2‏/8‏/2011

أكاذيب النخبة

لاشك أن هناك حقائق لاتقبل الجدل وهى تلك المسلمات وهناك حقائق تقبل الجدل ويدورحولها نقاش وحوار للوصول الى اتفاق او اقتناع ولاشك أيضا ان هناك ادعاءات تقبل الجدل وإدعاءات لا تستمع إليها الأذان وهناك من هم صادقون وهناك أيضا الكثير من الكاذبين أو على الأقل من المضللين الذين يتلاعبون بالكلمات ويوظفون المصطلحات ويلتفون على الحقائق والمعطيات فعندما يخبرنى أحدهم أنه من المتفوقين الناجحين عندها لابد أن يكون من المجتهدين والمجدين لأنه لا يجتمع التفوق مع الكسل وعندما يخبرنى أحدهم بأنه عادل ومنصف فلابد أن يحكم بين الناس بالحق المستقيم فلا يجتمع العدل والإنصاف مع الظلم والمحاباة وعندما يخبرنى أحدهم أنه ديمقراطى فلابد أن يكون ممن يقبلون الرأى الآخر حتى وإن إختلف معه وعليه أيضا أن يقبل رأى الأغلبية ولو كان خاطئا ولكن أن يدعى إنسان  الديمقراطية والليبرالية ويرفع شعارات الحرية ثم يأتى فى أول إختبار لممارسة هذه الشعارات على أرض الواقع فإذا به ينقلب عليها ويبدأ فى تفنيدها بحجج واهية وأدلة فاسدة فهنا نكون أمام معضلة بحق فعندما يأتى دعاة الديمقراطية عقب إجراء إنتخابات أو إستفتاءات لم تأتى فيها النتائج على حسب ما يأملون فإذا بهم ينقلبون على شعاراتهم بحجة أن الشعب لم يعى بعد مبادىء الديمقراطية ولم يفهم بعد كيفية ممارسة الحياة السياسية فنرد ونقول إن هذا الشعب هو نفسه الذى صدق دعوات الثورة وآمن بها وساندها حتى إنجاحها وهو نفس الشعب الذى خرج إلى الإستفتاء وقال نعم لخريطة طريق محددة فهل يعنى ذلك أن هذا الشعب كان واعيا ومدركا وناضجا فكريا وسياسيا عندما ساند الثورة ولبى نداءها ثم أصبح بين عشية وضحاها ساذجا ومغيبا ولا يفهم معنى الديمقراطية عندما قال نعم فى الإستفتاء أم أننا نقول كلمات ونستخدم شعارات نمرر بها اللحظة ونتخطى فيها المرحلة حتى نحقق مكاسب على حساب هذا الشعب الذى نصنفه حسب الموقف الذى نريده منه فعندما يخرج لتأييد ثورتنا فيكون نعم الشعب ونصفه بأحسن الصفات ونمنحه أعلى الأوسمة وأرفع النياشين ونرفع من شأنه ونمتدح ذكاءه ورؤيته ونزكى عطاءه ثم إذا خرج نفس الشعب ليبدى رأيا لا يوافق توجهاتنا ولا ينطلق من أفكارنا فإذا بنا نتهمه بأقبح الصفات وأدنى الكلمات بل ونتهمه بالجهل والغباء مع أنه نفس الشعب الذى خرج للثورة وهو نفس الشعب الذى يريد الإستقرار وعندما يتصرف بما لايرضينا فيصير أغبى الشعوب وأجهل البشر ويدعى أحدهم أنه تم خداعه بشعارات دينية ويرد عليه آخر ويقول كيف تم خداعه للنزول إلى الثورة وقتما لم تكن هناك شعارات دينية وما نزل إلا لقناعته بحتمية الثورة وضرورتها أم أننا نكذب على هذا الشعب بل نكذب على أنفسنا لنغطى على أسباب فشلنا ولتضليل هذا الشعب العظيم القادر على تمييز الخبيث من الطيب والمصلح من المفسد وأى عاقل هذا الذى يصدق هؤلاء المضللون الذين يريدون تضليل العقول فهو نفس الشعب الذى خرج للثورة بكامل إرادته وهو نفسه الذى إختار فى الإستفتاء بكامل إرادته ولا يستطيع أحدا أن يملى عليه ما يفعله لأنه شعب يملك العقل والقلب السليم ويستطيع تقرير مصيره بيديه لا بيد غيره من المنتفعين والمتآمرين والمفسدين والذين لا يريدون خيرا سوى لأنفسهم ولا يريدون خيرا بالبلاد أو العباد فهلا توقفنا عن ترديد الأكاذيب والأباطيل وهلا إقتنعنا بأن شعبنا قادر على الإختيار والتقرير وليس فى حاجة إلى وصاية الآخرين ممن يدعون الديمقراطية وهم عنها ببعيد ولندع كل منا يقرر مصيره ويتحرر فى إختياره فلا مجال للتلاعب بعقول المصريين ولا ينتظر هؤلاء أن يصدقهم الآخرين بعدما أثبتوا كذبهم وتضليلهم تحت شعارات الديمقراطية والحرية وهم بها كافرون.

ليست هناك تعليقات: