11‏/7‏/2010

معارضة المعارضة!!!

تقوم الدول على أساس الدستور بمواد وقوانينه ولما كانت جميع الدساتير تنص على تعدد الأحزاب والهيئات والمنظمات داخل الدولة حتى يكون هناك تباين فى الآرلء وإختلاف فى وجهات النظر مما يساعد على بذل الجميع لأكبر الجهود فيزيد ويثرى الحياة السياسية للدولة من خلال تحاور الأحزاب مع بعضها البعض ومع الحزب الحاكم داخل الدولة والمنافسة فيما بينهم وكل هذا يثرى العملية السياسية وينعكس بالإيجاب على قدرة الدولة فى الممارسة السياسية سواء داخل الدولة أو خارجها ولكن ربما نحن فى مصر نملك نظاما فريدا ونادرا بل ربما ليس له مثيل فإذا كانت المعارضة تقوم بمعارضة سياسات الحزب الحاكم ليس من أجل المعارضة لكن من أجل تقويم الأداء والتصدى لسياسات الحزب الحاكم الذى فيها عن الصواب أو عند إعتماده سياسات لاتخدم الجماهير أما أن نجد لدينا أحزاب معارضة تتحدث نفس لغة الحزب الحاكم بل وتدافع عن سياساته وربما تدعم مواقفه بل وأكثر من ذلك حين نجد رؤساء تلك الأحزاب يتم تعيينهم فى المجالس النيابية بواسطة الحزب الحاكم الذى هو فى الأساس الحزب المنافس فكيف تستطيع المعارضة فى مواجهة نظام هو ولى النعمة عليك وهو صاحب الفضل فى وجودك فإما أن هذا الحزب المعارض هو ديكورا لإضفاء شرعية على النظام أو من أجل مجاراة الإصلاح الديمقراطى ولكن فى حقيقة الأمر لايعدوا أن يكون هذا الحزب هو بمثابة فرع من فروع الحزب الحاكم أو قسما من أقسامه يقوم بأداء دور محدد فى قطاع محدد أو ربما محاولة خداع المواطن بوجود أحزاب معارضة شرعية ينتمى إليها نفر من الناس وربما يؤمنون بمبادىء هذه الأحزاب والتى دائما يرددها رؤساء تلك الأحزاب باللسان ولكنهم لايؤمنون بها بل ربما لايؤمنون سوى بمصالحهم الشخصية ولو كانت على حساب المبادىء والقيم بل وعلى حساب الأشخاص الذين يثقون فى هذه الأحزاب وكذلك يكون الحزب الحاكم قد ضمن وجود أعضاء المعارضة أمام أعينه فلا ينتمون لأحزاب حقيقيه أو جماعات فكريه ربما تعمل بصدق من أجل كشف ألاعيب النظام فامعروف أن أحزاب المعارضة تقوم لكسف فساد الخزب الحاكم وكذلك منافسته فى الساحة السياسية والسعى لضم أعضاء جدد حتى يستطيع يوما أن يحصل على الأغلبية التى تمكنه من تشكيل الحكومة ولكن أن نجد أحزابا تتحدث نفس لغة الحزب الحاكم وتنتهج نفس سياساته بل ربما الأسوأ منها فهنا نكون أمام أحزاب ليس لديها المصداقية بل تضم أشخاص يتلاعبون بمقدرات الجماهير بل أمام أحزاب هانت عليهم أنفسهم فهان عليهم الوطن وهانت عليهم الجماهير فإنقلبوا من معارضة النظام إلى معارضة باقى أحزاب المعارضة بل ومعارضة الجماهير فى ظاهرة جديدة من نوعها لم تعرفها أى أنظمة حاكمة وكأننا فى مصر حقا لنا خصوصيتنا حتى فى طريقة المعارضة ولكنها أسوأ الخصوصيات وهكذا بتنا نعيش فى ظل نظام الحزب الأوحد ولكن بشكل جديد وفريد حزب حاكم يملك لنفسه مجموعة من الأقسام لنفس الحزب ولكن يطلق عليها أحزاب ولكنها فى النهاية تؤدى نفس العمل بل ويقولون نفس الكلمات ويستخدمون نفس العبارات وينتهجون نفس السياسات وهكذا نظل نعيش فى وهم اسمه تعدد الأحزاب ولكن الواقع أن هناك مجوعة من الأحزاب تعارض بعضها البعض وتسب بعضها بعضا بل وبات رؤساؤها لايسعون سوى للحصول على رضا الحزب الحاكم من أجل منصب أو مقعد وبدلا من التفرغ لأداء واجبات إنشغل كل حزب فى الهجوم على الأخر بل ومحاولة تعريته لينال ثقة الحزب الحاكم فيمنحه مكافأة الولاء وهدية النفاق ولذا باتت الجماهير لاتثق فى تلك الأحزاب الكرتونية بعد أن تأكد لهم كذبهم ونفاقهم فوصلنا إلى حالة من عدم الثقة فى أى من الأحزاب سواء الحزب الحاكم أو مايسمى أحزاب المعارضة وإنعكس ذلك على مستوى المشاركة السياسية فأصبحنا نعيش عصر اللاممارسة السياسية وهذا بالطبع فتح المجال واسعا أمام الحزب الحاكم لينفرد بالساحة ويفعل مايشاء وقتما شاء.