لاشك أن هناك حقائق لاتقبل الجدل وهى تلك المسلمات وهناك حقائق تقبل الجدل ويدورحولها نقاش وحوار للوصول الى اتفاق او اقتناع ولاشك أيضا ان هناك ادعاءات تقبل الجدل وإدعاءات لا تستمع إليها الأذان وهناك من هم صادقون وهناك أيضا الكثير من الكاذبين أو على الأقل من المضللين الذين يتلاعبون بالكلمات ويوظفون المصطلحات ويلتفون على الحقائق والمعطيات فعندما يخبرنى أحدهم أنه من المتفوقين الناجحين عندها لابد أن يكون من المجتهدين والمجدين لأنه لا يجتمع التفوق مع الكسل وعندما يخبرنى أحدهم بأنه عادل ومنصف فلابد أن يحكم بين الناس بالحق المستقيم فلا يجتمع العدل والإنصاف مع الظلم والمحاباة وعندما يخبرنى أحدهم أنه ديمقراطى فلابد أن يكون ممن يقبلون الرأى الآخر حتى وإن إختلف معه وعليه أيضا أن يقبل رأى الأغلبية ولو كان خاطئا ولكن أن يدعى إنسان الديمقراطية والليبرالية ويرفع شعارات الحرية ثم يأتى فى أول إختبار لممارسة هذه الشعارات على أرض الواقع فإذا به ينقلب عليها ويبدأ فى تفنيدها بحجج واهية وأدلة فاسدة فهنا نكون أمام معضلة بحق فعندما يأتى دعاة الديمقراطية عقب إجراء إنتخابات أو إستفتاءات لم تأتى فيها النتائج على حسب ما يأملون فإذا بهم ينقلبون على شعاراتهم بحجة أن الشعب لم يعى بعد مبادىء الديمقراطية ولم يفهم بعد كيفية ممارسة الحياة السياسية فنرد ونقول إن هذا الشعب هو نفسه الذى صدق دعوات الثورة وآمن بها وساندها حتى إنجاحها وهو نفس الشعب الذى خرج إلى الإستفتاء وقال نعم لخريطة طريق محددة فهل يعنى ذلك أن هذا الشعب كان واعيا ومدركا وناضجا فكريا وسياسيا عندما ساند الثورة ولبى نداءها ثم أصبح بين عشية وضحاها ساذجا ومغيبا ولا يفهم معنى الديمقراطية عندما قال نعم فى الإستفتاء أم أننا نقول كلمات ونستخدم شعارات نمرر بها اللحظة ونتخطى فيها المرحلة حتى نحقق مكاسب على حساب هذا الشعب الذى نصنفه حسب الموقف الذى نريده منه فعندما يخرج لتأييد ثورتنا فيكون نعم الشعب ونصفه بأحسن الصفات ونمنحه أعلى الأوسمة وأرفع النياشين ونرفع من شأنه ونمتدح ذكاءه ورؤيته ونزكى عطاءه ثم إذا خرج نفس الشعب ليبدى رأيا لا يوافق توجهاتنا ولا ينطلق من أفكارنا فإذا بنا نتهمه بأقبح الصفات وأدنى الكلمات بل ونتهمه بالجهل والغباء مع أنه نفس الشعب الذى خرج للثورة وهو نفس الشعب الذى يريد الإستقرار وعندما يتصرف بما لايرضينا فيصير أغبى الشعوب وأجهل البشر ويدعى أحدهم أنه تم خداعه بشعارات دينية ويرد عليه آخر ويقول كيف تم خداعه للنزول إلى الثورة وقتما لم تكن هناك شعارات دينية وما نزل إلا لقناعته بحتمية الثورة وضرورتها أم أننا نكذب على هذا الشعب بل نكذب على أنفسنا لنغطى على أسباب فشلنا ولتضليل هذا الشعب العظيم القادر على تمييز الخبيث من الطيب والمصلح من المفسد وأى عاقل هذا الذى يصدق هؤلاء المضللون الذين يريدون تضليل العقول فهو نفس الشعب الذى خرج للثورة بكامل إرادته وهو نفسه الذى إختار فى الإستفتاء بكامل إرادته ولا يستطيع أحدا أن يملى عليه ما يفعله لأنه شعب يملك العقل والقلب السليم ويستطيع تقرير مصيره بيديه لا بيد غيره من المنتفعين والمتآمرين والمفسدين والذين لا يريدون خيرا سوى لأنفسهم ولا يريدون خيرا بالبلاد أو العباد فهلا توقفنا عن ترديد الأكاذيب والأباطيل وهلا إقتنعنا بأن شعبنا قادر على الإختيار والتقرير وليس فى حاجة إلى وصاية الآخرين ممن يدعون الديمقراطية وهم عنها ببعيد ولندع كل منا يقرر مصيره ويتحرر فى إختياره فلا مجال للتلاعب بعقول المصريين ولا ينتظر هؤلاء أن يصدقهم الآخرين بعدما أثبتوا كذبهم وتضليلهم تحت شعارات الديمقراطية والحرية وهم بها كافرون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق