لاشك أن من حق الجميع أن يحلم بما يريد ولكن يجب أن تكون لديه مقومات وأدوات لتحقيق ذلك الحلم وإلا تحول من حلم إلى وهم ولاشك أننا عندما نحلم أو نفكر لابد أن نتأمل ونعتبر الآخرين حولنا حتى لا نتوه فى طريق بعيدا عما فى الإمكان بل يجب أن ندرك جيدا مدى قوتنا وحجم تواجدنا قبل إتخاذ خطوات أو السير نحو تنفيذ إجراءات حتى لا نصطدم بحوائط وموانع ربما تجعلنا نتوقف أو تمنعنا من التحرك حتى فى نفس المكان وهكذا فعل هؤلاء الذين يدعون النخبة ويحتكرون القيادة ويتكلمون نيابة عن الجميع بإعتبار أنهم فقط القادرون على الفهم المالكون لأدوات التفكير والتغيير أما الباقون فليس عليهم سوى الطاعة والتنفيذ وهؤلاء النخبة مجازا حاولوا صناعة إئتلافات للثورة ليس من أجل إنجاح الثورة ولكن حتى يساومون بها على المنافسة سواء مع القوى السياسية المتنافسة أو لدى من بيديه السلطة الحاكمة ولم يكفيهم صناعة تلك الإئتلافات بل إستنسخوا منها المئات والتى يضم كل منها بضعة نفر لايتعدوا أصابع اليد أو اليدين وأرادت تلك النخب بهذه الإئتلافات التى لم يكن لها وجود سوى على يافطة أو على قماش خيمة الضغط على المجلس العسكرى أو الحكومة ولم يدرك هؤلاء أنهم يحضرون العفريت وربما لا يستطيعون صرفه وعندما جاءت لحظة الحقيقة لم نرى من هذه الإئتلافات سوى مجرد أسماء أو يافطات ولا وجود لهم على أرض الواقع أو بين الناس وظهر ذلك جليا فى الدعوات الأخيرة التى يسمونها مليونيات وهى لا تتعدى المئات أو العشرات والسبب فى ذلك أن هؤلاء صدقوا أنفسهم بأنهم أصحاب المليونيات وأنهم يقولون للشعب حى إلى الميدان فإذا به يلبى النداء ونسوا أنهم لا يستطيعون التحكم فى جموع الشعب إلا بإقتناع الشعب نفسه وليس من أجل أحد وإعتقد هؤلاء النخبة هم وإئتلافاتهم المزعومة أنهم قادرون على حشد الملايين وجمع الشعوب وهم واهمون لأن الشعب نزل إلى الميادين عندما أراد أن يشعل ثورة وليس تلبية لأحد وإنما تلبية لحاجة فى نفسه وتلبية لنداء ذاته وليس نداء آخرين وعندما إنتهت ثورته من وجهة نظره شعر أنه ليس فى حاجة إلى النزول ناهيك عن تلك الإئتلافات فى الفترة الأخيرة والتى ظهرت فى أسوأ صورها فها هى تتعالى فى حديثها مع الآخرين وباتت تصنف الناس حسب هواها فتصف من لم يحضر إلى الميدان بأنه من أصحاب حزب الكنبه وإستهزأت بآخرين ممن لم يعتصموا فى الميدان بل وقام البعض منهم بسبهم وقذفهم ونسوا أن هؤلاء جميعا هم صناع الثورة ولا يستطيع أحد مهما كان حشدهم إلا بقناعتهم وبرضا أنفسهم فالشعب لم يجبره أحد للخروج إلى الميادين ولكن نداء الواجب هو ما أخرجه أما الآن فإن الغالبية العظمى من الشعب تريد بناء دولة ووطن ولا تريد أن تظل هكذا ثائرين تريد أن تلتقط أنفاسها وتعطى الفرصة للآخرين لتحقيق المطالب وتنفيذ الوعود ولذا غادر هؤلاء الميادين فإحتله آخرون ممن لا تربطهم بالثورة صلة وليس لهم علاقة بالثائرين فإزدادت صورة الميدان تشويها ووضعت الكثير من علامات الإستفهام أمام الثوار فأضحوا كل يوم يتناقصون فى العدد ويختلفون فى الرأى بل ويتشاجرون وهكذا دخل الميدان العديد من الفئات التى ليس لها علاقة بالثورة بل ربما تكون من أشد أعدائها ومن أكثر كارهيها وحان الوقت لنعيد ترتيب صفوفنا وترتيب أولوياتنا ولن يتأتى ذلك إلا بالبدء فى مشروع لبناء الوطن وبناء المواطن فلن نستمر هكذا معتصمين ولن نظل هكذا ثائرين فهيا إلى العمل والبناء والنظر إلى المستقبل القادم فلابد أنه الأفضل بأى حال من الأحوال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق