لقد كتبت مرارا وتكرارا وسأظل أكتب وأذكر أن من قام بالثورة وخطط لها وأنجزها هم الشباب وهم الذين يتابعون خطواتها ويبذلون الجهد للحفاظ على مكتسباتها وهم الذين ضحوا بأرواحهم وفقدوا شهداءهم ويعانون بجرحاهم الذين لا يزالون تحت العلاج وأغلبهم لم يجدوا العلاج ومع ذلك كله ليس للشباب دور سوى صناعة الثورة والحفاظ عليها أما الحصول على بعض من مكتسباتها فليس لهم نصيب فيها وبالرغم من أن الشباب حريصون على ألا تسرق ثورتهم إلا أنهم لا يفكرون فى أنهم أنفسهم يسرقون ويسرق شبابهم وجهدهم فلا أجد مكانا للشباب فى أى منصب أو عمل بل لا أجد لهم تمثيلا فى مؤتمرات أو حوارات ولا زلنا نعيش تحت وصاية كبار السن بل العواجيزمن القوم إن لم يكن العاجزين ممن يدعون أنهم النخبة العارفة بشؤون البلاد والعباد بالرغم أننا لا نعرف لهم جهدا بذلوه أو تضحية قدموها بل أغلبهم يحاول إقتناص الفرصة وركوب الموجة وخطف اللحظة ومع أنهم لم يقدموا لنا شيئا فى الماضى أو الحاضر ولا يملكون رؤية للمستقبل إلا أنهم هم من يستحوذون على الساحة ويعتلون المنصات ويقدمون الإقتراحات والتوصيات ولا دور للشباب سوى عمل المليونيات للحفاظ على ثورتهم التى يسرقها الآخرون وكأن الشباب مجرد خدم لهؤلاء العواجيز وحتى الشباب أنفسهم لاأجدهم حريصون على نيل نصيب من مكاسب ثورتهم ليس كمقابل لها ولكن لقناعتى بأن الشباب هم الأجدر بتحمل المسؤلية خاصة فى المرحلة الآنية والمستقبلية بعد ما قدموه من تجربة فريدة ومثالا يحتذى به لم يقم به من سبقوهم ولم يستطع هؤلاء العواجيز الذين يعتلون المنصات ويحصدون المناصب وكأنهم يقطفون ثمار زروع غيرهم ولا تجد فى وجههم حمرة الخجل بل يدعون جميعا أنهم من أصحاب الثورة وأنهم كانوا يفترشون الأرض فى ميادين مصر المحروسة واللافت للنظر أن الشباب بالرغم من حرصهم على نجاح وإستكمال مسيرة ثورتهم إلا أنهم لا يبدون إهتماما بتقلد المناصب وشغل الوظائف وأعنى المناصب السياسية والقيادية التى يستحقونها ولا يجب أن يعتليها غيرهم ليس فضلا من الشباب لأنها ثورتهم ولكن لإستحقاقهم هذه المناصب فهم الأجدر بها والأحرص عليها فلقد عشنا عقودا طويلة تحت سيطرة وحكم هؤلاء العواجيز فكان حالنا كما لا يخفى على أحد ولو إنتظرنا قرونا أخرى ما فعل هؤلاء العواجيز شيئا سوى تسليمهم وخضوعهم للواقع الأليم الذى عاشوه والذى لم يحركوا لتغييره ساكنا فهل هؤلاء الخاضعين التابعين يستطيعون التغيير؟إن كانوا حقا هكذا فكان الأولى بهم أن يغيروا عهدهم أيام كانوا شبابا فكيف بهم يغيرون الآن وقد أصبحوا فى أرزل العمر كيف يستطيعون التغيير وهم فى حاجة إلى من يرعاهم ؟إن ما يحدث ليس مجرد سرقة لثورة الشباب بل هى سرقة الشباب أنفسهم وآن الأوان أن تحدث الثورة فى كافة المناحى ولا يصح أن يزرع إنسان ثم يأتى غيره ليحصد ما زرع بل إن هؤلاء ليسوا فقط يحصدون ما زرعه الشباب بل إنتظروا حتى إنتهى الشباب من زرع وحصاد وطحن وطهى ثم جلسوا على مائدة الغذاء ليلتهموا كل شىء فى الوقت الذى لم يقدموا أى شىء فهل لنا أيها الشباب أن نحافظ على ثورتنا ليس طمعا فى مكتسبات ولكن حتى لا نتركها للدخلاء والمنتفعين والإنتهازيين كما أن الشباب هم الأحرص على حماية ثورتهم ومكتسباتها وهم الأقدر على توظيف نتائجها أما العواجيز فما جاؤوا إلا للإلتفاف على الثورة والعودة بنا إلى ما قبلها فيا أيها الشباب إنتبهوا لأن الآخرين لا يسرقون الثورة فحسب بل يريدون سرقة الشباب أنفسهم وسرقة أحلامهم وأمالهم والعودة إلى الوراء ثانية وكأن ثورة لم تقم وكأن تغييرا لم يحدث فكونوا حريصين ولا تسمحوا للإنتهازيين بصدارة المشهد مهما كان شأنهم ومهما كانت مبررارتهم .