ترقبت مثل كثيرين من أبناء هذا الوطن والذين يتطلعون إلى بارقة أمل فى التغييرترقبنا وصول البرادعى ليس من أجل تنصيبه علينا رئيسا أو حتى لترشيحه لهذا المنصب ولكن ربما لنرى الرجل عن قرب ونستمع إليه ونتعرف على أفكارة وتصوراته حتى نستطيع المضى معا شركاء ولسنا تابعين ولم أكن من المندهشين لعدم تدخل الأمن فى هذه المظاهر التى حملت معانى كثيرة حيث إكتفى النظام بتسريب بعض الأنباء التى تهدد من يذهبون الى المطار ولم يقم النظام بالتضييق على من ذهب وكان هذا متوقعا أيضا ولم يكن هذا من قبيل نزاهة النظام ولكنى أرى أنها محاولة من النظام لمراقبة الوضع والتعرف على مدى الجدية وحجم الالتفاف حول هذا القادم بالتغيير ورغم أن البعض يرى قلة عدد الذين ذهبوا لاستقبال البرادعى الا ان تلك النظرة ضيقة للغاية فلسنا بصدد مهرجان او احتفال ولكن تلك كانت ملامح تاريخية تحمل من التعبير والترميز أكثر مما تحمل من التكميم فالذين ذهبوا هم مجرد ممثلين عن الالاف بل الملايين الذين تابعوا الحدث عن كثب من خلال شاشات التلفزيون ولاشك ان هؤلاء الذين ذهبوا للاستقبال هم من صفوة الشعب وعامته الذين لايقلون قيمة عن تلك الصفوة فالكل سواء النخبة بفكرهم وعلمهم والعامة بنضج عقولهم ونزاهة قضيتهم وحسن ظنهم .كنت وسط هذا الاحساس بالفرحه تنتابنى بعض المخاوف فيما هو قادم لانى اعرف الاعيب هذا النظام ومدى تمسكه بالسلطه مهما كانت الوسائل والأدوات المستخدمة وبالفعل لم تمض سوى بضعة أيام حتى يخرج علينا أحد أتباع النظام من المرتزقين وما أكثرهم عند النظام وإذا به يتقدم ببلاغ إلى النائب العام ضد البرادعى متهما إياه بتهديد سلامة الوطن وكأن النظام به سلامه وكأن النظام يملك الأمن وهنا أصبحنا أمام منحى جديد للنظام حيث أصبح كل من يطالب بقضية وطنه من أعداء الوطن وإذا كان الوضع هكذا فليقم النظام برفع دعاوى ضد شعب هذا الوطن كله لأنه أغلبه إن لم يكن جميع الشعب يريد التغيير إذن فلنحاكم كل الشعب وإذا كان لابد من عقاب من يهدد أمن وسلامة الوطن فالواجب علينا أن نحاكم النظام نفسه لأنه جعلنا جميعا لانشعر بالأمان أو السلامة ولكن ليس مستغربا على النظام الذى إعتاد على تلفيق التهم وإستخدام الأدوات الرخيصة للنيل من خصومه لأن هذا النظام لايملك من الحجج والأدوات مايستطيع بها مناظرة الأخرين لأنه لايملك من المقومات والإمكانات سوى الفساد والظلم والإضطهاد إن النظام الذى يقوم على مثل هذه المبادىء لايستطيع مواجهة الخصوم سوى بالتلفيق والبلطجه وذلك لأنه أقصى من الساحة كل من يستطيع الدفاع عن قضية وطن ولم يبق إلا على من هم دون المستوى لم يبق إلا على غوغاء الشعب وفاسديه الذين لايريدون سوى النيل من كل نزيه لأنهم لم يعرفوا النزاهة يوما ولايستطيعون مناظرة العقلاء لأنهم لم يملكون العقل يوما وليس لديهم من الحجة مابستطيعون الاحتجاج به وكل ماعرفوه وكل ماتعلموه هو الفساد والإفساد وتلك الدعوى التى أقامها أحد أذيال النظام تذكرنى بالمرأة اللعوب التى تحاول إيقاعك بحبالها فإذا بها تراودك عن نفسها وتتهيأ لك بكل طيب وجميل فتسمعك حلو الكلمات وتريك جميل الحركات حتى إذا إستعصيت منها بدأت بالتجنى عليك وتوجيه التهم اليك وسبك بما ليس فيك وكل ذنبك أنك لم تطع هواها فهذا هو النظام الذى يحكمنا فإن لم تكن من أتباعه وبراثينه فليس أمامك سوى التشهير والسب والقذف بكل وسائل التشهير ولكن هيهات لهذا النظام الذى لايزال يعيش فى عصر قد ولى وزمن قد فات وياليت لو يراجع النظام نفسه ويعدل عن سياساته التى لم يجن منها سوى الفشل والسقوط وياليت هذا النظام يستمع الى صوت العقل ويعرف ويعى أنه مهما طال الوقت فلابد من حساب ومهما طال الزمن فلابد من صحوة وربما تكون هذه بداية الصحوة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق