عشنا عقودا فى ظل النظام السابق وما شهدناه من قمع وإستبداد وفساد وتهميش لكافة جموع الشعب وقالوا عنا كثيرا أننا لا نرقى إلى مستوى ممارسة الديمقراطية أو التمتع بالحقوق السياسية وكان من بين هؤلاء بعض المعارضين الذين تم تعيينهم من قبل النظام البائد من قبيل إستكمال الشكل العام للديمقراطية وكان هؤلاء المزيفين من المعارضة يتاجرون بالشعب ويزيفون له الحقائق فى مقابل حصولهم على تلك المقاعد فتاجروا بالمصريين الشرفاء فى خطاب ظاهره الدفاع عن حقوقهم وفى حقيقته الإتجار بهم وترويج تجارتهم أما الآن وقد أصبح المصريون يملكون قرارهم ويحددون مصيرهم وعندما وجدت تلك النخبة الكاذبة أن الشعب لم يعد يلتفت إليهم وأنه هو من يعلم نخبته الزائفة أصول الديمقراطية وفنون السياسة فإذا بهؤلاء ينقلبون على الشعب ويتخذون موقع النظام البائد ويرددون نفس خطابه مدعين على الشعب أنه لا يفقه شيئا ولا يعلم كيف يختار من يمثله إنقلبوا على الشعب عندما لم تأتى أصواته فى صالحهم فإذا بهم يصفونه بأحط الألفاظ وأدنى الكلمات وكأنهم يريدون شعبا أصما أبكما لا يقول سوى سمعنا وأطعنا ويفعل ما يؤمر ويلبى ما يسمع ونسوا أن هذا الشعب قادر على تقرير مصيره وإختيار نخبته وقادر على أن يميز بين من يتاجر به ومن يدافع عن حقوقه عندما علمت تلك النخبة الزائفة أن هوى الشعب وفطرته لا تتطابق مع هوى وفطرة تلك النخبة فها هو الشعب يؤمن بدينه ويدافع عنه وها هو يتمسك بشعائره فأخذت النخبة تهاجم كل ما ينتمى إلى الإسلام بل ويشككون فى الإسلام نفسه ومدى صلاحيته لهذا العصر أخذوا يهاجمون كل التيارات الإسلامية وإتهموها بإستغلال سذاجة الشعب وخداعه عن طريق منحه البعض من السلع وكأنهم يتحدثون عن شعب متسول ونسوا أن هذا الشعب يملك من الكرامة ما يجعله يصوم الدهر عن الطعام والشراب ولا ينال أحدا من كبريائه وكرامته وأكبر دليل على كذب هؤلاء المرتزقة من دعاة النخبة أن الأغلبية التى صوتت للتيار الإسلامى فى قلب أوروبا وتحديدا فى قلب النهضة فى بريطانيا وحصول الإسلاميين على النسبة الغالبة من أصوات المصريين هناك وهل نجاح الإسلاميين بالنقابات المصرية أيضا بالخداع وهل هؤلاء أيضا قد خدعوا وهل هؤلاء فى حاجة إلى كيس من السكر أو زجاجة من الزيت كما يدعى هؤلاء المرتزقة وهل هؤلاء من السذاجة والأمية التى تجعلهم لا يستطيعون التمييز بين الصالح والطالح وبين الصواب والخطأ أم أن تلك النخبة الزائفة تدعى وتكذب ولطالما تكذب لأن الكذب تجارتهم التى يتطفلون عليها فهم يتاجرون بكل شىء فلقد تاجروا بالثورة والثوار وها هم يتاجرون بدماء الشهداء وهم من الثورة والشهداء براء ولكنهم إعتادوا النفاق وإمتهنوا الكذب والخداع فيمكنهم التحول من حال إلى حال فهم أقدر من الحرباء على تغيير الألوان وعلى التخلص من جلودهم ولم يكونوا يوما أحرارا ولم يكونوا يوما ثوارا بل عاشوا فى كنف النظام البائد يرتعون فى خيراته ويمتصون معه من دماء أبنائه البسطاء ولما سقط النظام راحوا يبحثون عن تجارة أخرى فوجدوا فى الثورة ضالتهم فركبوها ليتاجروا بها وبشهدائها ولا يزالون يتاجرون ولو تغير النظام كل يوم فستجدهم يتلونون بلونه ويتحدثون بكلماته ولا يملون الكذب ولا يسأمون الخداع ولا يتوقفون عن التلون فتلك خصائصهم وتلك صفاتهم فها هم يهاجمون كل نبيل ويرفعون من شأن كل حقير ولا يرتدعون مما سبقوهم ولا يخشون سوى الحق الذى ما عرفوه قط فعاشوا نفاقا وتحدثوا كذبا وقالوا زورا وبهتانا ولكن أحدا لا يسمعهم بل لا يسمعون إلا أنفسهم وإنكشف للجميع أمرهم ولكنهم لا يزالون فى غيهم يعمهون وعن الناس والشرفاء بعيدون وياليتهم يرجعون ويتوبون.
2/12/2011
الشعب يقود نخبته
خرج الشعب المصرى بكافة أطيافه وعلى إختلاف مستوياته ليدلى بصوته فى الإنتخابات البرلمانية الأولى بعد الثورة وبعد سقوط النظام ليعبرعن رغبته فى إختيار ممثليه بكامل إرادته دون تزييف ودون توجيه خرج عندما أيقن أن لصوته قيمته وسوف يضيف إليه ويصنع مستقبله بيديه لا بأيدى غيره خرج ليقول نعم للإستقرار والهدوء والبناء خرج ليقول نعم للشرعية التى مصدرها الصندوق وليست الشوارع والميادين خرج بهذه الكثافة بالرغم من نداءات المقاطعة وبالرغم من تصدى النخبة للقنوات الفضائية وتخويفها من الإنتخابات بل وطلبها عدم إجراؤها فخرج الشعب ليقول لنخبته لا لأنكم لا تعبرون عنا ولا تتحدثون إلينا وخطابكم ليس موجها إلينا ولا تقتنع به عقولنا بل هو خطاب يدور بينكم ولا يصل إلينا ولا نقتنع به ونحن أعلم بظروف بلدنا وبإحتياجاتنا ونحن أحرص على الوطن من هؤلاء النخبة التى لا تمثل سوى شخوصها ولا تدرى شيئا عن واقعنا خرج الشعب ليبعث رسالة إلى هؤلاء الذبن يدعون الثورة ونصبوا أنفسهم وكلاء عنه بل وإعتبروا أنهم أوصياء على جموع الشعب خرج ليقول لمن يدعى أن الميادين والشوارع هى من يسيطر وهى من يقود أننا الشعب من يقود نفسه ومن يوجه بوصلته ولا أحد مهما علا شأنه يمكنه إمتلاك أمرنا أو الوصاية على تصرفاتنا مثلما خرج أثناء الثورة حينما شعر أن الواجب يناديه فخرج الشعب ليس لأن أحدا ناداه ولكن لأن ضميره هو الذى أخرجه وهو الذى يحركه ومستقبله هو الذى يقوده وليس لأجل أحد وليس بقيادة أحد وهكذا وجدنا جموع الشعب بكافة طوائفه تشارك فى صنع ثورته وتأسيس مستقبله والآن هو نفس الشعب يشارك بمختلف ألوانه فى هذا العرس الديمقراطى والذى تريد أطراف عديدة له ألا يكتمل ولكن سلوك الشعب أثبت أنه أكثر وعيا من دعاة النخبة فخرج ليقول لا للفوضى ولا لعدم الإستقرار ولا للوصاية علينا ولا للنخبة المزيفة التى لا تعبر عنا وعن آمالنا وهمومنا وليست سوى نخبة فضائيات تمارس خطاب الصالونات فخرج ليعلن تمرده عما يحدث فى الشوارع والميادين ويثبت للجميع أنه لا يزال حيا ينبض بدماء الحرية ويناضل من أجل الديمقراطية الشرعية وليست ديمقراطية القلة خرج ليقول نعم للشرعية التى تأتى بإختياره لا بالوصاية عليه خرج ليقول لا يصح بأى حال بعدما إنتزع حريته بيديه أن ينتقل من إستبداد حاكم ليستبد به مجموعة لتتحدث باسمه وتنصب نفسها واصيا عليه خرج ليقول أنا من يعطى الشرعية ولا أرضى بالوصاية من أحد ولا أقبل أن ينوب عنى أحد خرج ليرسل رسالة إلى دعاة الديمقراطية ودعاة النخبة أننى الشعب أعبر عن نفسى بكامل إرادتى دون وسيط ودون وكيل نعم أنا الشعب المصرى الذى لطالما إنفرد بخصائص فريدة وسلوكيات عجيبة تظهر وتنجلى وقت الشدائد والمحن أنا الشعب الذى ربما أصمت وأصبر طويلا ولكن ليس لجهل أو رضا وإنما هو الترقب والإنتظار حتى تحين اللحظة الحاسمة فأخرج لأقول كلمتى وأظهر معدنى نعم أنا الشعب أنا الشعب لا أعرف المستحيل ولا أرضى بالخلود بديلا.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)