31‏/3‏/2012

الإنقلاب السلمى على الشرعية

لاشك أن الشعب المصرى بإختلاف طوائفة يحمل تقديرا كبيرا لجيشه الوطنى ويقدر دوره فى الدفاع عن الوطن وحماية أراضيه ويدعم أى جهود للنهوض به وترسيخ دوره النضالى ومنذ قيام ثورة يناير المجيدة والجميع يحاول ألا تلوح فى الأفق أى أحداث تؤثر على تلك العلاقة المتينة بين الجيش وشعبه وخلال هذه المرحلة الإنتقالية وقعت العديد من المناوشات والمناورات السياسية بين القوى المختلفة من جانب وبينها وبين قيادة الجيش متمثلة فى المجلس العسكرى الذى يقود البلاد وخلال هذه الفترة جنحت القوى الإسلامية إلى السلم الوطنى وإحتواء المواقف وتجاوز هذه المرحلة دون الدخول فى مواجهة مع المجلس العسكرى بل وظلت تدعم أغلب مواقفه حتى لو كانت تلك المواقف لا ترضى هذه القوى وعلى الجانب الآخر بدا جليا مدى العداء أو محاولات الإستعداء أو محاولات إدعاء هذه الحالة من قبل القوى الليبرالية تجاه المجلس العسكرى والتى تطورت فى بعض الأوقات إلى مواجهة قوات الجيش نفسه ويبدوا أنه مشهد تم الإتفاق عليه بين المجلس العسكرى وتلك القوى الليبرالية ربما دون فهم من تلك القوى فى محاولة من المجلس العسكرى لإيهام البعض أن هذه القوى تملك أدوات للضغط على المجلس وهو ما يخالف الواقع ويبدوا أن المجلس العسكرى إنتهج هذا المشهد لمواجهة تزايد وتعاظم النفوذ الإسلامى فى المجتمع وإلتفاف الشعب حول القوى الإسلامية والتى لا يتوافق مشروعها مع التوجه العسكرى وأيضا مع التوجه الأمريكى الغربى وبدلا من مواجهة العسكر لتلك القوى الإسلامية تم تجنيد القوى الليبرالية والتى لا تملك وجودا حقيقيا على الأرض وبمساعدة المجلس العسكرى تم تضخيمها ومنحها مساحات أوسع للتعبيروالهجوم على القوى الإسلامية  عبروسائل الإعلام المختلفة بل وسمح لها المجلس بالتهجم عليه وعلى رموزه عن قصد حتى يقنع الآخرين بأن هناك قوى ليبرالية ويسارية تملك من القوة ما يمكن أن يجعلها قوى موازية للقوى الإسلامية فيتم المساومة بها وبدا أن العسكر هم من يدفعون بهذه القوى ويدعمونها وظهر هذا واضحا فى تشكيل الحكومات المتعاقبة وخلوها من أى ممثل للتيارات الإسلامية صاحبة القوة الحقيقية ثم تلا ذلك وثيقة المبادىء الحاكمة والتى تبعتها وثيقة السلمى الذى ثار حولها جدلا واسعا ثم المجلس الإستشارى والذى ضم كل من يهاجمون المجلس العسكرى وينتقدون أداءه بل ويحرضون ضده طوال المرحلة ثم تشكيل حكومة الجنزورى والتى لم تضم أيضا أى من القوى الإسلامية ثم ما أثير حول اللجنة التأسيسية للدستور وتشكيلها وأيضا تم تجنيد القوى الليبرالية لمناهضة هذه اللجنة بالرغم من عدم شرعية هذه المناهضة وبالنظر إلى هذه الأحداث نجد أن المجلس العسكرى هو الذى تلاعب بالجميع ففتح المجال واسعا للتخويف من القوى الإسلامية بل شارك فى عملية التخويف ثم بدأ يحرض ويدعم ويمكن القوى الليبرالية التى هى فى الأساس لا وجود لها سوى عبر الشاشات والفضائيات ولكن العسكر دعموا وجودهم ونظرا للعداء التاريخى بين القوى الليبرالية واليسارية مع التيارات الإسلامية أبدت هذه القوى الليبرالية إستعدادها لتقديم وفعل أى شىء حتى ولو كان على حساب الدولة المدنية التى تنادى بها مقابل القضاء على أى توجه إسلامى أو تشكيل حكومات تحمل هوية إسلامية فوقفت هذه القوى الليبرالية فى صف المجلس العسكرى بل وطلبت منه الإنقلاب على السلطة والبقاء فيها وباتت تسير فى إتجاه عسكرة الدولة دون أن ترتدى الزى العسكرى ودون أن يكون الحاكم عسكريا  ويتم كتابة دستور بتوجهات عسكرية وأفكار عسكرية ومرجعية عسكرية بحيث يصبح كل شىء فى قبضة السلطة العسكرية والتحكم فى مؤسسات الدولة سواء كان على رأس هذه المؤسسات عسكريا أو مدنيا وتأتى التوجيهات والأوامر من داخل الثكنات ومن خلف الدشمات وهكذا هى القوى الليبرالية واليسارية دائما ما تشارك فى القضاء على الدولة المدنية التى لطالما تتغنى بها وذلك للتخلص من الدولة الإسلامية وبذلك يخسر الليبراليون والإسلاميون ويفوز العسكريون بالسلطة دونما الحاجة إلى إنقلاب عسكرى لأننا نظل تحت الحكم العسكرى حتى لو إرتدى البدلة المدنية.

5‏/2‏/2012

رسالة وأمنية إلى مجلس الأمة

سيادة الرئيس والسادة نواب الأمة أبعث إليكم برسالتى هذه متمنيا من الله أن تشعر بها قلوبكم مشيرا إلى أن آمال وطموحات الشعب متطلعة إليكم وتنتظر منكم الكثير وتأمل فيكم الخير الوفير وتتوسم فى ضمائركم الخوف على الوطن والحرص على المواطنين وتنظر إليكم نظرة خير وتصبوا معكم إلى مستقبل أفضل فى ظل مجلسكم وفى ظل حكومتكم وهى لا تتطلع إلى مصالح شخصية أو منافع ذاتية وإنما تنتظر منكم أن تنهضوا بنا وبوطننا ليس على المستوى الإقتصادى فحسب بل نتوق أن تتتبوأ مصر مكانتها التى تستحق بين الأمم فتنطلق فى كافة المجالات ليس لمصلحة شخصية بل لنفتخر بكم وبأنفسنا ووطننا وحتى نرسخ لدى أبناءنا وأجيالنا معنى الوطن وقيمة الوطنية ونغرس فيهم حب الوطن والإعتزاز بحضارتهم وتاريخهم وهويتهم وفى ذلك نتطلع إليكم مع بداية عهد جديد ذهبنا فيه إلى لجان إقتراع ربما لأول مرة بكامل إرادتنا لنختار نوابا نتوسم فيهم الخير والصلاح ونرى فيهم سمو الأخلاق وتواضع النفوس إخترناكم توسما فى صفاء سريرتكم ونقاء ضمائركم بعدما عانينا عقودا من نواب ومسئولين وحكومات إنعدم لديهم الضمير وضاعت لديهم القيم وغابت عنهم الأخلاق وتاهت عنهم الوطنية وتقطعت بهم الذمم فصاروا عصبة من اللصوص وزمرة من الفاسدين فعاثوا فى البلاد فسادا وضيعوها وضيعوا العباد وأفسدوا القيم والأخلاق ونهبوا الموارد والثروات فضيقوا الدنيا علينا بما رحبت وبدلوا حياتنا موتا وعيشتنا ضنكا وتفاؤلنا تشاؤما وحبنا كرها لذا جئناكم بعدما تقطعت بنا السبل وضاقت علينا الأرزاق وتاهت منا الطرق جئناكم متوسمين متعشمين فيكم الخير والبر والعدل والإنصاف جئناكم بالرغم من المحاولات الكثيرة لإثنائنا عن إختياركم وإبعادنا عن طريقكم وإقناعنا بعدم إنتخابكم لكننا جئناكم عن قناعة وحب وتقدير وإمتنان داعين المولى فى كل خطوة نخطوها أن تكونوا ملاذنا وأن تكونوا أملنا وسبيلنا للنجاة من القهر والقمع والظلم والتعذيب الذى لطالما ذقتم مراراته وآلامه وأوجاعه فتكونوا أجدر الناس على الإحساس بنا وتحقيق طموحاتنا جئناكم حاملين معنا كل الأمل فى غد مشرق ومستقبل مضىء فى ظل مجلسكم وحكومتكم وكذلك جئناكم خائفين بل ربما مرتعبين ليس على مصالحنا وإنما عليكم فأنتم لا تمثلون فقط عهدا جديدا بل تمثلون ديننا الحنيف ورموز إسلامنا وحمال شعائرنا وهذا يزيد مخاوفنا لأن فشلكم لن يكون صدمة فيكم فحسب بل ستكون صدمة فى دين الله الذى لم يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه جئناكم واثقين فى تدينكم وفى مدى طاعتكم لربنا وربكم فإحرصوا كل الحرص لأن فشلكم لن يكون مجرد فشلا إنسانيا وإنما ربما يمثل لكثيرين فشلا للدين نفسه ولمن يمثلون الدين وإعلموا أن تجربتكم إما أن تمنحكم بقاءا طويلا إن لم يكن أبديا وإما أن تمحى نموذجكم إلى قيام الساعة فإحرصوا على إقامة الدين فينا فمعه تقوم دولة العدل والحق والقانون والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل.

30‏/1‏/2012

شرعية البرلمان ومساندة الميدان

لاشك أن الثورة المجيدة ما كان لها أن تكون بدون مشاركة جماهير الشعب بمختلف توجهاتها وإلتفاف العامة قبل الخاصة حول هذه الجماهير وتدعيمها لها حتى من لم يشارك فيها بالنزول إلى الميدان ولا يستطيع أحد أن يختزل الثورة فى فصيل أو فى شخص ما وهذا يعنى أنه لا يمكن لأحد أن يحتكر الثورة أو ينصب نفسه واصيا عليها ليتحكم فيها أو يوجه مسارها ولكن بدا فى الأيام الأخيرة وخاصة بعد الإنتخابات البرلمانية أن هناك من يريد فرض الوصاية على الثورة لأسباب نعلمها جميعا ومنها فشل هؤلاء فى تحقيق أى مكاسب فى الإنتخابات وربما شعروا بأنهم خرجوا من السباق بلا شىء ونسوا أننا جميعا فائزين بثورتنا وبالطبع هناك من يزكى هذه الروح ويغذيها ويدفع بتيارات سياسية نحو التصادم مع فصائل أخرى ربما كانت أكثر حظا فى تحقيق مكاسب سياسية وهذا حقهم نتاج جهدهم وإلتحامهم بالجماهير وليس مجرد إلقاء خطب عبر الفضائيات وهنا وجدنا من يخرج علينا ليقول أن البرلمان لا يمثلنا ولا نعترف بشرعية سوى شرعية الميدان وهذا منحى جديد وخطير لسير العملية السياسية التى تشهدها مصر وإذا كان الميدان هو سبب رئيسى لقيام الثورة ونجاحها لكن هذا لا يعنى أن يصبح هو الشرعية لأنه مهما كان عدد من يتواجدون فيه فلا يملكون الشرعية التى يمكنهم بها فرض رؤياهم على جموع الجماهير فهناك مسارات محددة لإكتساب الشرعية وهى الإحتكام إلى الإنتخابات والرضى بنتائجها وقد أفرزت الإنتخابات مجلسا لم نشهد له مثيل من قبل وهذا المجلس ربما يكون هو المؤسسة الرسمية الوحيدة التى تمتلك الشرعية الدستورية وعلى الجميع التسليم لها وفى الوقت نفسه لا يمكننا أن نغفل دور الميدان ولكن ليس كشرعية بديلة وإنما كورقة ضغط على المؤسسات وليس بديلا عنها فيمكنه مراقبتها وتقييم أداءها وليس الإحلال مكانها فهذا الميدان يعبر عن جزء من المجتمع وليس كل المجتمع والكل يشمل الجزء ولا يمكن إختزال الكل فى جزء والشعب قد أنتج شرعية دستورية هى البرلمان أما أن يخرج علينا بعض الأفراد أو القوى مهما قل عددها أو كثر فلا يمكن لها أن تكون واصيا على إرادة الجماهير التى إختارت من يمثلها ولا يمكن لأحد أن يعقب على إختياراتها ويبدوا أن هناك قوى ظلامية تريد إرباك البلاد وخلق حالة من الفوضى التى لا تنتهى تحت مبررات واهية وحجج كاذبة ومطالب سطحية مستغلة بعض الأخطاء التى وقعت فيها السلطة الحاكمة ومستغلة عواطف البعض وهذا ليس بالأمر الصواب وعلينا أن نرتضى بإختيارات الشعب وإحترام إرادته وخرجت بعض الأصوات لتطالب برحيل المجلس العسكرى الآن وهؤلاء الذين يطالبون برحيله الآن هم أنفسهم الذين طالبوا كثيرا ببقائه فى السلطة حتى تستعد أحزابهم على أمل أنه ربما يمكنها المنافسة على مقاعد المجلس وهاهم بعدما فشلوا فى المنافسة فيريدون رحيله الآن ليس من أجل صالح البلاد ولكن لإحداث حالة من الفوضى تعم البلاد ثم نبدأ المشوار من جديد ومحاولة إحداث حالة تصادم مع الجيش وبين الجيش والشعب وعلينا أن نعى أنه ما من أحد مستفيد من إحداث تلك الفوضى والدعوة إلى الإنقلاب على الشرعية التى جاءت بإرادة حرة عبر إختيار شعبى فى إنتخابات غير مسبوقة ولا يمكن لأحد التعقيب على إختياراته ولا يمكن لأحد الإنقلاب على شرعيته التى إرتضاها وآن لهؤلاء الفوضويين الظلاميين الذين يريدون جر البلاد نحو فوضى لا تنتهى أن يضعوا مصلحة الوطن قبل مصلحة أى فرد أو فصيل فلقد حان الوقت أن تستقر الأوضاع وتهدأ الأحوال حتى نتمكن من إعادة بناء وطن جديد يقوم على إحترام بعضنا بعض وعلى إحترامنا لإختياراتنا وأن نؤسس لدولة ديمقراطية طالما تطلعنا إليها ولطالما نادى بها هؤلاء الذين ينقلبون الآن عليها بل وينقلبون على إرادة الأغلبية التى قالت كلمتها وإختارت من يمثلها ولن ترضى ولن تقبل أن ينقلب أحد على إرادتها ووجب على الخاسرين أن يوجهوا التهنئة للفائزين فتلك هى الديمقراطية ولن نرضى عنها بديلا فهيا بنا نتعاون فى سبيل بناء الوطن فليس هناك من خاسر وفائز ولكننا جميعا فائزون لأننا كسبنا وطنا جديد يقوم على الحرية والعدل والمساواة وبدلا من هدم ما إكتسبناه من نتائج ثورتنا هيا بنا نبى عليه فنؤسس لوطن لطالما حلمنا به ونترك من بعدنا مجدا لأبنائنا لطالما حرمنا منه طويلا فلا تهدموا ما بنيناه ولا تهدروا تضحيات شهداءنا وجرحانا فتعالوا جميعا نشارك فى إعلاء قيمة الديمقراطية وإعلاء شأن الحرية وترسيخ مبادىء التعددية وتتوافق حول أهداف عامة تجمع بيننا جميعا وبدلا من الفرقة نتجه إلى الوحدة فنبنى ونعلى من شأننا وشأن وطننا.

21‏/1‏/2012

المعادلة الصعبة فى الثورة

لاشك أننا ما قمنا بثورتنا إلا بسبب المعاناة التى عشناها ما بين قمع وفساد وما بين إنتهاك كرامة وإمتهان حرمات وما بين إستبداد حاكم وفساد سلطة وكانت تلك الأسباب كفيلة لقيام ثورتنا التى وهبنا الله نجاحها ولم يتبقى أمامنا سوى إجراءات حصد النجاح والتى لن تحدث بين يوم وليلة ويجب ألا يدفعنا التعجل إلى السير نحو الهدم بدلا من البناء وعلينا الحذر والحرص فى إتخاذ قرارات أو المضى نحو خطوات ربما تبدوا فى ظاهرها بناء وهى فى حقيقتها دعوات هدم ودمار وهنا يكمن الخطر وهنا يوجد محور الإختلاف بين فئات الشعب على إختلاف توجهاتها فجميعنا سعداء بالثورة ونجاحها وتوحدنا فى تحقيق هدفها الرئيسى وهو إسقاط النظام وقد سقط فعليا وإن لم يكن بكامل شخوصه ولكنه قد سقط ثم بدأ الإختلاف فى الرأى والرؤية حول كيفية معالجة الفترة ما بين إسقاط نظام وبناء آخرفهناك من يرى أن الثورة لم تنتهى بعد وعلينا إستكمالها وهناك من يرى أنها قد إنتهت ولم يتبقى سوى حصاد نتائجها التى قامت من أجلها والفارق بين الوجهتين كبير ومهما كان حجم الإختلاف فإن الجميع يتفق على ضرورة إستكمال خطواتها لتحقيق كافة أهدافها ويبقى أيضا الإختلاف حول طريقة المعالجة فنحن نريد ثورة وفى الوقت نفسه نريد الحفاظ على الوطن والفرق بين الرأيين يمكن تشبيهه بمن يريد إقتلاع القلب من الجسد حتى لا يعانى المريض من الألم وهو لم يدرك أنه حقا لن يعانى مجددا ولكنه سيفقد الحياة وهذا كمن يريد ثورة ونسف دولة ومن يريد ثورة ووطن كمن يريد إستئصال مصدر الألم من القلب دون إحداث الوفاة وهنا تكمن المشكلة لأن أصحاب الرأى الأول يريدون الهدم والبناء من جديد ونسوا أن مابين هذا وذاك لن يجدوا شيئا يبنوه والرأى الآخر يريد إصلاح ما تبقى من الدولة أو يريد إحلال وتجديد لأننا من الصعب أن نفصل بين المجلس العسكرى الذى يريد أصحاب الرأى الأول إسقاطه وبين الجيش من الناحية العملية والدليل أننا عندما أردنا إسقاط النظام قمنا بإسقاط الشرطة حتى نستطيع السيطرة على النظام والآن وقد حل الجيش محل الشرطة فلابد لنا من إسقاطه حتى نتمكن من إسقاط النظام وهذا هو جوهر الخلاف بين أصحاب الرأى فيمن يريد ثورة على الفساد ومن يريد ثورة على البلاد فهل نستطيع إسقاط النظام متمثلا فى المجلس العسكرى دونما إسقاط الجيش نفسه الذى يستمد المجلس شرعيته منه ويستمد قوته منه إذن فما الحل؟ الحل يكمن فى الصبر قليلا فما لا نستطيع فعله اليوم ننتظر رويدا ونفعله فى الغد القريب دون إراقة الدماء ودون المخاطرة بمستقبل الجيش ومستقبل الوطن وأبناءه والثمن قليلا فهو مجرد صبرا قليلا فنحن نسير على الطريق الصحيح وإن كنا نسير ببطء ولكن خيرا لنا أن نصل متأخرين على ألا نصل على الإطلاق فها هى الإنتخابات البرلمانية قد إنتهت وتشكل البرلمان بإختيار حر ونزيه وها هى باقى الإنتخابات فى طريقها إلى الإنتهاء ورويدا تتشكل دولتنا الجديدة بإرادة شعبها وبإختيار أبنائها ولم تبقى سوى بضع شهور ليتوارى المجلس العسكرى عن المشهد السياسى وحرى بنا أن نقارن بين إقصائه بطريقة سلمية مدروسة وبين فكرة إسقاطه الآن بما تحمله من مخاطر والأجدر بنا ولسلامة وطننا أن ننتظر قليلا فيرحل بسلام ونعيش نحن جميعا بسلام فنضمن سلامة الوطن وسلامة الجميع وأعتقد أن بضعة شهور فى عمر الدول شيئا لا يذكر وثمنا قليلا مقابل الحفاظ على أمن وسلامة الوطن والمواطنين فهيا بنا نحافظ على وطننا ونبنى بلادنا ونؤسس لمستقبلنا بالبناء على ما لدينا وليس بهدم كل ما عندنا.

17‏/1‏/2012

زعامة زائفة وبطولة وهمية

لاشك أن للقائد مواصفات وللزعيم علامات وإشارات وأولها هى الشجاعة والإقدام ومواجهة الشدائد والصعاب والبحث عن حلول للمشكلات والتغلب على العقبات وما فعله البرادعى المرشح الذى كان محتملا للرئاسة أوضح دليل على أن هذا الرجل لا يملك من كل ماسبق شيئا فلقد ترك الميدان الذى لم ينزله فى الأساس تحت مبررات واهية وأسباب غير واضحة أو مقنعة وتحدث الرجل كمن يريد أن تقدم له الشعوب دولة مثالية ومجتمعا عصريا ودستورا منقحا ثم يهبط هو من السماء فتستقبله الجماهير بالهتافات وتحمله فوق الأعناق دون أن يقدم شيئا لهؤلاء لقد تحدث الرجل كأنه من خارج هذا الوطن تحدث كأنه من كوكب آخر وياليته ما تحدث وياليته ما قدم مبررات والتى تصل إلى حد السفاهات وإن كان له العذر فلم يتعود النضال سوى من خلف لوحة المفاتيح والتى يقذف عبرها التغريدات وكأنها ساحة قتاله وكأنها ميدان معركته فلم نراه يوما وسط الناس ولم نجده يوما مع الجماهير حتى ولو داخل قاعة إجتماعات أو داخل صالة أحد النوادى ولكن رأيناه فقط عبر الشاشات وكأنه سيحكم وطنا عبر لوحة مفاتيحه وسيحرك جيوشه وينفذ سياساته من خلال التغريدات تحدث الرجل فقدم مبررات تدلل على مدى إزدواجية هؤلاء الفئة من الليبراليين الذين عندما يتحدثون يكذبون وإذا صدقوا فيتحدثون حديث البلهاء وكلام السفهاء تحدث الرجل فبرر إنسحابه بعدم رضاه عن الحياة الديمقراطية التى نعيشها فى مصر حاليا فى الوقت الذى سبق فيه أن عرض نفسه للتعيين فى منصب رئيس الوزراء وهى نفس الحياة الديمقراطية وهو نفس الشعب والأكثر غرابة أن يتحدث عن الديمقراطية ويقبل منصبا بالتعيين وليس عن طريق إختياره بالإرادة الحرة للشعب تحدث الرجل بعد مضى عام من الثورة مبررا إنسحابه بأن الثورة لم تحقق أهدافها ولم يوضح لنا تلك الأهداف فى الوقت الذى قام فيه الشعب بإجراء إنتخابات لم تشهدها مصر عبر تاريخها تحدث الرجل فى الوقت الذى بدأ الشعب فيه تأسيس دولته الجديدة على العدل والقانون تحدث الرجل كأنه ليس من هذا الشعب ولا يعيش على أرض هذا الوطن تحدث الرجل فلم يقتنع أحد إلا هؤلاء الدراويش من أتباعه الذين يهيمون فى محرابه ولا يأبهون فى السب والقذف والشتائم ضد كل معارض للمناضل المزعوم وللزعيم المصنوع تحدث الرجل فلم يستمع إليه أحد سوى تلاميذه المناضلين من خلف لوحات الكتابة وعبر الفضاء الإلكترونى الفسيح الذى تتوه فيه معالم كل شىء والذين لا يعرفون طريقا إلى الشارع ولا يجيدون التواصل مع الجماهيرمثلهم مثل قائدهم تحدث الرجل وتلاميذه ففقدوا ما تبقى من مصداقية لدى العامة تحدث الرجل وحاول تلاميذه وأتباعه تبرير إنسحابه لكن أحدا لم يسمع ولكن العجيب أن بعضهم وصف الإنسحاب بالبطولة فى سابقة جديدة لم تذكرها كتب التاريخ التى تناولت تعريف البطولة فكيف للإنسحاب أن يصبح بطولة وكيف للهروب أن يصبح شجاعة إذن فماذا يكون الإقدام وكيف تكون المواجهة والتحدى والنضال تحدث الرجل فأراح الجميع الذين لم يجهدهم أو يقلقهم نجاح الرجل فهم على يقين من فشله ولكن إستراحوا من حديثه المتكرر لدى قنوات متواطئه ومع رجال إعلام مشكوك فى نزاهتهم فصدعوا رؤوسنا بالرجل تحدث الرجل فإسترحنا لأن رسالتنا الرافضة له أخيرا قد وصلت وإستوعب رفض الشارع له والآن صمت الرجل ولابد أن يصمت تلاميذه ودراويشه وتحدثنا نحن فقلنا له ولكل من على شاكلته لا وألف لا لن نقبل بزعامة مصنوعة أو أبطال من ورق ولن نقبل لحكم بلادنا برجال جاءوا إلينا عبرالفضاء الفسيح وعبر الفضائيات وربما عبر أجندات وإتفاقات لن نسمح بها ولن تكون أبدا فليصمت الجميع وليتحدث شعب هذا البلد ليقرر من يكون ومن لا يكون.

1‏/1‏/2012

هل حقا نملك قرارنا؟

لا شك أن لكل دولة سيادتها على أراضيها أو هكذا يجب أن تكون الدول ولكن السيادة ليست مجرد لفظة تطلقها السلطة الحاكمة أو كلمة يتشدق بها ويرددها الشعب ولكنها ممارسة حقيقية على أرض الواقع وهى ليست مجرد ضبط السلطة لحدود الدولة وإنما فرض سيطرتها على مجريات الأحداث داخل الأرض وضبط تصرفات هيئات ومؤسسات ومنظمات تعمل على هذه الأرض ولكن المتابع للأحداث يجد أننا نعيش داخل مجتمع وليست دولة وقد بدا هذا جليا بعد قيام الثورة حيث ظهرت على الساحة أحداث وأفعال ما كنا نعلم عنها شيئا إبان الحكم السابق وإن علمنا ما كنا نعلم حقيقتها أما بعد الثورة ومع هذا الإنفجار المعلوماتى وهذا السيل الإخبارى الجارى أصبحنا نسمع أشياء ونعلم أمور كانت خافية ووقعت أحداث عديدة من إحتجاجات وإعتصامات وإضرابات وقام أشخاص بتصرفات تخرج عن إطار القانون بل وتخرج عن إطار الأخلاق فوجدنا من يتهجم على شخوص المجلس العسكرى علانية بالسب والقذف والشتائم ومن يقوم بالتحريض عليه وعلى مؤسسات الدولة بشكل علنى وموثق يستطيع معه أصغر المحامين أن يدفع به إلى السجون ومع ذلك لم نجد من السلطة سوى عمل إستجواب مع بعض من هؤلاء على إستحياء ثم إذا خرجوا علينا قالوا ما أفرجت عنا السلطة ولكن أفرجت عنا أمريكا ثم تدور أحداث ويتهجم أشخاص على أفراد القوات المسلحة وتكون أدلة الإدانة ثابتة وموثقة وإذا تم إلقاء القبض على أحدهم نفاجىء بالإفراج عنه والسبب أنه ليبرالى ملحد وهذا هو دليل البراءة وعلى النقيض نجد أشخاصا لم توجه إليهم تهم ويتم إلقاء القبض عليهم ويودعون السجون دون تحقيق ودون أدلة إدانة والتهمة هى أنه سلفى أو ينتمى إلى التيارات الإسلامية ونجد منظمات مدنية وجمعيات حقوقية تحوم حولها شبهات بل وتدينها أدلة إتهامات وإذا قامت السلطات بتفتيشها أو محاولة مراقبتها ما نلبث أن نجد دولا خارجية تدين وتشجب بل تتوعد وتهدد بألا يقترب أحد من تلك المنظمات مع علم الجميع أنها لم تكن يوما منظمات مدنية أو جمعيات حقوقية وما هى إلا مكاتب جاسوسية وأماكن إستخباراتية ومع كل هذا يتم السماح لها بممارسة أعمالها ومزاولة أنشطتها وكأن شيئا لم يكن وكأن دولة لا توجد وكأن سلطة لا تملك سلطان ومن ناحية أخرى نسمع ونقرأ عن تدخلات خارجية بل وتوجيهات أجنبية بما تكون عليه نتائج الإنتخابات وما تكون عليه شكل الحكومات فنشعر أننا ما قمنا بثورة وما تغير نظام وسابقا قال أحد المقربين من السلطة أن رئيس مصر لابد أن يحصل على موافقة إسرائيل وأمريكا وإعتبرنا أنها مجرد ترهات وحديث سفاهات ولكن بالتأمل للأحداث نكاد نقترب من حقيقة هذا الإحتمال فنجد أشخاصا يتم الإفراج عنهم وهم مذنبون وأشخاص يلقى بهم فى السجون وهم أبرياء ومنظمات مشبوهة تعمل لأجندات خارجية وتقوم بحملات تحريض علنية ومع ذلك تترك حرة طليقة وحركات تمرد ولا يمكن لأحد تقييدها وشخصيات عدائية ولا يمكن لأحد إسكاتها فهل لا يمكن للسلطة السيطرة عليها أم أنه لا توجد لدينا السلطة أم أننا حقا لا نملك قرارنا وإنما يتم الإملاء علينا وما السلطة سوى مكاتب سكرتارية تعمل لحساب آخرين يملكون هم القرار ويوجهون هم المسار وإن كان هذا حقيقيا فقل علينا وعلى السلطة والبلاد السلام.

30‏/12‏/2011

نخبة متشردة

لاشك أن كل مجتمع لديه نخبة مثقفة فكريا وسياسيا تستطيع أن تدير وتتحكم فى تسييرأموروتحديد وجهة الجمهور وترتيب أولوياته بل وتحديد إختياراته لكن بشرط أن تكون نخبة حكيمة ونخبة عادلة ونخبة صادقة تصدق الناس فيستمعون إليها ولا ينفرون منها نخبة تقود من أجل صالح البلاد والعباد وليست نخبة مزيفة تقود لصالح حفنة منهم بل ربما لصالح حفنة من الخارج نخبة تملك من الرؤى والأفكار ما تقنع به الجماهير نخبة تأخذ بأيد الآخرين لتبنى أوطان لا لتهدم بلدان وتشرد ولدان ولكن المتابع للأحداث يجد أن لدينا نكبة وليست نخبة نصبت نفسها من تلقاء ذاتها ولم ينتخبها أحد بل ولم يقتنع بها نخبة لم تطل علينا بخطاب عقلاء أو حديث شرفاء ولكن تهل علينا كل يوم وكل حين لتوبخ أبناءنا وتسفه كبراءنا وتحقر من تصرفاتنا وإختياراتنا ففقدت تواصلها مع أبناء الشعب لأنها تحدثت إليهم من برج عال معتبرة أن الشعب لا يرقى إلى مرتبة الإنسان ولا يستحق درجة الإمتنان والعرفان وإنما تحدثت إليه كمن هو تابع وأجيرإنها نخبة لم تقدم شيئا لوطنها ولم تبدى شيئا لشعبها وراحت تصيح وتصرخ بلغة لا يفهمها سوى الطرشان ولا يسمعها كل عاقل أو صاحب وجدان وكلما زادت صياحا كلما زاد الشعب بعدا ونفورا فقبل الإنتخابات راحت تقدح أذهانها وتكرس إعلامها فى محاولة لإقناع الشعب بإتجاه محدد ولكن جاءت النتائج بما لا تهوى فراحت تسب وتلعن وتحقر وتقلل من هذا الشعب فزاده ذلك بعدا فوق بعد فراحت تبحث عن حل بديل فى محاولة لعرقلة مسيرة الديمقراطية التى لم تأتى بها ولم تلبى طموحاتها فراحت تروج الشائعات وترهب العائلات فلم يستمع إليها أحد وربما أدركت أن الشعب لديه من الوعى ما يمكنه التمييز بين هذا وذاك وأدركت أنها فى طريقها إلى الفناء والإنتهاء فراحت تبحث عن سبيل للبقاء حتى لو كان على حساب الأبناء ولو على أنقاض البناء فراحت تكيد للأوطان وتحيك المؤامرات وتحولت من نخبة إلى عصبة من المتشردين فجهزت جيوشها على الشاشات يضللون الناس بالشائعات ويطلقون الأكاذيب والإدعاءات وبدلا من أن تقدح عقولها للبحث عن بديل للإقناع راحت تجند البلطجية والمشردين وأطفال الشوارع فى محاولة يائسة ليس لإنقاذ نفسها فحسب بل لإحراق الوطن فدفعت بمجموعات من الجهلاء والمضللين لإشاعة فوضى وإشاعة حالة من الإرتباك فى خطة مرسومة ليس للإعتراض على سياسات أو تغيير نظم وإجراءات وإنما لإحراق وطن وتشريد مواطنين وإسقاط دولة فى خطة لها عدة أبعاد أولها إشاعة الفوضى والذعر على الأرض وحرق الممتلكات ثم تبنى حملة إعلامية مكذوبة ومضللة للحديث بإسم الثورة وإلباس المتشردين ثوب الثوار وتزييف الواقع والحقائق ثم إعلان بعض الجهات الخارجية إدانتها وشجبها لما يحدث تحت مسمى حقوق الإنسان فى خطة مكشوفة ومعلوم أبعادها بل ومعلوم الهدف منها وتخلت تلك النخبة عن خطابها لتتبنى خطاب الشرذمة وتكشف عن هويتها الحقيقية وتتحدث بلسان حالها الذى هو البلطجة والفوضى والخيانة وبدا كأن هذه النخبة تلقى بآخر أوراقها فباتت لا تخفى حقيقتها ولا تبالى بسوءاتها وكأنها تقول نعم أنا لست نخبة ما دامت النخبة لم تجدى نفعا أنا بلطجة مقنعة وأنا تشرد مغلف وراحت تلقى تصريحات علانية بأنها لن تقبل ديمقراطية ولن تقبل بإنتخابات حرة ونزيهة بل تقبل بحرق الأوطان وتشريد البلدان وباتت تلك النخبة المتشردة واضحة المعالم والأهداف وأصبحت الشكوك حولها واقعا فما كنا نعتبره إحتمالات بالأمس أصبح حقيقة اليوم فها هى تكشف عن أنيابها وتكشف حقيقتها وتفصح عن أهدافها وبات معلوما أن ما تريده هو إما أن تحكم البلاد وتقود العباد وإما أن تحرق الوطن بمن فيه وما عليه فباتت عصبة من المتشردين وحفنة من الإنتهازيين وجماعة من الوصوليين فهل بقى دليل على جبن وخيانة هؤلاء المتشردين فأفيقوا يا قوم وإعلموا الخائن والعميل وقفوا وقفة رجل أمين للتصدى لهؤلاء أجمعين.

22‏/12‏/2011

أيها العسكر ثوروا لتحمونا

لاشك أننا نقدر ولا زلنا دور القوات المسلحة بقيادة المجلس العسكرى فى حماية الثورة ونجاحها مهما إختلفنا مع المجلس كسلطة سياسية فهو من أصدر الأوامر بحماية الثورة ومع أن لدينا الكثير من التحفظات على أدائه وطريقة إدارته لشئون البلاد ولكن هذا لا يبيح لنا إستباحته أو التهجم عليه وإستعداء الشعب له أو التطاول عليه وفى المرحلة الحرجة التى تمر بها البلاد منذ قيام الثورة وتلك المناوشات التى تحدث هنا وهناك والتى كانت سياسات المجلس سبب رئيسى فى إندلاعها بل وإستمرار حدوثها فمنذ أحداث كنيسة إمبابة وإلقاء القبض على البعض من الطرفين بطريقة عشوائية ليس لها من هدف سوى إرضاء الكنيسة ثم أحداث كنيسة صول وقيام الجيش ببنائها وأعقبها أحداث المريناب والتى كشفت الأوراق عن عدم بنائها كنيسة وما كانت سوى دار ضيافة وتصدر بعض القساوسة للمشهد وقتها وتهديدهم الصريح لشخوص المجلس العسكرى بل وللمشير نفسه بصفته وشخصه وتهجم البعض على محافظ أسوان والتهديد والوعيد لرئيس المجلس العسكرى دونما أدنى رد من المجلس أو الحكومة ثم تبعتها أحداث ماسبيرو وما شهدته من الإعتداء الصريح على أفراد الجيش وقتل الكثيرين منهم وتزعم بعض القساوسة لمسيراتهم وإهاناتهم المتكررة للجيش تحت مسمى المجلس العسكرى دونما أدنى مساءلة ودونما توجيه إتهام أو محاكمة أو حتى مجرد التحقيق فى وقائع مثبتة ثم تصدر بعض الشخصيات المسيحية للمشهد السياسى وإستدعائهم للتدخل الخارجى وطلبهم الحماية الدولية دونما أى حساب ودون التلويح بعقاب كل هذا جعل المجلس العسكرى وحكومته فى منتهى الإستباحة والإستهداف بل وإمتدت أيدى هؤلاء لإستباحة الجيش نفسه وإستهدافه والسبب فى ذلك هو تخاذل المجلس العسكرى أمام إنتهاكات العديد من الأشخاص لكرامة هذا المجلس وإستباحة سلطاته وإنتهاك حرماته وكذلك تخاذل المجلس وحكومته أمام بعض الإعتصامات وتعميم حالة الثورية على جميعها مع علم الجميع أن أغلبهم من البلطجية ولكن إستخدام المجلس العسكرى لمصطلح الثوار وتعميمه على الكافة جعل البلطجية والمشردين والمنتفعين والمتسلقين يحتمون تحت مظلة الثورة والثوار فإستباحوا الأعراض وإنتهكوا الحرمات لأن المجلس تخاذل وتهاون أمام السباب والشتائم ولم يواجه أصحابها بل وصل إلى درجة وصفهم بالثوار بل زاده الذل مذلة فقدم لهم الإعتذار والأكثر سخرية أن يأتى بمن يقودون هذه الفوضى ويخططون لعدم الإستقرار ليكونوا أعضاء فى مجلسه الإستشارى وكأنه يبعث رسالة إلى الجميع مفادها أنه سوف يصبح من المقربين كل من يزيد فى السب ويكيل الشتائم ويصبح جزاء المفسدين المعتدين الآثمين أن يكونوا فى مصاف المقربين المنعمين وأن ينالوا من الدرجات العليا الكثير وكلما زاد الشخص سبابا وقذفا وإتهاما إلى المجلس وشخوصه كلما زاد فى الدرجات والرتب ومنح الإمتيازات والرخص وبذلك أصبح الطريق للوصول إلى أعلى المناصب هو حجم السب والإتهامات إلى مجلس يمنح الدرجات بناءا على تدنى الأدب وسوء الأخلاق ولذا أصبح المجلس هو من يسىء لمصر أولا ثم لنفسه ثانيا ويتعجب كل شريف كيف لرجال جيش شجعان يرضون بهذا الذل والإمتهان كيف لرجال جيش لم يعرفوا يوما سوى الكفاح والنضال ومن أولى أعمالهم الجهاد والتضحية والإستشهاد فى عزة وكرامة يبدوون مستسلمين متخاذلين فى مواجهة خصم وضيع بل لا يرقى إلى درجة الخصومة أم أن المجلس ورجاله أصبح أسد على وفى الحروب نعامة وهل نسى هؤلاء الرجال أن الله يدع بالسلطان ما لايدعه بالقرآن كل هذا يجعلنا نتساءل فى ريبة وشك ونضع علامات إستفهام عن أسباب رضا وقبول المجلس العسكرى للمذلة والمهانة والإستباحة وإنتهاك الكرامة فهل هذا سلوك ناتج عن سوء إدراة وعدم فهم أم أنه ناتج عن سلبية وقبول المهانة أم أنها أوامر خارجية لا يملك فيها التحكم بالإدارة وأتعجب قائلا لم نعرف يوما عن الذل والمهانة لدى قواتنا المسلحة التى عبرت من اليأس إلى الأمل ومن الذل إلى الكرامة كما أننا نعلم يقينا أن القوات التى خططت ونفذت العبور العظيم لابد أن يكون لديها من الخطط والسياسات الكثير وأى أوامر خارجية تلك وقد قمنا بثورتنا لننال إستقلالنا ونحن جميعا نقف وراء جيشنا وقياداته ونقدم أرواحنا ودماءنا فداءا لكرامة بلادنا ويبقى السؤال إن لم يكن لا هذا ولا ذاك فأى الأسباب تلك التى تدفع المجلس للظهور بمظهر الضعفاء بل مظهر المتوسلين إلى قلة من الغرباء والذى لا يقبله كل وطنى وكل شريف وأقول أيها المجلس عودوا إلى صوابكم وإعدلوا فيأخذ كل مخطىء عقابه وينال كل محسن جزاءه ولا يصح مطلقا أن يتساوى الجميع فنجد المناضل الشريف جنبا إلى جنب مع البلطجى الأثيم وإنما نريد عدلا وقسطا فنجازى المخطىء ونكافىء المحسن فإعدلوا وإقسطوا وحاكموا وعاقبوا وإلا ستقع الدولة ويسقط الوطن ولن نقبل أبدا أن تضيع بلادنا وأن تشرد أولادنا فثوروا أيها العسكر نصركم الله.

حركات إحتجاجية أم مؤامرات إنقلابية

قامت الثورة ونجحت وفى طريقها لإستكمال نجاحها وتحقيق باقى أهدافها وجميعنا نعلم أن الثورات تقوم لتهدم الفساد ثم تهدأ لتبنى الأوطان وتشيد البلدان وتعلى من شأن الإنسان وتنهض بالمؤسسات والهيئات وليس أن تستمر فى الثوران إلا إذا كانت مجرد حركات عشوائية لا تملك رؤية سياسية أو خطوات منطقية وإجراءات بنائية وربما تكون هناك بعض الحركات السياسية التى كان لها دورا فى التحضير للثورة وأثناء الثورة ولكن ما يدور على الساحة من محاولة تلك الحركات وإصرارها على الإستمرار فى الإحتجاج دون مبرر ودون وضع بدائل للحل ربما يصب فى غير صالح البلاد وربما يدفع البعض للتشكيك فى نوايا تلك الحركات ففى الوقت الذى يسعى فيه الشعب بمختلف أطيافه لتأسيس عهد جديد وبناء دولة تقوم على المؤسسات بدأها بعقد إنتخابات نزيهة وشفافة تؤدى بنا إلى إختيار مجلس شعب وشورى بإرادة حرة ودون وصاية من أحد ثم إنتخاب رئيس للجمهورية بإرادة كاملة غير منقوصة نجد تلك الحركات لا تزال تحاول الإحتجاج على ما يحدث وما يدور وكأنها لم تتعلم يوما سوى كيفية الإحتجاج ولم تتعلم أبدا كيفية البناء وكيفية الدفع نحو الإستقرار والهدوء فى ظل مرحلة نتجه فيها نحو تأسيس وطن جديد بمشاركة الشعب بكافة أطيافه ولكن ما نراه أن الشعب يسير فى واد وتلك الحركات فى واد آخر الشعب يسير نحو تشكيل مؤسسات وطنية مستقلة بإختياره وبكامل إرادته لتأسيس دولة القانون وتلك الحركات تمارس إحتجاجات بعيدا عن أى منطق وبعيدا عن أى رؤية ففى الوقت الذى نسعى فيه لإختيار برلمان وتشكيل حكومة إذا بتلك الحركات تغرد خارج السرب مطالبة بتشكيل مجلس رئاسى لا يعلم أحدا كيف يتم إختياره ومن يقوم بهذا الإختيار وعمن يعبر هذا المجلس مع أننا لا نبعد عن إختيار رئيس سوى بضعة شهور وبالرغم من أننا بصدد الإنتهاء من إختيار مجلس الشعب والشورى ولكن إصرار هذه الحركات على عمل الوقفات والإحتجاجات يجعلنا نتساءل إلى ماذا تهدف تلك الحركات وما هو منطقها وما هى رؤيتها فى الوقت الذى يذهب فيه الجميع للإدلاء بصوته لإختيار نوابه وإذا كانت تلك الحركات قد تأسست لإبداء إعتراضها على سياسات ونحن فى طريق بناء نظام جديد ولم تعد هناك جدوى لإحتجاجات وهذا يستدعى سؤالا عما إذا كانت تلك الحركات لا تعرف سوى عمل إحتجاجات أم أنها لا تريد إستقرار للبلاد وما جاءت إلا للإنقلاب على القرارات سواء كانت صوابا أم خطأ أم أنها تنفذ أجندات محددة سواء كان النظام مناسبا أم لا أم أن هذه الحركات أدركت أنها لا تمتلك رصيدا لدى الجماهير ولن تنجح فى إنتخابات ولم تستطع الإلتحام بالشعب فراحت تصنع لنفسها دورا يثبت تواجدها أم أنها إتخذت قرارا سابقا بأنها سوف تحتج ولن تتوقف عن الإحتجاج سواء كنا فى حاجة إليه أو لا أم أنه ليس لديها من الوعى السياسى ما تدرك به ضرورات المرحلة ومتطلبات الفترة أم أن هناك من يوجه بوصلتها ويتحكم فى وجهتها لأن ما تقوم به لا يمثل سوى بضعة نفر من أصحاب هذه الحركات وبدا أنهم يسيرون عكس التيار العام للوطن وكأنهم ليسوا جزءا من نسيج هذا الوطن بل ساروا فى طريق ليس مجرد إحتجاجات بل هى أقرب إلى إنقلابات على كل الثوابت والعادات وراحت تنقلب على كل من يخالفها ويخرج عن إطارها أم أنه سوء الفهم وعدم الخبرة ومهما كانت الإجابة فإنه عليهم التوافق مع أفراد الشعب الذى إرتضى لنفسه طريقا واضحا يحدد فيه ملامح دولته ويؤسس به واقعا جديدا يخضع لإرادة الشعب وحرية إختياره وليس لتوجيهات من هنا أو هناك وآن للجميع أن يتوافق لتحقيق مصالح الوطن وصالح الجماهير فتعالوا معا إلى كلمة سواء.

20‏/12‏/2011

إرهاصات ميت أم هلاوس مريض؟

شهد الجميع فى الداخل والخارج بنزاهة العملية الإنتخابية ومدى نضج ورقى هذا الشعب المصرى العظيم وقدرته على إتخاذ قراراته وإستقلاليته فى إختياراته ولكن يبدوا أن هذه الإختيارات لم تعجب البعض ممن إعتادوا على التبعية والعبودية وربما كانوا يظنون أن يختار الشعب بما يريدون هم وليس بما يريده الشعب ويقرره فلقد صدعوا رؤوسنا قبل الإنتخابات فى محاولة لتوجيه الشعب إلى إختيارات محددة تأتى بنتائج يريدونها لأنها تخدم مصالحهم وتساهم فى بقائهم وتجعل من الشعب عبيدا لهؤلاء فيزيح لهم نظاما كانوا من أتباعه ومنتفعيه ويأتى لهم بنظام جديد يكونوا أيضا هم أتباعه ومنتفعيه ويبقى الشعب هو العبد لدى الجميع ولكن الشعب وعى هذه الأكاذيب فجاء إختياره بما لا يلاقى هوى هؤلاء المنتفعين فخرجوا علينا عبر الشاشات وشغلوا الفضائيات ليس بخطاب يحاولون فيه لملمة فشلهم وتدارك خسارتهم أو محاولة البحث عن حلول تجنبهم خسائر أخرى ولكن خرجوا كمن فقد عقله وكمن لم يتعلم شيئا ولم نسمع منهم سوى صراخا وعويلا وباتوا وكأنهم نسوة يولولون على أزواجهن أو أرامل يندبون حظهن وظهروا ليس ليتدارسوا بينهم أسباب هذا الفشل وأسباب خروجهم من المنافسة وأسباب رفض الشعب لهم ولخطابهم وبدلا من أن يثمنوا إختيارات الشعب ويحيوه على مشاركته خرجوا ليخبرونا أننا شعب لا يفهم وأننا شعب لا يرقى إلى مرحلة الحق فى الإختيار ووصفوا الشعب بأحط الكلمات وإتهموه بأبشع التهم ليس لأن الشعب هكذا ولكن لأنه لم يتبع توجهاتهم ولم يقتنع بخطابهم وكأن الشعب لا يكون واعيا إلا إذا كان تابعا لهؤلاء الزمرة من المنتفعين وبدلا من توجيه التحية الواجبة لهذا الشعب العظيم أخذوا يسخرون منه ويحتقرون إختياراته بل بات كل واحد منهم لا يتكلم بل يصرخ ويولول وإبتعدوا كثيرا عن أى خطاب إعلامى أو أى خطاب سياسى وإنغمسوا فى خطاب طرشان يقولون ولا يسمعهم أحد سوى أنفسهم وصاروا جميعا نسخة واحدة لتتنقل بين المحطات فتجد أشكالا وأسماءا مختلفة ولكن حديثا واحدا وخطابا سفيها ولغة متدنية وأسلوبا رديئا فزادهم بعدا عن الشعب على بعدهم لأنهم ما تكلموا بحرف يستمع إليه عاقل أو يفهمه حتى أميا وبدلا من محاولة تدارك أخطائهم زادوا فيها فبعدت المسافة بينهم وبين الشعب وكلما إتسعت المسافة زاد هؤلاء جنونا وهلوسة وبدلا من أن يكونوا إعلاميين أو سياسيين صاروا وكأنهم مرضى أو مجانين فلم نسمع منهم إلا إرهاصات ميت أو هلوسة مريض ففقدوا ما تبقى منهم لدى الشعب وباتوا كروتا محروقة ولم يفلح خطابهم ولم تنجح سياستهم ولن تفلح فى المراحل القادمة لأنهم وبحق صاروا فى واد والشعب كله فى واد آخر وزادت الهوة بين هؤلاء وهؤلاء ولكن يبقى أن الشعب ينتخب والشعب يختار ويرسم طريقه ويحدد مساره ويقرر مصيره الذى إرتضاه دونما تبعية ودونما تضليل وبكامل إرادته وتلك هى السيادة فلا سيادة إلا للشعب.