17‏/1‏/2012

زعامة زائفة وبطولة وهمية

لاشك أن للقائد مواصفات وللزعيم علامات وإشارات وأولها هى الشجاعة والإقدام ومواجهة الشدائد والصعاب والبحث عن حلول للمشكلات والتغلب على العقبات وما فعله البرادعى المرشح الذى كان محتملا للرئاسة أوضح دليل على أن هذا الرجل لا يملك من كل ماسبق شيئا فلقد ترك الميدان الذى لم ينزله فى الأساس تحت مبررات واهية وأسباب غير واضحة أو مقنعة وتحدث الرجل كمن يريد أن تقدم له الشعوب دولة مثالية ومجتمعا عصريا ودستورا منقحا ثم يهبط هو من السماء فتستقبله الجماهير بالهتافات وتحمله فوق الأعناق دون أن يقدم شيئا لهؤلاء لقد تحدث الرجل كأنه من خارج هذا الوطن تحدث كأنه من كوكب آخر وياليته ما تحدث وياليته ما قدم مبررات والتى تصل إلى حد السفاهات وإن كان له العذر فلم يتعود النضال سوى من خلف لوحة المفاتيح والتى يقذف عبرها التغريدات وكأنها ساحة قتاله وكأنها ميدان معركته فلم نراه يوما وسط الناس ولم نجده يوما مع الجماهير حتى ولو داخل قاعة إجتماعات أو داخل صالة أحد النوادى ولكن رأيناه فقط عبر الشاشات وكأنه سيحكم وطنا عبر لوحة مفاتيحه وسيحرك جيوشه وينفذ سياساته من خلال التغريدات تحدث الرجل فقدم مبررات تدلل على مدى إزدواجية هؤلاء الفئة من الليبراليين الذين عندما يتحدثون يكذبون وإذا صدقوا فيتحدثون حديث البلهاء وكلام السفهاء تحدث الرجل فبرر إنسحابه بعدم رضاه عن الحياة الديمقراطية التى نعيشها فى مصر حاليا فى الوقت الذى سبق فيه أن عرض نفسه للتعيين فى منصب رئيس الوزراء وهى نفس الحياة الديمقراطية وهو نفس الشعب والأكثر غرابة أن يتحدث عن الديمقراطية ويقبل منصبا بالتعيين وليس عن طريق إختياره بالإرادة الحرة للشعب تحدث الرجل بعد مضى عام من الثورة مبررا إنسحابه بأن الثورة لم تحقق أهدافها ولم يوضح لنا تلك الأهداف فى الوقت الذى قام فيه الشعب بإجراء إنتخابات لم تشهدها مصر عبر تاريخها تحدث الرجل فى الوقت الذى بدأ الشعب فيه تأسيس دولته الجديدة على العدل والقانون تحدث الرجل كأنه ليس من هذا الشعب ولا يعيش على أرض هذا الوطن تحدث الرجل فلم يقتنع أحد إلا هؤلاء الدراويش من أتباعه الذين يهيمون فى محرابه ولا يأبهون فى السب والقذف والشتائم ضد كل معارض للمناضل المزعوم وللزعيم المصنوع تحدث الرجل فلم يستمع إليه أحد سوى تلاميذه المناضلين من خلف لوحات الكتابة وعبر الفضاء الإلكترونى الفسيح الذى تتوه فيه معالم كل شىء والذين لا يعرفون طريقا إلى الشارع ولا يجيدون التواصل مع الجماهيرمثلهم مثل قائدهم تحدث الرجل وتلاميذه ففقدوا ما تبقى من مصداقية لدى العامة تحدث الرجل وحاول تلاميذه وأتباعه تبرير إنسحابه لكن أحدا لم يسمع ولكن العجيب أن بعضهم وصف الإنسحاب بالبطولة فى سابقة جديدة لم تذكرها كتب التاريخ التى تناولت تعريف البطولة فكيف للإنسحاب أن يصبح بطولة وكيف للهروب أن يصبح شجاعة إذن فماذا يكون الإقدام وكيف تكون المواجهة والتحدى والنضال تحدث الرجل فأراح الجميع الذين لم يجهدهم أو يقلقهم نجاح الرجل فهم على يقين من فشله ولكن إستراحوا من حديثه المتكرر لدى قنوات متواطئه ومع رجال إعلام مشكوك فى نزاهتهم فصدعوا رؤوسنا بالرجل تحدث الرجل فإسترحنا لأن رسالتنا الرافضة له أخيرا قد وصلت وإستوعب رفض الشارع له والآن صمت الرجل ولابد أن يصمت تلاميذه ودراويشه وتحدثنا نحن فقلنا له ولكل من على شاكلته لا وألف لا لن نقبل بزعامة مصنوعة أو أبطال من ورق ولن نقبل لحكم بلادنا برجال جاءوا إلينا عبرالفضاء الفسيح وعبر الفضائيات وربما عبر أجندات وإتفاقات لن نسمح بها ولن تكون أبدا فليصمت الجميع وليتحدث شعب هذا البلد ليقرر من يكون ومن لا يكون.

ليست هناك تعليقات: