5‏/2‏/2012

رسالة وأمنية إلى مجلس الأمة

سيادة الرئيس والسادة نواب الأمة أبعث إليكم برسالتى هذه متمنيا من الله أن تشعر بها قلوبكم مشيرا إلى أن آمال وطموحات الشعب متطلعة إليكم وتنتظر منكم الكثير وتأمل فيكم الخير الوفير وتتوسم فى ضمائركم الخوف على الوطن والحرص على المواطنين وتنظر إليكم نظرة خير وتصبوا معكم إلى مستقبل أفضل فى ظل مجلسكم وفى ظل حكومتكم وهى لا تتطلع إلى مصالح شخصية أو منافع ذاتية وإنما تنتظر منكم أن تنهضوا بنا وبوطننا ليس على المستوى الإقتصادى فحسب بل نتوق أن تتتبوأ مصر مكانتها التى تستحق بين الأمم فتنطلق فى كافة المجالات ليس لمصلحة شخصية بل لنفتخر بكم وبأنفسنا ووطننا وحتى نرسخ لدى أبناءنا وأجيالنا معنى الوطن وقيمة الوطنية ونغرس فيهم حب الوطن والإعتزاز بحضارتهم وتاريخهم وهويتهم وفى ذلك نتطلع إليكم مع بداية عهد جديد ذهبنا فيه إلى لجان إقتراع ربما لأول مرة بكامل إرادتنا لنختار نوابا نتوسم فيهم الخير والصلاح ونرى فيهم سمو الأخلاق وتواضع النفوس إخترناكم توسما فى صفاء سريرتكم ونقاء ضمائركم بعدما عانينا عقودا من نواب ومسئولين وحكومات إنعدم لديهم الضمير وضاعت لديهم القيم وغابت عنهم الأخلاق وتاهت عنهم الوطنية وتقطعت بهم الذمم فصاروا عصبة من اللصوص وزمرة من الفاسدين فعاثوا فى البلاد فسادا وضيعوها وضيعوا العباد وأفسدوا القيم والأخلاق ونهبوا الموارد والثروات فضيقوا الدنيا علينا بما رحبت وبدلوا حياتنا موتا وعيشتنا ضنكا وتفاؤلنا تشاؤما وحبنا كرها لذا جئناكم بعدما تقطعت بنا السبل وضاقت علينا الأرزاق وتاهت منا الطرق جئناكم متوسمين متعشمين فيكم الخير والبر والعدل والإنصاف جئناكم بالرغم من المحاولات الكثيرة لإثنائنا عن إختياركم وإبعادنا عن طريقكم وإقناعنا بعدم إنتخابكم لكننا جئناكم عن قناعة وحب وتقدير وإمتنان داعين المولى فى كل خطوة نخطوها أن تكونوا ملاذنا وأن تكونوا أملنا وسبيلنا للنجاة من القهر والقمع والظلم والتعذيب الذى لطالما ذقتم مراراته وآلامه وأوجاعه فتكونوا أجدر الناس على الإحساس بنا وتحقيق طموحاتنا جئناكم حاملين معنا كل الأمل فى غد مشرق ومستقبل مضىء فى ظل مجلسكم وحكومتكم وكذلك جئناكم خائفين بل ربما مرتعبين ليس على مصالحنا وإنما عليكم فأنتم لا تمثلون فقط عهدا جديدا بل تمثلون ديننا الحنيف ورموز إسلامنا وحمال شعائرنا وهذا يزيد مخاوفنا لأن فشلكم لن يكون صدمة فيكم فحسب بل ستكون صدمة فى دين الله الذى لم يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه جئناكم واثقين فى تدينكم وفى مدى طاعتكم لربنا وربكم فإحرصوا كل الحرص لأن فشلكم لن يكون مجرد فشلا إنسانيا وإنما ربما يمثل لكثيرين فشلا للدين نفسه ولمن يمثلون الدين وإعلموا أن تجربتكم إما أن تمنحكم بقاءا طويلا إن لم يكن أبديا وإما أن تمحى نموذجكم إلى قيام الساعة فإحرصوا على إقامة الدين فينا فمعه تقوم دولة العدل والحق والقانون والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل.

ليست هناك تعليقات: