17‏/12‏/2010

العار لنا

لايغير الله مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم, لقد جرت الإنتخابات وإنتهت فى جو من الغش والتزوير والبلطجة وجميع أنواع وأشكال الفساد المعهود منه والمستحدث وهذا كله ليس بالجديد أو المفاجأة لأننا تعودنا على ذلك من قبل مرارا من قبل نظام لايؤمن إلا برؤيته وفلسفته فى الفساد والهيمنة وليس من مجال للحديث عن فساد النظام لأننا نعرفه مسبقا بل ربما نعرف يقينا أنه يحاول بشتى الطرق تزوير إرادة الأمة وتمت الإنتخابات فى جو فاسد ووسط إجراءات قمعية وإرهابية منذ الإعلان عن بدء الدعاية الإنتخابية وبالرغم من صدور العديد من الأحكام القضائية التى قضت بتأجيل الإنتخابات فى دوائر عدة إلا أن النظام ضرب عرض الحائط بهذه الأحكام ولم يلق لها بالا وأجرى الإنتخابات رغم عدم مشروعيتها وقام بتزويرها بمنتهى السفور ودون مراعاة لأي قوانين أو أعراف ودون أدنى إعتبارات لحقوق المواطنين أو مراعاة لمشاعرهم وردود أفعالهم وكأنه يرسل رسالة مفادها أن الشعب لاشىء ولاقيمة له وأن النظام قادر على فعل كل شىء سواء كان مشروعا أو ممنوعا كل هذا تم بالرغم من عدم شرعيته وجاءت نتائج الإنتخابات وهى ليست بغريبة أو مفاجئة لكل صاحب عقل ورؤية لأنها تكاد تكون معروفة سلفا ولكن الغريب فى الأمر أننا ومع علمنا بما يقوم به النظام لم نستطع فعل شىء أو التصدى له أو حتى التقليل من أثاره وكأننا نحن الشعب من نرسل رسالة إلى النظام بأننا نحن الضعفاء والمستضعفين نحن الذين لاحيلة لنا ولانملك من أمرنا شيئا سوى الندب على سوء حظنا وشجب مايقوم به النظام وكأننا تقمصنا دور الأنظمة العربية فى إدانتها للأحداث العربية ولانملك شيئا نؤثر به فى العملية السياسية إذن لماذا نلوم أنظمة لاتستطيع التأثير الدولى ونحن أيضا لانستطيع فعل أى شىء على مستوى دولنا بل على مستوى دوائرنا وأحيائنا بل ولانملك أصواتنا التى هى ملك يميننا إذن فلماذا نلوم أنظمة على الخنوع ونحن أكثر منهم خنوعا إننا كشعب نحن من نساعد النظام فى الإستقواء علينا وإمتهان كرامتنا والنيل من حرياتنا لأننا تخلينا عن رجولتنا وأصبحنا نقول ولانفعل وإن فعلنا لانؤمن بالفعل إننا تخلينا عن ثوابت قيمنا فأصبحنا لانعدو سوى جماعة من البشر لاتملك من الأمر شيئا ليس لأن الأمر ليس بأيدينا ولكن لأننا تخلينا عن كل شىء فى سبيل الحياة وضحينا بكل شىء فى سبيل الإستمرار فى حياة نعيشها وهى ليست بحياة بل ربما آثرنا حياة لم نحياها بالفعل بسبب خوف من إحتمال حياة خلف أسوار ولكنها ربما تكون هى الحياة الحقيقية أو هى المدخل والطريق إلى الحياة الكريمة التى تليق بنا إننا يجب ألا نغالط أنفسنا فنجلس ونندب حظوظنا على حكومة تتحكم فى مقدراتنا وندعى عدم الحيلة لأننا فى واقع الأمر لم نقدم شيئا يأخذ بأيدينا إلى حيث نريد ونبتغى سوى التنديد والعويل , نحن الذين تخلينا عن حياتنا من أجل حياة فى سجن أكبر هى حياتنا التى لم نحياها نحن الذين إدعينا أننا لانستطيع التضحية بحياتنا من أجل مستقبل أولادنا أو أسرتنا التى نعولها وهذه هى حجتنا التى لطالما ندعيها ولم نسأل أنفسنا أى حياة تلك التى نحافظ عليها ونحن بالأساس لم نحياها أى أسرة تلك التى نحافظ عليها ونحن لم نؤسسها أى مستقبل هذا الذى نحافظ عليه ونحن لم نصنع حاضرنا إننا جميعا مذنبون فى حق أنفسنا وفى حق أولادنا وفى حق أوطاننا لأننا تقاعسنا بل وتبلدنا عن طريق حجج لم ترق إلى مستوى الحقيقة ولكن ربما الحقيقة هى حرصنا على حياة عبودية ومذلة وإمتهان ومع ذلك نريد أن نعيشها مع حاضر بائس ومستقبل مظلم ولم نرفض بل نحن لم نفعل شيئا لتغيير أوضاع قائمة أو تحسين أحوال متردية وخشينا على أموال لم نحصل عليها قط وعائلات لم نكونها بعد ولكننا نحاول تبرير خنوعنا والتنديد بواقع نحن من صنعناه ولاأحد سوانا فهل قام كل منا بواجبه نحو إنتخابات تستحق منا التضحية هل قدم كل منا صوته وجند نفسه ومن حوله لتكوين تكتلات فكرية تواجه وتتحدى نظام نحن نعلم جيدا ماينوى فعله أم أننا إعتبرنا سلفا أن مابأيدينا حيلة فتخاذلنا وخضعنا لظروف لم نسعى فى الأساس لتغييرها هل صمدنا وتحدينا نظام ووقفنا فى وجه تزوير نحن من نشارك فيه أم أننا جلسنا مراقبين ومنتقدين وإكتفينا بدورنا كمن لايملك من أمره شيئا إننا لم نفعل مايتوجب علينا فعله تجاه تغيير أوضاع ولم نبذل من أجلها سوى التنديد والعويل وهذا لأننا لانريد تضحية ولم ندرك أنه لاتقدم بلا عمل ولانجاح بلا تضحيات ولاعزة بلا عناء فظل كل منا فى مكانه يحاول إقناع نفسه بأنه ليس فى الإمكان أكثر مما كان ,إن مافعله النظام بنا وليس بإنتخابات فحسب هى رسالة من النظام لشعب ربما يعرف النظام أنه لايزال يحبوا خطوات أولية ولم يصل بعد إلى مرحلة السير نحو تغيير أو إعتناق قيم من شأنها تغيير هيئة النظام ,إن الحكومة بتزويرها الإنتخابات وفعل ماتشاء ماهى إلا رسالة إلى شعب تعنى أنكم لاتمثلون شيئا ولانخشى منكم ردة فعل وكأن الشعب لاشىء وذلك لأننا وبحق من أعطى هذا الإنطباع إلى النظام بأننا شعب لايزال يحبوا بل يهرول مسرعا لمجرد خوفه من حياة إضطهاد أو تعذيب أوحرمان وهو فى الوقت نفسه لايحيا الحياة ولا ينعم برخاء ولايجد قوت يومه ولا يمارس حريته فأى حياة تلك التى نحرص عليها وما هى إلا حجج لتبرير خنوع وخضوع وتقبل مزلة ومهانة أم أننا حقا كما يرانا النظام لاشىء فى كل شىء .

ليست هناك تعليقات: