2‏/8‏/2011

سبوبة المعارضة وإعلامى النخبة

لم تكد تمر ساعات قليلة على إنتهاء الحشد الإسلامى فى جمعة 29 يوليو حتى سارعت وسائل الإعلام المأجورة بشن حملتها المشبوهة والممولة من أشخاص ربما نعرفهم بالاسم وعن طريق بعض الإعلاميين والصحفيين المعروف توجههم العام ومدى حقدهم وتخوفهم من التيار الإسلامى فها هو الإعلامى المشهور والذى نسى أو تناسى أوتعمد نسيان أن رسالته الإعلامية تقوم على عرض الحدث دون إبداء للرأى ولكنه وبعيدا عن أى مهنية وهو معذورلأن الحدث كان جللا وصادما وبدلا من محاولة التواصل مع هذه القوى الإسلامية راح كل من هؤلاء ينعى حظه ويرعب الآخرين من هؤلاء الإسلاميين وبدلا من الإشادة بدورهم ومن قدرتهم على الحشد والتنظيم وبدلا من التعامل معهم باعتبارهم جزءا أصيلا بل الجزء الأكبر من مكونات الواقع السياسى المصرى راحوا يستعدونهم ويشجبون سلوكهم وينكرون وجودهم فخرج ذاك الأديب فى برنامجه يصرخ ويصيح بما يفضح أمره ويؤكد إنحيازه لمشروع محدد فى حملة لتشويه الإسلاميين كعادته بل وتحريض الناس عليهم ويتساءل هل ترضون أن يحكمكم هؤلاء الإسلاميون ولا أعرف إلى من يوجه سؤاله فالشعب كله كان بالميادين وكأنه عارعلى الشعوب أن يحكمها من حملوا لا إله إلا الله محمد رسول الله وها هو المناضل الصحفى حفيد أل عيسى والذى لا يعرف شىء سوى المعارضة والنضال من خلال الورقة أو من خلال الشاشات التى يتنقل فيها من أجل السبوبة وليس من أجل قضية جوهرية أو من أجل بناء أجيال وإذا به يستفيض فى وصف هؤلاء الإسلاميين وبالطبع جاب ما عنده من قاموس السفاهات والبذاءات التى عودنا عليها وأخذ يعدد فى وصف هؤلاء الإسلاميين وأنهم ما جاءوا إلا من أقصى الأقاليم ومن قاع الريف والنجوع مرتدين جلبابا ومطلقين اللحى وكأنه من شروط النضال عند هذا المناضل الصحفى أن تكون من سكان المدن بل أن تكون من سكان القصورالتى لا نعرف من أين جاء بها هؤلاء الإعلاميين ومموليهم وهاهم آخرون ينتهجون نفس الخطاب الإعلامى المتدنى والذى هو أقرب إلى الثرثرة ولا يقدم شيئا موضوعيا وأخذ هؤلاء جميعا ينددون ويشجبون كيف لمن يرتدى جلبابا أو يطلق لحية أن يطالب بتحقيق رؤيته أو يحلم بإقامة دولته فليس من حق هؤلاء سوى الإقامة بالسجون أو النوم بالمساجد ولا يمكن لهم ممارسة السياسة أو الإقتراب منها لأن للسياسة مواصفات وشروط وهى أن ترتدى الجينز وأن تلبس الحظاظة وأن تدخن سيجارا كوبيا وأن تسهر فى الحفلات الماجنة وألا تتفوه بكلمة إسلامية وهذا كله ليس مستغربا من مثل هؤلاء فلقد هاجم سليل آل عيسى الأذان من قبل وقد إنتقد الإمام البخارى وقد هاجم الكثير من الإسلاميين من قبل بل لو أتيحت له الفرصة لشكك فى الإسلام نفسه ولما لا وهو لا ينتمى إلى الإسلام سوى فى خانة الديانة ولكن الممارسات لا تعكس هذا الدين وربما يتهمنى أحد فيقول كيف تحكم على النوايا فأقول لو صدقت النوايا لحسن القول ولصدق العمل وكذلك ليس مستغربا على ابن الأديب والذى أظهر حسرة وحزنا على تلك الحشود وتساءل مستنكرا كيف لهؤلاء أن يحكمونا ولما لا أيها الإعلامى الفذ وليس بجديد من مثل هذا الإعلامى فهو صاحب شركات إنتاج الأفلام وما أدراك ما تلك الأفلام فهو يريد ألا تبور تجارته وألا ينقطع عيشه لأنه لم يجرب يوما حياة الإسلام أو تطبيق منهجه والمشكلة هنا ليست فى الدفاع عن الإسلام أو الإسلاميين ولكن المشكلة فى تصور هؤلاء المدعين أن للسياسة رجالا لا يصح أن يكون من بينهم هؤلاء الإسلاميين وهم بذلك يريدون إحتكار السياسة لفئة بعينها فكيف بنا نستمع إلى حديثهم عن الحرية والديمقراطية وهم أبعد ما يكون عنها وآن لهم الأوان أن يستوعبوا الدروس ويعلموا أنه ليس بمقدورهم إقصاء أحد خاصة إذا كان هؤلاء هم الإسلاميون ووجب عليهم إيجاد صيغة تضمن لهم التواصل مع بعضهم البعض فلن يستطيع أحد إقصاء الآخرين ولابد أن يكون الجميع شركاء فى وطن يقوم على العدل والحق والمساواة بين الجميع على إختلاف توجهاتهم وتباين هوياتهم وآن الأون أن نذوب جميعا فى بوتقة الوطن بعيدا عن الإقصاء والتهميش وبعيدا عن التخوين والتخويف.

ليست هناك تعليقات: