21‏/12‏/2010

دعاة ليبرالية أم عودة إلى الجاهلية ؟

لم يأت الإستعمار للبلاد يوما تحت مسمى الإستعمار ولكن دائما مايتخذ أسماءا مضللة فى محاولة لإخفاء السبب الحقيقى وراء إستعماره وإحتلاله فقديما جاء الإحتلال بهدف تنمية البلاد والنهوض بها وتحديثها ورفع قدراتها وتحسين أوضاعها ولكن على أرض الواقع هو من يستنزف ثرواتها وينهب خيراتها ثم تطور العصر فتطورت معه أشكال الإحتلال ومبرراته فأصبح يأتى بهدف الدفاع عن الحرية ونشر الديمقراطية وتغيير النظم الديكتاتورية وأيضا على أرض الواقع تجده هو من يمارس أقصى أنواع الإستبداد وأشد صور القمع والقهر ويرتكب شتى أنواع الجرائم الوحشية والتى تعاقب عليها جميع القوانين الإنسانية والدولية وتدينها كافة المواثيق الدولية ولكن دائما ماتجد الإحتلال يروج لإحتلاله بعبارات كاذبة وحجج زائفة حتى يبرر لنفسه ويقنع السفهاء من القوم ويجند العملاء منهم بمبررات قدومه وإحتلاله ,تلك كانت مقدمة للربط بينها وبين موضوعنا الأساسى الذى نتناوله وهو الحديث عن هؤلاء الذين يدعون ليبرالية فتجدهم يسيرون على نفس درب المحتل فيستخدمون كلمات كاذبة وعبارات زائفة تحت مسمى الحرية وممارسة الحقوق الإنسانية وكفالة حرية الرأى ولكن تجدهم إذا حدثوك عن الحجاب إذا بهم يهاجمون المحتجبات بحجج عديدة ومهما كانت منطقية تلك الحجج بالرغم من بعدها تماما عن أى منطق إلا أنهم يؤكدون زيف مبدأهم وهو الحرية فإذا كانوا يعطون الحق فى الحرية فإختيار الزى من صميم حرية صاحبه وليكن لكل إنسان حرية إختيار ملابسه مهما كانت بالنسبة للأخر فالليبرالية التى يتحدثون عنها فى مفهومها أن يصنع الإنسان مايشاء طالما أنه إرتضاه لنفسه ولايحق لأحد مساءلته أو التضييق عليه ولكن عندما تتحاور مع هؤلاء دعاة الليبرالية تكتشف أنهم فى الحقيقة ماجاؤا لنشر ليبرالية بل هى مجرد ستار يخفى خلفه حقيقة الدعوة إلى التبرج وخلع الرداء بل وكشف الأجساد فلو كانوا حقا صادقين فى ليبراليتهم فليتركوا من تحتجب وشأنها ولتكشف من شاءت عن جسدها فإذا كانوا يعطون الحق لأنفسهم فى خلع ردائهم فلابد أن يكون للأخرين الحق فى إرتدائه وإلا زالت عنهم الليبرالية التى يتحدثون عنها وتحولوا إلى ديكتاتوريين يريدون شكلا واحدا ونمطا محددا ليس لغيرهم مكان فيه والأكثر غرابة أنهم يجادلونك فى حقيقة من تغطى جسدها فيتهمونها بالفجور المستتر خلف حجاب وهنا يحاسبونك على النوايا التى لايعلمها إلا الله وإذا كان الحساب هكذا فالأولى أن تحاسب المتبرجات الكاسيات العاريات لأن مظهرهم وأشكالهم تغنى عن التشكيك فى نواياهم لأنه لو صدقت النوايا لصدق العمل ولكنها هى الأساليب المستخدمة عندما يريد أحد نشر سلوكيات معينة أو فرض سياسات محددة فدائما ما يأتى بمبررات وأسباب معلنة غير التى يخفيها ونحن هنا لانحكم على النوايا ولكن نحكم على سلوك ظاهر وواضح فكيف تطلب منى أن أصف عارية بأنها رمز النقاء والطهارة وعلى النقيض أصف متحجبة محتشمة بالتهتك والإنحلال ,إن هذا التناقض المريب من وجهة نظر دعاة الليبرالية هو الحكمة والمنهج الذى يريدون تعميمه بأنك كلما خلعت تكن أصدق الناس وأكثرهم حسنا وإيمانا أما إن إحتشمت وإلتزمت فأنت تمارس الرزيلة من خلف حجاب بل ويعترضون على الحجاب نفسه بإدعاء أنه ليس من الإسلام وهم لايعرفون شيئا عن الإسلام ولو إفترضنا صحة إدعائهم وإعتبرنا أن الحجاب ليس من الإسلام فلنعتبره زيا كباقى الأزياء فما يضيرهم عندما ترتديه أيهم بكامل إرادتها وعن قناعتها فهل هذا ليس فى مفهوم الحرية والليبرالية أم أن الليبرالية لاتتفق إلا مع خلع الرداء فنكون هنا أمام إتجاه محدد وليس فكرا ليبرالي يسمح لكل من شاء بفعل مايشاء وعلى جانب أخر يتهمون المحتجبات بالرجعية والعودة إلى عصور التخلف وهنا نجيبهم أن التبرج والتعرى هو وبحق مايعود بالمرأة إلى الوراء كثيرا وإلى عصور الظلام وعهد الجاهلية الأولى عندما كانت المرأة مستباحة العرض والجسد وكان التعرى والتهتك هو مصدر رزقها وكان يتبادلها الرجال كسلعة تباع وتشترى بل كانوا يجبرونها على التعرى لينالوا منها مايشاؤون وقتما يشاؤون فأيهم دعوة للوراء الإحتشام أم التبرج ؟إن هؤلاء ليسوا دعاة ليبرالية بل هم دعاة عهر وفسوق وتبرج ودعارة ولكن يختبؤون وراء شعارات كاذبة وأقوال زائفة ويبقى فى النهاية أنهم لو أرادوا صدقا فليتركوا كل إنسان وشأنه فليحتشم من يشاء وليخلع عنه ردائه من يشاء ولكن لايحجبون الرأى وينفردون هم بآرائهم لأنهم بذلك ليسوا دعاة حرية بل دعاة تحكم وإستبداد وديكتاتورية ناهيك عن الدعوة إلى التبرج والإنفلاتية .