1‏/1‏/2012

هل حقا نملك قرارنا؟

لا شك أن لكل دولة سيادتها على أراضيها أو هكذا يجب أن تكون الدول ولكن السيادة ليست مجرد لفظة تطلقها السلطة الحاكمة أو كلمة يتشدق بها ويرددها الشعب ولكنها ممارسة حقيقية على أرض الواقع وهى ليست مجرد ضبط السلطة لحدود الدولة وإنما فرض سيطرتها على مجريات الأحداث داخل الأرض وضبط تصرفات هيئات ومؤسسات ومنظمات تعمل على هذه الأرض ولكن المتابع للأحداث يجد أننا نعيش داخل مجتمع وليست دولة وقد بدا هذا جليا بعد قيام الثورة حيث ظهرت على الساحة أحداث وأفعال ما كنا نعلم عنها شيئا إبان الحكم السابق وإن علمنا ما كنا نعلم حقيقتها أما بعد الثورة ومع هذا الإنفجار المعلوماتى وهذا السيل الإخبارى الجارى أصبحنا نسمع أشياء ونعلم أمور كانت خافية ووقعت أحداث عديدة من إحتجاجات وإعتصامات وإضرابات وقام أشخاص بتصرفات تخرج عن إطار القانون بل وتخرج عن إطار الأخلاق فوجدنا من يتهجم على شخوص المجلس العسكرى علانية بالسب والقذف والشتائم ومن يقوم بالتحريض عليه وعلى مؤسسات الدولة بشكل علنى وموثق يستطيع معه أصغر المحامين أن يدفع به إلى السجون ومع ذلك لم نجد من السلطة سوى عمل إستجواب مع بعض من هؤلاء على إستحياء ثم إذا خرجوا علينا قالوا ما أفرجت عنا السلطة ولكن أفرجت عنا أمريكا ثم تدور أحداث ويتهجم أشخاص على أفراد القوات المسلحة وتكون أدلة الإدانة ثابتة وموثقة وإذا تم إلقاء القبض على أحدهم نفاجىء بالإفراج عنه والسبب أنه ليبرالى ملحد وهذا هو دليل البراءة وعلى النقيض نجد أشخاصا لم توجه إليهم تهم ويتم إلقاء القبض عليهم ويودعون السجون دون تحقيق ودون أدلة إدانة والتهمة هى أنه سلفى أو ينتمى إلى التيارات الإسلامية ونجد منظمات مدنية وجمعيات حقوقية تحوم حولها شبهات بل وتدينها أدلة إتهامات وإذا قامت السلطات بتفتيشها أو محاولة مراقبتها ما نلبث أن نجد دولا خارجية تدين وتشجب بل تتوعد وتهدد بألا يقترب أحد من تلك المنظمات مع علم الجميع أنها لم تكن يوما منظمات مدنية أو جمعيات حقوقية وما هى إلا مكاتب جاسوسية وأماكن إستخباراتية ومع كل هذا يتم السماح لها بممارسة أعمالها ومزاولة أنشطتها وكأن شيئا لم يكن وكأن دولة لا توجد وكأن سلطة لا تملك سلطان ومن ناحية أخرى نسمع ونقرأ عن تدخلات خارجية بل وتوجيهات أجنبية بما تكون عليه نتائج الإنتخابات وما تكون عليه شكل الحكومات فنشعر أننا ما قمنا بثورة وما تغير نظام وسابقا قال أحد المقربين من السلطة أن رئيس مصر لابد أن يحصل على موافقة إسرائيل وأمريكا وإعتبرنا أنها مجرد ترهات وحديث سفاهات ولكن بالتأمل للأحداث نكاد نقترب من حقيقة هذا الإحتمال فنجد أشخاصا يتم الإفراج عنهم وهم مذنبون وأشخاص يلقى بهم فى السجون وهم أبرياء ومنظمات مشبوهة تعمل لأجندات خارجية وتقوم بحملات تحريض علنية ومع ذلك تترك حرة طليقة وحركات تمرد ولا يمكن لأحد تقييدها وشخصيات عدائية ولا يمكن لأحد إسكاتها فهل لا يمكن للسلطة السيطرة عليها أم أنه لا توجد لدينا السلطة أم أننا حقا لا نملك قرارنا وإنما يتم الإملاء علينا وما السلطة سوى مكاتب سكرتارية تعمل لحساب آخرين يملكون هم القرار ويوجهون هم المسار وإن كان هذا حقيقيا فقل علينا وعلى السلطة والبلاد السلام.

ليست هناك تعليقات: