2‏/8‏/2011

مابين الواقع والأمنيات

لاشك أن من حق الجميع أن يحلم بما يريد ولكن يجب أن تكون لديه مقومات وأدوات لتحقيق ذلك الحلم وإلا تحول من حلم إلى وهم ولاشك أننا عندما نحلم أو نفكر لابد أن نتأمل ونعتبر الآخرين حولنا حتى لا نتوه فى طريق بعيدا عما فى الإمكان بل يجب أن ندرك جيدا مدى قوتنا وحجم تواجدنا قبل إتخاذ خطوات أو السير نحو تنفيذ إجراءات حتى لا نصطدم بحوائط وموانع ربما تجعلنا نتوقف أو تمنعنا من التحرك حتى فى نفس المكان وهكذا فعل هؤلاء الذين يدعون النخبة ويحتكرون القيادة ويتكلمون نيابة عن الجميع بإعتبار أنهم فقط القادرون على الفهم المالكون لأدوات التفكير والتغيير أما الباقون فليس عليهم سوى الطاعة والتنفيذ وهؤلاء النخبة مجازا حاولوا صناعة إئتلافات للثورة ليس من أجل إنجاح الثورة ولكن حتى يساومون بها على المنافسة سواء مع القوى السياسية المتنافسة أو لدى من بيديه السلطة الحاكمة ولم يكفيهم صناعة تلك الإئتلافات بل إستنسخوا منها المئات والتى يضم كل منها بضعة نفر لايتعدوا أصابع اليد أو اليدين وأرادت تلك النخب بهذه الإئتلافات التى لم يكن لها وجود سوى على يافطة أو على قماش خيمة الضغط على المجلس العسكرى أو الحكومة ولم يدرك هؤلاء أنهم يحضرون العفريت وربما لا يستطيعون صرفه وعندما جاءت لحظة الحقيقة لم نرى من هذه الإئتلافات سوى مجرد أسماء أو يافطات ولا وجود لهم على أرض الواقع أو بين الناس وظهر ذلك جليا فى الدعوات الأخيرة التى يسمونها مليونيات وهى لا تتعدى المئات أو العشرات والسبب فى ذلك أن هؤلاء صدقوا أنفسهم بأنهم أصحاب المليونيات وأنهم يقولون للشعب حى إلى الميدان فإذا به يلبى النداء ونسوا أنهم لا يستطيعون التحكم فى جموع الشعب إلا بإقتناع الشعب نفسه وليس من أجل أحد وإعتقد هؤلاء النخبة هم وإئتلافاتهم المزعومة أنهم قادرون على حشد الملايين وجمع الشعوب وهم واهمون لأن الشعب نزل إلى الميادين عندما أراد أن يشعل ثورة وليس تلبية لأحد وإنما تلبية لحاجة فى نفسه وتلبية لنداء ذاته وليس نداء آخرين وعندما إنتهت ثورته من وجهة نظره شعر أنه ليس فى حاجة إلى النزول ناهيك عن تلك الإئتلافات فى الفترة الأخيرة والتى ظهرت فى أسوأ صورها فها هى تتعالى فى حديثها مع الآخرين وباتت تصنف الناس حسب هواها فتصف من لم يحضر إلى الميدان بأنه من أصحاب حزب الكنبه وإستهزأت بآخرين ممن لم يعتصموا فى الميدان بل وقام البعض منهم بسبهم وقذفهم ونسوا أن هؤلاء جميعا هم صناع الثورة ولا يستطيع أحد مهما كان حشدهم إلا بقناعتهم وبرضا أنفسهم فالشعب لم يجبره أحد للخروج إلى الميادين ولكن نداء الواجب هو ما أخرجه أما الآن فإن الغالبية العظمى من الشعب تريد بناء دولة ووطن ولا تريد أن تظل هكذا ثائرين تريد أن تلتقط أنفاسها وتعطى الفرصة للآخرين لتحقيق المطالب وتنفيذ الوعود ولذا غادر هؤلاء الميادين فإحتله آخرون ممن لا تربطهم بالثورة صلة وليس لهم علاقة بالثائرين فإزدادت صورة الميدان تشويها ووضعت الكثير من علامات الإستفهام أمام الثوار فأضحوا كل يوم يتناقصون فى العدد ويختلفون فى الرأى بل ويتشاجرون وهكذا دخل الميدان العديد من الفئات التى ليس لها علاقة بالثورة بل ربما تكون من أشد أعدائها ومن أكثر كارهيها وحان الوقت لنعيد ترتيب صفوفنا وترتيب أولوياتنا ولن يتأتى ذلك إلا بالبدء فى مشروع لبناء الوطن وبناء المواطن فلن نستمر هكذا معتصمين ولن نظل هكذا ثائرين فهيا إلى العمل والبناء والنظر إلى المستقبل القادم فلابد أنه الأفضل بأى حال من الأحوال.

ليست هناك تعليقات: