14‏/12‏/2010

نحن والآخر

وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا من هنا نجد أن الله عز وجل خلق الناس جميعا على إختلاف توجهاتهم ومعتقداتهم بل وهويتهم حتى يتم التعارف بين هذا وذاك على إختلافهم ولما كان الإنسان بطبيعته الفطريه يحب التجمع والعيش وسط مجتمعات وليس بمعزل عن الآخرين لذا لزم عليه أن يتعامل مع الناس بإختلافهم فيتحدث إلى هذا ويحاور ذاك مهما كانت الرؤى فلابد من وجود صيغة مشتركة للتعامل والتعايش مع بعضنا البعض ولما كنا نحن العرب والمسلمون أولى الناس بهذا السلوك لأنه نزل فينا قرآنا يحثنا على مثل هذه السلوكيات إلا أننا مع ذلك أقل الأمم تعايشا سواء مع بعضنا البعض أو مع الآخرين فيختلف كل منا مع الآخر لمجرد الإختلاف فى وجهة نظر شخصية تحمل الصواب والخطأ وبنظرة إلى شعوبنا العريضه تجدهم يختلفون لدرجة تكاد تصل إلى الشقاق بسبب أمور لاتستحق الخلاف فبسبب مباراة رياضية لايتقبل كل منا النتائج بل ويريد كل منا أن يظل فائزا على الدوام وبالطبع هذا محال وقد يصل الأمرإلى الفراق بين صديقين وعلى مستوى التوجهات الفكرية فلكل منا توجهاته وآراؤه وأفكاره التى يعتنقها ولابد من التنوع والإختلاف فى الرؤى بين الأشخاص وإلا صرنا نسخه واحدة ولكن خلقنا الله على إختلاف ليكون هناك نوع من التمايز والتميز بين الناس فهذا يميل إلى اليمين وذاك يميل إلى اليسار ولك حزب وللآخر حزب مختلف وهكذا حتى يتباين الناس ويتفاعلوا ويتحاوروا لكننا فى العالم العربى بالرغم من قبولنا كل شىء والسىء منه قبل المفيد والذى جاءنا من الغرب بل ونحاول نحن إستيراد كل مالديهم ونستطيع التعايش معه سريعا ونبرره ونحاول تعميمه والتفاهم حوله إلا أننا لانقبل أنفسنا ولايقبل بعضنا بعضا فتجد من هو فى اليمين يريد الناس جميعا يمين ولايسأل نفسه لما لايكون هو يساريا مع اليساريين ولما له الحق فى أن يغضب ممن ليسوا معه ولما لايغضبوا هم لأنه ليس معهم وهكذا هو الحال ومع أننا ننقل عن الغرب كل شىء إلا أننا ننسى أن الغرب كانوا بالأمس القريب ألد الأعداء ومع ذلك تخطوا هذه المرحله ويجيدون التعايش مع بعضهم بصرف النظر عن إختلافاتهم أما نحن فتعمقنا فى إختلافاتنا لدرجة وصلت إلى حد الخلاف وليس مجرد التباين فى الآراء فإذا فاز حزب ما إدعينا عليه بما ليس فيه بل يصل الأمر إلى حد التجريح والتشويه ونسينا أننا فى الأساس إنما نسعى جميعا من أجل صالح البلاد والعباد وأن كل منا يسعى ويجتهد من وجهة نظره نحو تغيير مسارات ربما يراها غير ملائمة ويريد إصلاحها فهل نحن ندعى السعى إلى الإصلاح فنتهم بعضنا بعضا أم أننا لم نتعلم كيفية التعامل والتعايش مع الآخرين وليس لدينا ثقافة الحوار وتقبل الإختلاف أم أننا نبحث عن مصالح شخصية ومنافع ذاتية تحت مسمى الإصلاح والتغيير أم أن هناك أياد خفية تحاول النيل من وحدة هؤلاء الداعين للإصلاح والساعين بالبلاد نحو مستقبل أفضل وحياة أكرم وتوفير غد أسعد فتدس العملاء وتصنع الفتن وسط هذه الجموع الداعية للإصلاح وإذا بهؤلاء لايريدون توحدا لكن يريدون تبعثرا وتفتتا ليظل النظام الحاكم جاثما فوق الصدور وممسكا بزمام الحكم وهنا يجب على الشرفاء والنبلاء إن كانوا حقا هكذا أن يضعوا إختلافاتهم جانبا وأن ينحوا توجهاتهم بعيدا ويتوحدون جميعا لتحقيق هدف واحد وهو تغيير أوضاع متردية وإستبدال أحوال بائسة فإذا فاز أيهم وجب على الآخرين تهنئته بالفوز والعمل معه لتنفيذ سياسات يراها الجميع فى صالح البلاد والوقوف فى وجهه إذا حاد عن الطريق أو تجاوز الحدود فيكون الحاكم والمحكوم والفائز والمهزوم شركاء فى التغيير والتطوير والإصلاح وليسوا أعداءا أو متحاربين عندها يستطيع الجميع النهوض بوطنه والإرتقاء بشعبه بل والظهور بسلوكيات من شأنها إجبار الآخر على إحترامنا وتقبلنا والتعايش معنا وهذا هو بيت القصيد .

ليست هناك تعليقات: