21‏/9‏/2010

غباء حزب أم سطحية فكر؟

إن المتحدث باسم أية جهة وخاصة إذا كانت هذه الجهة أو تلك تعد من كبريات الجهات داخل البلاد وهنا أتحدث عن الحزب الوطنى والذى دائما مانسمع أنه حزب كبير وعريق ولكن مابالنا إذا كان المتحدث هذه المرة هو من أكبر رؤوس هذا الحزب بل النظام الحاكم ككل بل وربما يكون العقل المدبر والرأس المفكر لسياسة الحزب وقراراته وبإشارة منه يصوت الجميع وبإشارة أخرى يمتنعون وإذا كان هذا العضو الفذ بكل مايملكه من نفوذ وسلطان داخل الحزب وعندما يرشحه الحزب أو الأصح يرشح نفسه لمناظرة بينه وبين المرشح المحتمل للرئاسة فلابد أن نتوقع أننا سوف نسمعه يتحدث بمنطق الفاهمين وأسلوب المثقفين ولباقة الحزبيين ولكن وسط هذا التوقع نسينا أن هذا المتحدث لم يتربى فى تلك المدرسة التى تتحدث بالمنطق وتنطق بالفكر وتجادل بالحجة بل نشأ وترعرع داخل مدرسة الحزب التى تعلم فيها كل ماهو منافيا للعقل والمنطق ونسينا أيضا أنه عندما يتكلم فى المجلس الموقر أو داخل لجان حزبه إنما يصفق له المهللون ويوافق على قراراته التابعون ونسينا كذلك أن نصفهم من العمال والفلاحين وحتى من هم من المتعلمين فهم يصفقون ونسينا أيضا أنه ليس من الضرورى أن يوافقون أو يصفقون لأنهم مقتنعون بما يسمعون بل لأن ثمن بقائهم داخل الحزب وإنتفاعهم منه هو الذى يدفعهم إلى التصفيق والتهليل بل وربما إلى التكبير ونتيجة لأن المتحدث قد تعود على التصفيق والتهليل لأى شىء يقول فقد إعتقد أنه يقول الصواب ونسى أنه يتحدث إلى أشخاص لايعنيهم مايقوله ولكن مايعنيهم هو كيفية البقاء داخل مناصبهم وعندما شارك هذا المتجدث فى تلك المناظرة إنتظرت أن يقول شيئا نفهمه أو يقول معلومة نسمعها ولكن جاء بعبارات وأقوال لايكاد يسمعها جاهل أو أمى خاصة أنه لم يكن يتحدث إلى الشعب المصرى ولا إلى الشعب الأمريكى بل كان يتحدث إلى الإدارة الأمريكية وكان الأجدر به أن يخاطب الناس بقدر عقولهم ولكن تحدث كمن يتكلم إلى أتباعه فى الحزب الذين يكذبون ولكن يصدقون مايقولون وحتى إن لم يصدقوا فهم يوافقون ويصفقون وكان المتحدث هنا يتكلم عن أسباب إستمرار قانون الطوارىء وإذا به يقارنه بقانون الإرهاب داخل أمريكا وإن كانت الولايات المتحدة تطبقه ضد الأجانب وليس ضد الأمريكيين ثم ينتقل إلى الحديث عن الإخوان المسلمين وعلاقة البرادعى بهم فيشبه الجماعة بطالبان أو القاعدة فى أفغانستان وكأنه يتحدث إلى مجموعة من البلهاء أو السفهاء وهذا لأن طبيعته غلبت عليه فلم يستطع التمييز بين مايقال لنا ومايقال للأخر ونسى أنه يتجدث إلى الإدارة الأمريكية وكأنها بجهاز أستخباراتها فى إنتظار معلومات هذا المتحدث ليتعرفوا على الإخوان المسلمين والفرق بينهم وبين طالبان ونسى كذلك أن البرادعى يقوم بالعمل السياسى منذ مايزيد عن الربع قرن وتعلم الإدارة الأمريكية تفاصيل حياته أم أن المتحدث باسم الوطنى إعتقد أنه يتحدث إلى أتباعه فيستطيع أن يكيل الإتهامات ولايراجعه أحد أم أنه إعتاد على قول الكذب فأصبح لايستطيع التمييز بين إعلامنا وإعلام الغرب وبين حكوماتنا وحكومات الغرب ولكن ليس غريبا أن يبدو المتحدث بهذا الشكل فمن أين يأتى بالرؤية والفكر الذى يناظر بهما الأخرين وقد تعلم وتربى فى كنف حزب لايضم أصحاب الرؤى والفكر بل أعضاؤه من هم دون فكر أو رؤية .

ليست هناك تعليقات: