20‏/9‏/2010

واقعية رؤية أم خنوع شخصية؟

لاأجد سببا منطقيا واحدا أو حتى سببا عشوائيا يبرر هذا الدفاع عن شخص مرشح الحزب الوطنى للرئاسة ولا أجد تفسيرا لماذا كل هذا الإجماع الكامل على شخص واحد داخل الحزب الحاكم على أنه الوحيد الذى يصلح لهذا المنصب والغريب أن هؤلاء المتحمسين لهذا المرشح هم أنفسهم الذين لطالما صدعوا رؤوسنا بامتلاك الحزب للكثير من الكوادر واعتقد انهم يقصدون الكوادر الفنيه (السنيدة)ولكن ليس لدى الحزب نسخه مكررة تصلح لهذا المنصب لان الصفات المطلوبة لشغل هذا المنصب الأعجوبه لم يهبها الله لأحد فى مصر والتى يصل تعداد سكانها إلى 90 مليون ومع ذلك لايوجد بين هذا العدد سوى شخص واحد لاشريك له هو الذى إختصه الله بمؤهلات هذا المنصب ولاأعرف على أى أساس هذا التقييم بالرغم من أن الحزب الحاكم نفسه يملك من الكوادر الكثير حقا فمنهم من كانوا رؤساء لحكومات ورؤساء برلمانات أم أن رئيس الحكومة نفسه لايملك المؤهلات بل نجده هو نفسه يدافع عن هذا الشخص الفلته الذى لم تنجب مصر سواه واتعجب كثيرا عندما اسمع مثل هذا الحديث يثار فلماذا يدافعون عن شاب لم يتخطى سن أبنائهم وأعرف أن السن ليس عاملا فاصلا ولكن لما يدافعون عنه ويرشحونه هل لأنه أكثر منهم كفاءة وخبرة فى العمل السياسى إذن فماذا هم يفعلون وإذا كانوا كذلك لايملكون شيئا من الخبرات فكيف إذن يتحكمون فى مصير أمة ويتحدثون باسمها ويتخذون قراراتها أم أنهم يدركون أصول اللعبة ويعلمون ان كل من تسول له نفسه التفكير فى هذا المنصب فلا مصير أمامه سوى الهلاك والضياع وتدمير حياته وأسرته أم أنهم يريدون نصيبا من الملك بتنصيبه رئيسا لهم كيف يعقل أن دولة بحجم مصر برؤساء وزاراتها وبرلماناتها ووزارائها والعديد من الشخصيات ذات المكانة الدولية والمحلية كيف لهم لايرون فى أنفسهم الكفاءة لهذا المنصب أم أنهم إعتادوا الخنوع والتبعية ولايملكون الجرأة للوقوف أمام الجميع مطالبين بحقهم فى الترشح أم أنهم حقا لايملكون المؤهلات والقدرة على هذا المنصب وإن كانوا كذلك فكيف بهم يتحكمون فى أمة كاملة بل ربما أمم وكيف بهم يشرعون ويسنون القوانين ويفبركون الدساتير أم أنهم إتفقوا فيما بينهم على تقسيم الأدوار فإرتضوا بأدوارهم الدنيا كمعاونين لنظام ربما هم فى الحقيقة غير مقتنعين به ولكنهم رضوا أن يبقوا فى الساحة حتى لو كانوا يؤدون دور الكومبارس أو البطانه التى تحمى من يأتى إلى السلطة حتى ولو كانوا لايرغبون فيه أو يعرفون عدم كفاءته أم أنهم باتوا لايحلمون بأكثر مما هم فيه لأنهم يعرفون حقيقة أنفسهم ويعلمون حجمهم الحقيقى أم أنهم لم يحلموا يوما بما وصلوا إليه فرضوا وقنعوا بما آلت إليه أحوالهم أم أن الدولة لايتحكم فيها سوى شخص واحد وهو الذى يأتى بمن يشاء ويحرم من يريد ولايستطيع أحد مراجعته أو حتى مجرد إبداء النصح والمشورة فأصبح الجميع يدور فى فلك نظام يسيطر عليه ويحكمه شخص وحيد هو الذى يملك آليات تحريكه وتوجيهه وإذا كان الحال هكذا فلماذا لايأتى هذا الشخص صاحب الحكم والسيطرة بأشخاص أكفاء يعملون إلى جانبه فيقودون الدولة إلى الأمام إلى حيث تريد الجماهير وإلى حيث يكون التقدم والرخاء والإزدهار مادام هذا الشخص يتحكم ويحكم فيمكنه أن يدير بما يريد وأن ينفذ مايشاء وعندها يستطيع جمع الناس حوله عن حب وإقتناع  دونما تزييف أو تغييب أو تضليل لشعب بات يعرف جيدا السىء من الجيد أم أن هناك أناس آخرون لايعلمهم كثيرون هم الذين يتحكمون بل ويحكمون مثل هذه الدول ولاتملك شعوبها أو حكوماتها لا حكم ولا تحكم وصارت تدور فى دائرة لاتستطيع رسمها بنفسها بل يرسمها لها آخرون من خارج حدود مثل هذه الدول ولذا باتت سياساتها لاتعبر بأى شكل عن رغبات وحاجات أبنائها بل ربما لاتعبر عن رغبات حكامها ولكنهم إرتضوا بالحكم على الشعب بما يمكنهم من البقاء فى مقاعدهم بصرف النظر عن الصالح أو المصلحة وهكذا باتت مثل هذه الدول بعيدة كل البعد عن التقدم الذى ينشده المواطن أو الرخاء الذى يحلم به الشعب بل باتت بعيدة كل البعد عن الحد الأدنى للحياة.

ليست هناك تعليقات: