2‏/8‏/2011

مابين الحقيقة والإدعاءات

لاشك أن الجمعة التى أطلق عليها الإسلاميون جمعة الهوية أو الإرادة الشعبية أو أيا كان المسمى فاجأت الجميع وخاصة هؤلاء النفر من الليبراليين والذين شعروا بأنه لا وجود لهم مقارنة بهذه الحشود الغفيرة التى إمتلأت بها الميادين بل ربما تكون قد وضعت تلك القوى فى ورطة حقيقية لأنها أدركت حجمها الطبيعى وبدلا من محاولة تلك النخبة المزيفة البحث عن مخرج لها أو البحث عن وسيلة تمكنها من التواصل مع جماهير الشعب ومعرفة الأسباب وراء عزوف الجماهير عن الإلتفاف حولها راحت تلك اللانخبة تبحث عن كيفية تشويه هذا الحدث وهذه الحشود عن طريق الإدعاءات فهناك من برر الفشل بالربط بين الشعارات الدينية وأسلمة السياسة وهى محض أباطيل وحاول البعض وصف مصر بأنها دولة غير إسلامية ومن العيب أن يهتف إنسانا بهتافات إسلامية بل وهاجم البعض من يحمل علما كتب عليه شعار الشهادة وكأنه من العار أن ترفع راية الإسلام وأنت مسلم فى دولة إسلامية أو على الأقل غالبيتها الكاسحة مسلمة ولم نسمع لهؤلاء صوتا عندما يرفع الصليب وهاجم البعض هؤلاء الإسلاميين لإرتدائهم الجلباب لأنهم يتشبهون بأفغانستان وباكستان وسائر بلاد المسلمين وكأن الطبيعى عند هؤلاء حتى تكون ثائرا ألا ترفع شعارات إسلامية وألا ترتدى جلبابا بل يجب أن ترتدى المايوه إن كنت رجلا أو أن ترتدى البيكينى إن كنت أنثى أو على الأقل الجينز والبادى إن كنت من المتحفظين ولم نسمع هؤلاء يوما يتهمون من يرتدون هذه الأزياء المستوردة بالسفور أو الخروج عن التقاليد المصرية بحجة أنها الحرية ويبدوا أن حريتهم تنحصر فى التبرج ولا يندرج تحتها حرية العقيدة وحرية الملبس ولكن كيف يهاجم هؤلاء السافرون والسافرات والمخنثين والسحاقيات وهم وهن منهم ومنهن فلم نسمع هؤلاء يوما عندما تهجمت الدغيدى وغيرها على الإسلام وكأننا لكى نعيش فى دولة ديمقراطية ودولة عصرية لابد أن نخلع عن أجسادنا ثيابنا ونتخلى عن مبادئنا ومنهجنا ولا يمكن لرجال يرتدون جلبابا أو يطلقون اللحى أن يكون من بينهم قادة ومفكرين ونخبة ويبدوا أن هناك شروطا حتى تصبح عصريا ومفكرا وقائدا ونخبويا وفى مقدمتها أن ترتدى المايوه أو ترتدى البيكينى وأن تحلق الذقون وألا تذكر اسم الله ورسوله وألا تجهر باسلامك ولا تحلم بأن تعيش فى دولة إسلامية وكأن الإسلام هو سبب التخلف وكأن الدين هو مصدر الرجعية وتناسى هؤلاء أن ثقافتهم الغربية وإنحلالهم الأخلاقى وفسادهم السلوكى هى أهم أسباب تخلفنا وكنت أتمنى لو أن هؤلاء الليبراليون قد تعلموا ولو الأحرف الأولى من الديمقراطية أو أن يكونوا قد بدأو فهم الدرس الذى فشلوا فيه فى الإستفتاء ولكن يبدوا وبحق أن هؤلاء لا هم ليبراليون ولا هم علمانيون وبالطبع ليسوا إسلاميون ولكن الأكيد أنهم أجهل الجاهلين فخسروا بجهلهم كل شىء خسروا أنفسهم وجمهورهم وخسروا كل ما يسعون إليه وأتمنى أن يكونوا قد إستفادوا شيئا من هذه التجربة التى هى بالتأكيد مريرة على أنفسهم فلم يتوقعوا يوما أنهم مجرد هامش فى حياة المصريين بل ربما ليس لهم وجود على هامش حياتهم وليس لهم وجود لدى جموع الشعب التى لطالما لم يستطيعوا التواصل معهم أو إدراك مطالبهم الحقيقية فباتوا فى واد والشعب فى واد.

ليست هناك تعليقات: