20‏/9‏/2010

أسطورة الرئاسة

يحتاج كل بلد إلى حاكم ولاأقول قائد لأن للقيادة صفات ربما لاتتوافر لدى الكثيرين من حكامنا العرب والحاكم هنا من الحكم وليس من الحكمة والفرق بينهما عظيم فالأب فى بيته قائد ومربى لذا تجد أبنائه يلتفون من حوله والرجل على الجبهة قائد وموجه لأنه يقود جيشا ولذا تجده مطاعا ومسؤلا والأستاذ فى الجامعة قائد ومعلم وقدوة ولذا تجد طلابة يتلهفون إليه ويستمعون لما يقول ولكننا فى الوطن العربى يوجد لدينا حكام فى هذا القطر أو ذاك ودائما مايتحدث المدافعون عن النظام فى بلد ما عن منصب الرئيس أو الحاكم مشيرين إلى أن هذا المنصب ليس من السهل أن يشغله شخص عادى ولكن لابد من تحليه بالعديد من الصفات والسمات والتى ربما لاتوجد فى أحد سواه وكأن الدنيا لم تنجب غيره ففى مصر لطالما يتحدثون على أن هذا المنصب ليس كأى منصب ولايوجد أحد هنا أو هناك يستطيع تحمل مسؤلية هذا المقام ولايستطيع أى إنسان يتحمل مسؤلية هذا البلد الكبير ذو الحضارة والتاريخ ويتحدثون عن الرئاسة وكأنها لغز الألغاز أو كأنها أحد الفنون التى لم يصل إلى مفاتحها العلم ولم تكتب عنها كتب السياسة ولم يخطر على بال أحد كيف تدار الدول فى الوقت الذى فيه دولا عربية كثيرة يديرها رؤساء أو ملوك ربما لايستطيعون القراءة والكتابة أو ربما لم ينالو قدرا من التعليم ومع ذلك يديرون شؤون البلاد وهذا لأن الدول فى وطننا العربى العظيم لايديرها قادة ولكن يحكمها حكام وحيث أن الحاكم ليس فى حاجه إلى الحكمة أو إلى فكر ورؤية حتى يستطيع حكم البلاد وبعد مرور مايزيد على الأسبوعين من غياب الرئيس شفاه الله وعافاه عن أرض المحروسة فمازالت الحياة تسير كما هى ومازالت الدنيا على مايرام بارغم من غيابه عن أرض الوطن وربما يقول قائل أننا نعيش فى دولة مؤسسات تقوم بحكم البلاد فى حالة غياب الرئيس فيرد أخر إذا كنا كذلك فأين هى دولة المؤسسات من عمليات الإصلاح الإقتصادى والسياسى أين هى من الفساد الذى يعم البلاد أين هى من العشوائية والتخبط أين تلك المؤسسات من كل مايدور داخل وخارج مصر ولكن ربما يدرك أخر أن الرئيس ليس هو مايدير البلاد لما لديه من خبرة سياسية أو حنكة عسكرية أو ربما رؤية إقتصادية ولكن يبدوا أن هذه البلاد والتى منها مصر تدار بفعل أدوات أخرى ليست هى الحكمة السياسية أو الإدارة الحكيمة أو الرؤية الرشيدة ولكن تدار كما هو الحال فى أغلب إن لم يكن جميع الدول العربية بقوة البطش ووسائل الأمن وليس قوة المؤسسات أو حكمة النظام لذلك يمكننا أن ندرك أن منصب الرئيس يستطيع أى إنسان القيام به طالما توفرت لديه أدوات البطش وتجنيد أجهزة الأمن ولذا فلسنا فى حاجة إلى قائد أو حتى حاكم ولكننا فى حاجة إلى جهاز أمن يملك من الوسائل مايستطيع به إرهاب الشعب وإحكام السيطرة عليه والتحكم فى مقدراته وتقييد تحركاته ولذا فلن ينفع ثانية أن يخدعنا المخادعون أو أن يتلاعب بأفكارنا المتلاعبون فيقولوا أن منصب الرئيس ليس كأى منصب ولكن الأصح لو قالوا أن منصب الأمن ليس كأى منصب .




ليست هناك تعليقات: