31‏/5‏/2011

إلى من تذهب ثورتنا؟

تقوم الثورات لتهدم أساليب وأدوات كانت قائمة وأثبتت فشلها وتؤسس لمنهج جديد يتواكب مع أهدافها تقوم الثورات لتستبدل حال بأحوال أكثر فاعلية وأكثر جدوى تقوم الثورات لتستبدل الخبيث بالطيب والفاسد بالشريف والمهمل بالمجتهد تقوم الثورات لتستبدل قادة بآخرين يملكون الفكر ولديهم الرؤية تقوم الثورات ليتوارى أشخاص عن الأنظار ويحل محلهم شخصيات أكثر مصداقية وأكثر قدرة على العطاء وتملك من الشجاعة والإقدام ما لم يملكه السابقون تقوم الثورات لتغير من حال إلى حال أفضل وأكثر رفاهية وأكثر عدلا لا أن تقوم فتستدعى شخصيات قد إنتهت مدة صلاحيتهم ولم نرى لهم إنتاجا فى السابق سوى أنهم كانوا عرائس مسرح يتم تحريكهم كيفما أراد النظام وإذا بهم الآن يتصدرون المشهد وإذا كانت الثورات تقوم لتغيير أوضاع وإستبدال أحوال وتتحرك بالوطن إلى الأمام بوجوه جديده وأفكار مستحدثة فكيف بنا نجد من لم يكن لهم دورا فى السابق هم الجالسون على المنصات والمتصدرون للجلسات  وليس فقط هكذا بل كانوا من المفسدين فى ظل النظام السابق والذين أفسدوا الحياة من كافة جوانبها فكيف بهم اليوم هم من يتصدرون المشهد السياسى ويريدون صنع المستقبل فأى مستقبل يصنعون ولم يكن لهم ماضى وليس لديهم حاضر فكيف يبنون مستقبلا وكل ما تعلموه طوال سنين عمرهم هو كيفية الإفساد والإقصاء والتضليل والإدعاء بالكذب والأباطيل ,إن الثورات تقوم لتطهير البلاد من مختلف أنواع الفساد وأول هذا التطهير هو إزاحة هؤلاء الذين تسببوا فى الفساد ومعاقبة الذين أفسدوا وعاثوا فى الأرض فسادا ولا يعنى التطهير إنتقاما أو ظلما وإجحافا بأحد ولكن تجنيب الفاسدين والعابثين بالوطن والذين لم يقدموا طوال حياتهم سوى الفساد والظلم ولم يعملوا يوما على محاربة الفاسدين أو القضاء على الفساد بل كانوا يبحثون عن المفسدين لينصبوهم أرفع المناصب وأعلى الدرجات ولما لا ولم يتعلموا شيئا فى حياتهم سوى الفساد فهل يصلح هؤلاء الآن ليتصدروا المشهد السياسى أو يعتلوا المنصات ويلقوا الخطب والكلمات ؟ إن الثورات ما قامت فى أى مكان إلا من أجل قضايا عادلة تقوم على العدل والقانون ومن العدل والحق أن يتوارى هؤلاء الفاسدون ولو قليلا من الزمن حتى نستعيد الوطن الذى خربوه ونبنى القيم التى هدموها ونثقف الأجيال التى أفرغوا عقولها ولن يتأتى ذلك إلا بتنحيتهم جانبا وتركهم المجال ليقوده الأحرار ويتصدره الثوار فهم أجدر بثورتهم وثورتهم أولى أن تقود البلاد لتنتقل بها من مرحلة الفساد والظلم إلى مرحلة من النقاء والطهر فى ظل دولة يعيش فيها المواطنون فى كرامة ورغد تحت مظلة العدل والقانون ويحكمها قادة شرفاء لا يتهاونون فى حق من الحقوق ولا يتواطؤن مع فاسد أو مشبوه وآن الأوان لننهض بوطننا حتى يأخذ مكانا يليق به بعدما ضيعه الفاسدون السابقون وحق عليهم أن يخجلوا وأن يغيبوا عن المشهد ويتركوا المجال للأحرار والأطهار فهل هذا كثير؟