14‏/10‏/2011

إعلام الكنيسة وأعداء الوطن

لاشك أن الإعلام يلعب دورا حيويا ومؤثرا فى حياتنا فهو ربما يكون المصدر الوحيد لدى المواطن فى تلقى الأخبار والمعلومات وبالطبع لا يخلوا الإعلام من التحيز وتأثير المرجعية والأيدلوجية ومصادر التمويل سواء على ناقل الخبرأو على القائم بإعداده وما تابعناه فى وسائل الاعلام بمختلف أشكالها حول تغطيتها لأحداث ماسبيرو كشفت جوانب هامة عن تلك الوسائل وعن هؤلاء الإعلاميين الذين من المفترض أن يتوفر فيهم قدرا من الموضوعية والحيادية أو قل إن شئت إنحيازا خفيا وليس فاضحا بهذا الشكل الفج فهؤلاء الإعلاميين ونخبتهم المزعومة كشفوا أنهم لا يدافعون عن حق ولا يتبنون قضية بل يعملون من أجل مصالحهم ومصالح من يقفون خلفهم ويمولونهم ولا يعتنقون مبدأ يتمسكون به أو يدافعون عنه بل يقلبون الباطل حقا والحق زورا فهاهم يهاجمون الجيش وليس المجلس العسكرى كما إدعوا سابقا كذبا لأن من سقطوا شهداءا أمام ماسبيروهم جنود جيشنا الوطنى وليسوا أعضاء المجلس العسكرى هاهم يدافعون ويبررون عن منكر إرتكبه هؤلاء العصبة من البلطجية بتحريض واضح لا يحتمل التأويل والتبرير وهاهم يبررون تلك التصرفات الهمجية من هؤلاء المتآمرين على الجيش وعلى الوطن وهاهم يتباكون دموعا هى أكثر كذبا من دموع التماسيح وهى نفس الدموع التى دمعوها حزنا على سقوط مبارك وهاهم يهاجمون جيشنا ونسوا أنه جيش مصر العظيم جيش أكتوبر المجيد هاهم يقدمون فروض الطاعة والولاء للكنيسة وليس العزاء على بلطجية قد سقطوا ويدعونهم شهداء ولم يقدموا ولو كلمة عزاء لشهداءنا من الجنود الأبطال الذين فضلوا الموت والشهادة بدلا من قتل إخوانهم فى الوطن وكان بإستطاعتهم سحق الشارع والميدان فهل يدرك هؤلاء المأجورين من الإعلاميين أن سلاح الجيش لا يهدد فحسب بل يقتل ويفتك وهل ينكر هؤلاء أن جنودنا الأبطال لم يحملوا ذخيرة ولم يتلقوا أوامر بالضرب بل فضلوا ترك الساحة حتى لا تسيل الدماء وحتى لاتكون وصمة فى جبين الجيش ,إن ما شاهدناه هو منتهى النبل فى الأداء من جيش لم يرفع سلاحه فى وجه هؤلاء ومع ذلك شاهدنا وتابعنا كما كبيرا من التحريض والتهديد والوعيد من هؤلاء القساوسة الذين إنحرفوا عن دينهم بل وضلوا طريقهم وتخلوا عن عقيدتهم وإعتنقوا عقيدة الإرهاب وتمسكوا بمنهج العداء وساروا على درب الأعداء شاهدناهم يتحدثون كمن هم ألد الأعداء لهذا الوطن شعبا وجيشا ونظاما تحدثوا كمن يريدون حرق البلاد وسفك الدماء سمعنا منهم كل ما يؤجج مشاعر الكراهية ويستفذ مشاعر المسلمين بل والعقلاء من المسيحيين ومشاعر كل منصف وعادل وحكيم سمعناهم يرددون كل ما يثير الفتنة وينشرالفوضى وبقينا صامتين محتسبين لقد شاهد الجميع ما حدث من تعد صارخ وفاضح على جنودنا وسمعنا كل ما يجرح كرامتنا وكبرياءنا ومع ذلك تسامحنا وعفونا ولكن لم يسمع هؤلاء الإعلاميين والمأجورين والعملاء والمنافقين من القوم الذين كشفوا عن حقيقتهم وأنهم لا يدافعون عن قضية ولا يتمسكون بمنهج أو قيم ولكن يتبنون أجندة واضحة تهدف إلى إسقاط الدولة بكامل أركانها إن هؤلاء هم شرالبلية لقد أثبتوا أن مصلحة الوطن لا تعنيهم فقاموا بإطلاق الشائعات وترديد العبارات وترويج الأكاذيب وتأجيج روح الفتنة ليس من منطلق إيمانهم بقضية ولكن لمعرفتهم أنه لا وزن ولا وجود لهم إلا خلف شاشاتهم فإصطنعوا قضية ليتاجروا بها هم وعملاءهم فى الداخل والخارج إن هؤلاء الحفنة من شياطين الإعلام والسياسة لا يشغلهم شاغل سوى كيفية تعطيل الحياة السياسية فى مصر بالرغم من زعمهم أن مرجعيتهم هى الديمقراطية وهى منهم براء إن هؤلاء يتاجرون بالبشر حتى يخلقوا لأنفسهم تواجدا ولو كان على حساب الوطن إنهم على إستعداد لبيع كل شىء فى سبيل تواجدهم إنهم يركبون موجة المسيحيين بعدما ركبوا أمواجا كثيرة ولم تفلح ولم تلبى رغباتهم ولم تحقق أهدافهم فها هم الآن يزايدون علينا ويتاجرون بنا وبالوطن كله فيشترون الرخيص بالنفيس ويتاجرون بعقول المسيحيين ليصنعوا لأنفسهم مكانا بعدما فقدوا كل الأماكن وبعدما عرفوا أنه لا وجود لهم فى عقول البشر ولا بينهم لأن الشعب كشف حقيقتهم وعمالتهم إنهم  يتاجرون بالقيم والأخلاق والدين وجاء الوقت ليتاجروا بالوطن فلم يعيروا إنتباها لما يقولون وكيف يمكن أن يشعلوا فتنة وكيف يمكن أن يحرقوا وطنا أخضره ويابسه لأن الوطن لا يعنيهم لأنهم ليسوا من أبنائه فهم مستعدون للرحيل إلى أى مكان فى أى وقت فهؤلاء يتلونون كالحرباء على كل شكل ولون ويعتنقون كل الأديان ويتحدثون كل لغات الكذب والنفاق والخداع إن هؤلاء آن الأوان لهم أن يتواروا عن الأعين وأن يخجلوا من أنفسهم لأن أمرهم صار مفضوحا ويعرف حقيقتهم القاصى والدانى ولأننا جميعا نقدس وطننا ونعظم جيشنا ولن نسمح بأن يتجرأ عليه أحد ونخشى أن ينفذ صبرنا وعندها لن تحمدوا عاقبة قرارنا ولن تسلموا من أفعالنا فإرحلوا عنا لنسلم وتسلموا ويسلم وطننا.

11‏/10‏/2011

مواءمات سياسية... وإنتهازية طائفية

لا شك أن الثورة الخالدة بدأها شباب مصر المخلصين وإنضم إليها جميع فئات الشعب بما فيهم القوى السياسية على إختلاف توجهاتها ويخطىء من يعتقد أن تلك القوى القوى التى شاركت فى الثورة لم يكن لديها أهدافها الخاصة التى تسعى لتحقيقها ولكن فى تلك اللحظة الثورية لا تطفوا فيها المصالح الخاصة لأن هناك مصلحة عامة أهم وأشمل وهناك هدف واضح ومحدد يجتمع حوله كافة المصريين من جميع الفئات ومن جميع التوجهات فى موقف كان فى أشد الحاجة للتخلى عن المآرب الشخصية والأهداف الخاصة فبات الجميع يعمل كوحدة واحدة ولم ينظر أحدا إلى ذاته ولم يرفع أحدا شعاراته ولكن رفع الجميع علم مصر لأن اللحظة كانت تقتضى الوقوف قلبا واحدا حول الهدف الأسمى الذى إجتمعت حوله كل القوى فلم تظهر على السطح سوى مصر الوطن ومصر الشعب ومصر العلم ووسط تلك الأحداث يجب ألا نغفل أن لكل منا أهدافه الخاصة التى يسعى دائما لتحقيقها وعند إنتهاء الحدث الأكبر وسقوط النظام وتحقيق الهدف الأشمل بدأت كل من القوى السياسية فى السعى لتحقيق أهدافها من الثورة كل حسب هدفه وحسب طريقته وهنا يجب ألا نخطىء فى تصنيف هؤلاء لأن أهدافهم مشروعة وإلا ماقاموا بثورة وهذه ليست إنتهازية سياسية أو متاجرة بالثورة وإنما هو السير قدما فى تغيير الأنظمة وإلا فما فائدة إسقاط النظام وهذا هو المتبع فى كافة الدول لتغيير الأنظمة وإسقاطها أما أن تقوم بعض الفئات بالإضرابات أو الإعتصامات من أجل الحصول على منافع ذاتية فى الوقت الذى لم نعيد بناء البلاد فتلك هى الإنتهازية الفردية لأن الوضع هنا يختلف بإختلاف الغرض فلسنا فى الوقت الذى يسمح بمثل تلك الأعمال فى مرحلة لم تسترد فيها الدولة عافيتها ولم تعيد بناء مؤسساتها بعد ومع أنه ربما تكون جميع مطالب هؤلاء مشروعة وضرورية لكن لم يحن الوقت البعد لتلبيتها أو طرحها ووجب علينا الإنتظار حتى نعيد بناء مؤسسات الدولة وإعادة هيكلتها وحينها يمكننا المطالبة بما هو أكثر من ذلك أما أخطر تلك الإضرابات فهى تلك الإضرابات الطائفية ففى الوقت الذى نتلمس فيه إستقرارا لنعيد البناء تطل علينا محاولات لإثارة فتنة طائفية هنا أو هناك فها هم الأقباط يحاولون إنتهاز الفرصة ربما لشعورهم بضعف النظام فى هذه المرحلة فإذا بهم يريدون تحقيق مكاسب على حساب الثورة فى مرحلة تشهد ضعفا أمنيا وتوترا مجتمعيا وبالرغم من أن الأقباط لم يشاركوا فى الثورة وحرمت عليهم الكنيسة المشاركة ولم يشارك سوى بضعة نفر من البروتستنت الأقل عددا ونفوذا ومع ذلك فهم أكثر الناس محاولة للقفز على الثورة وبالطبع هناك أيادى تحرك هؤلاء لإثارة قلاقل هنا وهناك خاصة بعدما وقعت أحداث كنيسة أطفيح وما تبعها من محاولة المجلس العسكرى لرأب الصدع ومعالجة الأمر وقيامه بإعادة بنائها على أحدث وجه فوجدنا مثل تلك الأحداث تتكرر فى كنيسة هنا وكنيسة هناك ويتبع كل مره خروج بعض القساوسة علينا بعبارات قاسية وشعارات طائفية وتصرفات فيها من التحدى والتعالى على الجميع وليس على فئة معينة بل وصل الأمر إلى الإعتصامات رافعين شعارات فيها قدر كبير من العدائية مرددين هتافات تتناقض فى مضمونها مع الوطنية تنادى بتدخلات أجنبية وطلب حماية دولية وكأنهم يريدون إحتلال وطنهم ربما ظنا منهم بأن الغرب يدعمهم فها هو كاهن هنا يتحدث بنبرة عالية فيسب ويكيل الشتائم والإتهامات إلى المسئولين فى الدولة بل وصل الأمر إلى توجيه التهديدات إلى أعلى سلطة فى البلاد فى سلوك غريب لم نعهده من قبل وربما لأسباب لا تخفى على كثيرين مفسرين ذلك على أن هؤلاء إنما يستقوون بالخارج إعتقادا منهم بأن مصر فى موقف ضعف وأنها تخشى من تدخلات الغرب أو ربما فى محاولة منهم لإبتزاز النظام فى وقت ضعفه حيث جربوا سابقا فتم إعادة البناء بأفضل مما ينتظرون ولكن تلك كانت ظروف مختلفة أما أن يتهموا الجميع ويتهجموا على الجميع حتى يصل التهجم على أعلى سلطات البلاد فهذا أمر مرفوض من الجميع وربما من قطاع كبير من الأقباط أنفسهم ولهذا كان لابد لنا من وقفة ليست لنردد شعارات الوطنية وأن المسلم والمسيحى يد واحدة ومثل تلك المسكنات التى لم تعد تجدى نفعا وإنما وقفة حقيقية يكون فيها القول الفصل هو القانون ولا شىء غيره ولابد من إقامة دولة قانون يكون هو الحكم الفصل بين الجميع أما أن نترك الأمور للهوى والجلسات العرفية فإن ذلك لن يجدى نفعا ولن تسلم مصر ولن يسلم الوطن بل ربما يذهب نحو كارثة تطيح بالوطن كله ولابد من الإحتكام إلى القانون وليرضى الجميع بأحكامه توافقت معه أو تعارضت ولا يصح أن يترك الأمر كما كان فى سابق العهد.