2‏/12‏/2011

الشعب يقود نخبته

خرج الشعب المصرى بكافة أطيافه وعلى إختلاف مستوياته ليدلى بصوته فى الإنتخابات البرلمانية الأولى بعد الثورة وبعد سقوط النظام ليعبرعن رغبته فى إختيار ممثليه بكامل إرادته دون تزييف ودون توجيه خرج عندما أيقن أن لصوته قيمته وسوف يضيف إليه ويصنع مستقبله بيديه لا بأيدى غيره خرج ليقول نعم للإستقرار والهدوء والبناء خرج ليقول نعم للشرعية التى مصدرها الصندوق وليست الشوارع والميادين خرج بهذه الكثافة بالرغم من نداءات المقاطعة وبالرغم من تصدى النخبة للقنوات الفضائية وتخويفها من الإنتخابات بل وطلبها عدم إجراؤها فخرج الشعب ليقول لنخبته لا لأنكم لا تعبرون عنا ولا تتحدثون إلينا وخطابكم ليس موجها إلينا ولا تقتنع به عقولنا بل هو خطاب يدور بينكم ولا يصل إلينا ولا نقتنع به ونحن أعلم بظروف بلدنا وبإحتياجاتنا ونحن أحرص على الوطن من هؤلاء النخبة التى لا تمثل سوى شخوصها ولا تدرى شيئا عن واقعنا خرج الشعب ليبعث رسالة إلى هؤلاء الذبن يدعون الثورة ونصبوا أنفسهم وكلاء عنه بل وإعتبروا أنهم أوصياء على جموع الشعب خرج ليقول لمن يدعى أن الميادين والشوارع هى من يسيطر وهى من يقود أننا الشعب من يقود نفسه ومن يوجه بوصلته ولا أحد مهما علا شأنه يمكنه إمتلاك أمرنا أو الوصاية على تصرفاتنا مثلما خرج أثناء الثورة حينما شعر أن الواجب يناديه فخرج الشعب ليس لأن أحدا ناداه ولكن لأن ضميره هو الذى أخرجه وهو الذى يحركه ومستقبله هو الذى يقوده وليس لأجل أحد وليس بقيادة أحد وهكذا وجدنا جموع الشعب بكافة طوائفه تشارك فى صنع ثورته وتأسيس مستقبله والآن هو نفس الشعب يشارك بمختلف ألوانه فى هذا العرس الديمقراطى والذى تريد أطراف عديدة له ألا يكتمل ولكن سلوك الشعب أثبت أنه أكثر وعيا من دعاة النخبة فخرج ليقول لا للفوضى ولا لعدم الإستقرار ولا للوصاية علينا ولا للنخبة المزيفة التى لا تعبر عنا وعن آمالنا وهمومنا وليست سوى نخبة فضائيات تمارس خطاب الصالونات فخرج ليعلن تمرده عما يحدث فى الشوارع والميادين ويثبت للجميع أنه لا يزال حيا ينبض بدماء الحرية ويناضل من أجل الديمقراطية الشرعية وليست ديمقراطية القلة خرج ليقول نعم للشرعية التى تأتى بإختياره لا بالوصاية عليه خرج ليقول لا يصح بأى حال بعدما إنتزع حريته بيديه أن ينتقل من إستبداد حاكم ليستبد به مجموعة لتتحدث باسمه وتنصب نفسها واصيا عليه خرج ليقول أنا من يعطى الشرعية ولا أرضى بالوصاية من أحد ولا أقبل أن ينوب عنى أحد خرج ليرسل رسالة إلى دعاة الديمقراطية ودعاة النخبة أننى الشعب أعبر عن نفسى بكامل إرادتى دون وسيط ودون وكيل نعم أنا الشعب المصرى الذى لطالما إنفرد بخصائص فريدة وسلوكيات عجيبة تظهر وتنجلى وقت الشدائد والمحن أنا الشعب الذى ربما أصمت وأصبر طويلا ولكن ليس لجهل أو رضا وإنما هو الترقب والإنتظار حتى تحين اللحظة الحاسمة فأخرج لأقول كلمتى وأظهر معدنى نعم أنا الشعب أنا الشعب لا أعرف المستحيل ولا أرضى بالخلود بديلا.

ليست هناك تعليقات: