25‏/9‏/2010

دولة واحدة أم دولتان داخل الدولة؟

إن الدول تستمد شرعيتها ووجودها بين الدول من خلال قدرتها على التحكم فى مقدراتها والسيطرة على مؤسساتها التى تقوم بتنفيذ أهدافها حسب ماتضعه الحكومة داخل الدولة من أهداف وبرامج وسياسات  تحافظ بها على شعبها ليحيا داخل وطن يشعر فيه بوجود دولته التى هى بمثابة البيت الكبير لكل المواطنين من شتى الأطياف والأديان والإتجاهات وليبقى الجميع يعيشون فى إطار من الشرعية والدستورية التى تجعل الجميع أبناء وطن واحد وأمام قانون ودستور ولكن فى مصرنا الحبيبة ربما يختلف الأمر عن باقى الدول وعلى طريقة خصوصية مصر لأننا نملك من الخصوصيات الكثير فى شتى المجالات حتى فى المجالات التى من شأنها زعزعة مكانة الدولة وهيبتها ففى مصر الدولة توجد دولتان بداخلها إحداهما الدولة الإسلامية والأخرى الدولة المسيحية والأخيرة متمثلة فى الكنيسة وأبنائها من المسيحيين الذين يعتبرون الكنيسة هى الحاكم الفعلى فلا يسمعون لأحد سواها ولا يمتثلون لأوامر أحد غيرها وبذلك نكون أمام دولة تحكم بأحكامها الخاصة ودستورها الكنسى ولا تقبل فيه وجهات نظر فأصبحت الكنيسه ليست مجرد مؤسسة دينية تدير شؤون الدين المسيحى فحسب بل أصبحت تسن القوانين وتضع الدساتير حسب مايتراءى لها وليس حسب القانون والدستور فعاشت بمعزل عن القوانين الوضعية وأصبح لها قانونها الخاص وباتت تتخذ من القرارات مايخالف الدستور والقانون بل وأضحت لا تطبق من الأحكام القضائية ما لا يتفق مع توجهاتها وكل هذا بحجة أنها شؤون كنسيه فباتت الكنيسه حكومة تحكم دولتها المسيحية ولا تلقى بالا بالحكومة الشرعية ولما كانت الدولة المسيحية لها من الأعوان الكثير ولها من الحلفاء الغربيين العديد الذين يدينون بدينهم وتلك الدول تهتم بالقضية القبطية حتى ولو من باب الضغط على الحكومات وتملك هذه الدول من الأدوات الكثير للضغط على الحكومات لذا لاتجد أحدا يحرك ساكنا تجاه ماتفعله الدولة المسيحية داخل الدولة المصرية ولما كانت تلك الدولة المسيحية تعلم مدى ضعف الدولة المصرية فأصبحت لاتلقى بالا بما تفعل فباتت تفعل ما تشاء وفى المقابل توجد الدولة الإسلامية التى أنهكها الضعف بل والفقر لما تلاقيه من إضطهاد داخل دولتها وصراعات داخلية مابين طائفية وسياسية ولما كانت الدول الإسلامية بشكل عام ينخر فى عظامها العجز والضعف والفساد والحفاظ على العروش وليس الأوطان ولما كانت هذه الدول لا تستمد شرعيتها من داخل دولها فأصبحت تلتمس الحماية من الدول الغربية فتقدم قرابين الطاعة والولاء وحيث أنه لايهمها سوى الحفاظ على سلطانها فباتت لا تهتم بما يحدث بين المواطنين على أرضها فرفعت يدها عنهم وكأنها لم تعد الدولة بل صارت فى موقف المتابع للأحداث وكأنها تتابع دولتين خارج حدودها فى نزاعهما ولذا بدأ التوتر يتصاعد يوما بعد يوم وربما لا تعى الدولة الأم أن هذا التوتر والصراع لن يصيب أحد بقدر ما يصيب الدولة ذاتها فى كيانها وفى هيبتها بالإضافة إلى أن هذا التوتر ربما يؤدى إلى إندلاع حريق بل حرائق ولن يفرق بين الدولة المسيحية والدولة الإسلامية أو حتى الدولة الأم التى تركت أبنائها للتناحر والتشاجر دونما إحساس بأمومة أو حتى إحساس بالجيرة .

ليست هناك تعليقات: