5‏/8‏/2011

ثورة الحرية والفئات المنسية

وسط زخم الثورة المجيدة راح كل منا يبحث عن محاربة الفساد والقضاء على أذناب النظام والسعى للحصول على الحرية وهذا حق للجميع ولكن ربما نسينا أن الشعب لن يتناول إفطاره طبقا من الحرية ولن يتناول وجبة غذاء على أنغام الديمقراطية ولن يجلس لتناول العشاء على مائدة الشفافية ولسنا هنا بصدد الجدل حول أهمية وحتمية كل هذا ولكن لابد أن يسير بالتوازى مع تلك الإصلاحات السياسية الحتمية والضرورية البحث عن وسائل للتنمية وإيجاد سبل للحياة الكريمة والعدالة الإجتماعية فالكثير من الفئات لا تعنيها مثل تلك الشعارات أو حتى الإصلاحات وما يعنيها هى حياتها اليومية التى تقتات منها وتنفق بها على أسرها ووسط هذا الزحام من المشاحنات السياسية نسينا فئات عديدة فلم يذكرها أحد وعلى رأسها أولئك العاطلين عن العمل والذين لا يجدون ما ينفقون به ليس على أسرة كاملة بل لا يستطيعون الإنفاق على أنفسهم وتلك شريحة لا يستهان بها ولابد أن توضع لهم خطة متكاملة لإستيعاب هذه الفئة والتى تمثل ركيزة أساسية لبناء الوطن والنهوض به ليس فقط لسد إحتياجاتهم وإنما للحفاظ عليهم من الإنحراف تحت ضغط الحاجة والفقر ويأتى الفلاح البسيط والذى هو بالأساس المكون الرئيسى والمصدر الأساسى لمتطلبات حياتنا وللحصول على حريتنا وإستعادة إرادتنا لأننا نؤمن بأن من لا يملك قوته لا يملك قراره وما تم هذا العام وبعد الثورة من عدم إنتظام مياه الرى وكأننا لا زلنا نعيش فى عهد العشوائية والتخبط فإذا بالماء متوافرا وزائدا عن الحاجة قبل موسم زراعة الأرزوما يمثله من إهدار للمياه دون جدوى وعندما بدأ الموسم إذا بالترع تجف وإذا بالمياه تنقطع لمدة لا تقل عن عشرين يوما متواصلة مما أدى إلى تأخر زراعة الأرز والذى يؤثرعلى الناتج من الأرزفى الوقت الذى نحن فى أمس الحاجة إلى كل حبة أرز وقمح ومن ناحية أخرى يعانى الفلاح من الإرتفاع الهائل فى أسعار الأسمدة والمبيدات إلى الحد الذى يعجز معه الفلاح فى تلبية متطلبات الزراعة أو مكافحة الآفات وهذا ينعكس سلبا على إنتاجية الأرض كما تشهد أسعار الأعلاف زيادة غير مسبوقة وهذا يدفع الفلاح إلى الإحجام عن تربية المواشى فتزداد أسعاراللحوم ليس هذا فحسب بل يتحول هؤلاء الفلاحين والمربين إلى عاطلين وتزيد نسبة البطالة التى يعانى منها الكثيرين وهذا لأننا لم نلتفت إلى فئات الشعب المختلفة ولم نركزسوى على الحرية والفساد وكأن محاربة أباطرة السوق سواء فى الأعلاف أو الكيماويات ليست من ضمن محاربة الفساد بل هى الأولى بالمحاربة وأن نظرة متعمقة لرعاية الفلاح البسيط وهو من أهم القطاعات فى المجتمع الذى نعتمد عليه فى الإنتاج الزراعى والحيوانى خاصة ونحن نمر بمرحلة لا نريد فيها الإعتماد على الخارج حتى لا يتحكم فى قرارنا أحد لأن حريتنا وتحررنا يبدأ من إمتلاك قوتنا فهل لنا من نظرة إلى هذا الفلاح البسيط الذى هو ركيزة إقتصادنا بل هو ركيزة المجتمع بأسره بل نحن فى حاجة إلى نظرة شاملة.

ليست هناك تعليقات: