لاشك أننا جميعا نثق فى جيشنا الوطنى ونقدر دوره الدائم فى الدفاع عن أمن وسلامة الوطن والمواطنين طوال عقود طويلة ومنذ تأسيسه سواء فى أوقات السلم أوالحرب وقد تجلى ذلك الدور الوطنى أثناء ثورة مصر الخالدة فى الخامس والعشرين من يناير عندما لم يكتف الجيش فقط بالإنحياز إلى الثورة بل كان له الأثر الواضح فى ترجيح كفتها ليس برعايته لها فقط بل ودعمها ومساندتها وحرصه على ألا تسيل قطرة دم واحدة من أى من أبناء الشعب العظيم وكان ذلك واضحا بالقول والفعل وكان هذا الموقف الوطنى هو السبب الرئيسى وراء نجاح هذه الثورة والإطاحة بالنظام السابق وخلال تلك الفترة ومنذ إندلاع الثورة كان للجيش مواقف عديدة وكان البعض منها لم يلق إستحسانا لدى بعض القوى السياسية والشعبية ونذكر منها أسلوب الجيش فى فض بعض الإعتصامات وكيفية التعامل مع بعض الأفراد وتجلت مثل هذه المواقف والتى لاقت نقدا واسعا من فئات عديدة واقعة فض الإعتصام داخل ميدان التحرير فى اليوم الذى إشترك فيه البعض من أفراد القوات المسلحة فى ذلك اليوم وبالرغم من المبررات التى قدمها الجيش فى طريقة تعامله لفض هذا الإعتصام إلا أننى أرى أن هناك أسباب ربما تكون خفية ولايمكن الكشف عنها لأسباب أمنية ولكن أيضا يمكننى تحليل مثل تلك الأسباب فالجيش مؤسسة عسكرية وطنية كباقى المؤسسات ولابد أن تكون لدى أفراده رؤى مختلفة وخصوصا بعد هذه الثورة التى غيرت مفاهيم كثيرة لدى الغالبية العظمى ومن منطلق حبى وحرصى على هذا الجيش أعتقد أنه ربما أغفل وسط هذا الضجيج ووسط هذه الثورة أن أفراده هم الآخرون من أبناء هذا الوطن ولابد أنهم يتأثرون بهذا الحراك على الساحة السياسية وأن منهم من لديه مطالب يريد تحقيقها وربما وجد أنه آن الأوان لتحقيقها لذلك كان لابد من التعامل معهم من منطلق هذه المتغيرات وبمعطيات تلك الحقبة الجديدة فينظر إليهم ويستمع إلى وجهات نظرهم فمن الضرورى أن يكون أصابهم مثل ما أصاب الجميع من تطلعات وتوقعات وتقديرا منى للدور العظيم الذى يقوم به أفراد القوات المسلحة أجد أنه يجب علينا مكافأة هؤلاء الأفراد بل يجب أن يكونوا فى طليعة المكرمين والفائزين ببعض من ثمار هذه الثورة فهم أكثر الفئات التى تحملت عبء هذه الثورة فكان لابد من مكافأتهم وتحفيزهم مثلهم مثل باقى الفئات بل وأكثر منهم ولذا لاأجد حرجا عندما أقول أنه يجب زيادة مرتباتهم وحوافزهم ومنحهم المزيد من الإمتيازات ليس لأنهم أعلى قدرا من الآخرين ولكن لأنهم يبذلون ما لايبذله الآخرون الذين حصلوا على إمتيازات كثيره وكذلك تحملوا ما لم يتحمله غيرهم فهم درع الوطن ومصدر أمنه وسلامته ومن حقهم علينا أن نكرمهم ونكافأهم ونتفهم دوافعهم فنحن لا نمن عليهم بل نرد إليهم بعضا من حقوقهم والتى تواكب التغيرات الجارية سياسيا وإجتماعيا وإقتصاديا ولذلك ومن منطلق حرصى على هذه المؤسسه الوطنية أهمس فى أذن قيادة الجيش بألا يبخلوا على أفراده وأعلم أنهم أحرص عليهم منا وهذا واجب علينا نحوهم وعن رضا وطيب خاطر.