17‏/11‏/2011

ياشباب الثورة عليكم تصحيح المسار

لا أحد يجهل أن شباب مصر البواسل والشرفاء هم الذين قاموا بالثورة المجيدة أو قل إن شئت هم من بدأوها وهم من أنجحوها ولكن بقى عليهم أن يستكملوها ولا شك أن الثورة تمر بمنعطفات ومطبات تعرقل مسيرتها وهناك من هم تجار ثورات بل هناك من هم سارقى ثورات ولا شك أن الشباب بتخليهم عن ثوابت ثورتهم وتسليمها لأشخاص إدعوا كذبا وزورا أنهم ثوار ولأشخاص إدعوا كذبا أنهم حريصون على الثورة والثوار فكذبوا ثم كذبوا حتى صدقوا أنفسهم بل حتى صدقهم هؤلاء الشباب مع أننا لا نعرف لهم تاريخا نضاليا ولم نسمع لهم تضحيات فى حياتهم بل كانوا أقرب إلى أتباع النظام وكان المعارضون منهم لمجرد أداء أدوار وليس إيمانا منهم أو قل مجرد توزيع أدوار وربما تخفى صدورهم حقيقة أمرهم وتفضحهم حقيقة مواقفهم وآرائهم فهؤلاء الذين نصبهم الشباب مقاليد أمرهم وجعلوهم يتحكمون فى زمام أمرهم وتحركاتهم بل أصبحوا هم من يسيرون الشباب ويوجهون بوصلة الثورة بعدما نصبوا أنفسهم أوصياء على الثورة والثوار الحقيقيين عندما صدقهم شباب الثورة فوهبوهم الثورة على طبق من ذهب ليساوم بها هؤلاء المنتفعين مع السلطة الحاكمة ليس لإعلاء شأن هؤلاء الشباب أو لتحقيق أهداف الثورة وتلبية مطالب الثوار أو لمنحهم الإمتيازات ورفع الظلم والقمع عنهم بل تاجروا باسم الثورة والثوار لتكوين أحزاب وتنصيب أنفسهم قادة وزعماء وهم إلى فلول النظام البائد أقرب وجاءوا على ظهور الثوار ورفعوا شعارات ثورية سرقوها من أفواه هؤلاء الثوار وتقمصوا أدوار الثائرين وهم إلى العبيد والتابعين أقرب وأشبه لكنهم إستغلوا المرحلة فجاءوا بمعطياتها حتى يتواكب حديثهم مع المرحلة فرفعوا الشعارات وررددوا الهتافات وترحموا على الشهداء وكأنهم ثوارا وهم إلى الخيانة والنفاق أقرب جاءوا ليدعموا الثوار ليس إيمانا منهم بثورتهم بل لأنها المرحلة وأحكامها هتفوا ورفعوا شعارات ليس إيمانا منهم بصدقها وحقيقتها ولكن لأنها تجارة رابحة فركبوا الثورة وركبوا فوق أعناق الثوار وهنا لا نبرىء الثوار فهم الذين تركوا الميدان بل وتركوا الثورة نفسها لأشخاص ليس لهم ماض مضىء وليس لهم كفاح مذكور وهنا كانت الخطيئة نعم خطيئة هؤلاء الثوار عندما وضعوا ثقتهم فى هؤلاء المتقمصين وهؤلاء المنتفعين وتركوهم يديروا مسار ثورتهم ويرسموا للثوار طريقهم فأخذوهم بعيدا عن أهداف الثورة وحادوا بهم عن طريقها الصحيح وتفرقوا بهم فراح الثوار كل فى فريق يعملون وراح كل من هؤلاء المنتفعين فى الثورة والثوار يتقاسمون فتفتت الثورة وتبعثر الثوار وتمكن المنتفعين من تشكسل أحزاب ورقية بل تكوين سبوبة سياسية يتعايشون عليها ويقتاتون منها بما يجود به السلطان وظهر جليا وبدا للقاصى والدانى مدى كذب هؤلاء وإدعاءاتهم فبالرغم من تشكيلهم أحزاب ليبرالية إلا أنهم وعند أول منعطف باعوا مبادءهم وتخلوا عن قيمهم وتنازلوا عن ثوابتهم لو كان لديهم أى قيم أو مبادىء أو ثوابت فعندما وجدوا أنهم خاسرون فإذا بهم إلى العسكر يلجأون بل يتوسلون ويطلبون أن يبقى العسكر بالحكم ممسكا وأن تدار الدولة بحكم العسكر وأن نقوم ونقعد وننام ونصحوا بأمر العسكر فتكشف أمرهم وظهرت حقيقتهم فهم لم يسعون إلى تأسيس ديمقراطية ولا يحلمون بليبرالية بل هم إلى الإنتهازية والوصولية أكثر إيمانا هم إلى الإنتهازية والنفعية أحرص فهاهم يتخلون عما صدعوا به رؤوسنا وتغنوا به طويلا إنهم إلى حكم العسكر يلجأون وبحكمهم يطلبون فباعوا كل القيم وباعوا كل البشر ليشتروا منصبا أو مقعدا وفى سبيل ذلك ضحوا بكل شىء ضحوا بالوطن والمواطنين ضحوا بالثورة وباعوا الثوار وحان الوقت لنتبرأ منهم ويتبرأ منهم شباب الثورة وحان الوقت ليتبرأ جميع الشرفاء من هؤلاء الأحزاب الكرتونية وتلك القيادات الهامشية التى تدعى ديمقراطية وهى إلى السطحية والنفعية والإنتهازية أخلص والتى باعت النفيس والغالى فى سبيل الحصول على وعد بمنصب فتحالفت مع العسكر وباعت كل المبادىء والقيم وكشفت عن وجهها القبيح ولا يعنيها سوى مقاعدها ووجودها وفى سبيل ذلك تبيع الشعب وتبيع كل شىء وآن الأوان لتنكشف بل وتختفى عن الأعين والرؤى.