17‏/12‏/2010

جبروت نظام أم خضوع شعب ؟

عندما قال الله تعالى فى كتابه مخاطبا قوم فرعون" فإستخف قومه فأطاعوه" لم يكن المعنى أن إستعباد فرعون لقومه ناتج عن قوة فرعون ولكن كان بسبب خضوع القوم أنفسهم إلى فرعون والتسليم له والإقرار بجبروته وعدم التصدى لقوته فكان التسليم والخضوع من جانب القوم هو السبيل ليستمد فرعون قوته ولتعظيم هذه القوة للدرجة التى جعلته يدعى الألوهية وهذا نتيجة إحساسه بالقوة والوحدانية فى سيادة القوم وزاد هذا الشعور إستسلام القوم له وتسليمهم بالخضوع والعبودية فليس من الضرورى أن يكون الحاكم صاحب نفوذ وقوة مستمدة من ذاته بقدر مايمكن أن يمنح القوم هذه القوة والنفوذ إليه بسبب ضعفهم وتقبلهم الخضوع والإذلال والرضا بالمهانة والظلم وكما صنع قوم فرعون بأنفسهم يصنع الأقوام ذلك على إختلاف أشكال وعصور الفرعون الحاكم وعلى إختلاف الأقوام الخاضعة للحكم فعندما يقتنع القوم بأنه لاحيلة لديهم ولاقدرة عندهم فى التصدى للفرعون الحاكم فهم بذلك يقتطعون من قوتهم ليمنحوا الفرعون قوة ويزدادوا هم ضعفا ولكن لو رأى الفرعون أنه عندما يفرض من الإتاوات ويفرض الجبايات ويزور الإنتخابات ويسرق الموارد ويستحوذ على الإمكانات أن هناك من يتصدى لمثل هذه التصرفات فربما يراجع الفرعون حساباته فالقوم الذين يفرض على مساكنهم إتاوات فيدفعوها وهم صاغرين فهذا دليل منتهى الخضوع والتسليم ولم يسأل هؤلاء القوم أنفسهم ماذا لو صار الحال غير الحال وأصبح ليس فى الإمكان دفع تلك الإتاوة فهل سيبيتون فى العراء ؟هل سيتركون منازلهم ؟والإجابة نعم سوف يتركوها وإن لم يكن عن طيب خاطر فسوف يطردون منها والسبب أنهم قبلوا وتنازلوا عن أبسط حقوقهم فى العيش ليس فقط داخل أوطانهم ولكن داخل مساكنهم التى هى ملك أيمانهم ,هل هؤلاء القوم عندما يصبح علاجهم على نفقاتهم وهم كذلك يقبلون وهم مستسلمون عندها ماذا يفعلون لو أصاب أحدهم المرض وهو لايملك ثمن علاجه والإجابة أيضا ببساطه أنه ينتقل إلى الحياة الأخرة ولاتقولوا أن لكل أجل كتاب لأن هذا حق ولكن بالموت وليس القتل إن هؤلاء القوم عندما يصبح تعليم أبنائهم على نفقاتهم إذن فماذا يفعلون عندما يصبح التعليم فى غير مقدورهم والإجابة أن أبنائهم سيصبحون بلا تعليم فى زمن التعليم فيه كالماء والهواء وكل هذا وذاك فى الأساس هؤلاء القوم هم من صنعوه وليس الفرعون الحاكم هو من جاء به لأنهم لم يدفعوا يوما ثمنا ليدافعوا به عن حياتهم أو ليحيوا به حياتهم وحياة أبنائهم لذلك أصبحوا موتى فضحوا بأنفسهم ظنا منهم أنهم يضحوا من أجل أبنائهم ولكنهم ضحوا من أجل الفرعون الحاكم ليزداد قوة وطغيانا وإذلالا ويزدادوا هم فقرا ومرضا وجهلا فلا يقولون ضحينا حتى يعيش أبناءنا بل ضحوا بأنفسهم وأبنائهم من أجل الفرعون ولايقولوا قدر الله وما شاء فعل ولكن يجب أن يقولوا قدر الله ولكننا لم نفعل ماأمرنا الله أن نفعله وإنا لله وإنا إليه راجعون .

ليست هناك تعليقات: