22‏/12‏/2011

أيها العسكر ثوروا لتحمونا

لاشك أننا نقدر ولا زلنا دور القوات المسلحة بقيادة المجلس العسكرى فى حماية الثورة ونجاحها مهما إختلفنا مع المجلس كسلطة سياسية فهو من أصدر الأوامر بحماية الثورة ومع أن لدينا الكثير من التحفظات على أدائه وطريقة إدارته لشئون البلاد ولكن هذا لا يبيح لنا إستباحته أو التهجم عليه وإستعداء الشعب له أو التطاول عليه وفى المرحلة الحرجة التى تمر بها البلاد منذ قيام الثورة وتلك المناوشات التى تحدث هنا وهناك والتى كانت سياسات المجلس سبب رئيسى فى إندلاعها بل وإستمرار حدوثها فمنذ أحداث كنيسة إمبابة وإلقاء القبض على البعض من الطرفين بطريقة عشوائية ليس لها من هدف سوى إرضاء الكنيسة ثم أحداث كنيسة صول وقيام الجيش ببنائها وأعقبها أحداث المريناب والتى كشفت الأوراق عن عدم بنائها كنيسة وما كانت سوى دار ضيافة وتصدر بعض القساوسة للمشهد وقتها وتهديدهم الصريح لشخوص المجلس العسكرى بل وللمشير نفسه بصفته وشخصه وتهجم البعض على محافظ أسوان والتهديد والوعيد لرئيس المجلس العسكرى دونما أدنى رد من المجلس أو الحكومة ثم تبعتها أحداث ماسبيرو وما شهدته من الإعتداء الصريح على أفراد الجيش وقتل الكثيرين منهم وتزعم بعض القساوسة لمسيراتهم وإهاناتهم المتكررة للجيش تحت مسمى المجلس العسكرى دونما أدنى مساءلة ودونما توجيه إتهام أو محاكمة أو حتى مجرد التحقيق فى وقائع مثبتة ثم تصدر بعض الشخصيات المسيحية للمشهد السياسى وإستدعائهم للتدخل الخارجى وطلبهم الحماية الدولية دونما أى حساب ودون التلويح بعقاب كل هذا جعل المجلس العسكرى وحكومته فى منتهى الإستباحة والإستهداف بل وإمتدت أيدى هؤلاء لإستباحة الجيش نفسه وإستهدافه والسبب فى ذلك هو تخاذل المجلس العسكرى أمام إنتهاكات العديد من الأشخاص لكرامة هذا المجلس وإستباحة سلطاته وإنتهاك حرماته وكذلك تخاذل المجلس وحكومته أمام بعض الإعتصامات وتعميم حالة الثورية على جميعها مع علم الجميع أن أغلبهم من البلطجية ولكن إستخدام المجلس العسكرى لمصطلح الثوار وتعميمه على الكافة جعل البلطجية والمشردين والمنتفعين والمتسلقين يحتمون تحت مظلة الثورة والثوار فإستباحوا الأعراض وإنتهكوا الحرمات لأن المجلس تخاذل وتهاون أمام السباب والشتائم ولم يواجه أصحابها بل وصل إلى درجة وصفهم بالثوار بل زاده الذل مذلة فقدم لهم الإعتذار والأكثر سخرية أن يأتى بمن يقودون هذه الفوضى ويخططون لعدم الإستقرار ليكونوا أعضاء فى مجلسه الإستشارى وكأنه يبعث رسالة إلى الجميع مفادها أنه سوف يصبح من المقربين كل من يزيد فى السب ويكيل الشتائم ويصبح جزاء المفسدين المعتدين الآثمين أن يكونوا فى مصاف المقربين المنعمين وأن ينالوا من الدرجات العليا الكثير وكلما زاد الشخص سبابا وقذفا وإتهاما إلى المجلس وشخوصه كلما زاد فى الدرجات والرتب ومنح الإمتيازات والرخص وبذلك أصبح الطريق للوصول إلى أعلى المناصب هو حجم السب والإتهامات إلى مجلس يمنح الدرجات بناءا على تدنى الأدب وسوء الأخلاق ولذا أصبح المجلس هو من يسىء لمصر أولا ثم لنفسه ثانيا ويتعجب كل شريف كيف لرجال جيش شجعان يرضون بهذا الذل والإمتهان كيف لرجال جيش لم يعرفوا يوما سوى الكفاح والنضال ومن أولى أعمالهم الجهاد والتضحية والإستشهاد فى عزة وكرامة يبدوون مستسلمين متخاذلين فى مواجهة خصم وضيع بل لا يرقى إلى درجة الخصومة أم أن المجلس ورجاله أصبح أسد على وفى الحروب نعامة وهل نسى هؤلاء الرجال أن الله يدع بالسلطان ما لايدعه بالقرآن كل هذا يجعلنا نتساءل فى ريبة وشك ونضع علامات إستفهام عن أسباب رضا وقبول المجلس العسكرى للمذلة والمهانة والإستباحة وإنتهاك الكرامة فهل هذا سلوك ناتج عن سوء إدراة وعدم فهم أم أنه ناتج عن سلبية وقبول المهانة أم أنها أوامر خارجية لا يملك فيها التحكم بالإدارة وأتعجب قائلا لم نعرف يوما عن الذل والمهانة لدى قواتنا المسلحة التى عبرت من اليأس إلى الأمل ومن الذل إلى الكرامة كما أننا نعلم يقينا أن القوات التى خططت ونفذت العبور العظيم لابد أن يكون لديها من الخطط والسياسات الكثير وأى أوامر خارجية تلك وقد قمنا بثورتنا لننال إستقلالنا ونحن جميعا نقف وراء جيشنا وقياداته ونقدم أرواحنا ودماءنا فداءا لكرامة بلادنا ويبقى السؤال إن لم يكن لا هذا ولا ذاك فأى الأسباب تلك التى تدفع المجلس للظهور بمظهر الضعفاء بل مظهر المتوسلين إلى قلة من الغرباء والذى لا يقبله كل وطنى وكل شريف وأقول أيها المجلس عودوا إلى صوابكم وإعدلوا فيأخذ كل مخطىء عقابه وينال كل محسن جزاءه ولا يصح مطلقا أن يتساوى الجميع فنجد المناضل الشريف جنبا إلى جنب مع البلطجى الأثيم وإنما نريد عدلا وقسطا فنجازى المخطىء ونكافىء المحسن فإعدلوا وإقسطوا وحاكموا وعاقبوا وإلا ستقع الدولة ويسقط الوطن ولن نقبل أبدا أن تضيع بلادنا وأن تشرد أولادنا فثوروا أيها العسكر نصركم الله.

حركات إحتجاجية أم مؤامرات إنقلابية

قامت الثورة ونجحت وفى طريقها لإستكمال نجاحها وتحقيق باقى أهدافها وجميعنا نعلم أن الثورات تقوم لتهدم الفساد ثم تهدأ لتبنى الأوطان وتشيد البلدان وتعلى من شأن الإنسان وتنهض بالمؤسسات والهيئات وليس أن تستمر فى الثوران إلا إذا كانت مجرد حركات عشوائية لا تملك رؤية سياسية أو خطوات منطقية وإجراءات بنائية وربما تكون هناك بعض الحركات السياسية التى كان لها دورا فى التحضير للثورة وأثناء الثورة ولكن ما يدور على الساحة من محاولة تلك الحركات وإصرارها على الإستمرار فى الإحتجاج دون مبرر ودون وضع بدائل للحل ربما يصب فى غير صالح البلاد وربما يدفع البعض للتشكيك فى نوايا تلك الحركات ففى الوقت الذى يسعى فيه الشعب بمختلف أطيافه لتأسيس عهد جديد وبناء دولة تقوم على المؤسسات بدأها بعقد إنتخابات نزيهة وشفافة تؤدى بنا إلى إختيار مجلس شعب وشورى بإرادة حرة ودون وصاية من أحد ثم إنتخاب رئيس للجمهورية بإرادة كاملة غير منقوصة نجد تلك الحركات لا تزال تحاول الإحتجاج على ما يحدث وما يدور وكأنها لم تتعلم يوما سوى كيفية الإحتجاج ولم تتعلم أبدا كيفية البناء وكيفية الدفع نحو الإستقرار والهدوء فى ظل مرحلة نتجه فيها نحو تأسيس وطن جديد بمشاركة الشعب بكافة أطيافه ولكن ما نراه أن الشعب يسير فى واد وتلك الحركات فى واد آخر الشعب يسير نحو تشكيل مؤسسات وطنية مستقلة بإختياره وبكامل إرادته لتأسيس دولة القانون وتلك الحركات تمارس إحتجاجات بعيدا عن أى منطق وبعيدا عن أى رؤية ففى الوقت الذى نسعى فيه لإختيار برلمان وتشكيل حكومة إذا بتلك الحركات تغرد خارج السرب مطالبة بتشكيل مجلس رئاسى لا يعلم أحدا كيف يتم إختياره ومن يقوم بهذا الإختيار وعمن يعبر هذا المجلس مع أننا لا نبعد عن إختيار رئيس سوى بضعة شهور وبالرغم من أننا بصدد الإنتهاء من إختيار مجلس الشعب والشورى ولكن إصرار هذه الحركات على عمل الوقفات والإحتجاجات يجعلنا نتساءل إلى ماذا تهدف تلك الحركات وما هو منطقها وما هى رؤيتها فى الوقت الذى يذهب فيه الجميع للإدلاء بصوته لإختيار نوابه وإذا كانت تلك الحركات قد تأسست لإبداء إعتراضها على سياسات ونحن فى طريق بناء نظام جديد ولم تعد هناك جدوى لإحتجاجات وهذا يستدعى سؤالا عما إذا كانت تلك الحركات لا تعرف سوى عمل إحتجاجات أم أنها لا تريد إستقرار للبلاد وما جاءت إلا للإنقلاب على القرارات سواء كانت صوابا أم خطأ أم أنها تنفذ أجندات محددة سواء كان النظام مناسبا أم لا أم أن هذه الحركات أدركت أنها لا تمتلك رصيدا لدى الجماهير ولن تنجح فى إنتخابات ولم تستطع الإلتحام بالشعب فراحت تصنع لنفسها دورا يثبت تواجدها أم أنها إتخذت قرارا سابقا بأنها سوف تحتج ولن تتوقف عن الإحتجاج سواء كنا فى حاجة إليه أو لا أم أنه ليس لديها من الوعى السياسى ما تدرك به ضرورات المرحلة ومتطلبات الفترة أم أن هناك من يوجه بوصلتها ويتحكم فى وجهتها لأن ما تقوم به لا يمثل سوى بضعة نفر من أصحاب هذه الحركات وبدا أنهم يسيرون عكس التيار العام للوطن وكأنهم ليسوا جزءا من نسيج هذا الوطن بل ساروا فى طريق ليس مجرد إحتجاجات بل هى أقرب إلى إنقلابات على كل الثوابت والعادات وراحت تنقلب على كل من يخالفها ويخرج عن إطارها أم أنه سوء الفهم وعدم الخبرة ومهما كانت الإجابة فإنه عليهم التوافق مع أفراد الشعب الذى إرتضى لنفسه طريقا واضحا يحدد فيه ملامح دولته ويؤسس به واقعا جديدا يخضع لإرادة الشعب وحرية إختياره وليس لتوجيهات من هنا أو هناك وآن للجميع أن يتوافق لتحقيق مصالح الوطن وصالح الجماهير فتعالوا معا إلى كلمة سواء.

20‏/12‏/2011

إرهاصات ميت أم هلاوس مريض؟

شهد الجميع فى الداخل والخارج بنزاهة العملية الإنتخابية ومدى نضج ورقى هذا الشعب المصرى العظيم وقدرته على إتخاذ قراراته وإستقلاليته فى إختياراته ولكن يبدوا أن هذه الإختيارات لم تعجب البعض ممن إعتادوا على التبعية والعبودية وربما كانوا يظنون أن يختار الشعب بما يريدون هم وليس بما يريده الشعب ويقرره فلقد صدعوا رؤوسنا قبل الإنتخابات فى محاولة لتوجيه الشعب إلى إختيارات محددة تأتى بنتائج يريدونها لأنها تخدم مصالحهم وتساهم فى بقائهم وتجعل من الشعب عبيدا لهؤلاء فيزيح لهم نظاما كانوا من أتباعه ومنتفعيه ويأتى لهم بنظام جديد يكونوا أيضا هم أتباعه ومنتفعيه ويبقى الشعب هو العبد لدى الجميع ولكن الشعب وعى هذه الأكاذيب فجاء إختياره بما لا يلاقى هوى هؤلاء المنتفعين فخرجوا علينا عبر الشاشات وشغلوا الفضائيات ليس بخطاب يحاولون فيه لملمة فشلهم وتدارك خسارتهم أو محاولة البحث عن حلول تجنبهم خسائر أخرى ولكن خرجوا كمن فقد عقله وكمن لم يتعلم شيئا ولم نسمع منهم سوى صراخا وعويلا وباتوا وكأنهم نسوة يولولون على أزواجهن أو أرامل يندبون حظهن وظهروا ليس ليتدارسوا بينهم أسباب هذا الفشل وأسباب خروجهم من المنافسة وأسباب رفض الشعب لهم ولخطابهم وبدلا من أن يثمنوا إختيارات الشعب ويحيوه على مشاركته خرجوا ليخبرونا أننا شعب لا يفهم وأننا شعب لا يرقى إلى مرحلة الحق فى الإختيار ووصفوا الشعب بأحط الكلمات وإتهموه بأبشع التهم ليس لأن الشعب هكذا ولكن لأنه لم يتبع توجهاتهم ولم يقتنع بخطابهم وكأن الشعب لا يكون واعيا إلا إذا كان تابعا لهؤلاء الزمرة من المنتفعين وبدلا من توجيه التحية الواجبة لهذا الشعب العظيم أخذوا يسخرون منه ويحتقرون إختياراته بل بات كل واحد منهم لا يتكلم بل يصرخ ويولول وإبتعدوا كثيرا عن أى خطاب إعلامى أو أى خطاب سياسى وإنغمسوا فى خطاب طرشان يقولون ولا يسمعهم أحد سوى أنفسهم وصاروا جميعا نسخة واحدة لتتنقل بين المحطات فتجد أشكالا وأسماءا مختلفة ولكن حديثا واحدا وخطابا سفيها ولغة متدنية وأسلوبا رديئا فزادهم بعدا عن الشعب على بعدهم لأنهم ما تكلموا بحرف يستمع إليه عاقل أو يفهمه حتى أميا وبدلا من محاولة تدارك أخطائهم زادوا فيها فبعدت المسافة بينهم وبين الشعب وكلما إتسعت المسافة زاد هؤلاء جنونا وهلوسة وبدلا من أن يكونوا إعلاميين أو سياسيين صاروا وكأنهم مرضى أو مجانين فلم نسمع منهم إلا إرهاصات ميت أو هلوسة مريض ففقدوا ما تبقى منهم لدى الشعب وباتوا كروتا محروقة ولم يفلح خطابهم ولم تنجح سياستهم ولن تفلح فى المراحل القادمة لأنهم وبحق صاروا فى واد والشعب كله فى واد آخر وزادت الهوة بين هؤلاء وهؤلاء ولكن يبقى أن الشعب ينتخب والشعب يختار ويرسم طريقه ويحدد مساره ويقرر مصيره الذى إرتضاه دونما تبعية ودونما تضليل وبكامل إرادته وتلك هى السيادة فلا سيادة إلا للشعب.