يحتاج كل بلد إلى حاكم ولاأقول قائد لأن للقيادة صفات ربما لاتتوافر لدى الكثيرين من حكامنا العرب والحاكم هنا من الحكم وليس من الحكمة والفرق بينهما عظيم فالأب فى بيته قائد ومربى لذا تجد أبنائه يلتفون من حوله والرجل على الجبهة قائد وموجه لأنه يقود جيشا ولذا تجده مطاعا ومسؤلا والأستاذ فى الجامعة قائد ومعلم وقدوة ولذا تجد طلابة يتلهفون إليه ويستمعون لما يقول ولكننا فى الوطن العربى يوجد لدينا حكام فى هذا القطر أو ذاك ودائما مايتحدث المدافعون عن النظام فى بلد ما عن منصب الرئيس أو الحاكم مشيرين إلى أن هذا المنصب ليس من السهل أن يشغله شخص عادى ولكن لابد من تحليه بالعديد من الصفات والسمات والتى ربما لاتوجد فى أحد سواه وكأن الدنيا لم تنجب غيره ففى مصر لطالما يتحدثون على أن هذا المنصب ليس كأى منصب ولايوجد أحد هنا أو هناك يستطيع تحمل مسؤلية هذا المقام ولايستطيع أى إنسان يتحمل مسؤلية هذا البلد الكبير ذو الحضارة والتاريخ ويتحدثون عن الرئاسة وكأنها لغز الألغاز أو كأنها أحد الفنون التى لم يصل إلى مفاتحها العلم ولم تكتب عنها كتب السياسة ولم يخطر على بال أحد كيف تدار الدول فى الوقت الذى فيه دولا عربية كثيرة يديرها رؤساء أو ملوك ربما لايستطيعون القراءة والكتابة أو ربما لم ينالو قدرا من التعليم ومع ذلك يديرون شؤون البلاد وهذا لأن الدول فى وطننا العربى العظيم لايديرها قادة ولكن يحكمها حكام وحيث أن الحاكم ليس فى حاجه إلى الحكمة أو إلى فكر ورؤية حتى يستطيع حكم البلاد وبعد مرور مايزيد على الأسبوعين من غياب الرئيس شفاه الله وعافاه عن أرض المحروسة فمازالت الحياة تسير كما هى ومازالت الدنيا على مايرام بارغم من غيابه عن أرض الوطن وربما يقول قائل أننا نعيش فى دولة مؤسسات تقوم بحكم البلاد فى حالة غياب الرئيس فيرد أخر إذا كنا كذلك فأين هى دولة المؤسسات من عمليات الإصلاح الإقتصادى والسياسى أين هى من الفساد الذى يعم البلاد أين هى من العشوائية والتخبط أين تلك المؤسسات من كل مايدور داخل وخارج مصر ولكن ربما يدرك أخر أن الرئيس ليس هو مايدير البلاد لما لديه من خبرة سياسية أو حنكة عسكرية أو ربما رؤية إقتصادية ولكن يبدوا أن هذه البلاد والتى منها مصر تدار بفعل أدوات أخرى ليست هى الحكمة السياسية أو الإدارة الحكيمة أو الرؤية الرشيدة ولكن تدار كما هو الحال فى أغلب إن لم يكن جميع الدول العربية بقوة البطش ووسائل الأمن وليس قوة المؤسسات أو حكمة النظام لذلك يمكننا أن ندرك أن منصب الرئيس يستطيع أى إنسان القيام به طالما توفرت لديه أدوات البطش وتجنيد أجهزة الأمن ولذا فلسنا فى حاجة إلى قائد أو حتى حاكم ولكننا فى حاجة إلى جهاز أمن يملك من الوسائل مايستطيع به إرهاب الشعب وإحكام السيطرة عليه والتحكم فى مقدراته وتقييد تحركاته ولذا فلن ينفع ثانية أن يخدعنا المخادعون أو أن يتلاعب بأفكارنا المتلاعبون فيقولوا أن منصب الرئيس ليس كأى منصب ولكن الأصح لو قالوا أن منصب الأمن ليس كأى منصب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق