30‏/4‏/2011

همسه إلى جيشنا الوطنى

لاشك أننا جميعا نثق فى جيشنا الوطنى ونقدر دوره الدائم فى الدفاع عن أمن وسلامة الوطن والمواطنين طوال عقود طويلة ومنذ تأسيسه سواء فى أوقات السلم أوالحرب وقد تجلى ذلك الدور الوطنى أثناء ثورة مصر الخالدة فى الخامس والعشرين من يناير عندما لم يكتف الجيش فقط بالإنحياز إلى الثورة بل كان له الأثر الواضح فى ترجيح كفتها ليس برعايته لها فقط بل ودعمها ومساندتها وحرصه على ألا تسيل قطرة دم واحدة من أى من أبناء الشعب العظيم وكان ذلك واضحا بالقول والفعل وكان هذا الموقف الوطنى هو السبب الرئيسى وراء نجاح هذه الثورة والإطاحة بالنظام السابق وخلال تلك الفترة ومنذ إندلاع الثورة كان للجيش مواقف عديدة وكان البعض منها لم يلق إستحسانا لدى بعض القوى السياسية والشعبية ونذكر منها أسلوب الجيش فى فض بعض الإعتصامات وكيفية التعامل مع بعض الأفراد وتجلت مثل هذه المواقف والتى لاقت نقدا واسعا من فئات عديدة واقعة فض الإعتصام داخل ميدان التحرير فى اليوم الذى إشترك فيه البعض من أفراد القوات المسلحة فى ذلك اليوم وبالرغم من المبررات التى قدمها الجيش فى طريقة تعامله لفض هذا الإعتصام إلا أننى أرى أن هناك أسباب ربما تكون خفية ولايمكن الكشف عنها لأسباب أمنية ولكن أيضا يمكننى تحليل مثل تلك الأسباب فالجيش مؤسسة عسكرية وطنية كباقى المؤسسات ولابد أن تكون لدى أفراده رؤى مختلفة وخصوصا بعد هذه الثورة التى غيرت مفاهيم كثيرة لدى الغالبية العظمى ومن منطلق حبى وحرصى على هذا الجيش أعتقد أنه ربما أغفل وسط هذا الضجيج ووسط هذه الثورة أن أفراده هم الآخرون من أبناء هذا الوطن ولابد أنهم يتأثرون بهذا الحراك على الساحة السياسية وأن منهم من لديه مطالب يريد تحقيقها وربما وجد أنه آن الأوان لتحقيقها لذلك كان لابد من التعامل معهم من منطلق هذه المتغيرات وبمعطيات تلك الحقبة الجديدة فينظر إليهم ويستمع إلى وجهات نظرهم فمن الضرورى أن يكون أصابهم مثل ما أصاب الجميع من تطلعات وتوقعات وتقديرا منى للدور العظيم الذى يقوم به أفراد القوات المسلحة أجد أنه يجب علينا مكافأة هؤلاء الأفراد بل يجب أن يكونوا فى طليعة المكرمين والفائزين ببعض من ثمار هذه الثورة فهم أكثر الفئات التى تحملت عبء هذه الثورة فكان لابد من مكافأتهم وتحفيزهم مثلهم مثل باقى الفئات بل وأكثر منهم ولذا لاأجد حرجا عندما أقول أنه يجب زيادة مرتباتهم وحوافزهم ومنحهم المزيد من الإمتيازات ليس لأنهم أعلى قدرا من الآخرين ولكن لأنهم يبذلون ما لايبذله الآخرون الذين حصلوا على إمتيازات كثيره وكذلك تحملوا ما لم يتحمله غيرهم فهم درع الوطن ومصدر أمنه وسلامته ومن حقهم علينا أن نكرمهم ونكافأهم ونتفهم دوافعهم فنحن لا نمن عليهم بل نرد إليهم بعضا من حقوقهم والتى تواكب التغيرات الجارية سياسيا وإجتماعيا وإقتصاديا ولذلك ومن منطلق حرصى على هذه المؤسسه الوطنية أهمس فى أذن قيادة الجيش بألا يبخلوا على أفراده وأعلم أنهم أحرص عليهم منا وهذا واجب علينا نحوهم وعن رضا وطيب خاطر.