سيادة الرئيس والسادة نواب الأمة أبعث إليكم برسالتى هذه متمنيا من الله أن تشعر بها قلوبكم مشيرا إلى أن آمال وطموحات الشعب متطلعة إليكم وتنتظر منكم الكثير وتأمل فيكم الخير الوفير وتتوسم فى ضمائركم الخوف على الوطن والحرص على المواطنين وتنظر إليكم نظرة خير وتصبوا معكم إلى مستقبل أفضل فى ظل مجلسكم وفى ظل حكومتكم وهى لا تتطلع إلى مصالح شخصية أو منافع ذاتية وإنما تنتظر منكم أن تنهضوا بنا وبوطننا ليس على المستوى الإقتصادى فحسب بل نتوق أن تتتبوأ مصر مكانتها التى تستحق بين الأمم فتنطلق فى كافة المجالات ليس لمصلحة شخصية بل لنفتخر بكم وبأنفسنا ووطننا وحتى نرسخ لدى أبناءنا وأجيالنا معنى الوطن وقيمة الوطنية ونغرس فيهم حب الوطن والإعتزاز بحضارتهم وتاريخهم وهويتهم وفى ذلك نتطلع إليكم مع بداية عهد جديد ذهبنا فيه إلى لجان إقتراع ربما لأول مرة بكامل إرادتنا لنختار نوابا نتوسم فيهم الخير والصلاح ونرى فيهم سمو الأخلاق وتواضع النفوس إخترناكم توسما فى صفاء سريرتكم ونقاء ضمائركم بعدما عانينا عقودا من نواب ومسئولين وحكومات إنعدم لديهم الضمير وضاعت لديهم القيم وغابت عنهم الأخلاق وتاهت عنهم الوطنية وتقطعت بهم الذمم فصاروا عصبة من اللصوص وزمرة من الفاسدين فعاثوا فى البلاد فسادا وضيعوها وضيعوا العباد وأفسدوا القيم والأخلاق ونهبوا الموارد والثروات فضيقوا الدنيا علينا بما رحبت وبدلوا حياتنا موتا وعيشتنا ضنكا وتفاؤلنا تشاؤما وحبنا كرها لذا جئناكم بعدما تقطعت بنا السبل وضاقت علينا الأرزاق وتاهت منا الطرق جئناكم متوسمين متعشمين فيكم الخير والبر والعدل والإنصاف جئناكم بالرغم من المحاولات الكثيرة لإثنائنا عن إختياركم وإبعادنا عن طريقكم وإقناعنا بعدم إنتخابكم لكننا جئناكم عن قناعة وحب وتقدير وإمتنان داعين المولى فى كل خطوة نخطوها أن تكونوا ملاذنا وأن تكونوا أملنا وسبيلنا للنجاة من القهر والقمع والظلم والتعذيب الذى لطالما ذقتم مراراته وآلامه وأوجاعه فتكونوا أجدر الناس على الإحساس بنا وتحقيق طموحاتنا جئناكم حاملين معنا كل الأمل فى غد مشرق ومستقبل مضىء فى ظل مجلسكم وحكومتكم وكذلك جئناكم خائفين بل ربما مرتعبين ليس على مصالحنا وإنما عليكم فأنتم لا تمثلون فقط عهدا جديدا بل تمثلون ديننا الحنيف ورموز إسلامنا وحمال شعائرنا وهذا يزيد مخاوفنا لأن فشلكم لن يكون صدمة فيكم فحسب بل ستكون صدمة فى دين الله الذى لم يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه جئناكم واثقين فى تدينكم وفى مدى طاعتكم لربنا وربكم فإحرصوا كل الحرص لأن فشلكم لن يكون مجرد فشلا إنسانيا وإنما ربما يمثل لكثيرين فشلا للدين نفسه ولمن يمثلون الدين وإعلموا أن تجربتكم إما أن تمنحكم بقاءا طويلا إن لم يكن أبديا وإما أن تمحى نموذجكم إلى قيام الساعة فإحرصوا على إقامة الدين فينا فمعه تقوم دولة العدل والحق والقانون والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق