لاشك أن كل مجتمع لديه نخبة مثقفة فكريا وسياسيا تستطيع أن تدير وتتحكم فى تسييرأموروتحديد وجهة الجمهور وترتيب أولوياته بل وتحديد إختياراته لكن بشرط أن تكون نخبة حكيمة ونخبة عادلة ونخبة صادقة تصدق الناس فيستمعون إليها ولا ينفرون منها نخبة تقود من أجل صالح البلاد والعباد وليست نخبة مزيفة تقود لصالح حفنة منهم بل ربما لصالح حفنة من الخارج نخبة تملك من الرؤى والأفكار ما تقنع به الجماهير نخبة تأخذ بأيد الآخرين لتبنى أوطان لا لتهدم بلدان وتشرد ولدان ولكن المتابع للأحداث يجد أن لدينا نكبة وليست نخبة نصبت نفسها من تلقاء ذاتها ولم ينتخبها أحد بل ولم يقتنع بها نخبة لم تطل علينا بخطاب عقلاء أو حديث شرفاء ولكن تهل علينا كل يوم وكل حين لتوبخ أبناءنا وتسفه كبراءنا وتحقر من تصرفاتنا وإختياراتنا ففقدت تواصلها مع أبناء الشعب لأنها تحدثت إليهم من برج عال معتبرة أن الشعب لا يرقى إلى مرتبة الإنسان ولا يستحق درجة الإمتنان والعرفان وإنما تحدثت إليه كمن هو تابع وأجيرإنها نخبة لم تقدم شيئا لوطنها ولم تبدى شيئا لشعبها وراحت تصيح وتصرخ بلغة لا يفهمها سوى الطرشان ولا يسمعها كل عاقل أو صاحب وجدان وكلما زادت صياحا كلما زاد الشعب بعدا ونفورا فقبل الإنتخابات راحت تقدح أذهانها وتكرس إعلامها فى محاولة لإقناع الشعب بإتجاه محدد ولكن جاءت النتائج بما لا تهوى فراحت تسب وتلعن وتحقر وتقلل من هذا الشعب فزاده ذلك بعدا فوق بعد فراحت تبحث عن حل بديل فى محاولة لعرقلة مسيرة الديمقراطية التى لم تأتى بها ولم تلبى طموحاتها فراحت تروج الشائعات وترهب العائلات فلم يستمع إليها أحد وربما أدركت أن الشعب لديه من الوعى ما يمكنه التمييز بين هذا وذاك وأدركت أنها فى طريقها إلى الفناء والإنتهاء فراحت تبحث عن سبيل للبقاء حتى لو كان على حساب الأبناء ولو على أنقاض البناء فراحت تكيد للأوطان وتحيك المؤامرات وتحولت من نخبة إلى عصبة من المتشردين فجهزت جيوشها على الشاشات يضللون الناس بالشائعات ويطلقون الأكاذيب والإدعاءات وبدلا من أن تقدح عقولها للبحث عن بديل للإقناع راحت تجند البلطجية والمشردين وأطفال الشوارع فى محاولة يائسة ليس لإنقاذ نفسها فحسب بل لإحراق الوطن فدفعت بمجموعات من الجهلاء والمضللين لإشاعة فوضى وإشاعة حالة من الإرتباك فى خطة مرسومة ليس للإعتراض على سياسات أو تغيير نظم وإجراءات وإنما لإحراق وطن وتشريد مواطنين وإسقاط دولة فى خطة لها عدة أبعاد أولها إشاعة الفوضى والذعر على الأرض وحرق الممتلكات ثم تبنى حملة إعلامية مكذوبة ومضللة للحديث بإسم الثورة وإلباس المتشردين ثوب الثوار وتزييف الواقع والحقائق ثم إعلان بعض الجهات الخارجية إدانتها وشجبها لما يحدث تحت مسمى حقوق الإنسان فى خطة مكشوفة ومعلوم أبعادها بل ومعلوم الهدف منها وتخلت تلك النخبة عن خطابها لتتبنى خطاب الشرذمة وتكشف عن هويتها الحقيقية وتتحدث بلسان حالها الذى هو البلطجة والفوضى والخيانة وبدا كأن هذه النخبة تلقى بآخر أوراقها فباتت لا تخفى حقيقتها ولا تبالى بسوءاتها وكأنها تقول نعم أنا لست نخبة ما دامت النخبة لم تجدى نفعا أنا بلطجة مقنعة وأنا تشرد مغلف وراحت تلقى تصريحات علانية بأنها لن تقبل ديمقراطية ولن تقبل بإنتخابات حرة ونزيهة بل تقبل بحرق الأوطان وتشريد البلدان وباتت تلك النخبة المتشردة واضحة المعالم والأهداف وأصبحت الشكوك حولها واقعا فما كنا نعتبره إحتمالات بالأمس أصبح حقيقة اليوم فها هى تكشف عن أنيابها وتكشف حقيقتها وتفصح عن أهدافها وبات معلوما أن ما تريده هو إما أن تحكم البلاد وتقود العباد وإما أن تحرق الوطن بمن فيه وما عليه فباتت عصبة من المتشردين وحفنة من الإنتهازيين وجماعة من الوصوليين فهل بقى دليل على جبن وخيانة هؤلاء المتشردين فأفيقوا يا قوم وإعلموا الخائن والعميل وقفوا وقفة رجل أمين للتصدى لهؤلاء أجمعين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق