25‏/5‏/2011

إنتبهوا أيها الشباب

لقد كتبت مرارا وتكرارا وسأظل أكتب وأذكر أن من قام بالثورة وخطط لها وأنجزها هم الشباب وهم الذين يتابعون خطواتها ويبذلون الجهد للحفاظ على مكتسباتها وهم الذين ضحوا بأرواحهم وفقدوا شهداءهم ويعانون بجرحاهم الذين لا يزالون تحت العلاج وأغلبهم لم يجدوا العلاج ومع ذلك كله ليس للشباب دور سوى صناعة الثورة والحفاظ عليها أما الحصول على بعض من مكتسباتها فليس لهم نصيب فيها وبالرغم من أن الشباب حريصون على ألا تسرق ثورتهم إلا أنهم لا يفكرون فى أنهم أنفسهم يسرقون ويسرق شبابهم وجهدهم  فلا أجد مكانا للشباب فى أى منصب أو عمل بل لا أجد لهم تمثيلا فى مؤتمرات أو حوارات ولا زلنا نعيش تحت وصاية كبار السن بل العواجيزمن القوم إن لم يكن العاجزين ممن يدعون أنهم النخبة العارفة بشؤون البلاد والعباد بالرغم أننا لا نعرف لهم جهدا بذلوه أو تضحية قدموها بل أغلبهم يحاول إقتناص الفرصة وركوب الموجة وخطف اللحظة ومع أنهم لم يقدموا لنا شيئا فى الماضى أو الحاضر ولا يملكون رؤية للمستقبل إلا أنهم هم من يستحوذون على الساحة ويعتلون المنصات ويقدمون الإقتراحات والتوصيات ولا دور للشباب سوى عمل المليونيات للحفاظ على ثورتهم التى يسرقها الآخرون وكأن الشباب مجرد خدم لهؤلاء العواجيز وحتى الشباب أنفسهم لاأجدهم حريصون على نيل نصيب من مكاسب ثورتهم ليس كمقابل لها ولكن لقناعتى بأن الشباب هم الأجدر بتحمل المسؤلية خاصة فى المرحلة الآنية والمستقبلية بعد ما قدموه من تجربة فريدة ومثالا يحتذى به لم يقم به من سبقوهم ولم يستطع هؤلاء العواجيز الذين يعتلون المنصات ويحصدون المناصب وكأنهم يقطفون ثمار زروع غيرهم ولا تجد فى وجههم حمرة الخجل بل يدعون جميعا أنهم من أصحاب الثورة وأنهم كانوا يفترشون الأرض فى ميادين مصر المحروسة واللافت للنظر أن الشباب بالرغم من حرصهم على نجاح وإستكمال مسيرة ثورتهم إلا أنهم لا يبدون إهتماما بتقلد المناصب وشغل الوظائف وأعنى المناصب السياسية والقيادية التى يستحقونها ولا يجب أن يعتليها غيرهم ليس فضلا من الشباب لأنها ثورتهم ولكن لإستحقاقهم هذه المناصب فهم الأجدر بها والأحرص عليها فلقد عشنا عقودا طويلة تحت سيطرة وحكم هؤلاء العواجيز فكان حالنا كما لا يخفى على أحد ولو إنتظرنا قرونا أخرى ما فعل هؤلاء العواجيز شيئا سوى تسليمهم وخضوعهم للواقع الأليم الذى عاشوه والذى لم يحركوا لتغييره ساكنا فهل هؤلاء الخاضعين التابعين يستطيعون التغيير؟إن كانوا حقا هكذا فكان الأولى بهم أن يغيروا عهدهم أيام كانوا شبابا فكيف بهم يغيرون الآن وقد أصبحوا فى أرزل العمر كيف يستطيعون التغيير وهم فى حاجة إلى من يرعاهم ؟إن ما يحدث ليس مجرد سرقة لثورة الشباب بل هى سرقة الشباب أنفسهم وآن الأوان أن تحدث الثورة فى كافة المناحى ولا يصح أن يزرع إنسان ثم يأتى غيره ليحصد ما زرع بل إن هؤلاء ليسوا فقط يحصدون ما زرعه الشباب بل إنتظروا حتى إنتهى الشباب من زرع وحصاد وطحن وطهى ثم جلسوا على مائدة الغذاء ليلتهموا كل شىء فى الوقت الذى لم يقدموا أى شىء فهل لنا أيها الشباب أن نحافظ على ثورتنا ليس طمعا فى مكتسبات ولكن حتى لا نتركها للدخلاء والمنتفعين والإنتهازيين كما أن الشباب هم الأحرص على حماية ثورتهم ومكتسباتها وهم الأقدر على توظيف نتائجها أما العواجيز فما جاؤوا إلا للإلتفاف على الثورة والعودة بنا إلى ما قبلها فيا أيها الشباب إنتبهوا لأن الآخرين لا يسرقون الثورة فحسب بل يريدون سرقة الشباب أنفسهم وسرقة أحلامهم وأمالهم والعودة إلى الوراء ثانية وكأن ثورة لم تقم وكأن تغييرا لم يحدث فكونوا حريصين ولا تسمحوا للإنتهازيين بصدارة المشهد مهما كان شأنهم ومهما كانت مبررارتهم .