21‏/9‏/2010

التغيير ليس منحة !!!

عندما خلق الله الإنسان وأمره بالسعى ليس لمجرد الحصول على الرزق فحسب ولكن من أجل تغيير مسار حياته وهذا كله نتيجة سنه كونيه لأن بقاء الحال من المحال ولذا تجدنا نأتى ونروح يسعى كل منا لتغيير أوضاعه فتجد منا من يسافر هنا أو هناك ليغير من حياته ويبدل من أوضاعه وتجدنا نحاول إلحاق أبناءنا بأرقى المدارس والجامعات فى محاولة لتغيير أوضاعهم بالطبع إلى الأفضل وتجدنا نحاول العمل جاهدين للإنتقال من حال إلى حال أفضل حتى عندما نحاول التعرف على الآخرين من أجل تغيير أوضاعنا بالتعرف على ثقافات جديدة ربما لم نعرفها من قبل وعادات جديدة ربما تكون أفضل مما كنا عليه وهكذا يحاول كل منا تغيير أوضاع تبدو له ليست كما ينبغى وتجدنا نحن الذين نغير من أحوالنا ولاأحد يغيرها لنا بل نحن من نغيرها بأيدينا ولكن المشكله كامنة فى إرادتنا نحن فى التغيير وليس إرادة من حولنا أو من يحكمونا ولذا نعمل جاهدين لتغيير أوضاعا خاصة بكل واحد منا وليست خاصة بأوضاعنا جميعا ولم نسأل أنفسنا هل هذا حقا هو التغيير المنشود الذى إذا حدث سيكون تغييرا شاملا يعم على الجميع ويشمل مختلف الأطياف والطبقات لانه سيكون تغييرا أعم وأشمل إذا كان التغيير على مستوى العموم وليس على مستوى الشخوص وهنا تكمن المشكلة أو الخلل فى الرؤية للتغيير قصور فى النظرة إلى مفهوم التغيير ذاته بل سوء فهم لدى الغالبية بأن تغيير أوضاعهم الشخصية يمثل التغيير فيعمل كل منا منفردا لتغيير وضعه وحسب وتلك النظرة الضيقة لأنه لايتغير فى شىء سوى المظهر الخارجى وفى الوقت نفسه لايستطيع التحكم فى متغيرات حياته لأن النظام العام الذى يحكمه كما هو دون تغيير ويمكن لهذا النظام تغيير التغيير نفسه الذى طرأ على أيا منا لأننا لم نقم سوى بتغيير شكلى ولم نقم بتغيير الظروف والأسباب التى تؤدى إلى حدوث التغيير لأننا إعتقدنا خطأ أننا بتغيير أوضاعنا قد تغيرت الأوضاع العامة ونسينا أننا لم نغير الأسباب التى من شأنها تغيير أوضاعنا دون حاجة منا لتغيير كل واحد منا على حدة بل عندها تكون هناك آليات لتغيير أوضاعنا دون الحاجة إلى صراعنا نحن من أجل تغيير أحوالنا حتى ولو كان على حساب بعضنا البعض لذا يجب علينا أن نعى أن التغيير لابد أن يكون نظام وليس حالة شخصية لابد أن يكون التغيير منهج حياة لاأداة لكل فرد على حدة ربما تساعده الظروف أو لا يجب أن نعى أن التغيير لابد أن ينبع من إيماننا أولا بأن التغيير ليس مجرد حالات فرديه ولكن هو قاعدة جماهيرية تشمل الجميع على أسس وقواعد تضمن للجميع نفس الفرص بنفس الظروف والمعطيات لاأن تكون محض صدفه قابلها هذا أو ذاك فأصبح أحدهما فى النعيم وبقى الآخر فى الجحيم يجب أن ندرك أن التغيير لابد أن ينبع من الجذور وليس من الأوراق المتساقطة فماذا يفيد لو بقيت الشجرة بلا أوراق وظلت جذرا مزروعا لا ظل ولا ظليل .

ليست هناك تعليقات: