإلقاء القبض على الكثير من المسلمين بتهمة التعاون مع أنظمه خارجيه والتنظيم والتخطيط لقلب نظام الحكم ولم نسمع يوما أن الحكومه وجهت مثل هذا الإتهام لأى من الأقباط فهل هذا من المواطنه؟إذا كانت الحكومه لاتسمح لأى مسلم بعقد مؤتمرات فى الخارج تتناول الشأن الداخلى بينما يوجد العديد من الأقباط فى الخارج يعقدون المؤتمرات بل ويضعون الدستور الجديد للدوله ويأتون به إلى مصر ولايسائلهم أحد فهل هذا من المواطنه؟الكثير والكثير من التساؤلات التى تحتاج لإيضاحات وإجابات ويبقى السؤال إذا كان هناك من أحد فى حاجه إلى حق المواطنه فالحق أقول أن المسلمين فى مصر وخارجها هم أكثر الناس حاجة إلى حق المواطنه.

غباء حزب أم سطحية فكر؟

إن المتحدث باسم أية جهة وخاصة إذا كانت هذه الجهة أو تلك تعد من كبريات الجهات داخل البلاد وهنا أتحدث عن الحزب الوطنى والذى دائما مانسمع أنه حزب كبير وعريق ولكن مابالنا إذا كان المتحدث هذه المرة هو من أكبر رؤوس هذا الحزب بل النظام الحاكم ككل بل وربما يكون العقل المدبر والرأس المفكر لسياسة الحزب وقراراته وبإشارة منه يصوت الجميع وبإشارة أخرى يمتنعون وإذا كان هذا العضو الفذ بكل مايملكه من نفوذ وسلطان داخل الحزب وعندما يرشحه الحزب أو الأصح يرشح نفسه لمناظرة بينه وبين المرشح المحتمل للرئاسة فلابد أن نتوقع أننا سوف نسمعه يتحدث بمنطق الفاهمين وأسلوب المثقفين ولباقة الحزبيين ولكن وسط هذا التوقع نسينا أن هذا المتحدث لم يتربى فى تلك المدرسة التى تتحدث بالمنطق وتنطق بالفكر وتجادل بالحجة بل نشأ وترعرع داخل مدرسة الحزب التى تعلم فيها كل ماهو منافيا للعقل والمنطق ونسينا أيضا أنه عندما يتكلم فى المجلس الموقر أو داخل لجان حزبه إنما يصفق له المهللون ويوافق على قراراته التابعون ونسينا كذلك أن نصفهم من العمال والفلاحين وحتى من هم من المتعلمين فهم يصفقون ونسينا أيضا أنه ليس من الضرورى أن يوافقون أو يصفقون لأنهم مقتنعون بما يسمعون بل لأن ثمن بقائهم داخل الحزب وإنتفاعهم منه هو الذى يدفعهم إلى التصفيق والتهليل بل وربما إلى التكبير ونتيجة لأن المتحدث قد تعود على التصفيق والتهليل لأى شىء يقول فقد إعتقد أنه يقول الصواب ونسى أنه يتحدث إلى أشخاص لايعنيهم مايقوله ولكن مايعنيهم هو كيفية البقاء داخل مناصبهم وعندما شارك هذا المتجدث فى تلك المناظرة إنتظرت أن يقول شيئا نفهمه أو يقول معلومة نسمعها ولكن جاء بعبارات وأقوال لايكاد يسمعها جاهل أو أمى خاصة أنه لم يكن يتحدث إلى الشعب المصرى ولا إلى الشعب الأمريكى بل كان يتحدث إلى الإدارة الأمريكية وكان الأجدر به أن يخاطب الناس بقدر عقولهم ولكن تحدث كمن يتكلم إلى أتباعه فى الحزب الذين يكذبون ولكن يصدقون مايقولون وحتى إن لم يصدقوا فهم يوافقون ويصفقون وكان المتحدث هنا يتكلم عن أسباب إستمرار قانون الطوارىء وإذا به يقارنه بقانون الإرهاب داخل أمريكا وإن كانت الولايات المتحدة تطبقه ضد الأجانب وليس ضد الأمريكيين ثم ينتقل إلى الحديث عن الإخوان المسلمين وعلاقة البرادعى بهم فيشبه الجماعة بطالبان أو القاعدة فى أفغانستان وكأنه يتحدث إلى مجموعة من البلهاء أو السفهاء وهذا لأن طبيعته غلبت عليه فلم يستطع التمييز بين مايقال لنا ومايقال للأخر ونسى أنه يتجدث إلى الإدارة الأمريكية وكأنها بجهاز أستخباراتها فى إنتظار معلومات هذا المتحدث ليتعرفوا على الإخوان المسلمين والفرق بينهم وبين طالبان ونسى كذلك أن البرادعى يقوم بالعمل السياسى منذ مايزيد عن الربع قرن وتعلم الإدارة الأمريكية تفاصيل حياته أم أن المتحدث باسم الوطنى إعتقد أنه يتحدث إلى أتباعه فيستطيع أن يكيل الإتهامات ولايراجعه أحد أم أنه إعتاد على قول الكذب فأصبح لايستطيع التمييز بين إعلامنا وإعلام الغرب وبين حكوماتنا وحكومات الغرب ولكن ليس غريبا أن يبدو المتحدث بهذا الشكل فمن أين يأتى بالرؤية والفكر الذى يناظر بهما الأخرين وقد تعلم وتربى فى كنف حزب لايضم أصحاب الرؤى والفكر بل أعضاؤه من هم دون فكر أو رؤية .

الحرية المبتورة

إن النظام المصرى يتميز عن غيره من الأنظمة الدولية بإتساع مساحة الحرية التى يمنحها للأفراد فتراه يسمح لرجال الأعمال بحرية ممارسة التجارة دون أى تدخل من أجل حماية المستهلكين ويترك هؤلاء التجار يتصرفون كيفما شاؤا وهذه هى الحرية كذلك تجده لايتدخل إذا أراد شخصا أن يتحول من ديانة إلى أخرى أو حتى من ذكر إلى أنثى فتلك هى الحرية وحتى أن هذا النظام يمكن أن يسمح لك بأن تدعى النبوة أو أنك المهدى المنتظر أو أنك صاحب رسالة سماوية جديدة وكل ذلك سببه أن هذا النظام يتيح للأفراد أكبر قدر من الحرية سواء فى الرأى أو العقيدة وحتى الديانة عملا بقول أن الدين لله والوطن للجميع ولذلك تجد كل هذا القدر من الحرية التى يسمح بها النظام إلا أن هذا النظام لايسمح لك بمجرد التفكير فى أن تكون قائد هذا النظام

لاعيب النظام

ترقبت مثل كثيرين من أبناء هذا الوطن والذين يتطلعون إلى بارقة أمل فى التغييرترقبنا وصول البرادعى ليس من أجل تنصيبه علينا رئيسا أو حتى لترشيحه لهذا المنصب ولكن ربما لنرى الرجل عن قرب ونستمع إليه ونتعرف على أفكارة وتصوراته حتى نستطيع المضى معا شركاء ولسنا تابعين ولم أكن من المندهشين لعدم تدخل الأمن فى هذه المظاهر التى حملت معانى كثيرة حيث إكتفى النظام بتسريب بعض الأنباء التى تهدد من يذهبون الى المطار ولم يقم النظام بالتضييق على من ذهب وكان هذا متوقعا أيضا ولم يكن هذا من قبيل نزاهة النظام ولكنى أرى أنها محاولة من النظام لمراقبة الوضع والتعرف على مدى الجدية وحجم الالتفاف حول هذا القادم بالتغيير ورغم أن البعض يرى قلة عدد الذين ذهبوا لاستقبال البرادعى الا ان تلك النظرة ضيقة للغاية فلسنا بصدد مهرجان او احتفال ولكن تلك كانت ملامح تاريخية تحمل من التعبير والترميز أكثر مما تحمل من التكميم فالذين ذهبوا هم مجرد ممثلين عن الالاف بل الملايين الذين تابعوا الحدث عن كثب من خلال شاشات التلفزيون ولاشك ان هؤلاء الذين ذهبوا للاستقبال هم من صفوة الشعب وعامته الذين لايقلون قيمة عن تلك الصفوة فالكل سواء النخبة بفكرهم وعلمهم والعامة بنضج عقولهم ونزاهة قضيتهم وحسن ظنهم .كنت وسط هذا الاحساس بالفرحه تنتابنى بعض المخاوف فيما هو قادم لانى اعرف الاعيب هذا النظام ومدى تمسكه بالسلطه مهما كانت الوسائل والأدوات المستخدمة وبالفعل لم تمض سوى بضعة أيام حتى يخرج علينا أحد أتباع النظام من المرتزقين وما أكثرهم عند النظام وإذا به يتقدم ببلاغ إلى النائب العام ضد البرادعى متهما إياه بتهديد سلامة الوطن وكأن النظام به سلامه وكأن النظام يملك الأمن وهنا أصبحنا أمام منحى جديد للنظام حيث أصبح كل من يطالب بقضية وطنه من أعداء الوطن وإذا كان الوضع هكذا فليقم النظام برفع دعاوى ضد شعب هذا الوطن كله لأنه أغلبه إن لم يكن جميع الشعب يريد التغيير إذن فلنحاكم كل الشعب وإذا كان لابد من عقاب من يهدد أمن وسلامة الوطن فالواجب علينا أن نحاكم النظام نفسه لأنه جعلنا جميعا لانشعر بالأمان أو السلامة ولكن ليس مستغربا على النظام الذى إعتاد على تلفيق التهم وإستخدام الأدوات الرخيصة للنيل من خصومه لأن هذا النظام لايملك من الحجج والأدوات مايستطيع بها مناظرة الأخرين لأنه لايملك من المقومات والإمكانات سوى الفساد والظلم والإضطهاد إن النظام الذى يقوم على مثل هذه المبادىء لايستطيع مواجهة الخصوم سوى بالتلفيق والبلطجه وذلك لأنه أقصى من الساحة كل من يستطيع الدفاع عن قضية وطن ولم يبق إلا على من هم دون المستوى لم يبق إلا على غوغاء الشعب وفاسديه الذين لايريدون سوى النيل من كل نزيه لأنهم لم يعرفوا النزاهة يوما ولايستطيعون مناظرة العقلاء لأنهم لم يملكون العقل يوما وليس لديهم من الحجة مابستطيعون الاحتجاج به وكل ماعرفوه وكل ماتعلموه هو الفساد والإفساد وتلك الدعوى التى أقامها أحد أذيال النظام تذكرنى بالمرأة اللعوب التى تحاول إيقاعك بحبالها فإذا بها تراودك عن نفسها وتتهيأ لك بكل طيب وجميل فتسمعك حلو الكلمات وتريك جميل الحركات حتى إذا إستعصيت منها بدأت بالتجنى عليك وتوجيه التهم اليك وسبك بما ليس فيك وكل ذنبك أنك لم تطع هواها فهذا هو النظام الذى يحكمنا فإن لم تكن من أتباعه وبراثينه فليس أمامك سوى التشهير والسب والقذف بكل وسائل التشهير ولكن هيهات لهذا النظام الذى لايزال يعيش فى عصر قد ولى وزمن قد فات وياليت لو يراجع النظام نفسه ويعدل عن سياساته التى لم يجن منها سوى الفشل والسقوط وياليت هذا النظام يستمع الى صوت العقل ويعرف ويعى أنه مهما طال الوقت فلابد من حساب ومهما طال الزمن فلابد من صحوة وربما تكون هذه بداية الصحوة .




20‏/9‏/2010

أسطورة الرئاسة

يحتاج كل بلد إلى حاكم ولاأقول قائد لأن للقيادة صفات ربما لاتتوافر لدى الكثيرين من حكامنا العرب والحاكم هنا من الحكم وليس من الحكمة والفرق بينهما عظيم فالأب فى بيته قائد ومربى لذا تجد أبنائه يلتفون من حوله والرجل على الجبهة قائد وموجه لأنه يقود جيشا ولذا تجده مطاعا ومسؤلا والأستاذ فى الجامعة قائد ومعلم وقدوة ولذا تجد طلابة يتلهفون إليه ويستمعون لما يقول ولكننا فى الوطن العربى يوجد لدينا حكام فى هذا القطر أو ذاك ودائما مايتحدث المدافعون عن النظام فى بلد ما عن منصب الرئيس أو الحاكم مشيرين إلى أن هذا المنصب ليس من السهل أن يشغله شخص عادى ولكن لابد من تحليه بالعديد من الصفات والسمات والتى ربما لاتوجد فى أحد سواه وكأن الدنيا لم تنجب غيره ففى مصر لطالما يتحدثون على أن هذا المنصب ليس كأى منصب ولايوجد أحد هنا أو هناك يستطيع تحمل مسؤلية هذا المقام ولايستطيع أى إنسان يتحمل مسؤلية هذا البلد الكبير ذو الحضارة والتاريخ ويتحدثون عن الرئاسة وكأنها لغز الألغاز أو كأنها أحد الفنون التى لم يصل إلى مفاتحها العلم ولم تكتب عنها كتب السياسة ولم يخطر على بال أحد كيف تدار الدول فى الوقت الذى فيه دولا عربية كثيرة يديرها رؤساء أو ملوك ربما لايستطيعون القراءة والكتابة أو ربما لم ينالو قدرا من التعليم ومع ذلك يديرون شؤون البلاد وهذا لأن الدول فى وطننا العربى العظيم لايديرها قادة ولكن يحكمها حكام وحيث أن الحاكم ليس فى حاجه إلى الحكمة أو إلى فكر ورؤية حتى يستطيع حكم البلاد وبعد مرور مايزيد على الأسبوعين من غياب الرئيس شفاه الله وعافاه عن أرض المحروسة فمازالت الحياة تسير كما هى ومازالت الدنيا على مايرام بارغم من غيابه عن أرض الوطن وربما يقول قائل أننا نعيش فى دولة مؤسسات تقوم بحكم البلاد فى حالة غياب الرئيس فيرد أخر إذا كنا كذلك فأين هى دولة المؤسسات من عمليات الإصلاح الإقتصادى والسياسى أين هى من الفساد الذى يعم البلاد أين هى من العشوائية والتخبط أين تلك المؤسسات من كل مايدور داخل وخارج مصر ولكن ربما يدرك أخر أن الرئيس ليس هو مايدير البلاد لما لديه من خبرة سياسية أو حنكة عسكرية أو ربما رؤية إقتصادية ولكن يبدوا أن هذه البلاد والتى منها مصر تدار بفعل أدوات أخرى ليست هى الحكمة السياسية أو الإدارة الحكيمة أو الرؤية الرشيدة ولكن تدار كما هو الحال فى أغلب إن لم يكن جميع الدول العربية بقوة البطش ووسائل الأمن وليس قوة المؤسسات أو حكمة النظام لذلك يمكننا أن ندرك أن منصب الرئيس يستطيع أى إنسان القيام به طالما توفرت لديه أدوات البطش وتجنيد أجهزة الأمن ولذا فلسنا فى حاجة إلى قائد أو حتى حاكم ولكننا فى حاجة إلى جهاز أمن يملك من الوسائل مايستطيع به إرهاب الشعب وإحكام السيطرة عليه والتحكم فى مقدراته وتقييد تحركاته ولذا فلن ينفع ثانية أن يخدعنا المخادعون أو أن يتلاعب بأفكارنا المتلاعبون فيقولوا أن منصب الرئيس ليس كأى منصب ولكن الأصح لو قالوا أن منصب الأمن ليس كأى منصب .




واقعية رؤية أم خنوع شخصية؟

لاأجد سببا منطقيا واحدا أو حتى سببا عشوائيا يبرر هذا الدفاع عن شخص مرشح الحزب الوطنى للرئاسة ولا أجد تفسيرا لماذا كل هذا الإجماع الكامل على شخص واحد داخل الحزب الحاكم على أنه الوحيد الذى يصلح لهذا المنصب والغريب أن هؤلاء المتحمسين لهذا المرشح هم أنفسهم الذين لطالما صدعوا رؤوسنا بامتلاك الحزب للكثير من الكوادر واعتقد انهم يقصدون الكوادر الفنيه (السنيدة)ولكن ليس لدى الحزب نسخه مكررة تصلح لهذا المنصب لان الصفات المطلوبة لشغل هذا المنصب الأعجوبه لم يهبها الله لأحد فى مصر والتى يصل تعداد سكانها إلى 90 مليون ومع ذلك لايوجد بين هذا العدد سوى شخص واحد لاشريك له هو الذى إختصه الله بمؤهلات هذا المنصب ولاأعرف على أى أساس هذا التقييم بالرغم من أن الحزب الحاكم نفسه يملك من الكوادر الكثير حقا فمنهم من كانوا رؤساء لحكومات ورؤساء برلمانات أم أن رئيس الحكومة نفسه لايملك المؤهلات بل نجده هو نفسه يدافع عن هذا الشخص الفلته الذى لم تنجب مصر سواه واتعجب كثيرا عندما اسمع مثل هذا الحديث يثار فلماذا يدافعون عن شاب لم يتخطى سن أبنائهم وأعرف أن السن ليس عاملا فاصلا ولكن لما يدافعون عنه ويرشحونه هل لأنه أكثر منهم كفاءة وخبرة فى العمل السياسى إذن فماذا هم يفعلون وإذا كانوا كذلك لايملكون شيئا من الخبرات فكيف إذن يتحكمون فى مصير أمة ويتحدثون باسمها ويتخذون قراراتها أم أنهم يدركون أصول اللعبة ويعلمون ان كل من تسول له نفسه التفكير فى هذا المنصب فلا مصير أمامه سوى الهلاك والضياع وتدمير حياته وأسرته أم أنهم يريدون نصيبا من الملك بتنصيبه رئيسا لهم كيف يعقل أن دولة بحجم مصر برؤساء وزاراتها وبرلماناتها ووزارائها والعديد من الشخصيات ذات المكانة الدولية والمحلية كيف لهم لايرون فى أنفسهم الكفاءة لهذا المنصب أم أنهم إعتادوا الخنوع والتبعية ولايملكون الجرأة للوقوف أمام الجميع مطالبين بحقهم فى الترشح أم أنهم حقا لايملكون المؤهلات والقدرة على هذا المنصب وإن كانوا كذلك فكيف بهم يتحكمون فى أمة كاملة بل ربما أمم وكيف بهم يشرعون ويسنون القوانين ويفبركون الدساتير أم أنهم إتفقوا فيما بينهم على تقسيم الأدوار فإرتضوا بأدوارهم الدنيا كمعاونين لنظام ربما هم فى الحقيقة غير مقتنعين به ولكنهم رضوا أن يبقوا فى الساحة حتى لو كانوا يؤدون دور الكومبارس أو البطانه التى تحمى من يأتى إلى السلطة حتى ولو كانوا لايرغبون فيه أو يعرفون عدم كفاءته أم أنهم باتوا لايحلمون بأكثر مما هم فيه لأنهم يعرفون حقيقة أنفسهم ويعلمون حجمهم الحقيقى أم أنهم لم يحلموا يوما بما وصلوا إليه فرضوا وقنعوا بما آلت إليه أحوالهم أم أن الدولة لايتحكم فيها سوى شخص واحد وهو الذى يأتى بمن يشاء ويحرم من يريد ولايستطيع أحد مراجعته أو حتى مجرد إبداء النصح والمشورة فأصبح الجميع يدور فى فلك نظام يسيطر عليه ويحكمه شخص وحيد هو الذى يملك آليات تحريكه وتوجيهه وإذا كان الحال هكذا فلماذا لايأتى هذا الشخص صاحب الحكم والسيطرة بأشخاص أكفاء يعملون إلى جانبه فيقودون الدولة إلى الأمام إلى حيث تريد الجماهير وإلى حيث يكون التقدم والرخاء والإزدهار مادام هذا الشخص يتحكم ويحكم فيمكنه أن يدير بما يريد وأن ينفذ مايشاء وعندها يستطيع جمع الناس حوله عن حب وإقتناع  دونما تزييف أو تغييب أو تضليل لشعب بات يعرف جيدا السىء من الجيد أم أن هناك أناس آخرون لايعلمهم كثيرون هم الذين يتحكمون بل ويحكمون مثل هذه الدول ولاتملك شعوبها أو حكوماتها لا حكم ولا تحكم وصارت تدور فى دائرة لاتستطيع رسمها بنفسها بل يرسمها لها آخرون من خارج حدود مثل هذه الدول ولذا باتت سياساتها لاتعبر بأى شكل عن رغبات وحاجات أبنائها بل ربما لاتعبر عن رغبات حكامها ولكنهم إرتضوا بالحكم على الشعب بما يمكنهم من البقاء فى مقاعدهم بصرف النظر عن الصالح أو المصلحة وهكذا باتت مثل هذه الدول بعيدة كل البعد عن التقدم الذى ينشده المواطن أو الرخاء الذى يحلم به الشعب بل باتت بعيدة كل البعد عن الحد الأدنى للحياة.

كيف تصبح بارزا؟

يسعى كل منا لكى يكون ذو مكانة عالية أو على الأقل فى مكانة تسمح له بإرضاء ضميره عن العمل الذى يؤديه وعن الرسالة التى خلقنا الله من أجلها وهى العمل وإعمار الأرض وإتقان العمل الذى يؤديه كل منا ولكن هناك بعض الأنظمة التى يتطلب فيها الوصول إلى مكانة مرموقة بذل الكثير والتحلى بالعديد من الصفات التى لاتتواجد فى كثير من الناس ولكن توجد بوفرة فى أناس ربما لايعرفون شيئا غير التحلى بتلك الصفات النادرة ولذا برزوا وعلا نجمهم فى سماء مجتمعاتهم وفى هذه المجتمعات لكى تكون هكذا بارزا عليك بالكثير فيجب عليك أن تتعرف على كل الفاسدين فى المجتمع وتكن سخيا معهم فى الفساد والإفساد وأغدق عليهم بفسادك وعلمهم فلسفتك فى الإفساد؛ إذا قمت بالعمل فى شىء فلتؤده بأسوأ مايكون وتعاون مع أسوأ الناس فى تنفيذ العمل ؛إذا كنت مستوردا فقم باستيراد أسوأ السلع بأرخص الأسعار وقم ببيعها بأغلى الأسعار وإحتكر السوق ولاينافسك فيه أحد إلا وأهلكته؛إذا قمت بالتصنيع فلتصنع من أردأ المواد وأكثرها ضررا للبشر وقم ببيعها فى أرقى الأحياء وبأعلى الأسعار ؛إذا كنت وزيرا فلتستورد مبيدات مسرطنه وكيماويات قاتله ولتفرضها فرضا على الجميع حتى يتسمم جميع البشر ولكن تبقى أنت معافا سالما فى منصبك ؛فلتسرق أراضى الدولة وتأخذها من المساكين لتعطيها لأصحاب الملايين ؛فلتفرض شتى أنواع الضرائب والإتاوات على أناس لايملكون قوت يومهم؛فلتلغى العلاج على نفقة الدولة أو العلاج المجانى؛إملأ الفصول بالطلاب حتى لايكادوا يروا مدرسهم فيذهبوا لرؤيته داخل منزله للدروس الخصوصية؛إذا كنت حكما فلتحكم بالباطل وتناصر الظالم وتذبح المظلوم ولكن تخير الظالم الذى تظلم من أجله فتظلمون المساكين وتقتلون الضعفاء وتسجنون كل الأحرار الأمناء حتى تبقى سطوتكم وتستمر سلطتكم لتستكملوا ظلمكم ؛إذا كنت صحفيا أو إعلاميا فسلط الضوء على إنجازات الحكومة التى لم تنجز وأعمال الحكومة التى لم تنفذ وأنشر سلبيات الجماهير واكشف عوراتهم ودقق فى عدم وعيهم ؛إذا كنت مديرا فلتختر أسوأ الناس ليكون مساعدا ولتستبعد أفضل العاملين حتى يتسنى لك الفساد بحرية والسرقة دون رقابة؛إذا كنت فنانا فلتقم بأداء كل الأدوار المبتذله ولتنشر العهر والدعارة على الشاشات وإبتعد عن كل الأعمال التى تبنى الأجيال الواعية الراقية المدركة؛إذا كنت شرطيا فلتمعن فى الفساد ولتقم بالقبض على الشرفاء وإخلاء سبيل كل السفهاء والمشبوهين بل وقم بتعذيب من شئت وإدعى على من أردت ؛إذا كنت مفتيا فلتفتى بالباطل ولتشرع بالبهتان ولاتأتى بكلمة من كتاب الله  وسنة رسوله ؛إذا كنت صاحب مال فلاتنفق منه على الفقراء والمحتاجين ولكن إصطحب من الراقصات من شئت وتجول معهن أينما شئت وأغدق عليهم فى الإنفاق وإفرش الأرض تحت أقدامهن بالأموال ولا تعطى محتاجا درهما ولا دينارا ؛كل هذا وكثيرا غيره يجعلك فى صفاف المشاهير بل ربما من البارزين بل يجعلك من أصحاب النفوذ والنعيم فى دنيا إنقلب فيها الحال فأصبح الرث بدلا من الثمين ولاحول ولاقوة إلا بالله العظيم.