لاشك أننا نقدر ولا زلنا دور القوات المسلحة بقيادة المجلس العسكرى فى حماية الثورة ونجاحها مهما إختلفنا مع المجلس كسلطة سياسية فهو من أصدر الأوامر بحماية الثورة ومع أن لدينا الكثير من التحفظات على أدائه وطريقة إدارته لشئون البلاد ولكن هذا لا يبيح لنا إستباحته أو التهجم عليه وإستعداء الشعب له أو التطاول عليه وفى المرحلة الحرجة التى تمر بها البلاد منذ قيام الثورة وتلك المناوشات التى تحدث هنا وهناك والتى كانت سياسات المجلس سبب رئيسى فى إندلاعها بل وإستمرار حدوثها فمنذ أحداث كنيسة إمبابة وإلقاء القبض على البعض من الطرفين بطريقة عشوائية ليس لها من هدف سوى إرضاء الكنيسة ثم أحداث كنيسة صول وقيام الجيش ببنائها وأعقبها أحداث المريناب والتى كشفت الأوراق عن عدم بنائها كنيسة وما كانت سوى دار ضيافة وتصدر بعض القساوسة للمشهد وقتها وتهديدهم الصريح لشخوص المجلس العسكرى بل وللمشير نفسه بصفته وشخصه وتهجم البعض على محافظ أسوان والتهديد والوعيد لرئيس المجلس العسكرى دونما أدنى رد من المجلس أو الحكومة ثم تبعتها أحداث ماسبيرو وما شهدته من الإعتداء الصريح على أفراد الجيش وقتل الكثيرين منهم وتزعم بعض القساوسة لمسيراتهم وإهاناتهم المتكررة للجيش تحت مسمى المجلس العسكرى دونما أدنى مساءلة ودونما توجيه إتهام أو محاكمة أو حتى مجرد التحقيق فى وقائع مثبتة ثم تصدر بعض الشخصيات المسيحية للمشهد السياسى وإستدعائهم للتدخل الخارجى وطلبهم الحماية الدولية دونما أى حساب ودون التلويح بعقاب كل هذا جعل المجلس العسكرى وحكومته فى منتهى الإستباحة والإستهداف بل وإمتدت أيدى هؤلاء لإستباحة الجيش نفسه وإستهدافه والسبب فى ذلك هو تخاذل المجلس العسكرى أمام إنتهاكات العديد من الأشخاص لكرامة هذا المجلس وإستباحة سلطاته وإنتهاك حرماته وكذلك تخاذل المجلس وحكومته أمام بعض الإعتصامات وتعميم حالة الثورية على جميعها مع علم الجميع أن أغلبهم من البلطجية ولكن إستخدام المجلس العسكرى لمصطلح الثوار وتعميمه على الكافة جعل البلطجية والمشردين والمنتفعين والمتسلقين يحتمون تحت مظلة الثورة والثوار فإستباحوا الأعراض وإنتهكوا الحرمات لأن المجلس تخاذل وتهاون أمام السباب والشتائم ولم يواجه أصحابها بل وصل إلى درجة وصفهم بالثوار بل زاده الذل مذلة فقدم لهم الإعتذار والأكثر سخرية أن يأتى بمن يقودون هذه الفوضى ويخططون لعدم الإستقرار ليكونوا أعضاء فى مجلسه الإستشارى وكأنه يبعث رسالة إلى الجميع مفادها أنه سوف يصبح من المقربين كل من يزيد فى السب ويكيل الشتائم ويصبح جزاء المفسدين المعتدين الآثمين أن يكونوا فى مصاف المقربين المنعمين وأن ينالوا من الدرجات العليا الكثير وكلما زاد الشخص سبابا وقذفا وإتهاما إلى المجلس وشخوصه كلما زاد فى الدرجات والرتب ومنح الإمتيازات والرخص وبذلك أصبح الطريق للوصول إلى أعلى المناصب هو حجم السب والإتهامات إلى مجلس يمنح الدرجات بناءا على تدنى الأدب وسوء الأخلاق ولذا أصبح المجلس هو من يسىء لمصر أولا ثم لنفسه ثانيا ويتعجب كل شريف كيف لرجال جيش شجعان يرضون بهذا الذل والإمتهان كيف لرجال جيش لم يعرفوا يوما سوى الكفاح والنضال ومن أولى أعمالهم الجهاد والتضحية والإستشهاد فى عزة وكرامة يبدوون مستسلمين متخاذلين فى مواجهة خصم وضيع بل لا يرقى إلى درجة الخصومة أم أن المجلس ورجاله أصبح أسد على وفى الحروب نعامة وهل نسى هؤلاء الرجال أن الله يدع بالسلطان ما لايدعه بالقرآن كل هذا يجعلنا نتساءل فى ريبة وشك ونضع علامات إستفهام عن أسباب رضا وقبول المجلس العسكرى للمذلة والمهانة والإستباحة وإنتهاك الكرامة فهل هذا سلوك ناتج عن سوء إدراة وعدم فهم أم أنه ناتج عن سلبية وقبول المهانة أم أنها أوامر خارجية لا يملك فيها التحكم بالإدارة وأتعجب قائلا لم نعرف يوما عن الذل والمهانة لدى قواتنا المسلحة التى عبرت من اليأس إلى الأمل ومن الذل إلى الكرامة كما أننا نعلم يقينا أن القوات التى خططت ونفذت العبور العظيم لابد أن يكون لديها من الخطط والسياسات الكثير وأى أوامر خارجية تلك وقد قمنا بثورتنا لننال إستقلالنا ونحن جميعا نقف وراء جيشنا وقياداته ونقدم أرواحنا ودماءنا فداءا لكرامة بلادنا ويبقى السؤال إن لم يكن لا هذا ولا ذاك فأى الأسباب تلك التى تدفع المجلس للظهور بمظهر الضعفاء بل مظهر المتوسلين إلى قلة من الغرباء والذى لا يقبله كل وطنى وكل شريف وأقول أيها المجلس عودوا إلى صوابكم وإعدلوا فيأخذ كل مخطىء عقابه وينال كل محسن جزاءه ولا يصح مطلقا أن يتساوى الجميع فنجد المناضل الشريف جنبا إلى جنب مع البلطجى الأثيم وإنما نريد عدلا وقسطا فنجازى المخطىء ونكافىء المحسن فإعدلوا وإقسطوا وحاكموا وعاقبوا وإلا ستقع الدولة ويسقط الوطن ولن نقبل أبدا أن تضيع بلادنا وأن تشرد أولادنا فثوروا أيها العسكر نصركم الله.
22/12/2011
حركات إحتجاجية أم مؤامرات إنقلابية
قامت الثورة ونجحت وفى طريقها لإستكمال نجاحها وتحقيق باقى أهدافها وجميعنا نعلم أن الثورات تقوم لتهدم الفساد ثم تهدأ لتبنى الأوطان وتشيد البلدان وتعلى من شأن الإنسان وتنهض بالمؤسسات والهيئات وليس أن تستمر فى الثوران إلا إذا كانت مجرد حركات عشوائية لا تملك رؤية سياسية أو خطوات منطقية وإجراءات بنائية وربما تكون هناك بعض الحركات السياسية التى كان لها دورا فى التحضير للثورة وأثناء الثورة ولكن ما يدور على الساحة من محاولة تلك الحركات وإصرارها على الإستمرار فى الإحتجاج دون مبرر ودون وضع بدائل للحل ربما يصب فى غير صالح البلاد وربما يدفع البعض للتشكيك فى نوايا تلك الحركات ففى الوقت الذى يسعى فيه الشعب بمختلف أطيافه لتأسيس عهد جديد وبناء دولة تقوم على المؤسسات بدأها بعقد إنتخابات نزيهة وشفافة تؤدى بنا إلى إختيار مجلس شعب وشورى بإرادة حرة ودون وصاية من أحد ثم إنتخاب رئيس للجمهورية بإرادة كاملة غير منقوصة نجد تلك الحركات لا تزال تحاول الإحتجاج على ما يحدث وما يدور وكأنها لم تتعلم يوما سوى كيفية الإحتجاج ولم تتعلم أبدا كيفية البناء وكيفية الدفع نحو الإستقرار والهدوء فى ظل مرحلة نتجه فيها نحو تأسيس وطن جديد بمشاركة الشعب بكافة أطيافه ولكن ما نراه أن الشعب يسير فى واد وتلك الحركات فى واد آخر الشعب يسير نحو تشكيل مؤسسات وطنية مستقلة بإختياره وبكامل إرادته لتأسيس دولة القانون وتلك الحركات تمارس إحتجاجات بعيدا عن أى منطق وبعيدا عن أى رؤية ففى الوقت الذى نسعى فيه لإختيار برلمان وتشكيل حكومة إذا بتلك الحركات تغرد خارج السرب مطالبة بتشكيل مجلس رئاسى لا يعلم أحدا كيف يتم إختياره ومن يقوم بهذا الإختيار وعمن يعبر هذا المجلس مع أننا لا نبعد عن إختيار رئيس سوى بضعة شهور وبالرغم من أننا بصدد الإنتهاء من إختيار مجلس الشعب والشورى ولكن إصرار هذه الحركات على عمل الوقفات والإحتجاجات يجعلنا نتساءل إلى ماذا تهدف تلك الحركات وما هو منطقها وما هى رؤيتها فى الوقت الذى يذهب فيه الجميع للإدلاء بصوته لإختيار نوابه وإذا كانت تلك الحركات قد تأسست لإبداء إعتراضها على سياسات ونحن فى طريق بناء نظام جديد ولم تعد هناك جدوى لإحتجاجات وهذا يستدعى سؤالا عما إذا كانت تلك الحركات لا تعرف سوى عمل إحتجاجات أم أنها لا تريد إستقرار للبلاد وما جاءت إلا للإنقلاب على القرارات سواء كانت صوابا أم خطأ أم أنها تنفذ أجندات محددة سواء كان النظام مناسبا أم لا أم أن هذه الحركات أدركت أنها لا تمتلك رصيدا لدى الجماهير ولن تنجح فى إنتخابات ولم تستطع الإلتحام بالشعب فراحت تصنع لنفسها دورا يثبت تواجدها أم أنها إتخذت قرارا سابقا بأنها سوف تحتج ولن تتوقف عن الإحتجاج سواء كنا فى حاجة إليه أو لا أم أنه ليس لديها من الوعى السياسى ما تدرك به ضرورات المرحلة ومتطلبات الفترة أم أن هناك من يوجه بوصلتها ويتحكم فى وجهتها لأن ما تقوم به لا يمثل سوى بضعة نفر من أصحاب هذه الحركات وبدا أنهم يسيرون عكس التيار العام للوطن وكأنهم ليسوا جزءا من نسيج هذا الوطن بل ساروا فى طريق ليس مجرد إحتجاجات بل هى أقرب إلى إنقلابات على كل الثوابت والعادات وراحت تنقلب على كل من يخالفها ويخرج عن إطارها أم أنه سوء الفهم وعدم الخبرة ومهما كانت الإجابة فإنه عليهم التوافق مع أفراد الشعب الذى إرتضى لنفسه طريقا واضحا يحدد فيه ملامح دولته ويؤسس به واقعا جديدا يخضع لإرادة الشعب وحرية إختياره وليس لتوجيهات من هنا أو هناك وآن للجميع أن يتوافق لتحقيق مصالح الوطن وصالح الجماهير فتعالوا معا إلى كلمة سواء.
20/12/2011
إرهاصات ميت أم هلاوس مريض؟
شهد الجميع فى الداخل والخارج بنزاهة العملية الإنتخابية ومدى نضج ورقى هذا الشعب المصرى العظيم وقدرته على إتخاذ قراراته وإستقلاليته فى إختياراته ولكن يبدوا أن هذه الإختيارات لم تعجب البعض ممن إعتادوا على التبعية والعبودية وربما كانوا يظنون أن يختار الشعب بما يريدون هم وليس بما يريده الشعب ويقرره فلقد صدعوا رؤوسنا قبل الإنتخابات فى محاولة لتوجيه الشعب إلى إختيارات محددة تأتى بنتائج يريدونها لأنها تخدم مصالحهم وتساهم فى بقائهم وتجعل من الشعب عبيدا لهؤلاء فيزيح لهم نظاما كانوا من أتباعه ومنتفعيه ويأتى لهم بنظام جديد يكونوا أيضا هم أتباعه ومنتفعيه ويبقى الشعب هو العبد لدى الجميع ولكن الشعب وعى هذه الأكاذيب فجاء إختياره بما لا يلاقى هوى هؤلاء المنتفعين فخرجوا علينا عبر الشاشات وشغلوا الفضائيات ليس بخطاب يحاولون فيه لملمة فشلهم وتدارك خسارتهم أو محاولة البحث عن حلول تجنبهم خسائر أخرى ولكن خرجوا كمن فقد عقله وكمن لم يتعلم شيئا ولم نسمع منهم سوى صراخا وعويلا وباتوا وكأنهم نسوة يولولون على أزواجهن أو أرامل يندبون حظهن وظهروا ليس ليتدارسوا بينهم أسباب هذا الفشل وأسباب خروجهم من المنافسة وأسباب رفض الشعب لهم ولخطابهم وبدلا من أن يثمنوا إختيارات الشعب ويحيوه على مشاركته خرجوا ليخبرونا أننا شعب لا يفهم وأننا شعب لا يرقى إلى مرحلة الحق فى الإختيار ووصفوا الشعب بأحط الكلمات وإتهموه بأبشع التهم ليس لأن الشعب هكذا ولكن لأنه لم يتبع توجهاتهم ولم يقتنع بخطابهم وكأن الشعب لا يكون واعيا إلا إذا كان تابعا لهؤلاء الزمرة من المنتفعين وبدلا من توجيه التحية الواجبة لهذا الشعب العظيم أخذوا يسخرون منه ويحتقرون إختياراته بل بات كل واحد منهم لا يتكلم بل يصرخ ويولول وإبتعدوا كثيرا عن أى خطاب إعلامى أو أى خطاب سياسى وإنغمسوا فى خطاب طرشان يقولون ولا يسمعهم أحد سوى أنفسهم وصاروا جميعا نسخة واحدة لتتنقل بين المحطات فتجد أشكالا وأسماءا مختلفة ولكن حديثا واحدا وخطابا سفيها ولغة متدنية وأسلوبا رديئا فزادهم بعدا عن الشعب على بعدهم لأنهم ما تكلموا بحرف يستمع إليه عاقل أو يفهمه حتى أميا وبدلا من محاولة تدارك أخطائهم زادوا فيها فبعدت المسافة بينهم وبين الشعب وكلما إتسعت المسافة زاد هؤلاء جنونا وهلوسة وبدلا من أن يكونوا إعلاميين أو سياسيين صاروا وكأنهم مرضى أو مجانين فلم نسمع منهم إلا إرهاصات ميت أو هلوسة مريض ففقدوا ما تبقى منهم لدى الشعب وباتوا كروتا محروقة ولم يفلح خطابهم ولم تنجح سياستهم ولن تفلح فى المراحل القادمة لأنهم وبحق صاروا فى واد والشعب كله فى واد آخر وزادت الهوة بين هؤلاء وهؤلاء ولكن يبقى أن الشعب ينتخب والشعب يختار ويرسم طريقه ويحدد مساره ويقرر مصيره الذى إرتضاه دونما تبعية ودونما تضليل وبكامل إرادته وتلك هى السيادة فلا سيادة إلا للشعب.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)