لم تكد تمر ساعات قليلة على إنتهاء الحشد الإسلامى فى جمعة 29 يوليو حتى سارعت وسائل الإعلام المأجورة بشن حملتها المشبوهة والممولة من أشخاص ربما نعرفهم بالاسم وعن طريق بعض الإعلاميين والصحفيين المعروف توجههم العام ومدى حقدهم وتخوفهم من التيار الإسلامى فها هو الإعلامى المشهور والذى نسى أو تناسى أوتعمد نسيان أن رسالته الإعلامية تقوم على عرض الحدث دون إبداء للرأى ولكنه وبعيدا عن أى مهنية وهو معذورلأن الحدث كان جللا وصادما وبدلا من محاولة التواصل مع هذه القوى الإسلامية راح كل من هؤلاء ينعى حظه ويرعب الآخرين من هؤلاء الإسلاميين وبدلا من الإشادة بدورهم ومن قدرتهم على الحشد والتنظيم وبدلا من التعامل معهم باعتبارهم جزءا أصيلا بل الجزء الأكبر من مكونات الواقع السياسى المصرى راحوا يستعدونهم ويشجبون سلوكهم وينكرون وجودهم فخرج ذاك الأديب فى برنامجه يصرخ ويصيح بما يفضح أمره ويؤكد إنحيازه لمشروع محدد فى حملة لتشويه الإسلاميين كعادته بل وتحريض الناس عليهم ويتساءل هل ترضون أن يحكمكم هؤلاء الإسلاميون ولا أعرف إلى من يوجه سؤاله فالشعب كله كان بالميادين وكأنه عارعلى الشعوب أن يحكمها من حملوا لا إله إلا الله محمد رسول الله وها هو المناضل الصحفى حفيد أل عيسى والذى لا يعرف شىء سوى المعارضة والنضال من خلال الورقة أو من خلال الشاشات التى يتنقل فيها من أجل السبوبة وليس من أجل قضية جوهرية أو من أجل بناء أجيال وإذا به يستفيض فى وصف هؤلاء الإسلاميين وبالطبع جاب ما عنده من قاموس السفاهات والبذاءات التى عودنا عليها وأخذ يعدد فى وصف هؤلاء الإسلاميين وأنهم ما جاءوا إلا من أقصى الأقاليم ومن قاع الريف والنجوع مرتدين جلبابا ومطلقين اللحى وكأنه من شروط النضال عند هذا المناضل الصحفى أن تكون من سكان المدن بل أن تكون من سكان القصورالتى لا نعرف من أين جاء بها هؤلاء الإعلاميين ومموليهم وهاهم آخرون ينتهجون نفس الخطاب الإعلامى المتدنى والذى هو أقرب إلى الثرثرة ولا يقدم شيئا موضوعيا وأخذ هؤلاء جميعا ينددون ويشجبون كيف لمن يرتدى جلبابا أو يطلق لحية أن يطالب بتحقيق رؤيته أو يحلم بإقامة دولته فليس من حق هؤلاء سوى الإقامة بالسجون أو النوم بالمساجد ولا يمكن لهم ممارسة السياسة أو الإقتراب منها لأن للسياسة مواصفات وشروط وهى أن ترتدى الجينز وأن تلبس الحظاظة وأن تدخن سيجارا كوبيا وأن تسهر فى الحفلات الماجنة وألا تتفوه بكلمة إسلامية وهذا كله ليس مستغربا من مثل هؤلاء فلقد هاجم سليل آل عيسى الأذان من قبل وقد إنتقد الإمام البخارى وقد هاجم الكثير من الإسلاميين من قبل بل لو أتيحت له الفرصة لشكك فى الإسلام نفسه ولما لا وهو لا ينتمى إلى الإسلام سوى فى خانة الديانة ولكن الممارسات لا تعكس هذا الدين وربما يتهمنى أحد فيقول كيف تحكم على النوايا فأقول لو صدقت النوايا لحسن القول ولصدق العمل وكذلك ليس مستغربا على ابن الأديب والذى أظهر حسرة وحزنا على تلك الحشود وتساءل مستنكرا كيف لهؤلاء أن يحكمونا ولما لا أيها الإعلامى الفذ وليس بجديد من مثل هذا الإعلامى فهو صاحب شركات إنتاج الأفلام وما أدراك ما تلك الأفلام فهو يريد ألا تبور تجارته وألا ينقطع عيشه لأنه لم يجرب يوما حياة الإسلام أو تطبيق منهجه والمشكلة هنا ليست فى الدفاع عن الإسلام أو الإسلاميين ولكن المشكلة فى تصور هؤلاء المدعين أن للسياسة رجالا لا يصح أن يكون من بينهم هؤلاء الإسلاميين وهم بذلك يريدون إحتكار السياسة لفئة بعينها فكيف بنا نستمع إلى حديثهم عن الحرية والديمقراطية وهم أبعد ما يكون عنها وآن لهم الأوان أن يستوعبوا الدروس ويعلموا أنه ليس بمقدورهم إقصاء أحد خاصة إذا كان هؤلاء هم الإسلاميون ووجب عليهم إيجاد صيغة تضمن لهم التواصل مع بعضهم البعض فلن يستطيع أحد إقصاء الآخرين ولابد أن يكون الجميع شركاء فى وطن يقوم على العدل والحق والمساواة بين الجميع على إختلاف توجهاتهم وتباين هوياتهم وآن الأون أن نذوب جميعا فى بوتقة الوطن بعيدا عن الإقصاء والتهميش وبعيدا عن التخوين والتخويف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق